إذا كان أسم الموضوع يلفت الأنتباه.فكيف من يقرأ الموضوع.اللهم أسقي سماحة السيدجلال الحسيني(دامت توفيقاته) من حوض الكوثربحق العطشان.له ولمن يواليه من الأهل والأصدقاء...
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
السناء في مجالس الولاء
تقليص
X
-
بسم الله الرحمن الرحيم
اللَهٌمَ صَل ِعَلى مُحَمْدٍ وَآل ِ مُحَمْدٍ الْطَيّبْينَ الْطَاهِرّيْنَ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طرح يفيض نور من انوار آل الرسالة
موفقين على بصماتكم هذه
لا جفت أقلامكم الموالية إن شاء الله
مشتااااااااااااقه جدا مولانا الى مواضيعكمـ واطروحتكمـ ودعائكمـ الجميله والمهمه والهادفه
بالتوفيق
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
التعديل الأخير تم بواسطة سيد جلال الحسيني; الساعة 21-11-2013, 02:55 PM.
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
الليلة الخامسة عن الحر عليه السلام
إنـي أنا الحرُّ ومأوى الضيف*** أضـرب فـي أعناقكم بالسيفإن الحر بن يزيد الرياحي سلام الله عليه هو النوذج الأمثل للتائب وهو العنوان الأكمل لرحمة أهل البيت صلوات الله عليهم وعفوهم وصفحهم الصفح الجميل الذي قاله تعالى في القرآن المجيد فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَميلَ )(85)"الحجر" ويعني العفو بدون عتاب وهو الوارد عن أهل البيت صلوات الله عليهم .
عن خير من حل بأرض الخيف
إن الحر هو الذي وقف في وجه الإمام وأرعب عياله وهو الذي منعهم من الرجوع للمدينة المنورة وإذا به يوفق للتوبة النصوح والذي بذل فيه مهجته وهو أغلى ما عنده :
( قُلْ يا عِبادِيَ الَّذينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَميعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحيمُ) (53)"الزمر"
بل وإن الله تعالى يبدل سيئات التائب توبة نصوحا الى حسنات :
(إِلاَّ مَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحيماً) (70)"الفرقان"
(وَ أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَ زُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرينَ) (114)" هود"
فأي حسنة أفضل من التوبة ثم الإصلاح ببذل مهجة الفؤاد دفاعاً عن بهجة قلب رسول الله صلى الله عليه وآله وريحانته .
وحينما يراجع الإنسان المتأمل سيرة هذا البطل يجده أًنه يستحق التوبة ولم يكن شيئاً في هذه الدنيا يحدث صدفة وعبثا ؛ والأن نبدأ بدراسة مقدار وجيز من سيرته لعله نوفق في معرفة هذا البطل الحر من قيد النفس والهوى .
اولاً لنذكر عدد وجيزاً من الروايات التي وردت في أهمية الأدب :
الكافي ج 1 ص 23 كتاب العقل و الجهل .....
18- عَلِيٌّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيِّ قَالَ (كُنَّا عِنْدَ الرِّضَا صلوات الله عليه فَتَذَاكَرْنَا الْعَقْلَ وَ الْأَدَبَ فَقَالَ يَا أَبَا هَاشِمٍ الْعَقْلُ حِبَاءٌ مِنَ اللَّهِ وَ الْأَدَبُ كُلْفَةٌ فَمَنْ تَكَلَّفَ الْأَدَبَ قَدَرَ عَلَيْهِ وَ مَنْ تَكَلَّفَ الْعَقْلَ لَمْ يَزْدَدْ بِذَلِكَ إِلَّا جَهْلًا ).
الكافي ج 1 ص 17 كتاب العقل و الجهل .....
يَا هِشَامُ مَنْ أَرَادَ الْغِنَى بِلَا مَالٍ وَ رَاحَةَ الْقَلْبِ مِنَ الْحَسَدِ وَ السَّلَامَةَ فِي الدِّينِ فَلْيَتَضَرَّعْ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي مَسْأَلَتِهِ بِأَنْ يُكَمِّلَ عَقْلَهُ فَمَنْ عَقَلَ قَنِعَ بِمَا يَكْفِيهِ وَ مَنْ قَنِعَ بِمَا يَكْفِيهِ اسْتَغْنَى وَ مَنْ لَمْ يَقْنَعْ بِمَا يَكْفِيهِ لَمْ يُدْرِكِ الْغِنَى أَبَدا (إِلاَّ مَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحيماً )(70)"الفرقان"
(وَ أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَ زُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرينَ )(114)" هود"
غررالحكم ص 50
العقول مواهب الآداب مكاسب
غررالحكم
إنما الشرف بالعقل و الأدب لا بالمال و الحسب
غررالحكم ص 247
الأدب أحسن سجية
غررالحكم ص 247
أفضل الأدب ما بدأت به نفسك
غررالحكم ص 247
أحسن الآداب ما كفك عن المحارم
غررالحكم ص 247
إن الناس إلى صالح الأدب أحوج منهم إلى الفضة و الذهب
غررالحكم ص 247
ثمرة الأدب حسن الخلق
غررالحكم ص 247
لا يرأس من خلا عن الأدب و صبا إلى اللعب
غررالحكم ص 248
كل شيء يحتاج إلى العقل و العقل يحتاج إلى الأدب
غررالحكم ص 248
حسن الأدب يستر قبح النسب
غررالحكم ص 248
قليل الأدب خير من كثير النسب
غررالحكم ص 407
خير ما ورث الآباء الأبناء الأدب ....."انتهى ما اردت نقله في أهمية الأدب"
وعندما نراجع سيرة هذا البطل نجدها كلها أدب
أولاً : في وقت الصلاة قال للإمام الحسين عليه السلام كما نقله السيد المقرم: وأذّن الحجاج بن مسروق الجعفي لصلاة الظهر فقال الحسين للحر: أتصلي بأصحابك قال: لا بل نصلي جميعا بصلاتك فصلى بهم الحسين.
لاحظتم كيف كان أدبه في صلاته خلف الإمام الحسين عليه السلام مع العلم هو قادم ليلقي القبض عليه ويسلمه لعبيد الله بن زياد .
