عَلَيٌّ في ربُوعِ الطَّفِّ قَدْ صَالا
وَجَنْدلَ في ثَنَايَا الحرْبِ أَبْطَالا
كأنَّ المرتضَى بالسّيْفِ قد جَـالا
عـلَيُّ الأكـبرُ المِقْـدَامُ في الطّـفِّ
أتى يخْـتَالُ بـينَ الجَـمْع بالسّـيْفِ
فَفَـرّتْ منْـهُ آلافٌ مِـنَ الخـوْفِ
كأنَّ المرتـضى قـد جَـاءَ بالحَـتْفِ
يصبُّ الأكْبَرُ الآجَالَ مِدْرارا
فسَـالَ الدّمُّ في الميدانِ أنْهارا
كصَبِّ المزْنِ يسقي الأرْضَ هَطّالا
يُهـابُ اللّيْثُ في الميْـدَانِ إِنْ صَـاحَا
ويخْطِـفُ مِـنْ جمُوعِ الشّرْكِ أرْوَاحَا
كحَـيْدرَ مُـذْ سقَى الأكبادَ أقْـرَاحَا
وَأوْرَثَ في بيـوتِ الكفْـرِ أتـراحا
كذَا شِبْلُ الحُسيْنِ سَقَاهمُ المرّا
وأخْلَفَ فيهمُ الإرجَافَ والذُّعْرا
وأفْـزَعَ من برِيـقِ السّيْفِ أنْذالا
كذَا أبْنَـاءُ حَـيْدرَ إِنْ أتَـوا حَـرْبا
تصُبُّ سيوفُـهُمْ مِـنْ هَـوْلِها الرُّعْبَا
وذَا شِـبْلُ الحسـيْنِ بطَـفِّـهِ لَـبّى
نِدَاءَ الحـقِّ كيْ يُرضيْ بِهِ الـرّبّـا
كمِيٌّ فارِسٌ قدْ زَلْزَلَ الجيْشَا
أَبِيٌّ لا يـرُومُ بِذُلِّـهِ العَيْشَا
فحَرّرَ فعْـلُهُ في الطّـفِّ أجْـيَالا
للشاعر ناصر الوسمي
تعليق