بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين ابي القاسم محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين
قبل زمن شاهدت مقطعا فيديويا في احدى القنوات الوهابية الفتنوية يظهر فيه رجل دين شيعي يقرا الحديث الوارد عن النبي الاكرم (صلى الله عليه واله ) ان من زار الحسين كمن زار الله في عرشه ، وبعد ان انتهاء المقطع يبدا ضجيج هؤلاء ، ان الشيعة مشركون وكفار ووو...الى أن تطول القائمة ، غير ان هؤلاء الجهلة الحمقى الذين لو بقوا متصدين لرعاية الابل دون الافتاء وتوزيع التهم لامة لا اله الا الله لأراحوا واستراحوا ، لكان خيرا لهم ولغيرهم ، ولبيان معنى هذا النص انقل لكم شرح لاحد علماء الشيعة الا وهو اية الله العلامة الشيخ جعفر التستري في كتابه القيمالحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين ابي القاسم محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين
( الخصائص الحسينية ) فيقول الشيخ :
(إن من زاره كان كمن زار الله تعالى في عرشه) فان زيارة الله تعالى كناية عن نهاية القرب إليه تبارك وتعالى، وهذا لا يكون للايمان المستودع، والقلب الذي يعلم الله منه الزيغ بعد الهداية.
ومثل مجيء الملَكَ للزائر عند إرادة الانصراف وقوله: " إن ربك يقرؤك السلام، ويقول لك: استأنف فقد غفر لك ما مضى "،، فإذا كان الشخص ممن يسلم الله عليه فلا يمكن أن لا يسلمه
وقال المصنف في موضع اخر في بيان هذا الكلام :
واما الصفة الخاصة التي تحصل للزائر بمقتضى الاخبار، وينبغي ذكرها مستقلة فهي: ان من زار الحسين (ع) فقد زار الله تعالى في عرشه، وهو كناية عن نهاية القرب الى الله تعالى والترقي الى درجة الكمال.
وفوق هذه الصفة صفة اخرى، انه يدرك بها زيارة الرب فانه قد ورد انه يزوره الله تعالى كل ليلة جمعة ادرك زيارة الرب له، وزيارته للرب.
وزيارة الرب له كناية عن افاضة خاصة من الرحمة عليه في ذلك الوقت فمن ادركها لا يمكن ان يصير محروما منها، ولا يتصور ان لا يناله نصيب منها، وزيارته للرب تعالى كناية عن نهاية القرب اليه، فاذا اجتمعا حصلت له خصوصية مرتبة من شمول الرحمة الالهية.
وفي رواية اخرى: انه من اراد ان ينظر الى الله تعالى يوم القيامة فليكثر من زيارة الحسين عليه السلام.
فهذه ثلاث عبارات: زيارة الله تعالى والزيارة مع الله تعالى والنظر الى الله تبارك وتعالى.
وهي عبارة عن نهاية ما يتصور للمخلوق من الترقي الى درجات القرب، ولهذا جعلت هذه الصفة بابا مستقلا فانها تقابل جميع القضايا وتفوق عليها.
وقال ايضا :
قد ورد ايضا مع هذه الخصوصية - خصوصية اخرى وهي: انه قد زار الله تعالى في عرشه. وهذا من احد معانيه انه يكون في لطف الله تعال وولايته ومعرفته، فيكون متنعما برحمته الخاصة - الرحمة الرحيمية.
ويقول ايضا :
فلما بذل فيه (يعني الامام الحسين) قلبه الظاهري ومهجته، وجميع علائق قلبه، تمحض القلب المعنوي لله تعالى، وصار خاليا عن غير الله، وفارغا عن جميع ما سوى الله تعالى وصار بيت الله الحقيقي التحقيقي الذي ليس فيه سوى الله تعالى (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً) ومن ذلك يظهر قوله (ص) " من زار الحسين (ع)كان كمن زار الله تعالى في عرشه)
لكان بودي أن اتوجه الى هؤلاء بالسؤال التالي :
لماذا لا تقبلون أن زيارة الحسين كزيارة الله تعالى في عرشه وتقبلون أن الله تعالى هو من يأتي الى زيارة قبر أحمد بن حنبل ؟
واليكم ما ورد في ذلك :
قال ابن الجوزي في مناقب أحمد بن حنبل ص 454 .
: حدثني أبو بكر بن مكارم بن أبي يعلى الحربي وكان شيخاً صالحاً قال : كان قد جاء في بعض السنين مطر كثير جداً قبل دخول رمضان بأيام ، فنمت ليلة فأريت في منامي كأني جئت على عادتي إلى قبر الإمام أحمد بن حنبل أزوره فرأيت قبره قد التصق بالأرض حتى بقي بينه وبين الأرض مقدار ساف أو سافين فقلت : إنما تم على هذا القبر ألإمام أحمد من كثرة الغيث فسمعته من القبر وهو يقول : لا بل هذا من هيبة الحق عز وجل لأنه عز وجل قد زارني ، فسألته عن سر زيارته إياي في كل عام فقال عز وجل : يا أحمد ، لأنك نصرت كلامي فهو يُنشر ويُتلى في المحاريب ، فأقبلت على لحده أقبله ، ثم قلت : يا سيدي ما السر في أنه لا يُقّبل قبر إلا قبرك ؟ فقال لي : يا بني ، ليس هذا كرامة لي ، ولكن كرامة لرسول الله (ص) لأنّ معي شعرة من شعره (ص) ألا ومن يحبني يزورني في شهر رمضان ، قال ذلك مرتين
فهل ربكم يا معشر الوهابية يزور القبور؟ ، طبعا انتم لا تقبلون أن معنى الزيارة هي الرحمة اذا ما هو معناها فسروه لنا
تعليق