وعنىما قال له الإمام الحسين صلوات الله عليه :
"ثكلتك أمك ما تريد منا؟"
لاحظ جواب الحر كيف راعى فيه الأدب " قال الحر: أما لو غيرك من العرب يقولها لي و هو على مثل هذا الحال ما تركت ذكر أمه بالثكل كائنا من كان! و اللّه ما لي إلى ذكر أمك من سبيل إلا بأحسن ما نقدر عليه"
ثم قال بكمال الأدب : و لكن خذ طريقا نصفا بيننا لا يدخلك الكوفة و لا يردك إلى المدينة حتى أكتب إلى ابن زياد فلعل اللّه أن يرزقني العافية و لا يبتليني بشيء من أمرك.
هذا الأدب للحر جره لحسن العاقبة علماً بأنه لم يكن من الذين راسلوا الإمام الحسين ولم يعلم بالكتب التي أرسلت إليه كما نقله عنه السيد المقرم .
" أيها الناس إنكم إن تتقوا اللّه و تعرفوا الحق لأهله يكن أرضى للّه و نحن أهل بيت محمد صلى اللّه عليه و آله و سلم أولى بولاية هذا الأمر من هؤلاء المدعين ما ليس لهم و السائرين بالجور و العدوان و إن أبيتم إلا الكراهية لنا و الجهل بحقنا و كان رأيكم الآن على غير ما اتتني به كتبكم انصرفت عنكم.
فقال الحر: ما أدري ما هذه الكتب التي تذكرها فأمر الحسين عقبة بن سمعان فأخرج خرجين مملوءين كتبا.
قال الحر: إني لست من هؤلاء ....
والأمر الآخر الذي نراه في سيرة هذا البطل هو يقينه وقوة عقله حيث أنه أول خروجه من الكوفة سمع صوت يقول له يا حر أبشر بالجنة ؛ فلاحظوا كيف تعامل مع النداء:
عن كتاب مقتل السيد المقرم :" فقال الحسين عليه السّلام نعم يتوب اللّه عليك فسره قوله، و تيقن الحياة الأبدية و النعيم الدائم و وضح له قول الهاتف لما خرج من الكوفة فحدث الحسين عليه السّلام بحديث قال فيه لما خرجت من الكوفة نوديت أبشر يا حر بالجنة فقلت ويل للحر يبشر بالجنة و هو يسير إلى حرب ابن بنت رسول اللّه ".
نعم الحر لم غŒنخدع بالنداء ويستفيد منها الاستفادة الخاطئة منها حيث كان بإمكانه أن يقول باعتباري أذهب لحرب الحسين عليه السلام وجاءتني هذه البشارة فأنا في قتالي مع الإمام الحسين عليه السلام محق .
أبدا لم ينخدع وإنما قال لا أقبل النداء في حربي للإمام وهو ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله ؛ ولما وفق للتوبة قال معتقداً بأن النداء كان يشير إلى توبته وشهادته بين يدي الإمام الحسين عليه السلام . بينما تجد كثير من الناس ينخدعون لرؤيا يروها في تهمة الناس وهتك حرمات الله والغيبة والتهمة لتكهن باطل أو لسماع وسوسة ؛ فإن في زماننا هناك كثير من يدعي الغيب ويدعي العلم ببواطن الناس وهو كذب والدليل عليه هذه الرواية المباركة :
بحارالأنوار ج 26 ص 144
عن بصائر الدرجات: عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا بَصِيرٍ يَقُولُ( قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ صلوات الله عليه مِنْ أَيْنَ أَصَابَ أَصْحَابَ عَلِيٍّ مَا أَصَابَهُمْ مَعَ عِلْمِهِمْ بِمَنَايَاهُمْ وَ بَلَايَاهُمْ قَالَ فَأَجَابَنِي شِبْهَ الْمُغْضَبِ مِمَّ ذَلِكَ إِلَّا مِنْهُمْ قَالَ قُلْتُ فَمَا يَمْنَعُكَ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ قَالَ ذَاكَ بَابٌ أُغْلِقَ إِلَّا أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ صلوات الله عليه فَتَحَ مِنْهُ شَيْئاً ثُمَّ قَالَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّ أُولَئِكَ كَانَتْ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ أَوْكِيَةٌ ).
ممكن للبعض عن طريق الكذب والخداع يدعي بأنه صاحب معاجز في إصلاح ذات البين أو نيل الرغائب في حين أن الذهاب لهؤلاء الدجالين غير جائز بل له عاقبة مرعبة كما في هذه الرواية المباركة:
من لايحضره الفقيه ج 3 ص 445
رَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ صلوات الله عليه قَالَ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله لِامْرَأَةٍ سَأَلَتْهُ أَنَّ لِي زَوْجاً وَ بِهِ عَلَيَّ غِلْظَةٌ وَ إِنِّي صَنَعْتُ شَيْئاً لِأُعَطِّفَهُ عَلَيَّ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله أُفٍّ لَكِ كَدَّرْتِ الْبِحَارَ وَ كَدَّرْتِ الطِّينَ وَ لَعَنَتْكِ الْمَلَائِكَةُ الْأَخْيَارُ وَ مَلَائِكَةُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ قَالَ فَصَامَتِ الْمَرْأَةُ نَهَارَهَا وَ قَامَتْ لَيْلَهَا وَ حَلَقَتْ رَأْسَهَا وَ لَبِسَتِ الْمُسُوحَ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله فَقَالَ إِنَّ ذَلِكَ لَا يُقْبَلُ مِنْهَا ).
