بسم الله الرحمن الرحيم
من اهم ادلة امامة الامام امير المؤمنين (عليه السلام) اية الولاية " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " لكن المخالفين ما انفكوا يحاولون طرح إشكالات على مفاد الاية رغم وضوح دلالتها وقطعية نزولها في حق الامام امير المؤمنين (عليه السلام) ومن هذه الإشكالات الباردة قولهم ان هذا الدليل ينقض مذهب الشيعة لانه يقصر الولاية على امير المؤمنين (عليه السلام) بصيغة الحصر (انما) فيدل على سلب الامامة عن باقي الائمة (عليهم السلام) كما ينفي امامة باقي الخلفاء ؟وفي الحقيقة اصل هذا الاشكال والشبهة منقولة عن الدهلوي صاحب كتاب التحفة الاثني عشرية وذكرها الالوسي في تفسيره وانتحلها بدوره القفاري في كتابه نقد أصول الشيعة ، وفي الحقيقة هذه التشكيكات لا يمكنها ان تقلل من شأن قوة الاستدلال بهذه الاية الكريمة ولعلمائنا عدة أجوبة عنها نذكر باختصار احدها :
لا شك في دلالة كلمة (انما) على الحصر وهذا ما تسالم عليه اهل اللغة وثبت ان (الذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) هو امير المؤمنين (عليه السلام) وهو المصداق الأوحد لهذه الاية فيثبت انه هو الامام والولي بعد رسول الله (صلى الله عليه واله) وكذا تنفي خلافة من كان معاصرا له من الصحابة . لكن لا منافاة بين دلالة الاية على الحصر وامامة باقي الائمة من اهل البيت (عليهم السلام) وتوضيح ذلك :
فاكثر علماء الأصول على ان الجملة المحصورة لها مفهوم أي مدلول التزامي سلبي وبعبارة أخرى ان للاية دلالتين الأولى دلالة منطوق الاية وهو مدلولها المطابقي وهو ثبوت الولاية لله ولرسوله وللذين امنوا والدلالة الثانية دلالة مفهوم الاية وهو مدلول الالتزامي وهو نفي الولاية عن غير هؤلاء .
ومن المتفق عليه بين الفريقين تقدم المدلول المطابقي على المدلول الالتزامي لقوة ظهوره قال الرازي في محصوله : ( المنطوق مقدم على المفهوم اذا جعلنا المفهوم حجة لان المنطوق اقوى دلالة على الحكم من المفهوم ) (1) فاذا دلت ايات او روايات أخرى غير اية الولاية على امامة باقي الائمة (عليهم السلام) دلت بمنطوقها (مدلولها المطابقي) فيقدم على مفهوم اية الولاية .
ونحن لدينا العديد من الروايات الصحيحة التي تدل بمنطوقها على امامة باقي أئمة اهل البيت (عليهم السلام) .
(1) المحصول ج5ص579الناشر - جامعة الامام محمد بن سعود - الرياض.
تعليق