مواكب العزاء العاشورائي تواصل توافدها على العتبتين المقدستين
( تقرير مصور )
إن للإمام الحسين ( عليه السلام ) حرارة في قلوب المؤمنين
لا تنطفئ أبداً مهما تقادمت السنون والأعوام ،
بل تزداد اتقاداً ولهيباً على مرّ الدهور والعصور ،
وهذه الحرارة تتجلّى في مواكب العزاء التي تتوافد على مرقدي
الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس ( عليهما السلام ) .
حيث تشهد هذه الأيام العاشورائية إقامة العديد من الطقوس الحسينية ، والتي اختصت بها الأيام العشر الأُوَل
من شهر محرم الحرام ،
ومنها مواكب العزاء ( اللطم ) التي تبدأ بالتوافد حسب جدول ومنهاج
يضعه قسم الشعائر والمواكب الحسينية في العراق والعالم
الإسلامي التابع للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية منذ اليوم
الأوّل لعاشوراء وتستمر حتى العاشر منه .
تتكون مواكب العزاء هذه من مجموعات تردّد هتافات وشعارات على
شكل أبيات شعرية تمجّد وتخلّد مبادئ ثورة الإمام الحسين
( عليه السلام ) وقضيته الإنسانية المعطاء
التي روّاها بدمائه الطاهرة ،
ولتؤكّد على الحزن الأبدي الذي انطلق منذ مقتله ( سلام الله عليه )
سنة 61 للهجرة في معركة الطف الخالدة ولهذا اليوم .
أما مواكب ( الزنجيل ) فهي التي يتم فيها ضرب الأجساد بقطع
حديدية مخرّمة ( سلاسل ) خفيفة الوزن لها مقابض يدوية مصنوعة
من الخشب تسمّى بالزنجيل وتتم عملية اللطم هذه
على قرع أنغام الأبواق والطبول .
ويمتاز المشاركون في هذه المواكب الحسينية المنطلقة بهذه
العزوات بتوحيد ملابسهم وارتدائهم الثياب السود .
يذكر أن زيارة العاشر من محرم هي ثالث أضخم زيارة مليونية تشهدها عتبات كربلاء المقدسة خلال مواسم الزيارات
الخاصة بها طوال العام ،
بعد زيارة أربعينية الإمام الحسين ( عليه السلام ) في العشرين
من صفر ، وزيارة النصف من شهر شعبان ،
حيث توافد خلال أربعينية العام الماضي( 1434هـ ) وخلال 20
يوماً ما يقرب من 18 مليون زائر ،
من العراق ومن أكثر من 71 بلداً في العالم ،
وهو حدثٌ يُعدّ الأكبر فيه من عدة جوانب ،
من حيث عدد المتواجدين في هذه المدة القصيرة ،
ومن حيث حجم الخدمة المجانية المُقدَّمة من قبل العراقيين
البسطاء لجميع هؤلاء الزائرين ،
من الطعام والمبيت والمستلزمات الأخرى كالعلاج وغيره ،
فضلاً عن أن تواجد هذه الجموع المليونية إنما يكون من خلال المشي
من مسافات طويلة تصل لمئات الكيلومترات ،
وغير ذلك من الأمور التي تنفرد بها كربلاء عن سواها
من مدن العالم .
لمزيد من التفاصيل عن الموضوع
اضغط هنا
تعليق