والدليل الأخر على توفيقه هو اختياره السبيل الناجح والحق حينما خير نفسه بين الجنة والنار
(كان من أصحاب ابن سعد فلما رأى الحر أن القوم صمموا على قتال الحسين (صلوات الله عليه ) قال لعمر بن سعد: أمقاتل أنت هذا الرجل؟ قال: أي والله قتالا أيسره أن تسقط الرؤوس، وتطيح الأيدي، فأخذ الحر يقول: إني أخير نفسي بين الجنة والنار، فوالله لا أختار على الجنة شيئا، ولو قطعت وحرّقت. ثم ضرب فرسه فلحق بالحسين وجاز على عسكر ابن سعد واضعا يده على رأسه، وهويقولاللهم إليك أنبت فتب عليّ فقد أرعبت قلوب أوليائك، وأولاد نبيك ثم قال للحسين (صلوات الله عليه (
فاختار أحسنها عاقبة كما هو أمر أمير المؤمنين صلوات الله عليه بتدبر العواقب قبل الإقدام في العمل :
مستدرك الوسائل ج 11 ص 306
الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شُعْبَةَ فِي تُحَفِ الْعُقُولِ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ صلوات الله عليه أَنَّهُ قَالَ لِوَلَدِهِ الْحُسَيْنِ صلوات الله عليه ( وَ مَنْ تَوَرَّطَ فِي الْأُمُورِ بِغَيْرِ نَظَرٍ فِي الْعَوَاقِبِ فَقَدْ تَعَرَّضَ لِلنَّوَائِبِ التَّدْبِيرُ قَبْلَ الْعَمَلِ يُؤْمِنُكَ النَّدَمَ )
بحار الأنوار ج 74 ص 238
(وَ مَنْ تَوَرَّطَ فِي الْأُمُورِ بِغَيْرِ نَظَرٍ فِي الْعَوَاقِبِ فَقَدْ تَعَرَّضَ لِلنَّوَائِبِ التَّدْبِيرُ قَبْلَ الْعَمَلِ يُؤْمِنُكَ النَّدَم)
وأخيراً تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ؛ فإن الاهتداء للإمامة شرط قبول التوبة كما في هذه الرواية
وسائل الشيعة ج 1 ص 124
عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ فِي تَفْسِيرِهِ .... عَنْ عَمْرٍو عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ صلوات الله عليه فِي قَوْلِهِ تَعَالَى (وَ إِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى قَالَ أَلَا تَرَى كَيْفَ اشْتَرَطَ وَ لَمْ تَنْفَعْهُ التَّوْبَةُ وَ الْإِيمَانُ وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ حَتَّى اهْتَدَى وَ اللَّهِ لَوْ جَهَدَ أَنْ يَعْمَلَ مَا قُبِلَ مِنْهُ حَتَّى يَهْتَدِيَ قَالَ قُلْتُ إِلَى مَنْ جَعَلَنِيَ اللَّهُ فِدَاكَ قَالَ إِلَيْنَا) .
إن الحر رضوان الله عليه تاب ثم آمن بالحق وعمل أفضل ما يمكن لعامل أن يعمل وهو التضحية بدمه فداء لإمام زمانه ثم اهتدى حيث تمسك بالعروة الوثقى وهو الإمامة الحقة .
وحينما استشهد جاء اليه الإمام الحسين وهو "يقول: بخ بخ لك يا حر أنت حر كما سمتك أمك وأنت الحر في الدنيا والسعيد في الآخرة".
وهذا يعني أن للمرأة في بيت الحر شيخصيتها المرموقة حيث يسمع كلامها ولها الحق في تسمية أبناءها لأن الإمام نسب التسمية لأمه وليس لأبيه .
ومنها نفهم الهدوء العائلي واحترام الشخصيات في بيت الحر سلام الله عليه ولذا قال الإمام إن أمك كانت محقة في التسمية وفائزة بالاختيار . كما أن هذه التسميات من قبل الأم كانت لآخرين في تلك الأزمان كما في هذه الرواية :
الخرائج و الجرائح ج 1 ص 216 الباب الثاني في معجزات أمير المؤمني
قال أنا الذي سمتني أمي مرحبا. فقال علي صلوات الله عليه أنا الذي سمتني أمي حيدرة.
فنفهم من كلام الامام صلوات الله عليه أنت حر كما سمتك أمك حرا أهمية الإسم وتأثيره على المولود .
عن الهنداوي
فلما رأى الحر أن القوم صمموا على قتال الحسين (صلوات الله عليه ) قال لعمر بن سعد: أمقاتل أنت هذا الرجل؟ قال: أي والله قتالاً أيسره أن تسقط الرؤوس، وتطيح الأيدي، فأخذ الحر يقول: إني أخير نفسي بين الجنة والنار، فوالله لا أختار على الجنة شيئا، ولو قطعت وحرّقت. ثم ضرب فرسه فلحق بالحسين وجاز على عسكر ابن سعد واضعا يده على رأسه، وه ويقول: اللهم إليك أنبت فتب عليّ فقد أرعبت قلوب أوليائك، وأولاد نبيك ثم قال للحسين (صلوات الله عليه )
جعلت فداك أنا صاحبك الذي حبستك عن الرجوع وسايرتك في الطريق، وجعجعت بك في هذا المكان، وما ظننت أن القوم يردون عليك ما عرضته عليهم، وأنا تائب إلى الله مما صنعت فهل ترى لي من توبة؟ وفي خبر
أنه جاء إلى الحسن وقد طأطأ رأسه إلى الأرض فقال له الحسين ارفع رأسك من أنت؟ فرفعه وسأله هل له من توبة؟ فقال له الحسين (صلوات الله عليه ): نعم يتوب الله عليك. وفي رواية قال له: أهلا وسهلا أنت والله الحر في الدنيا والآخرة.
وعندما رمى ابن سعد سهما نحو مخيم الحسين (صلوات الله عليه ) وصاح: اشهدوا لي عند الأمير إني أول من رمى، فرمى أصحابه كلهم، فلم يبق من أصحاب الحسين أحد إلا أصابه سهم من سهامهم، قال الحسين (صلوات الله عليه ) لأصحابه:
قوموا رحمكم الله إلى الموت الذي لابد منه، فإن هذه السهام رسل القوم إليكم. فقال له الحر: يا ابن رسول الله، كنت أول خارج عليك فأذن لي لأكون أول قتيل بين يديك، وأول من يصافح جدك غدا. فأذن له الحسين فتقدم وهو يقول:
إنـي أنا الحرُّ ومأوى الضيف أضـرب فـي أعناقكم بالسيف
عن خير من حل بأرض الخيف
فقاتل قتالا شديدا حتى قتل أكثر من أربعين فارسا وراجلا، ثم عقر فرسه وبقي يقاتل راجلا فحملت عليه الرجالة وتكاثروا عليه حتى قتلوه، فاحتمله أصحاب الحسين حتى وضعوه بين يديه وقيل بل أتاه الحسين ودمه يشخب فجعل الحسين يمسح وجهه، ويقول: بخ بخ لك يا حر أنت حر كما سمتك أمك وأنت الحر في الدنيا والسعيد في الآخرة.
