احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام في الخلافة ومطالبته بحقه
الذي يراجع كتب الحديث والسيرة ـ في خصوص هذا الشأن ـ يجد كثيراً من احتجاجاته ومناشداته ـ عليه السلام ـ في الخلافة ، وكذلك من يراجع نهج البلاغة يجد كثيراً من الخُطب والكلمات التي تكشف عن مدى تأثره ـ عليه السلام ـ ، ويجد تلك النفس التي ملؤها الحسرة والتأسف كل ذلك بسبب ما حصل من القوم في حقه.
فقد روى كثير من المحدّثين أنّه عقيب يوم السّقيفة تألّم وتظلّم ، واستنجد واستصرخ ، حيث ساموه الحضور والبيعة ، وأنّه قال وهو يشير إلى القبر : ( يابن أُمَّ إن القوم استضعفوني وكادُوا يقتُلُونني ) (2) ، وأنه قال : واجعفراه ! ولا جعفر لي اليوم ! واحمزتاه ولا حمزةَ لي اليوم (3) !
وفيما يلي نذكر بعض خطبه واحتجاجاته في الخلافة ، وبعض النصوص التي تكشف عن موقفه تجاههم :
1 ـ روي أن علياً ـ عليه السلام ـ أُتي به إلى أبي بكر وهو يقول :
أنا عبد الله ، وأخو رسوله ، فقيل له بايع أبا بكر.
فقال : أنا أحقُّ بهذا الامر منكم ، لا أبايعكم ، وأنتم أولى بالبيعة لي ، أخذتم هذا الامر من الانصار ، واحتججتم عليهم بالقرابة من النبي ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ وتأخذونه منّا أهل البيت غصباً ؟ ألستم زعمتم للانصار أنكم أولى بهذا الامر منهم لمّا كان محمد منكم ، فأعطوكم المقادة ، وسلّموا إليكم الامارة ، وأنا أحتجّ عليكم بمثل ما احتججتم به على الانصار ، نحن أولى برسول الله حيّاً وميّتاً ، فأنصفونا إن كنتم تؤمنون ، وإلا فبوؤا بالظلم وأنتم تعلمون.
فقال عمر : إنك لست متروكاً حتى تبايع.
فقال له عليّ : احلب حلباً لك شطره ، واشدد له اليوم أمره يردد عليك غداً ، ثم قال : والله يا عمر لا أقبل قولك ولا أبايعه. ـ إلى أن قال لهم ـ :
الله الله يا معشر المهاجرين ، لا تُخرجوا سلطان محمد في العرب عن داره وقعر بيته ، إلى دوركم وقعر بيوتكم ، ولا تدفعوا أهله عن مقامه في الناس وحقه ، فو الله يا معشر المهاجرين لنحن أحق الناس به ، لانّا أهل البيت ، ونحن أحقُّ بهذا الامر منكم ، أما كان فينا القارئ لكتاب الله ، الفقيه في دين الله ، العالم بسنن رسول الله ، المضطلع بأمر الرعية ، المدافع عنهم الامور السيئة ، القاسم بينهم بالسوية ، والله إنه لفينا ، فلا تتبعوا الهوى فتضلّوا عن سبيل الله ، فتزدادوا من الحق بُعداً (4).
2 ـ لما بويع أبو بكر في يوم السقيفة وجُددت البيعة له يوم الثلاثاء على العامة ، خرج علي ـ عليه السلام ـ فقال : أفسدت علينا أمورنا ، ولم تستشر ، ولم تَرْعَ لنا حقا.
فقال أبو بكر : بلى ، ولكني خشيت الفتنة (5).
3 ـ قوله ـ عليه السلام ـ : واعجبا أن تكون الخلافةُ بالصحابة ولا تكون بالصحابة والقرابة.
