بسم الله الرحمن الرحيم
عظم الله لنا ولكم الأجــــــــــــر
نسبُهُ :عظم الله لنا ولكم الأجــــــــــــر
من المؤسف المؤلم حقاً أنْ يوجد بين شباب المسلمين اليوم مَنْ يعرفون الكثير عن أقطاب الشرق والغرب ، والكثير مِنْ أحوال الشخصيات الأجنبية وسيرتهم وحياتهم ، ولكن لا يعرفون إلاّ القليل ، وقد لا يعرفون شيئاً أصلاً عن أحوال نبيهم ، ورجال دينهم ، وقادة الإسلام . وهذا أوضح دليل على أنّ هؤلاء الشباب قد ابتعدوا عن الإسلام كثيراً مِنْ حيث يشعرون أو لا يشعرون .
ٍفنقول لهؤلاء : وما الذي تعرفونه عن الحسين (عليه السّلام) صاحب تلك النهضة العظيمة ، والثورة المدهشة التي ستقرؤون بعض فصولها ، وتعرفون بعض تفاصيلها في مواضيع هذا الكتاب ؟ إذ من المعلوم أنّ الأعمال لا تقدّر إلاّ بمقدار أصحابها ، ولا تكتسب الأهمية والعظمة إلاّ مِنْ عظمة أهلها .
فالحسين (عليه السّلام) هو أشرف إنسان في الدنيا مِنْ حيث النسب ؛ فهو الإمام ابن الإمام أخو الإمام أبو الأئمة (صلوات الله عليهم أجمعين) ؛ أبوه الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السّلام) ، وأخوه الإمام الحسن الزكي سيد شباب أهل الجنة (عليه السّلام) ، وابنه الإمام علي السجاد زين العابدين (عليه السّلام) ، ومن ذرّيّته ثمانية أئمة معصومين .
أمّا أُمّه فهي فاطمة الزهراء (عليها السّلام) بنت محمد المصطفى (صلّى الله عليه وآله) سيدة نساء العالمين ، وجدّه لأبيه هو شيخ البطحاء ، وكافل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، وناصر الإسلام أبو طاب (عليه السّلام) . وأمّا جدّه لاُمّه فهو خاتم الأنبياء والمرسلين ، وحبيب إله العالمين ، محمد بن عبد الله (صلّى الله عليه وآله) .
هذا نسب الحسين (عليه السّلام) ، فأيّ إنسان في العالم جمع نسباً شريفاً كهذا النسب الشريف؟ أضف إلى هذا النسب الشريف مقامه الراقي عند الله تعالى، ومنزلته العليا في الإسلام ، فهو (عليه السّلام) :
أولاً : ثالث أئمّة أهل البيت الاثني عشر الذين عناهم الله تعالى بقوله : ( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصّلاَةِ وَإِيتَاءَ الزّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ )(1) . وثالث اُولي الأمر الذين أمرنا الله تعالى بإطاعتهم ، فقال : ( يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ )(2) .
وفي إمامته وإمامة أخيه الحسن (عليهما السّلام) نص نبوي متواتر ، وهو قوله (صلّى الله عليه وآله) : (( الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا )) .
ثانياً : فهو (عليه السّلام) أحد أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراًَ ، كما هو صريح آية التطهير ، أي إنّه (عليه السّلام) خامس المعصومين الأربعة عشر (عليهم السّلام) ؛ محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة التسعة مِنْ ذرية الحسين (صلوات الله عليهم أجمعين) .
ثالثاً : هو (عليه السّلام) أحد العترة الذين قرنهم رسول الله بكتاب الله العزيز ، وأحد الثقلين اللذين خلّفهما في هذه الاُمّة ، حيث قال : (( إنّي مخلّف فيكم الثقلين ؛ كتاب الله وعترتي أهل بيتي . . . )) .
رابعاً : أنّه (عليه السّلام) أحد الأربعة الذين باهل بهم النبي (صلّى الله عليه وآله) نصارى نجران ، وهو أحد المعنين بقوله تعالى : ( وأبنائنا وأبنائكم ) .
وهكذا إلى غير ذلك ممّا لا يسع المقام إحصاءه مِنْ فضائله ومناقبه (عليه السّلام) .
تعليق