بسم الله الرحمن الرحيم
ولله الحمد والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
قصة نزول سورة الانسان المعروفة بسورة (هل أتى):-
جاء في تفسير نور الثقلين: عن الامام الباقر عليه السلام واللفظ له في قوله تعالى : " هل اتى على الانسان حين من الدهر " انه مرض الحسن والحسين عليهما السلام فعادهما رسول الله في جميع اصحابه وقال لعلي : يا ابا الحسن لو نذرت في ابنيك نذرا عافاهما الله ، فقال : أصوم ثلاثة ايام وكذلك قالت فاطمة والحسن والحسين وجاريتهم فضة فبرئا فأصبحوا صياما وليس عندهم طعام ، فانطلق علي إلى جار له من اليهود يقال له فنحاص بن الحارا وفي رواية شمعون بن حاريا يستقرضه وكان يعالج الصوف ، فأعطاه جزة من صوف وثلاثة أصوع من شعير ، وقال : تغزلها ابنة محمد فجاء بذلك فغزلت فاطمة ثلث الصوف ثم طحنت صاعا من الشعير وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص ، فلما جلسوا خمستهم فأول لقمة كسرها علي عليه السلام اذا مسكين على الباب يقول : السلام عليكم يا أهل بيت محمد انا مسكين من مساكين المسلمين أطعمونى مما تأكلون أطعمكم الله على موائد الجنة فوضع اللقمة من يده وقال :
فاطم ذات المجد واليقين * يا بنت خير الناس أجمعين
اما ترين البائس المسكين * قد قام بالباب له حنين
يشكو الينا جائع حزين * كل امرئ بكسبه رهين
امرك سمعا يا ابن عم وطاعة * ما في من لؤم ولا وضاعة
أطعمه ولا أبالي الساعة * ارجوا اذا اشبعت ذا مجاعة
ان ألحق الاخيار والجماعة * وادخل الخلد ولي شفاعة
ودفعت ما كان على الخوان اليه وباتوا جياعا ، واصبحوا صياما ولم يذقووا الا الماء القراح ، فلما أصبحوا غزلت الثلث الثاني وطحنت صاعا من الشعير وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص ، فلما جلسوا خمستهم وكسر على لقمة اذا يتيم على الباب يقول السلام عليكم أهل بيت محمد ، انا يتيم من يتامى المسلمين أطعمونيى مما تأكلون اطعمكم الله من موائد الجنة فوضع اللقمة من يده وقال :
فاطم بنت السيد الكريم * بنت نبي ليس بالذميم
قد جاءنا الله بذا اليتيم * من يرحم اليوم فهو رحيم
موعده في جنة النعيم * حرمها الله على اللئيم
فقالت فاطمة :
انى اعطيه ولا ابالي * واوثر الله على عيالي
امسوا جياعا وهم اشبالي
ثم دفعت ما كان على الخوان اليه وباتوا جياعا ، لا يذوقون الا الماء القراح ، فلما اصبحوا غزلت الثلث الباقي وطحنت الصاع الباقي وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص ، فلما جلسوا خمستهم فأول لقمة كسرها علي عليه السلام اذا اسير من اسراء المشركين على الباب يقول : السلام عليكم أهل بيت محمد تأسروننا وتشدوننا ولا تطعموننا فوضع علي عليه السلام اللقمة من يده وقال :
فاطم يا بنت النبي أحمد * بنت نبي سيد مسدد
هذا اسير للنبي المهتدي * مكبل في غلة مقيد
يشكوا الينا الجوع قد تقدد * من يطعم اليوم يجده في غد
عند العلي الواحد الممجد
فقالت فاطمة :
لم يبق مما كان غير صاع * قد رميت كفي مع الذراع
وما على رأسي من قناع * الا عباء نسجه بصاع
ابناي والله من الجياع * يا رب لا تتركهما ضياع
ابوهما للخير ذو اصطناع * عبل الذراعين شديد الباع
واعطته ما كان على الخوان وباتوا جياعا ، واصبحوا مفطرين وليس عندهم شئ ، فرآهم النبي صلى الله عليه وآله جياعا فنزل جبرئيل عليه السلام ومعه صحفة من الذهب مرصعة بالدر والياقوت مملوة من الثريد وعراقا تفوح منها رائحة المسك والكافور ، فجلسوا وأكلوا حتى شبعوا ولم تنقص منها لقمة ، وخرج الحسين ومعه قطعة عراق فنادته امرأة يهودية يا اهل بيت الجوع من اين لكم هذا أطعمنيها ؟ فمد يده الحسين ليطعمها فهبط جبرئيل واخذها من يدها ورفع الصحفة إلى السماء ، فقال النبى صلي الله عليه وآله : لو لا ما أراد الحسين من اطعام الجارية تلك القطعة لتركت تلك الصحفة في أهل بيتي يأكلون منها إلى يوم القيامة ، ونزل : يوفون بالنذر وكان الصدقة في ليلة خمس وعشرين من ذى الحجة، ونزلت " هل اتى " في اليوم الخامس والعشرين منه..
********************
اللّهم صلّ على محمد وآل محمد
ولهذا الله سبحانه وتعالى اختاركم من بين الخلق وجعلكم سادة عليهم..
والله لم يقدّركم أحد حقّ قدره، بل سعى الناس للنيل منهم بالقتل والتشريد..
انّا لله وانّا اليه راجعون والعاقبة للمتقين، ولكن هيهات أن يُطفأ نور الله..