قال الشريف الرضي ـ رحمه الله ـ : وقد رويَ له شعر قريب من هذا المعنى وهو :
مناظرات في الإمامة / عبد الله حسن
الذي يراجع كتب الحديث والسيرة ـ في خصوص هذا الشأن ـ يجد كثيراً من احتجاجاته ومناشداته ـ عليه السلام ـ في الخلافة ، وكذلك من يراجع نهج البلاغة يجد كثيراً من الخُطب والكلمات التي تكشف عن مدى تأثره ـ عليه السلام ـ ، ويجد تلك النفس التي ملؤها الحسرة والتأسف كل ذلك بسبب ما حصل من القوم في حقه.
فقد روى كثير من المحدّثين أنّه عقيب يوم السّقيفة تألّم وتظلّم ، واستنجد واستصرخ ، حيث ساموه الحضور والبيعة ، وأنّه قال وهو يشير إلى القبر : ( يابن أُمَّ إن القوم استضعفوني وكادُوا يقتُلُونني ) (2) ، وأنه قال : واجعفراه ! ولا جعفر لي اليوم ! واحمزتاه ولا حمزةَ لي اليوم (3) !
وفيما يلي نذكر بعض خطبه واحتجاجاته في الخلافة ، وبعض النصوص التي تكشف عن موقفه تجاههم :
1 ـ روي أن علياً ـ عليه السلام ـ أُتي به إلى أبي بكر وهو يقول :
أنا عبد الله ، وأخو رسوله ، فقيل له بايع أبا بكر.
فقال : أنا أحقُّ بهذا الامر منكم ، لا أبايعكم ، وأنتم أولى بالبيعة لي ، أخذتم هذا الامر من الانصار ، واحتججتم عليهم بالقرابة من النبي ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ وتأخذونه منّا أهل البيت غصباً ؟ ألستم زعمتم للانصار أنكم أولى بهذا الامر منهم لمّا كان محمد منكم ، فأعطوكم المقادة ، وسلّموا إليكم الامارة ، وأنا أحتجّ عليكم بمثل ما احتججتم به على الانصار ، نحن أولى برسول الله حيّاً وميّتاً ، فأنصفونا إن كنتم تؤمنون ، وإلا فبوؤا بالظلم وأنتم تعلمون.
فقال عمر : إنك لست متروكاً حتى تبايع.
فقال له عليّ : احلب حلباً لك شطره ، واشدد له اليوم أمره يردد عليك غداً ، ثم قال : والله يا عمر لا أقبل قولك ولا أبايعه. ـ إلى أن قال لهم ـ :
الله الله يا معشر المهاجرين ، لا تُخرجوا سلطان محمد في العرب عن داره وقعر بيته ، إلى دوركم وقعر بيوتكم ، ولا تدفعوا أهله عن مقامه في الناس وحقه ، فو الله يا معشر المهاجرين لنحن أحق الناس به ، لانّا أهل البيت ، ونحن أحقُّ بهذا الامر منكم ، أما كان فينا القارئ لكتاب الله ، الفقيه في دين الله ، العالم بسنن رسول الله ، المضطلع بأمر الرعية ، المدافع عنهم الامور السيئة ، القاسم بينهم بالسوية ، والله إنه لفينا ، فلا تتبعوا الهوى فتضلّوا عن سبيل الله ، فتزدادوا من الحق بُعداً (4).
2 ـ لما بويع أبو بكر في يوم السقيفة وجُددت البيعة له يوم الثلاثاء على العامة ، خرج علي ـ عليه السلام ـ فقال : أفسدت علينا أمورنا ، ولم تستشر ، ولم تَرْعَ لنا حقا.
فقال أبو بكر : بلى ، ولكني خشيت الفتنة (5).
3 ـ قوله ـ عليه السلام ـ : واعجبا أن تكون الخلافةُ بالصحابة ولا تكون بالصحابة والقرابة.
قال الشريف الرضي ـ رحمه الله ـ : وقد رويَ له شعر قريب من هذا المعنى وهو :
مناظرات في الإمامة / عبد الله حسن
تعليق