السلام عليكم
النوم وجمال البشرة:ويُعد النوم من أنجح علاجات البشرة وأقلها كَلفة، وهو يساعد على ضمان جمال البشرة وصفائها. فمن المتفق عليه أنّ كريمات الجلد ومستحضرات تجميل البـَشرة مهما اختلفت أنواعها لا تؤدي إلى النتيجة المرجوة منها إن لم يدعمها نوم صحي وهادئ؛ فالحرمان الحاد والمزمن من النوم أثناء الليل، أو المعاناة من رداءته بسبب اضطرابات النوم المختلفة، يمكن أن يُظهر البشرة بشكل جاف ومُرهَق، ويؤثر بشكل سلبي على نضارة العينين ويظهرهما بشكل ذابل، ويجعل من الصعب التخلص من الهالات السوداء المحيطة بهما، كما أشارت إحدى الدراسات البريطانية (عام 2011). وبالرغم من محاولة كثير من الذين يعانون من الأرق المزمن، أو كثرة التململ أثناء النوم التغلب على مظاهر الحرمان من النوم على وجوههم والتظاهر بالنشاط إلا أنّ من الصعب عليهم إخفاء ذبول العينين وملامح الإرهاق والتعب على بشرة الوجه. ونتيجة لذلك تلجأ بعض النساء في كثير من الأحيان إلى استخدام كريمات الأساس ومساحيق التجميل بشكل مُكثـّف في محاولة لإخفاء الهالات السوداء المحيطة بالعينين، وإضفاء بعض النضارة على بشرة الوجه.
ما هى أفضل البرامج المتكاملة لاستعادة نضارة البشرة
النوم ونضارة البشرة:
إنّ من أهم ما يدعم حقيقة أثر النوم على البشرة خاصية النوم العميق (المرحلة الثالثة) التي يحتاج الإنسان إلى أن يتعرض إليها خلال نومه بنسبة لا تقل عن 25 % من مجموع ساعات النوم، والتي تتراوح من 7 إلى 8 ساعات في الليلة كمعدل طبيعي للبالغين متوسطي الأعمار. ففي مرحلة النوم العميق يقوم الجسم بإفراز هرمون النمو (Growth Hormone) بشكل مكثف، وهو ضروري لاكتمال النمو البدني والعقلي - خاصة لدى الأطفال، وأساس لترميم وعلاج خلايا الجسم المختلفة، واستبدال المعطوب منها، وصيانة أعضاء الجسم وإعادة تأهيلها. ومن الثابت علمياً أنّ أنسجة الجلد تحوي أسرع الخلايا انقساماً وتكاثراً؛ حيث تحتاج إلى استبدال سريع وفعال للحفاظ على رطوبة البشرة ونضارتها، وحمايتها من المؤثرات الخارجية كالحرارة والبرودة، والرطوبة وأشعة الشمس والهواء الملوث.
آثار الحرمان من النوم على البشرة:
من الطبيعي أن يظهر التأثير الأكبر للحرمان من النوم على شكل جفاف البشرة وتشققها، وتجعد الجلد، كما أنه من المنطقي أن تكون هذه الحقيقة أحد الأسباب التي تجعل أطباء الأمراض الجلدية واختصاصيي العناية بالبشرة ينصحون باستعمال كريمات الجلد قبل الخلود للنوم لضمان الاستفادة القصوى منها أثناء الليل؛ فمستحضرات الريتتينويد ومضادات الأكسدة كفيتامين Cو E تفقد جزءاً كبيراً من فعاليتها عند تعرضها للشمس والهواء، وتؤدي إلى نتيجة أفضل أثناء النوم مدعومة بالأثر الإيجابي لهرمون النمو، كما تعمل مستحضرات العناية بالبشرة على الحفاظ على رطوبة الجلد وإعادة ترويته بفعالية خلال ساعات النوم في غياب العوامل المضادة كأشعة الشمس وتلوث الجو، وبعض مستحضرات التجميل (الماكياج).
النوم حب الشباب:
من الثابت علمياً تأثر جهاز المناعة سلباً بالأرق المزمن وزيادة التوتر مما يمكن أن يجعل الجلد عرضة للتهابات البكتيرية، ويُضعف قدرته على مقاومة حب الشباب. فالتوتر المصاحب للإجهاد البدني والنفسي الناتج عن الحرمان من النوم يزيد من إفراز الغدة فوق الكظرية لهرمون (الكورتيزول) مما يؤدي إلى زيادة في إفراز غدد العرق الجلدية، كما يسبب اختلاط العرق والإفرازات الدهنية الزائدة بخلايا الجلد المستبدلة إلى انسداد مسام الغدد العَرَقية، وتكاثر البكتيريا المسببة لحب الشباب. وقد أثبتت بعض الدراسات العلاقة الوطيدة بين قلة النوم وزيادة الوزن حيث يمكن أن تصل نسبة البدانة إلى 55 % لدى الأشخاص الذين يبلغ معدل نومهم أقل من خمس ساعات في الليلة مقارنة بغيرهم من أصحاب النوم الكافي. وتُعد البدانة أحد عوامل الإصابة بحب الشباب والتهابات الجلد البكتيرية والفطرية نظراً لزيادة إفراز الغدد العرقية والدهنية
تحياتي حمامة الحرم
تعليق