الشيخ غوث بخش (كهوكهر)([1]) الحنفي
الباكستاني طالب علم ديني
إعتنق مذهب الشيعة الإماميّة عام 1376 هـ .
ولد غوث بخش في (چاه حسين واله ـ الباكستان) عام 1358. جاء في كتابه إلى الرضوي تحت عنوان (سبب تشيّعي) أضاف عندي أحد السادة في إحدى الليالي، فسألني عن مذهبي، أجبته بأني على مذهب الإمام الأعظم ثمّ سألني من هو إمامك، فأجبته... أمّا إمامي الأول، فأبو بكر، والثاني عمر، والثالث عثمان، والرابع عليّ، والخامس معاوية، والسادس يزيد بن معاوية. فقال السيد: هذا إمام؟ هذا الذي مصيره إلى جهنّم، يزيد قاتل الحسين(عليه السلام)، أبو بكر وعمر وعثمان غصبوا حق عليّ وحق ابنة الرسول، وكسروا ضلعها. ثمّ سرد عليّ الحوادث وأسمعنيها وقال: إن كنت تريد الجنة فتعلق بأذيال عليّ(عليه السلام) وأولاده. ثمّ قال: اذهب وحقق، وذهب في الصباح، فغمّني كلامه هذا. وحدّثني مشافهة فقال:
كنت نائماً ليلةً من الليالي فى بلدتي (ضلع مظفر گهر) في الباكستان الغربية، فأتاني آت في النوم يأمرني بالقيام لطلب العلم، فأيقظني من النوم، ثمّ عدت إلى النوم، فجاءني مرّةً ثانية وايقظني أيضاً فنمت، فعاد إليّ للمرة الثالثة مؤكداً، ورفسني برجله قائلاً: قم واطلب العلم([2])، فقمت من منامي وأنا مصمّم على طلب العلم لكن على مذهب الشيعة الإماميّة، لا غيره، هكذا وجدت نفسي تحرّضني، فصرت أبحث عن المدارس الشيعية مدّة ثلاثة أشهر، وفي خلالها كنت اُطالع كتب السنّة فوقع يوماً بيدي كتاب اسمه (تعليم الإسلام)([3])، وضع للمدارس الابتدائية على مذهب السنّة اخذت في مطالعة الكتاب فوجدت فيه تراجم ضافية لأبي بكر وعمر وعثمان، وعندما وصل مؤلِّفه إلى ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) رأيته بخسه حقّه فاكتفى بالنزر اليسير من ترجمته، يسير جداً بالنسبة إلى ما سرده في ترجمة هؤلاء الثلاثة، فهنا أخذتني الحيرة فصرت اُخاطب نفسي واسألها: لماذا يبخس هذا الخليفة حقه؟ فيكتفي بالنزر اليسير من ترجمته مع ما له من شرف رفيع ومقام في الاسلام منيع، ومواقف محمودة ومشهورة، إضافة إلى ذلك أنـّه من البيت الهاشمي الرفيع وهؤلاء الثلاثة من سائر أفراد الأمة، ليس لهم ما للإمام(عليه السلام)من شرف منيع، فإذا بها توحي إليّ أنّ القوم في صدد إخفاء الحق، وقمع الحقيقة، فتركزّ هذا المعنى في فكري، وتمثّل جليّاً أمامي، فاعتنقت لذلك مذهب الإماميّة، إضافة إلى ما أجده من ميل قلبي لهذه الطائفة.
فدخلت معهداً من معاهدها في (ضلع مظفر گهر) مسقط رأسي وبقيت فيه سبع سنين اطلب العلم على مذهبهم، وبعدها توجّهت إلى النجف الاشرف لإكمال دراستي فيها، والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لو لا ان هدانا الله. وغيّر اسمه بعد إعتناقه المذهب الشيعي الإمامي من غوث بخش إلى (غلام عليّ).
--------------------------------------------------------------------------------
[1] ـ اسم الأسرة التي ينتمي اليها.
[2] ـ لا شك في صحة هذه الرؤيا وأنّها رؤيا صادقة وليست من أضغاث الأحلام لأنّ طلب العلم فضيلة للأنسان وكمال، وبه يتوصل إلى معرفة الخالق تعالى بشأنه وبالتالي إلى عبادته وطاعته، وهذا ما لا يرتضيه الشيطان للأنسان (فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْ لا فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ) كما فى النور الآية 21.
[3] ـ تأليف مفتي كفاية الله.
تعليق