بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
سلسلة عاشوراء
الليلة الاولى
العليلة فاطمة بنت الامام الحسين عليهما السلام
عليلة الروح، غريبة من دون أبيها، رحل الجمع عنها، لتكون مظلوميتها درسا من دروس الصبر بانتظار الفرج...
هي ليست الرقية الفراشة التي هوت الى النور...
هي ليست السكينة التي أسكن قلبها بنظرة أخيرة للحسين...
هي ليست زينب التي حملت وتحملت ورأت المصاب بعينها وصدقت وأعلنت لله أن ما رأت الا جميلا...
هي هؤلاء جميعا ولكنها هي وحدها العليلة، التي رحل عنها الجميع، فلا أم ولا أب ولا عم ولا أخ يخفف من ألم وحدتها، ولا شفيق يؤنسها في مرضها.هي عليلة الروح، الغريبة في ديارها، البريئة، المنتظرة كل يوم ان يأتي والدها وعائلتها، فكان درس عشقها أن نتعلم درس الانتظار لولي الله الأعظم، ونصبر على اللقاء، في حين أنه لن يكون لقاء بالعيون بعد اليوم...هي التي حكمها قدرها بأن تكون بعيدة عن ساحة المعركة بإرادة الله ولكن ما بعدت عن وليها إذ كأنها لبت نداءه يوم العاشر"الا من ناصر ينصرنا"، لبَّت نداءه برسالة قرأها في خضم معركته وكأن لسان حالها "ليتني أبي أكون معك فأنصرك يا مظلوم"...
لقد رحل عنها الحسين تاركاً إياها وحيدة، ليعلمنا بهجره لأحبته كيف يكون تلبية نداء الحبيب الأعلى وبلسان الحال: "خذ يا ربي، حتى ترضى، هذه عائلتي، هذه أحبتي، هذه إبنتي المريضة ومن يؤنس العليل غير الطبيب ومن يؤنس الإبنة غير الأب في مرضها، خذ يا رب قربان عشق ومحبة في سبيل رضاك وإتمام دينك".
حبيبتي يا سيدتي يا فاطمة العليلة، يا إبنة الحسين بن علي، اعتلت روحك فجسدك، وانتظرت وصبرت وما تحقق اللقاء، فاستشهدت بعلتك، وكنت الفراشة التي ما هوت الى النور، إنما التي ماتت من شدة شوقها الى النور...فسلام عليك يوم وُلدت، ويوم انتظرتِ وصبرتِ، ويوم رحلت مطمئنة إلى جوار حبيبك...
بعدما عزم الحسين عليه السلام القصد إلى كربلاء، تاركا مدينة جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع العيال وجميع الأولاد، لم يبقَ في داره بالمدينة إلا فاطمة العليلة التي ما كان لها القدرة على السفر، فأودعها الحسين عليه السلام عند زوجة النبي أم سلمة وكانت حاضرة حين الوداع فلما نظرت إلى أهلها وقد ساروا عنها أخذت تزحف نحو ظعن أهلها وهي تنادي: أبه كيف تتركوني لوحدي؟ أبه خذوني معكم.
رجع الإمام الحسين لها، صبرها، قال: بنيه! إذا وصلنا مكان الاستقرار أبعث إليك عمك العباس وأخاك علياً الأكبر يحملانك إلينا.
قالت لا يا أبه إن نفسي تحدثني أن لا لقاء بعد هذا اليوم، هذا آخر لقاء.. آخر اجتماع، إئذن لي أن أتزود من عماتي وأخواتي فجاءت فاطمة تطوف على الهوادج تودع عماتها وأخواتها.