وأنشأ يقول:
لنعم الحرُّ حرُّ بني الرياح*** صبورٌ عند مشتبك الرماحولكن لو سألتني أيها المحزون عن هذه المسافة الفاصلة بين قبر الحر وقبر الحسين (صلوات الله عليه )، لأجبتك: إن السبب في ذلك هو أن الحر لم يقطع رأسه مع أصحاب الحسين، لأن عشيرته حملته عندما أمر ابن سعد بفصل الرؤوس ورض الأجساد، قامت بنو رياح وقالت: والله لا يقطع رأس زعيمنا وأيدينا على قوائم سيوفنا. فقال ابن سعد: احملوا جسد شيخكم. فحملته عشيرته ودفنوه في هذا المكان.
لنعم الحرُّ إذ واسى حسينا*** وجـاد بنفسه عند الكفاح
هذا، وزينب واقفة وتنظر إلى الحر وقد حملته عشيرته، والحسين ملقى على وجه الأرض جثة بلا رأس، وكأني بها تنادي وا حسيناه، وا غريباه.
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
اللیلة الرابعة : الأصحاب
إن الإنسان من يوم يعرف نفسه ويعرف أنه إنسان يبدأ بالبحث عن السعادة ؛ وحينما يتيقن بوجود حياة خالدة أخرى تسمى الآخرة يبدأ بالبحث عن السعادة في تلك الدار الآخرة .وحينما يبحث في كتاب الله سبحانه عن سبل السعادة لأن الله سبحانه وتعالى أخبرنا بأن القرآن المجيد هو السبيل الأقوم للوصول إلى السعادتين حيث قال سبحانه :
(إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدي لِلَّتي هِيَ أَقْوَمُ وَ يُبَشِّرُ الْمُؤْمِنينَ الَّذينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبيراً )(9)"الاسراء"
وبعد هذا البحث فإنه سيجد أن السعادة في الدارين هو التقوى .
فإن أراد الإنسان واحتاج من يكون معه في مراحل حياته يسدده ويعينه ؛ فإن الله مع المنقين
(وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقينَ )(194)"البقرة" ً
**َ (وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقينَ )(36)(التوبة)
**( وَ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقينَ )(123)(التوبة)
وإن بحث عن السبل التي تحببه الى الله القادر المتعال الوهاب فإن الله يحب المتقين
**( فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقينَ) 76(ال عمران) "
** (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقينَ )(4)(التوبة)
**(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقينَ )(7)(التوبة)
وإن كان يبحث عن الطريق إلى قبول أعماله :
**( قالَ إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقينَ )(27)"المائدة"
وإن أراد النعيم والسعادة في الآخرة فهي للمتقين :
**(إِنَّ الْمُتَّقينَ في جَنَّاتٍ وَ عُيُونٍ )(45)(الحجر)
**( وَ لَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَ لَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقينَ )(30)(النحل)
**(جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها تَجْري مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ لَهُمْ فيها ما يَشاؤُنَ كَذلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقينَ )(31)(النحل)
**(يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً )(85)(مريم)
**(إِنَّ الْمُتَّقينَ في جَنَّاتٍ وَ عُيُونٍ )(15)(الذاريات)**(إِنَّ الْمُتَّقينَ في جَنَّاتٍ وَ نَعيمٍ) (17)(الطور)
**(إِنَّ الْمُتَّقينَ في جَنَّاتٍ وَ نَهَرٍ )(54)(القمر)
وحينما يجد بشارات كثيرة في القرآن الكريم فيبحث عنها ليجد لمن هذه البشارات وإذا بها للمتقين:
**(فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقينَ وَ تُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا )(97)(مريم)
وهل ستكون سعادة الفجار كالمتقين وهذا محال :
(أَمْ نَجْعَلُ الَّذينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ كَالْمُفْسِدينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقينَ كَالْفُجَّارِ )(28)(ص)
إن الإنسان يتعلق في الحياة بأصدقائه وأخلائه فهل سيفقدهم في الآخرة ؟ يأتي الجواب في القرآن المجيد :
**الْأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقينَ (67)(الزخرف)
وحينما يقرأ ما في الآخرة من عذاب وإرعاب ونار وزفير وشهيق فيبحث عن مقام أمين في الآخرة فيجد أن المقام الأمين هو للمتقين:
**إِنَّ الْمُتَّقينَ في مَقامٍ أَمينٍ (51)(الدخان)
وكيف لا يكون في مقام أمين والله ولي المتقين:
**(إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَ إِنَّ الظَّالِمينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَ اللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقينَ) (19)(الجاثية)
وإن البركات هذه كلها للمتقين في الدارين كما في هذه الآيات المباركة :
**ِ ِ (وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2)وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً (3) وَ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَ يُعْظِمْ لَهُ أَجْراً (5))"الطلاق"
والآن وبعد كل تلك الآيات المبشرات للمتقين في الدارين وبعد أن عرفنا أن السعادة هي للمتقين في الدارين نسأل ما هو السر الذي يوصل الإنسان لمقام المتقين فياتي الجواب من الإمام الصادق صلوات الله عليه :
مصباح الشريعة / 158 / الباب الخامس و السبعون في العفو
قَالَ الصَّادِقُ صلوات الله عليه : (الْعَفْوُ عِنْدَ الْقُدْرَةِ مِنْ سُنَنِ الْمُرْسَلِينَ وَ أَسْرَارِ الْمُتَّقِينَ )
وَ تَفْسِيرُ الْعَفْوِ أَلَّا تُلْزِمَ صَاحِبَكَ فِيمَا أَجْرَمَ ظَاهِراً وَ تَنْسَى مِنَ الْأَصْلِ مَا أُصِيبَ مِنْهُ بَاطِناً وَ تَزِيدَ عَلَى الِاخْتِيَارَاتِ إِحْسَاناً وَ لَنْ تَجِدَ إِلَى ذَلِكَ سَبِيلًا إِلَّا مَنْ قَدْ عَفَا اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ وَ غَفَرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَ مَا تَأَخَّرَ عَنْهُ وَ زَيَّنَهُ بِكَرَامَتِهِ وَ أَلْبَسَهُ مِنْ نُورِ بَهَائِهِ لِأَنَّ الْعَفْوَ وَ الْغُفْرَانَ صِفَتَانِ مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ تَعَالَى أَوْدَعَهُمَا فِي أَسْرَارِ أَصْفِيَائِهِ لِيَتَخَلَّقُوا مَعَ الْخَلْقِ بِأَخْلَاقِ خَالِقِهِمْ وَ جَاعِلِهِمْ لِذَلِكَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ (وَ لْيَعْفُوا وَ لْيَصْفَحُوا)-"انتهى"
فإذا وجدنا من له هذه الصفة الكريمة نعرف أنه من قد " غَفَرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَ مَا تَأَخَّرَ عَنْهُ" لأن الإمام صلوات الله عليه قال " وَ لَنْ تَجِدَ إِلَى ذَلِكَ سَبِيلًا إِلَّا مَنْ قَدْ عَفَا اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ وَ غَفَرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَ مَا تَأَخَّرَ عَنْهُ وَ زَيَّنَهُ بِكَرَامَتِهِ وَ أَلْبَسَهُ مِنْ نُورِ بَهَائِهِ"
فإن السر الذي يوصل الإنسان للتقوى هو العفو عند المقدرة ونسيان الإساءة والإحسان لمن أساء هذا هو السر الذي سماه الإمام من أسرار المتقين . وهذه الصفة لا تحصل للانسان إلا إذا استطاع بإذن الله أن ينال الصفة الحلم.وقد ورد وقد قال الله سبحانه وتعالى :
(وَ لا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَ لاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذي بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَميمٌ )(34)(وَ ما يُلَقَّاها إِلاَّ الَّذينَ صَبَرُوا وَ ما يُلَقَّاها إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظيمٍ )(35"فصلت"
فصاحب الحظ العظيم الذي يقول عنه رب العظمة إنه عظيم أن ندفع للمسيئ بالتي هي أحسن لا الحسن وجاء في روايات أهل البيت عليهم صلوات الله عن الحلم وهو سر الأسرار للوصول للتقوى.
