" يا سيدي الحسين " * عُـصِـمْـتَ فـلـيـس تـقـربُـكَ الـظـنـون ُكـأنــكَ لــلــهُـــدى والــدِّيـن ِ : دِيـن ُفــيــا مَــنْ " حـاؤهُ " حَـقٌّ وحِــلــم ٌ ويـا مَـنْ " سِـيـنُـهُ " مُـنْـج ٍ سَــفـيـن ُويـا مَــنْ " يـاؤهُ " يُــسْـــر ٌ ويَــمٌّويـا مَـنْ " نـونُـه ُ " نـورٌ مُـبـيـن ُويا ابْـنَ (الـدُّرِّ والـذّهَـب ِ الـمُـصـفّى)ومَــنْ أوصـى بـبـيـعـتِـهِ " الأمــيــنُ " (1)ويــا مَــنْ حُــبُّــهُ تــقــوىً ورِبْــحٌويـا مَـنْ بُـغـضُـهُ خُــسـرٌ مُـشِــيـنُويــا مَـنْ أعْـجَــزَ الــدُّنــيــا بــبَــذل ٍغـداةَ اسْـتُـهْـدِفَ " الـحَـبْـلُ الـمـتـيـنُ " (2)ويـا ابْـنَ الأطـهَــرَيـن ِ : أبــا ً وأمّــا ًوتـخــشـى نـورَ غُـرَّتِـه ِ الــدُّجـونُ (3) ويـا مَـنْ لــن يـكـون لــهُ شـــبــيـهٌعـلـى الأرضـيـن مـامـرَّتْ ســنـونُحَــبـاهُ الــلــهُ دون الـخــلــق ِ أمــرا ًيــدومُ الــدّهـــرَ مـادامَ الــيــقـــيــنُهـو الــشْــمـسـان ِ لـكـنْ لا غــروب ٌلــنــورِهِــمـا ومـا لـهــمـا قــريـنُويــا مَــنْ لا يُـــرَدُّ لــهُ دعـــاءٌويـسْــتـرجـي شــفـاعــتَـهُ الـمـكـيـنُإذا ذُكِــرَ الـحـســيـنُ أصـاخَ كــون ٌوجــلـجـل فـي تـهــجّــدِهِ الـسـكـونُفـدىً لــتـرابِ نـعـلِــكَ يـا إمـامـي :أنـا .. وأبـي .. وأمـي .. والــبـنـونُأخـفـتَ الـمـوتَ حـتـى خـرَّ ذُعــرا ًفـأنـتَ الـحيُّ والــمــوتُ الـدَّفــيــنُ جـهــادُكَ آخِـرُ الآيــات ِ خُــطّــتْبـنور الـعـرش ِ سُـورَتُهـا " حُـسَـيـنُ "فـأنـتَ لــكـلِّ ذي عــزم ٍ حــســـامٌوأنـت لـكـلِّ مــذعــور ٍ حُـصــونُ أبـا الأحـرار هـلّا قــمْـتَ فــيـنـا ؟فــقــد عـمَّ الــبـلاءُ .. ولا مُـعــيـنُولا " حُــرٌّ ريــاحـيٌّ " بــقـومـي ..ولا الـعـبّـاسُ والـقـدّيــسُ " جُـونُ " (4)تـأسّــدَتِ الأرانــبُ .. فـالــرّزايـاحُــبـالـى والــنـوائــبُ والــمـنـونُ تـقـنّـعـتِ الـوجـوهُ فـلـيـس نـدريأشــوكٌ حـولــنــا ؟ أمْ يـاســمـيـنُ ؟" يـزيـدٌ " بات هـذا الـعـصـرَ جـمعا ًيُــنـاصِـرُهُ الـمُـهَــتَّــكُ والـلـعــيـنُوفـيـنـا ألفُ " حرمـلة ٍ" و" شـمـر ٍ"(5) تـفـخَّـخَ فــيـهـمُ الـحـقــدُ الـدَّفــيـنُ وفـيـنـا مـن " أبي جهـل ٍ" عـشـيـرٌولـ "ابْن زيادَ " من جـذر ٍ غـصونُوفــيــنـا آكـلـو الأكـبـادِ غـصّـتْبـهـم دارُ الـخـلافـة ِ لا الــسـجـونُ (6) حُـسـيـنـيـون إنْ نـطـقـوا .. وأمّـا فــعـالــهُــمُ فـأبــعــدُ مـا تــكــونُ
*** الأبيات من قصيدة طويلة .. (1) المقبوس من البيت الشهير المنسوب إلى علي بن ابراهيم الكفعمي :علي الدرُّ والذهب المصفىوباقي الناس كلهم ترابُ وفي البيت إشارة إلى خطبة النبي الأكرم " ص " في غدير خم . (2) الحبل المتين : الدين الإسلامي كما في قول الله تعالى : " واعتصموا بحبل الله " ..(3) الدجون : ظلام الغيم يسود الأرض .. ومن معانيه العتمة الشديدة .(4) جون : هو جون بن حوي ـ مولى الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري ـ وقد استشهد مع الحسين عليه السلام ، وكان أسود اللون .. وقد ورد عن قصة استشهاده أنه : لما نشب القتال وقف أمام الحسين ( عليه السلام ) يستأذنه في القتال ، فقال له الحسين ( عليه السلام ) : " يا جون أنت في إذن مني ، فإنما تبعتنا طلبا للعافية فلا تبتل بطريقتنا " ، فوقع جون على قدمي الحسين عليه السلام يقبلهما ويقول : يا ابن رسول الله أنا في الرخاء ألحس قصاعكم وفي الشدة أخذلكم ! ؟ إن ريحي لنتن وإن حسبي للئيم وإن لوني لأسود ، فتنفس عليّ في الجنة ليطيب ريحي ويشرف حسبي ويبيض لوني ، لا والله لا أفارقكم حتى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم ،فأذن له الحسين ( عليه السلام ) ، فبرز وهو يقول :
كيف ترى الفجّارُ ضربَ الأسودِ
بالمشرفيّ والقنا المسدد ِكيف ترى الفجّارُ ضربَ الأسودِ
يذبُّ عن آل النبي أحمد ِ
ثم قاتل حتى قُتل .. فوقف عليه الحسين ( عليه السلام ) وقال : " اللهم بيّض وجهه وطيب ريحه واحشره مع الأبرار وعرف بينه وبين محمد وآل محمد " .
(5 ) حرملة هو الملعون الذي رمى بسهمه طفل الحسين الرضيع عبد الله ، والشمر هو الملعون الذي حزّ رأس الحسين عليه السلام ( والمراد بهما في البيت : أحفاد الشمر وحرملة الذين اغتصبوا وقتلوا جميع أفراد موكب عرس من أعراس أهالي مدينة الدجيل العراقية في جريمة وحشية لا تقل بشاعة عن جريمة الطف ) .. (6) إشارة إلى بعض القتلة الذين يتصدرون واجهة المشهد السياسي العراقي الان ضمن نظام المحاصصة المقيت حيث أثبتت التحقيقات واعترافات المجرمين ضلوعهم في الكثير من الأعمال الإرهابية والتفجيرات والخطف والقتل والإغتصاب ـ ومن بينها تفجير البرلمان التي أشرف عليها النائب السابق محمد الدايني الهارب و المطلوب للإنتربول حاليا .
تعليق