سلام من السلام عليكم
الحمد لله الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، الذي لم يكن له ندٌّ ولا ولد , ثمَّ الصلاة على نبيه المصطفى ، وآله الميامين الشرفا ، الذين خصّهم الله بآية التطهير . يقول تعالى : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)
بان يشتري نفس قارئ الدعاء ليستشهد مع الامام المنتظر(ع) قائلاً:(ولا تجعلني ممن تقدم فمرق، او تأخر فمحق، واجعلني ممن لزم فلحق، واجعلني شهيداً سعيداً)، هذا المقطع من الدعاء يتوسل بالله تعالى بان يجعل قارئ الدعاء شهيداً سعيداً، بحيث لا يفوته موكب الامام(ع) في حركته الاصلاحية للمجتمعات المنحرفة، وقد عبر صاحب الدعاء عن هذا المعنى بثلاث عبارات هي الا يكون متعجلاً فيمرق ولا متأخراً فيمحق، بل ممن لزم الامام ولحق بهالحمد لله الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، الذي لم يكن له ندٌّ ولا ولد , ثمَّ الصلاة على نبيه المصطفى ، وآله الميامين الشرفا ، الذين خصّهم الله بآية التطهير . يقول تعالى : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)
- [*=center]شرح فقرة: "ولا تجعلني ممن تقدم فمرق أو تأخر فمحق" من دعاء الامام السجاد(ع) بعد ظهر الجمعة
[*=center]ومعنى :::::
و لعل القارئ للدعاء يتساءل مستفهماً ماذا يعني الدعاء حينما يتوسل بالله تعالى قائلاً: (ولا تجعلني ممن تقدم فمرق)، طبيعياً ثمة استخلاصات متنوعة من الممكن ان يتوفر قارئ الدعاء عليها منها مثلاً ان الشخصية التي تنتظر ظهور الامام(ع) من الممكن ان تتسرع فتلتحق بموكب خادع حيث اشارت النصوص الشرعية الى امكانية ظهور ادعاءات زائفة وهي ما لاحظنا بعضها في فترات سابقة ومعاصرة ايضاً. هذا واحد من الاستخلاصات. لكن ثمة استخلاص آخر هو ان الشخصية تتسرع ايضاً عندما تسمع او تشاهد ظهور الامام(ع) وذلك بان تندفع عاطفياً دون ان تتسلم اوامرها من الامام(ع) فتتقدم للمشاركة غير المأمورة بها او تساهم وفق اجتهادها المخطئ وتكون بذلك قد استبقت الامور قبل اوانها.
هنا تجيء الاستعارة القائلة (ولاتجعلني ممن تقدم فمرق)أي استعارة مروق السهم للتعبير عن التسرع او الاستباق غير المشروع، هذه الاستعارة تجيء لتعبر بوضوح عن الدلالة المذكورة كيف ذلك؟ عندما يمرق السهم من رميته ويخرج فهذا يعني انه خرج سريعاً، وهو موقف قد وظفه الدعاء للتعبير عن التسرع وليس التعبير عن الرمية وهدفها حيث نعرف جميعاً ان التشبيه او الاستعارة او الرمز او مطلق العبارات التي تعتمد الصورة الفنية المركبة لا ينظر اليها من خلال التطابق بين طرفي الصورة المشبه والمشبه به مثلاً بل تلتقط نكتة منها هي المتطابقة مع الهدف فمثلاً الآية الكريمة التي تشبه الكافر او المنحرف بالانعام فان الكافر والانعام لا يتطابقان جنساً لان الاول بشر والآخر حيوان الا ان النقطة او النكتة المشتركة بين البشر الكافر وبين الحيوان هو انحطاط او تردي وغياب عقله وذكائه، كما هو واضح من هنا فان التعبير عن التسرع والخروج الى الساحة قبل الاوان او قبل صدور الاوامر او قبل الارشاد من المعصوم(ع) يتوافق مع حروف السهم خارجاً بسرعته المعروفة.
وهذا فيما يتصل بمن يتقدم على موكب الامام(ع) ولكن ماذا بالنسبة الى من يتأخر؟ وماذا بالنسبة الى من يواكب الموقف؟
طبيعياً السعيد هو من يواكب الموقف
لكن لنتحدث عن الطرف الآخر الخاسر، أي الطرف الذي تأخر عن الموكب حيث يتماثل مع الطرف الذي تقدم على الموكب فخسر ايضاً يقول الدعاء (ولا تجعلني ممن تقدم بمرق، او تأخر فمحق)، المحق هو المحو او الهلاك او الاضمحلال، وبالنسبة الى هذه الاستعارة التي تخلع على المتأخرين عن موكب الامام بانه محق تظل من الوضوح بمكان كيف ذلك؟
لا نحتاج الى تأمل طويل حتى نتبين سريعاً بان المتردد او الشاك او الجبان او الحريص على متاع الحياة الدنيا سوف يتخلف عن الموكب ايثاراً لهواه، وعندما يتخلف فهذا يعني خسرانه أي عدم توفيقه بملازمة الامام(ع) وحركته وهل ثمة خسارة اكبر من الخسارة المتمثلة في التخلف عن الامام(ع) الذي امرنا الله تعالى بالتمسك به؟
اذن اتضح جلياً ما تعنيه الاستعارة التي خلعت على المتخلف عن الموكب سمة هالك والمهم هو ان ندعو الله تعالى بان يوفقنا الى ملازمة الامام(ع) وان نحرص على ممارسة الطاعة والتصاعد بها الى النحو المطلوب.
تعليق