مصباحالشريعة 154 الباب الثالث و السبعون في الحلم ...
قال الصادق عليه السلام ( الحلم سراج الله يستضيء به صاحبه إلى جواده و لا يكون حليما إلا المؤيد بأنوار المعرفة و التوحيد و الحلم يدور على خمسة أوجه أن يكون عزيزا فيذل أو يكون صادقا فيتهم أو يدعو إلى الحق فيستخف به أو أن يؤذى بلا جرم أو أن يطلب بالحق فيخالفوه فيه فإذا أتيت كلا منها حقه فقد أصبت و قابل السفيه بالإعراض عنه و ترك الجواب تكن الناس أنصارك لأن من حارب السفيه فكأنه قد وضع الحطب على النار)
قال النبي صلى الله عليه وآله : ( مثل المؤمن كمثل الأرض منافعهم منها إذا هم عليها و من لا يصبر على جفاء الخلق لا يصل إلى رضى الله تعالى لأن رضى الله تعالى مشوب بجفاء الخلق ).
الكافي ج 1 ص 36
عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه السلام قَالَ: ( إِنَّ مِنْ عَلَامَاتِ الْفِقْهِ الْحِلْمَ وَ الصَّمْتَ ).
الكافي ج 1 ص 37
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ : ( كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام يَقُولُ يَا طَالِبَ الْعِلْمِ إِنَّ لِلْعَالِمِ ثَلَاثَ عَلَامَاتٍ الْعِلْمَ وَ الْحِلْمَ وَ الصَّمْتَ وَ لِلْمُتَكَلِّفِ ثَلَاثَ عَلَامَاتٍ يُنَازِعُ مَنْ فَوْقَهُ بِالْمَعْصِيَةِ وَ يَظْلِمُ مَنْ دُونَهُ بِالْغَلَبَةِ وَ يُظَاهِرُ الظَّلَمَةَ ).
الكافي ج 1 ص 48
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله نِعْمَ وَزِيرُ الْإِيمَانِ الْعِلْمُ وَ نِعْمَ وَزِيرُ الْعِلْمِ الْحِلْمُ وَ نِعْمَ وَزِيرُ الْحِلْمِ الرِّفْقُ وَ نِعْمَ وَزِيرُ الرِّفْقِ الصَّبْرُ ).
الكافي ج : 2 ص : 112
عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليه السلام يَقُولُ: ( إِنَّهُ لَيُعْجِبُنِي الرَّجُلُ أَنْ يُدْرِكَهُ حِلْمُهُ عِنْدَ غَضَبِهِ ).
4- عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ : (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يُحِبُّ الْحَيِيَّ الْحَلِيمَ ).
5- عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَفْصٍ الْعَوْسِيِّ الْكُوفِيِّ رَفَعَهُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ : ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله مَا أَعَزَّ اللَّهُ بِجَهْلٍ قَطُّ وَ لَا أَذَلَّ بِحِلْمٍ قَط ).
6- عَنْهُ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : ( كَفَى بِالْحِلْمِ نَاصِراً وَ قَالَ إِذَا لَمْ تَكُنْ حَلِيماً فَتَحَلَّمْ ).
9- عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ : ( إِذَا وَقَعَ بَيْنَ رَجُلَيْنِ مُنَازَعَةٌ نَزَلَ مَلَكَانِ فَيَقُولَانِ لِلسَّفِيهِ مِنْهُمَا قُلْتَ وَ قُلْتَ وَ أَنْتَ أَهْلٌ لِمَا قُلْتَ سَتُجْزَى بِمَا قُلْتَ وَ يَقُولَانِ لِلْحَلِيم ). فإن الحیاء لو خیم علی حیاة الإنسان فسوف یظلل علی ?ل أفراد العائلة فتجد الأد ب والخلق والإیمان یدخل فی ?ل خلایا العائلة لاحظ الغلام عمروبن جنادة الأنصاري
هو من بين الذين نالوا السعادة وهو لم يبلغ الحلم واسمه عمروبن جنادة الأنصاري الذي وقف أمام الحسين ( صلوات الله علیه ) مستأذنا له بالقتال فأبى (صلوات الله علیه) أنيأذن له قائلا هذا غلام قتل أبوه في المعركة ولعل أمه تكره خروجه فقال الغلام: إنأمي هي التي أمرتني بذلك فأذن له الحسين فبرز الغلام إلى الحرب وهو يقول:
أمـيري حسين ونعم الأمير*** سـرور فؤاد البشر النذير
عـلـيٌّ وفـاطمةُ والـداه *** فـهل تعلمون له من نظير
له طلعةٌ مثل شمس الضحى *** لـه غـرةٌ مـثل بدرٍ منير
فقاتل قتالا الأبطال حتى صرع فاحتز القوم رأسه ورموا به إلى جهة مخيم الحسين صلوات الله عليه فأخذت أمه الرأسه ومسحت الدم عنه وهي تقول: أحسنت يا بني يا سرور قلبي ويا قرةعيني.