قيل إن فاطمة العليلة بقيت تبكي ليلها ونهارها وبين ساعة وأُخرى تنظر إلى تلك الدار الموحشة الّتي خلت من أهلها، وتهيج بها أحزانها
حارت بها الأعذار، فلا خبر يصلها عن أبيها، ولا العباس جاء ليحملها إليهم كما وعدها الحسين عليه السلام، فبقيت على حالة تتقطع لها القلوب وهي تنتظر أي خبر يصلها عنهم، ويُروى أنها كتبت كتاباً إلى والدها الحسين عليه السلام ضمت فيه همومها وألام فراقها، وبينت فيه حالها.
وبينما هي جالسة ذات يوم وإذا بأعرابي على هيئة سفر قالت له أخا العرب إلى أين تريد قال أريد العراق قالت هل لك أن تحمل كتابي هذا الى أبي قال ومن أبوك قالت أنا فاطمة ابنة الحسين بن علي أبي طالب ع.
فقال لها الأعرابي حباً وألف كرامة يا بنت رسول الله فأخذ الإعرابي كتاب فاطمة وأقبل إلى العراق يسأل عن الحسين حتى وصل الى أرض كربلاء بعد الظهر اليوم العاشر من المحرم وإذا به يجد الحسين عليه السلام وحيدا فريدا لا ناصر له ولا معين بعد قتل الأصحاب وبني هاشم، وهو يجيل النظر يمنة ويسرة بين آلوف الأعداء، فسلمه الكتاب. وقيل: إنه جاهد دون الحسين حتى استشهد بين يديه.
فتح الإمام الحسين عليه السلام الكتاب وإذا به من ابنته فاطمة العليلة، فبكى بكاءً شديداً .ووقف أمام خيمة النساء ونادى يا زينب ويا أم كلثوم ويا رقية ويا سكينة ويا فلانه ويا فلانه هلمن فلقد جاء الكتاب وعظم المصاب فخرجت الحوراء زينب قالت أخي أخي حسين أما المصاب فنحن فيه ولكن أخبرني عن الكتاب فقال اخيه هذا كتاب من ابنتي فاطمة وهي تسلم على عمها العباس ولا تعلم بأنه على شاطي العلقمي مقطوع اليدين وتسلم على اخيها علي الاكبر ولا تعلم بأنه مقطع بالسيوف اربا اربا وكأني به فتح الكتاب وجعل يقرأه عليهن: ثم ان الحسين عليه السلام اخذ الكتاب وجاء به الى أرض المعركة وتوسط القتلى ونادى برفيع صوته هذه فاطمة العليلة تبلغكم السلام ثم تذكر بأن من وصاياها أن تقبل اخيها الرضيع فتحير في آمره كيف يقبله وهو مقطوع الوريد.
أما المصيبة العظمى التي كانت عند العليلة هي في اليوم الذي عاد فيه ركب الحسين الى أرض المدينة وهو خاليا من الاهل والعشيرة فقد بقيت لمدة شهور متتالية وهي تنظر أن تسمع بخبر عن أهلها يستر لها فؤادها وتتأمل عودتهم لديارهم سالمين فكأني بها لما سمعت بقدوم الموكب وأخوتها وعشيرتها يحوطونه من كل جانب فقامت بتهيئة الدار تنتظر وأعدتها لاستقبال أبيها الحسين وجلست في وسط الدار وهي منكسرة باكية منادية بنية فاطمة عظم الله لك الاجر بأبيك الحسين فصرخت فاطمة ونادت واحسيناه وامظلوماه...
(منقول ) بتصرف
من يوم سار الضعن ما نامن عيونــــــي
وني يذوب الصخر بجه اليسمعونـــــــي
احبابي من سافروا اخذوا ضوه عيونـــي
عافوني وحدي ومشوا هلي اليباروني
ذبوني على الغرب والغرب ذلونـــــــــي
غابوا ماحسيت فد يوم يجفونـــــــــــــي
ولو من هلي ايست لا له تلومونــــــي
ابطيف ما فكرو مره يزورونـــــــــــــــــي
الابيات لخادمة زينب -ام فاطمة
اللهم صل على محمد وال محمد
سلسلة عاشوراء
الليلة الاولى
العليلة فاطمة بنت الامام الحسين عليهما السلام
عليلة الروح، غريبة من دون أبيها، رحل الجمع عنها، لتكون مظلوميتها درسا من دروس الصبر بانتظار الفرج...