ولله الحمد والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
قصة نزول سورة الانسان المعروفة بسورة (هل أتى):-
جاء في تفسير نور الثقلين: عن الامام الباقر عليه السلام واللفظ له في قوله تعالى : " هل اتى على الانسان حين من الدهر " انه مرض الحسن والحسين عليهما السلام فعادهما رسول الله في جميع اصحابه وقال لعلي : يا ابا الحسن لو نذرت في ابنيك نذرا عافاهما الله ، فقال : أصوم ثلاثة ايام وكذلك قالت فاطمة والحسن والحسين وجاريتهم فضة فبرئا فأصبحوا صياما وليس عندهم طعام ، فانطلق علي إلى جار له من اليهود يقال له فنحاص بن الحارا وفي رواية شمعون بن حاريا يستقرضه وكان يعالج الصوف ، فأعطاه جزة من صوف وثلاثة أصوع من شعير ، وقال : تغزلها ابنة محمد فجاء بذلك فغزلت فاطمة ثلث الصوف ثم طحنت صاعا من الشعير وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص ، فلما جلسوا خمستهم فأول لقمة كسرها علي عليه السلام اذا مسكين على الباب يقول : السلام عليكم يا أهل بيت محمد انا مسكين من مساكين المسلمين أطعمونى مما تأكلون أطعمكم الله على موائد الجنة فوضع اللقمة من يده وقال :
فاطم ذات المجد واليقين * يا بنت خير الناس أجمعين
اما ترين البائس المسكين * قد قام بالباب له حنين
يشكو الينا جائع حزين * كل امرئ بكسبه رهين
امرك سمعا يا ابن عم وطاعة * ما في من لؤم ولا وضاعة
أطعمه ولا أبالي الساعة * ارجوا اذا اشبعت ذا مجاعة
ان ألحق الاخيار والجماعة * وادخل الخلد ولي شفاعة
ودفعت ما كان على الخوان اليه وباتوا جياعا ، واصبحوا صياما ولم يذقووا الا الماء القراح ، فلما أصبحوا غزلت الثلث الثاني وطحنت صاعا من الشعير وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص ، فلما جلسوا خمستهم وكسر على لقمة اذا يتيم على الباب يقول السلام عليكم أهل بيت محمد ، انا يتيم من يتامى المسلمين أطعمونيى مما تأكلون اطعمكم الله من موائد الجنة فوضع اللقمة من يده وقال :
فاطم بنت السيد الكريم * بنت نبي ليس بالذميم
قد جاءنا الله بذا اليتيم * من يرحم اليوم فهو رحيم
موعده في جنة النعيم * حرمها الله على اللئيم
فقالت فاطمة :
انى اعطيه ولا ابالي * واوثر الله على عيالي
امسوا جياعا وهم اشبالي
ثم دفعت ما كان على الخوان اليه وباتوا جياعا ، لا يذوقون الا الماء القراح ، فلما اصبحوا غزلت الثلث الباقي وطحنت الصاع الباقي وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص ، فلما جلسوا خمستهم فأول لقمة كسرها علي عليه السلام اذا اسير من اسراء المشركين على الباب يقول : السلام عليكم أهل بيت محمد تأسروننا وتشدوننا ولا تطعموننا فوضع علي عليه السلام اللقمة من يده وقال :
فاطم يا بنت النبي أحمد * بنت نبي سيد مسدد
هذا اسير للنبي المهتدي * مكبل في غلة مقيد
يشكوا الينا الجوع قد تقدد * من يطعم اليوم يجده في غد
عند العلي الواحد الممجد
فقالت فاطمة :
لم يبق مما كان غير صاع * قد رميت كفي مع الذراع
وما على رأسي من قناع * الا عباء نسجه بصاع
ابناي والله من الجياع * يا رب لا تتركهما ضياع
ابوهما للخير ذو اصطناع * عبل الذراعين شديد الباع
واعطته ما كان على الخوان وباتوا جياعا ، واصبحوا مفطرين وليس عندهم شئ ، فرآهم النبي صلى الله عليه وآله جياعا فنزل جبرئيل عليه السلام ومعه صحفة من الذهب مرصعة بالدر والياقوت مملوة من الثريد وعراقا تفوح منها رائحة المسك والكافور ، فجلسوا وأكلوا حتى شبعوا ولم تنقص منها لقمة ، وخرج الحسين ومعه قطعة عراق فنادته امرأة يهودية يا اهل بيت الجوع من اين لكم هذا أطعمنيها ؟ فمد يده الحسين ليطعمها فهبط جبرئيل واخذها من يدها ورفع الصحفة إلى السماء ، فقال النبى صلي الله عليه وآله : لو لا ما أراد الحسين من اطعام الجارية تلك القطعة لتركت تلك الصحفة في أهل بيتي يأكلون منها إلى يوم القيامة ، ونزل : يوفون بالنذر وكان الصدقة في ليلة خمس وعشرين من ذى الحجة، ونزلت " هل اتى " في اليوم الخامس والعشرين منه..
********************
اللّهم صلّ على محمد وآل محمد
ولهذا الله سبحانه وتعالى اختاركم من بين الخلق وجعلكم سادة عليهم..
والله لم يقدّركم أحد حقّ قدره، بل سعى الناس للنيل منهم بالقتل والتشريد..
انّا لله وانّا اليه راجعون والعاقبة للمتقين، ولكن هيهات أن يُطفأ نور الله..
تعليق