ودخلت إلى الخيمة فأخذت عمودا وقيل سيفا وحملت على القوم وهي تقول:
أنا عجوزٌ في النسا ضعيفه *** خـاويـة بـالية نـحيفه
أضـربكم بـضربةٍ عنيفه *** دون بـني فاطمة الشريفه
وضربت رجلين بالعمود فقتلتهما وقيل غير ذلك فأمر الحسين بردها إلى الخيمة فرجعتودعا لها….
إنّا لله وإنّا إلیه راجعون.
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
بسم الله الرحمن الرحيم
سيدنا الفاضل اسمح لي ان انحني شكرا لك ع عطائك المتميز دائما انت النهر ونحن العطاشا فرجاء زدنا من علمك الممتد من اجدادك الطيبين الطاهرين عليهم السلام
موفق بإذن الله ولك مني كل الاحترام والتقدير
وتقبل مروري الثاني وبانتظار روائعك
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
الليلة السابعة : الرضيع
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ؛ إنّا لله وإنّا إليه راجعون
صلى الله عليك يا رسول الله ؛ صلى الله عليك وعلى آل بيتك المعصومين ؛ لعن الله الظالمين لكم من الأولين والآخرين إلى قيام يوم الدين
صلى الله عليك يا أبا عبد الله ؛ روحي وأرواح العالمين لك الفداء
يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيما
رضيع كمثل الطير يخفق قلبه *** فما رحموا الطفل الرضيع وما بروا
سقوه دما من طعنة في وريده ***فخر ذبيحاً لا وريد ولا نحر
أب في يديه طفله يذبحونه ***فهل فيه وفي طفله وتر
(لَقَدْ كانَ لَكُمْ في رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَ الْيَوْمَ الْآخِرَ وَ ذَكَرَ اللَّهَ كَثيراً (21) وَ لَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ قالُوا هذا ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ صَدَقَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ ما زادَهُمْ إِلاَّ إيماناً وَ تَسْليماً (22) مِنَ الْمُؤْمِنينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْديلاً (23)لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقينَ بِصِدْقِهِمْ وَ يُعَذِّبَ الْمُنافِقينَ إِنْ شاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كانَ غَفُوراً رَحيماً (24) )"الأحزاب"
إن من راجع السيرة الحسينية من مكة المكرمة إلى كربلاء المقدسة وإلى أخر لحظات الشهادة سيجد أن الإمام الحسين صلوات الله عليه كان في كل خبر يصله وكل شهيد يقف على رأسه يرتل هذه الآية المباركة عادة :"فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْديلاً"
?ما فی ?تاب المناقب أنّ أصحاب الحسين عليه السلام بكربلاء كانوا كلّ من أراد الخروج ودّع الحسين عليه السلام و قال السلام عليك يا ابن رسول اللَّه فيجيبه و عليك السلام و نحن خلفك و يقرأ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ.
ففی مجلس هذه الليلة وهي تخص سيدنا الرضيع عليه السلام نريد أن نستضيئ من هذه الآية المباركة شيئاً من وحي هذا الأسلوب الحسيني روحي فداه.
لاحظ الإمام عليه السلام حينما أخبروه بشهادة قيس بن مسهر الصيداوي ماذا قال ?ما فی هذا النص :
"و سألهم الحسين عن رأي الناس فأخبروه بأن الأشراف عظمت رشوتهم و قلوب سائر الناس معك و السيوف عليك ثم اخبروه عن قتل قيس بن مسهر الصيداوي فقال عليه السّلام: فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا.
ثم لاحظ قوله صلوات الله عليه حينما استشهد مسلم بن عوسجة :
"صريع و به رمق، فمشى إليه الحسين و معه حبيب بن مظاهر فقال له الحسين: رحمك اللّه يا مسلم، منهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا. و دنا منه حبيب و قال: عز عليّ مصرعك يا مسلم أبشر بالجنة فقال بصوت ضعيف: بشرك اللّه بخير قال حبيب: لو لم أعلم أني في الأثر لأحببت أن توصي إلي بما أهمك فقال مسلم:
أوصيك بهذا و أشار إلى الحسين أن تموت دونه قال: أفعل و رب الكعبة و فاضت روحه بينهما و صاحت جارية له وا مسلماه يا سيداه يا ابن عوسجتاه فتنادى أصحاب ابن الحجاج قتلنا مسلما.
و كان كل من أراد الخروج ودع الحسين بقوله:السلام عليك يا ابن رسول اللّه فيجيبه الحسين و عليك السلام و نحن خلفك ثم يقرأ: فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا."
وه?ذا هی سیرته صلوات الله عليه وقد ذكرت لكم نموذجاً منها .
لقد ورد في تفسير الصافي للكاشاني عن هذه الاية المباركة :
تفسير الصافي، ج4، ص: 181
وَ لَمَّا رَأَ الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزابَ قالُوا هذا ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ صَدَقَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ القمّي وصف اللَّه المؤمنين المصدّقين بما أخبرهم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله ما يصيبهم في الخندق من الجهد وَ ما زادَهُمْ قال يعني ذلك البلاء و الجهد و الخوف إِلَّا إِيماناً وَ تَسْلِيماً روي انّ النبيّ صلّى اللَّه عليه و آله قال سيشتدّ الامر باجتماع الأحزاب عليكم و العاقبة لكم عليهم و قال انّهم سائرون إليكم بعد تسع او عشر.
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ وفوا بعهدهم فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ نذره و النّحب النّذر استعير للموت لأنّه كنذر لازم في الرّقبة وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ الشهادة وَ ما بَدَّلُوا العهد و لا غيّروه تَبْدِيلًا شيئاً من التبديل فيه تعريض لأهل النفاق و مرض القلب بالتبديل.
القمّي عن الباقر عليه السلام في قوله تعالى( رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ قال الّا يفرّوا ابداً فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ ) أي أجله و هو حمزة و جعفر بن أبي طالب وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ أجله يعني عليّاً عليه السلام.