هي ليست الرقية الفراشة التي هوت الى النور...
هي ليست السكينة التي أسكن قلبها بنظرة أخيرة للحسين...
هي ليست زينب التي حملت وتحملت ورأت المصاب بعينها وصدقت وأعلنت لله أن ما رأت الا جميلا...
هي هؤلاء جميعا ولكنها هي وحدها العليلة، التي رحل عنها الجميع، فلا أم ولا أب ولا عم ولا أخ يخفف من ألم وحدتها، ولا شفيق يؤنسها في مرضها.هي عليلة الروح، الغريبة في ديارها، البريئة، المنتظرة كل يوم ان يأتي والدها وعائلتها، فكان درس عشقها أن نتعلم درس الانتظار لولي الله الأعظم، ونصبر على اللقاء، في حين أنه لن يكون لقاء بالعيون بعد اليوم...هي التي حكمها قدرها بأن تكون بعيدة عن ساحة المعركة بإرادة الله ولكن ما بعدت عن وليها إذ كأنها لبت نداءه يوم العاشر"الا من ناصر ينصرنا"، لبَّت نداءه برسالة قرأها في خضم معركته وكأن لسان حالها "ليتني أبي أكون معك فأنصرك يا مظلوم"...
لقد رحل عنها الحسين تاركاً إياها وحيدة، ليعلمنا بهجره لأحبته كيف يكون تلبية نداء الحبيب الأعلى وبلسان الحال: "خذ يا ربي، حتى ترضى، هذه عائلتي، هذه أحبتي، هذه إبنتي المريضة ومن يؤنس العليل غير الطبيب ومن يؤنس الإبنة غير الأب في مرضها، خذ يا رب قربان عشق ومحبة في سبيل رضاك وإتمام دينك".
حبيبتي يا سيدتي يا فاطمة العليلة، يا إبنة الحسين بن علي، اعتلت روحك فجسدك، وانتظرت وصبرت وما تحقق اللقاء، فاستشهدت بعلتك، وكنت الفراشة التي ما هوت الى النور، إنما التي ماتت من شدة شوقها الى النور...فسلام عليك يوم وُلدت، ويوم انتظرتِ وصبرتِ، ويوم رحلت مطمئنة إلى جوار حبيبك...
بعدما عزم الحسين عليه السلام القصد إلى كربلاء، تاركا مدينة جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع العيال وجميع الأولاد، لم يبقَ في داره بالمدينة إلا فاطمة العليلة التي ما كان لها القدرة على السفر، فأودعها الحسين عليه السلام عند زوجة النبي أم سلمة وكانت حاضرة حين الوداع فلما نظرت إلى أهلها وقد ساروا عنها أخذت تزحف نحو ظعن أهلها وهي تنادي: أبه كيف تتركوني لوحدي؟ أبه خذوني معكم.
رجع الإمام الحسين لها، صبرها، قال: بنيه! إذا وصلنا مكان الاستقرار أبعث إليك عمك العباس وأخاك علياً الأكبر يحملانك إلينا.
قالت لا يا أبه إن نفسي تحدثني أن لا لقاء بعد هذا اليوم، هذا آخر لقاء.. آخر اجتماع، إئذن لي أن أتزود من عماتي وأخواتي فجاءت فاطمة تطوف على الهوادج تودع عماتها وأخواتها.
