جوزيف عبد المسيح سمعان حبابة محمد
عبد المسيح المسيحي الكاثوليكي البغدادي
رفض المسيحية، وإعتنق الدين الإسلامي الحنيف عام 1963 م واختار من المذاهب التي تنتحل الإسلام مذهب الشيعة الإماميّة([1]).
بعث محمد بن عبد المسيح إلينا كتاباً من بغداد تاريخه 16/2/1388 هـ جاء فيه:
الأسباب الباعثة لي على إعتناقي مذهب الشيعة الإماميّة دون غيره:
قبل إسلامي بسنتين كانت اتصالاتي مع الشيعة الإماميّة والمجادلات والبحوث كانت معهم، وكانت لي اجتماعات وبحوث مع غيرهم من المذاهب، فاختياري المذهب الإمامي كان جلّ اهتمامي به عن بقية المذاهب، لما لهذا المذهب من مميّزات وأقوال صحيحة ومأثورة([2]).
وبعد مطالعاتي الكثيرة وبدأتها من نهج البلاغة([3])، للامام عليّ(عليه السلام) وغيره من الكتب للأئمة الإثنى عشر، ومافي هذه الكتب من تأثير على نفسي، أن قرأت بامعان حياة الحسين(عليه السلام) ومقتله، ولأجل مَن قُتِل مع عائلته وغيرها في سبيل الله، تجلّت أمام ناظري الطريقة الحقّة في هذا المذهب، والتي انبئنا الله به سبحانه وتعالى في كتابه القرآن المجيد، والطريقة المثلى التي سار عليها الأئمة الطاهرون بدون أي أطماع شخصيّة، أو كراسي برّاقة، وغيرها من الترف الذي زاوله غيرهم، الأمر الذي جعل في نفسي اللهفة للاستسلام وإعتناق هذا المذهب الصحيح...
إنّ تاريخ الأئمة الطاهرين لَتاريخ حافل لكل من يريد أن يتفهّمه ويرضي ضميره بالحقائق المتبعة لعباد الله بالصورة الصحيحة.
ولمذهب الشيعة الإماميّة القوّة بمكان أن تجعل الكافر مهما كان كفره مؤمناً حقّاً.
لقد حدث تغيير كامل في نفسي، تغيير كامل في وجداني وانسانيّتي، تغيير كامل في اخلاقي وغيرها، وغيرها من تغييرات انتابتني بعد الإستسلام، هذه القوّة المفاجئة أتتني من قوة الايمان بالدين الإسلامي الصحيح، والتمسك بالأئمة الطاهرين، والعمل بنصائحهم، ومن تمسّك بهم فاز فوزاً عظيماً.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] ـ ذكرنا حديث إسلامه في الجزء الثاني من كتابنا (لماذا اخترنا الدين الإسلامي؟).
[2] ـ مذهب الشيعة الإماميّة يعتمد أولا على كتاب الله تعالى ثمّ على السنّة الصحيحة المأثورة عن الرسول(صلى الله عليه وآله) فالعقل السليم، بخلاف غيره من المذاهب فإنّ الجمود الفكري والتقليد للسلف الذميم حاكمان على اتباعها وقد طبعوا على ذلك، وعلى هذا الخط المنحرف يسيرون، اقتداء بسلفهم الذي ذمّهم الله تعالى في كتابه وحكى عنهم فقال: (وَ إِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللّهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَ وَ لَوْ كانَ الشَّيْطانُ يَدْعُوهُمْ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ)لقمان: 21. وهذا ما يمنعهم من البحث والتحقيق والتنقيب خشية الانحراف عما كان عليه آباؤهم الأولون، لذلك ترى حججهم داحضة وادلتهم واهية.
ومن شملته عناية الله تعالى منهم وطالع كتب الشيعة الإماميّة تحقق عنده بطلان مذهبه وفساده، وأعتقد أحقيّة المذهب الشيعي الإمامي بالاتباع فاتّبعه. ومن سبر أقوال الذين هداهم الله إليه بعد أن كانوا عنه حائدين تحقق ذلك أيضاً، فعلى روّاد الحقيقة ترك التعصّب الجاهلي الذميم اوّلا، والنظر بامعان إلى ما كتبه الذين رفضوا مذاهبهم السابقة وما فيها من أدلّة أقنعتهم وصارت سبباً لهدايتهم إلى الصراط المستقيم.
[3] ـ يقول الإستاذ عبد الباقي العُمري في (نهج البلاغة):
(نهج البلاغة) نهج عنك بلّغنا***رشداً به اجتثّ عرق البغي فانقمعا
به دمغت لأهل البغي ادمغة***لنخوة الجهل قد كانت اشرّ وعا
كم مصقع من خطاب قد صقعت به***فوق المنابر صقع الغدر فانصقعا
(الترياق الفاروقي) وقال الاستاذ بولس سلامة المسيحي: نهج البلاغة هو أشهر الكتب التي عرف بها الإمام(عليه السلام)، ولا يفوق هذا الكتاب بلاغة وقيمةً إلاّ التنزيل (ملحمة الغدير) ولغير هذين الشخصيتين المرموقتين في العالم الأدبي والثقافي كلمات قيمة في (نهج البلاغة) ابدوا فيها اعجابهم بهذا الكتاب الفذّ في بابه.
تعليق