و في الخصال عنه عليه السلام عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث له مع يهوديّ قال قال و لقد كنت عاهدت اللَّه و رسوله أنا و عمّي حمزة و أخي جعفر و ابن عمّي عبيدة على أمر و فينا به للَّه تعالى و لرسوله فتقدّمني أصحابي و تخلّفت بعدهم لما أراد اللَّه تعالى فأنزل اللَّه تعالى فينا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا الآية.
و في المجمع عن عليّ عليه السلام قال فينا نزلت (رِجالٌ صَدَقُوا قال فانا و اللَّه المنتظر و ما بدّلت تبديلًا).
و في سعد السعود عن الباقر عليه السلام في قوله تعالى (وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) قال كونوا مع عليّ بن أبي طالب و آل محمد صلوات اللَّه عليهم قال اللَّه تعالى ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ )و هو حمزة بن عبد المطلب( وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ) و هو عليّ عليه السلام يقول اللَّه ( وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ) و في المناقب إنّ أصحاب الحسين عليه السلام بكربلاء كانوا كلّ من أراد الخروج ودّع الحسين عليه السلام و قال السلام عليك يا ابن رسول اللَّه فيجيبه و عليك السلام و نحن خلفك و يقرأ ( فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ).
و عنه عليه السلام قال قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله: ( يا علي من أحبّك ثم مات فقد قَضى نَحْبَهُ و من أحبّك و لم يمت فهو يَنْتَظِرُ و ما طلعت شمس و لا غربت إلّا طلعت عليه برزق و إيمان و في نسخة نور).
لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَ يُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ المبدّلين إِنْ شاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ان تابوا او يوفقهم للتوبة إِنَّ اللَّهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً لمن تاب. وَ رَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا يعني الأحزاب بِغَيْظِهِمْ متغيظين لَمْ يَنالُوا خَيْراً غير ظافرين وَ كَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ في المجمع عن الصادق عليه السلام بعليّ بن أبي طالب عليه السلام و قتله عمرو بن عبد ود فكان ذلك سبب هزيمة القوم وَ كانَ اللَّهُ قَوِيًّا على إحداث ما يريده عَزِيزاً غالباً على كلّ شيء.
فإن الآية المباركة نزلت في حرب الخندق وكان قد وعدهم رسول الله صلى الله عليه وآله بهذه الحرب وصدق رسول الله وهي حرب الأحزاب حيث اجتمع الكفار والمنافقين واليهود على حرب المسلمين ولكن هذا الاجتماع لم يفت في عزم المؤمنين أبدا وإنما تيقنوا بوعد الله سبحانه وكما أن اجتماع بني أمية لاجتثاث آل محمد صلوات الله عليهم وقتلهم وقتل أصحابهم المخلصين لم يفت في عزم أهل الحق فإن الإمام الحسين صلوات الله عليه يذكر العدو بالآية بأنكم اجتمعت على قتل رسول الله في حرب الخندق وها أنتم تجتمعون على قتل ريحانته وولده الحسين صلوات الله عليه .
فإن كربلاء هي مدرسة التسليم لله ؛ وإن أعلى درجة وأعلى نور نستوحيه من كربلاء هو التسليم المطلق لخالق الوجود سبحانه وتعالى ؛ ونتعلم التسليم من مواقف في تاريخ محمد وآل محمد صلوات الله عليهم ؛ في الاولى حينما هاجر رسول الله صلى الله عليه وآله للمدينة المنورة :
*** بحارالأنوار ج 19 ص 108
(لَا يَمُرُّ بِحَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْأَنْصَارِ إِلَّا وَثَبُوا فِي وَجْهِهِ وَ أَخَذُوا بِزِمَامِ نَاقَتِهِ وَ تَطَلَّبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَنْزِلَ عَلَيْهِمْ وَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله يَقُولُ خَلُّوا سَبِيلَهَا فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ حَتَّى مَرَّ بِبَنِي سَالِمٍ وَ كَانَ خُرُوجُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله مِنْ قُبَاءَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَوَافَى بَنِي سَالِمٍ عِنْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ فَتَعَرَّضَتْ لَهُ بَنُو سَالِمٍ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلُمَّ إِلَى الْجَدِّ وَ الْجَلَدِ وَ الْحَلْقَةِ وَ الْمَنَعَةِ فَبَرَكَتْ نَاقَتُهُ عِنْدَ مَسْجِدِهِمْ وَ قَدْ كَانُوا بَنَوْا مَسْجِداً قَبْلَ قُدُومِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله فَنَزَلَ فِي مَسْجِدِهِمْ وَ صَلَّى بِهِمُ الظُّهْرَ وَ خَطَبَهُمْ وَ كَانَ أَوَّلُ مَسْجِدٍ خَطَبَ فِيهِ بِالْجُمُعَةِ وَ صَلَّى إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَ كَانَ الَّذِينَ صَلَّوْا مَعَهُ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ مِائَةَ رَجُلٍ ثُمَّ رَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله نَاقَتَهُ وَ أَرْخَى زِمَامَهَا فَانْتَهَى إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ فَوَقَفَ عَلَيْهِ وَ هُوَ يَقْدِرُ أَنَّهُ يُعْرَضُ عَلَيْهِ النُّزُولُ عِنْدَهُ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ بَعْدَ أَنْ ثَارَتِ الْغَيْرَةُ وَ أَخَذَ كُمَّهُ وَ وَضَعَهُ عَلَى أَنْفِهِ يَا هَذَا اذْهَبْ إِلَى الَّذِينَ غَرُّوكَ وَ خَدَعُوكَ وَ أَتَوْا بِكَ فَانْزِلْ عَلَيْهِمْ وَ لَا تَغَشَّنَا فِي دِيَارِنَا فَسَلَّطَ اللَّهُ عَلَى دُورِ بَنِي الْحُبْلَى الذَّرَّ فَخَرَّبَ دُورَهُمْ فَصَارُوا