قيل إن فاطمة العليلة بقيت تبكي ليلها ونهارها وبين ساعة وأُخرى تنظر إلى تلك الدار الموحشة الّتي خلت من أهلها، وتهيج بها أحزانها
حارت بها الأعذار، فلا خبر يصلها عن أبيها، ولا العباس جاء ليحملها إليهم كما وعدها الحسين عليه السلام، فبقيت على حالة تتقطع لها القلوب وهي تنتظر أي خبر يصلها عنهم، ويُروى أنها كتبت كتاباً إلى والدها الحسين عليه السلام ضمت فيه همومها وألام فراقها، وبينت فيه حالها.
وبينما هي جالسة ذات يوم وإذا بأعرابي على هيئة سفر قالت له أخا العرب إلى أين تريد قال أريد العراق قالت هل لك أن تحمل كتابي هذا الى أبي قال ومن أبوك قالت أنا فاطمة ابنة الحسين بن علي أبي طالب ع.
فقال لها الأعرابي حباً وألف كرامة يا بنت رسول الله فأخذ الإعرابي كتاب فاطمة وأقبل إلى العراق يسأل عن الحسين حتى وصل الى أرض كربلاء بعد الظهر اليوم العاشر من المحرم وإذا به يجد الحسين عليه السلام وحيدا فريدا لا ناصر له ولا معين بعد قتل الأصحاب وبني هاشم، وهو يجيل النظر يمنة ويسرة بين آلوف الأعداء، فسلمه الكتاب. وقيل: إنه جاهد دون الحسين حتى استشهد بين يديه.
فتح الإمام الحسين عليه السلام الكتاب وإذا به من ابنته فاطمة العليلة، فبكى بكاءً شديداً .ووقف أمام خيمة النساء ونادى يا زينب ويا أم كلثوم ويا رقية ويا سكينة ويا فلانه ويا فلانه هلمن فلقد جاء الكتاب وعظم المصاب فخرجت الحوراء زينب قالت أخي أخي حسين أما المصاب فنحن فيه ولكن أخبرني عن الكتاب فقال اخيه هذا كتاب من ابنتي فاطمة وهي تسلم على عمها العباس ولا تعلم بأنه على شاطي العلقمي مقطوع اليدين وتسلم على اخيها علي الاكبر ولا تعلم بأنه مقطع بالسيوف اربا اربا وكأني به فتح الكتاب وجعل يقرأه عليهن: ثم ان الحسين عليه السلام اخذ الكتاب وجاء به الى أرض المعركة وتوسط القتلى ونادى برفيع صوته هذه فاطمة العليلة تبلغكم السلام ثم تذكر بأن من وصاياها أن تقبل اخيها الرضيع فتحير في آمره كيف يقبله وهو مقطوع الوريد.
أما المصيبة العظمى التي كانت عند العليلة هي في اليوم الذي عاد فيه ركب الحسين الى أرض المدينة وهو خاليا من الاهل والعشيرة فقد بقيت لمدة شهور متتالية وهي تنظر أن تسمع بخبر عن أهلها يستر لها فؤادها وتتأمل عودتهم لديارهم سالمين فكأني بها لما سمعت بقدوم الموكب وأخوتها وعشيرتها يحوطونه من كل جانب فقامت بتهيئة الدار تنتظر وأعدتها لاستقبال أبيها الحسين وجلست في وسط الدار وهي منكسرة باكية منادية بنية فاطمة عظم الله لك الاجر بأبيك الحسين فصرخت فاطمة ونادت واحسيناه وامظلوماه...
(منقول ) بتصرف
من يوم سار الضعن ما نامن عيونــــــي
وني يذوب الصخر بجه اليسمعونـــــــي
احبابي من سافروا اخذوا ضوه عيونـــي
عافوني وحدي ومشوا هلي اليباروني
ذبوني على الغرب والغرب ذلونـــــــــي
غابوا ماحسيت فد يوم يجفونـــــــــــــي
ولو من هلي ايست لا له تلومونــــــي
ابطيف ما فكرو مره يزورونـــــــــــــــــي
الابيات لخادمة زينب -ام فاطمة
تعليق