من المعلوم يقيناً أن الإنسان قيمة عليا من خلال الكتب السماوية والرسالات التي جاءت لترفع كرامة الإنسان، وتعلي من شأنه، وتعمل على حفظه من الضياع، وكذلك الأنظمة الوضعية عملت على هذا الأساس من التنظير، بغض النظر عن مقدار حجم المصداقية في التنفيذ... وهكذا يجد الإنسان نفسه أمام قائمة لا حصر لها من دعاوى تخليصه من كل ما يعكر صفو حياته وراحته وسكينته...
ولكن المؤسف أن يطل علينا هذه المرة (شبح الموت) على هيئة أبراج الاتصالات بأنواعها المختلفة، وشركاتها المتعددة، وهي تتربع وسط المدن، وبين أحضان العوائل من نساء وأطفال وشيوخ وشبان هرموا قبل أوانهم، تصارعهم الأمراض والآفات ريثما يحين أجلهم... وما من أحد يكترث لحجم الكارثة والمعاناة، فالمليارات أصبحت حاجزاً يحول دون تقوى الله ومخافته.
اللافت للنظر أن الطمع، والحاجة إلى تحسين دخل الأسرة، أدى إلى هذا النوع من التهاون، وقبول العروض (المغرية) لنصب تلك الأبراج (اللعينة)، والأمر يدور بين الشركات ووزارة البيئة ومديرياتها المنتشرة في المدن في استحصال الموافقات الرسمية... ولكن مهما بلغت (نظافة) تلك المعاملات والموافقات الرسمية وطرق استحصالها، فأن التطور ما وجد إلا لراحة الإنسان وسلامته، واقتفاء مواطن سعادته، وهذا بعكس ما نشاهده من آلام وأمراض فتاكة، يُصاب بها العشرات، نتيجة الاشعاعات الضارة والخطيرة الصادرة من هذه الأبراج.
فلابد من وقفة حازمة من الشعب والمسؤولين لرمي تلك الأبراج خارج المدن؛ لأن سلامة الناس أغلى من كنوز الدنيا، ويكفينا ما نزفناه من سيول بشرية على مدى عقود من الزمن...
تعليق