نُزَّالًا عَلَى غَيْرِهِمْ وَ كَانَ جَدُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ يُقَالُ لَهُ ابْنُ الْحُبْلَى فَقَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا يَعْرِضُ فِي قَلْبِكَ مِنْ قَوْلِ هَذَا شَيْءٌ فَإِنَّا كُنَّا اجْتَمَعْنَا عَلَى أَنْ نُمَلِّكَهُ عَلَيْنَا وَ هُوَ يَرَى الْآنَ أَنَّكَ قَدْ سَلَبْتَهُ أَمْراً قَدْ كَانَ أَشْرَفَ عَلَيْهِ فَانْزِلْ عَلَيَّ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنَّهُ لَيْسَ فِي الْخَزْرَجِ وَ لَا فِي الْأَوْسِ أَكْثَرُ فَمِ بِئْرٍ مِنِّي وَ نَحْنُ أَهْلُ الْجَلَدِ وَ الْعِزِّ فَلَا تُجِزْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَرْخَى زِمَامَ نَاقَتِهِ وَ مَرَّتْ تَخُبُّ بِهِ حَتَّى انْتَهَتْ إِلَى بَابِ الْمَسْجِدِ الَّذِي هُوَ الْيَوْمَ وَ لَمْ يَكُنْ مَسْجِداً إِنَّمَا كَانَ مِرْبَداً لِيَتِيمَيْنِ مِنَ الْخَزْرَجِ يُقَالُ لَهُمَا سَهْلٌ وَ سُهَيْلٌ وَ كَانَا فِي حَجْرِ أَسْعَدِ بْنِ زُرَارَةَ فَبَرَكَتِ النَّاقَةُ عَلَى بَابِ أَبِي أَيُّوبَ خَالِدِ بْنِ زَيْدٍ فَنَزَلَ عَنْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله. فَلَمَّا نَزَلَ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ وَ سَأَلُوهُ أَنْ يَنْزِلَ عَلَيْهِمْ فَوَثَبَتْ أُمُّ أَبِي أَيُّوبَ إِلَى الرَّحْلِ فَحَلَّتْهُ فَأَدْخَلَتْهُ مَنْزِلَهَا فَلَمَّا أَكْثَرُوا عَلَيْهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله أَيْنَ الرَّحْلُ فَقَالُوا أُمُّ أَبِي أَيُّوبَ قَدْ أَدْخَلَتْهُ بَيْتَهَا فَقَالَ صلى الله عليه وآله الْمَرْءُ مَعَ رَحْلِهِ وَ أَخَذَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ بِزِمَامِ النَّاقَةِ فَحَوَّلَهَا إِلَى مَنْزِلِهِ. وَ كَانَ أَبُو أَيُّوبَ لَهُ مَنْزِلٌ أَسْفَلُ وَ فَوْقَ الْمَنْزِلِ غُرْفَةٌ فَكَرِهَ أَنْ يَعْلُوَ رَسُولُ اللَّهِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي الْعُلْوُ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَمِ السُّفْلُ فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَعْلُوَ فَوْقَكَ فَقَالَ صلى الله عليه وآله السُّفْلُ أَرْفَقُ بِنَا لِمَنْ يَأْتِينَا قَالَ أَبُو أَيُّوبَ فَكُنَّا فِي الْعُلْوِ أَنَا وَ أُمِّي فَكُنْتُ إِذَا اسْتَقَيْتُ الدَّلْوَ أَخَافُ أَنْ يَقَعَ مِنْهُ قَطْرَةٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَ كُنْتُ أَصْعَدُ وَ أُمِّي إِلَى الْعُلْوِ خَفِيّاً مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُ وَ لَا يَحُسُّ بِنَا وَ لَا نَتَكَلَّمُ إِلَّا خَفِيّاً وَ كَانَ إِذَا نَامَ صلى الله عليه وآله لَا نَتَحَرَّكُ وَ رُبَّمَا طَبَخْنَا فِي غُرْفَتِنَا فَنُجِيفُ الْبَابَ عَلَى غُرْفَتِنَا مَخَافَةَ أَنْ يُصِيبَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله دُخَانٌ وَ لَقَدْ سَقَطَتْ جَرَّةٌ لَنَا وَ أُهَرِيقَ الْمَاءُ فَقَامَ أُمُّ أَبِي أَيُّوبَ إِلَى قَطِيفَةٍ لَمْ يَكُنْ لَنَا وَ اللَّهِ غَيْرُهَا فَأَلْقَتْهَا عَلَى ذَلِكَ الْمَاءِ تَسْتَنْشِفُ بِهِ مَخَافَةَ أَنْ يَسِيلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ وَ كَانَ يَحْضُرُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله الْمُسْلِمُونَ مِنَ الْأَوْسِ وَ الْخَزْرَجِ وَ الْمُهَاجِرِينَ وَ كَانَ أَبُو أُمَامَةَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ يَبْعَثُ إِلَيْهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ غَدَاءً وَ عَشَاءً فِي قَصْعَةِ ثَرِيدٍ عَلَيْهَا عُرَاقٌ فَكَانَ يَأْكُلُ مَعَهُ مَنْ جَاءَ حَتَّى يَشْبَعُونَ ثُمَّ تُرَدُّ الْقَصْعَةُ كَمَا هِيَ وَ كَانَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ يَبْعَثُ إِلَيْهِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ عَشَاءً وَ يَتَعَشَّى مَعَهُ مَنْ حَضَرَهُ وَ تُرَدُّ الْقَصْعَةُ كَمَا هِيَ وَ كَانُوا يَتَنَاوَبُونَ فِي بَعْثِ الْغَدَاءِ وَ الْعَشَاءِ إِلَيْهِ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ وَ سَعْدُ بْنُ خَيْثَمَةَ وَ الْمُنْذِرُ بْنُ عَمْرٍو وَ سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ وَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ قَالَ فَطَبَخَ لَهُ أُسَيْدٌ يَوْماً قِدْراً فَلَمْ يَجِدْ مَنْ يَحْمِلُهَا فَحَمَلَهَا بِنَفْسِهِ وَ كَانَ رَجُلًا شَرِيفاً مِنَ النُّقَبَاءِ فَوَافَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَ قَدْ رَجَعَ مِنَ الصَّلَاةِ فَقَالَ حَمَلْتَهَا بِنَفْسِكَ قَالَ نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَجِدْ أَحَداً يَحْمِلُهَا فَقَالَ بَارَكَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ وَ فِي كِتَابِ دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ الْمَدِينَةَ فَلَمَّا دَخَلَهَا جَاءَتِ الْأَنْصَارُ بِرِجَالِهَا وَ نِسَائِهَا فَقَالُوا إِلَيْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ دَعُوا النَّاقَةَ فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ فَبَرَكَتْ عَلَى بَابِ أَبِي أَيُّوبَ .....
والثاني عندما أجبر الملعون المكار المأمون إمامنا الرضا صلوات الله عليه للإقامة الجبرية في خراسان وسجن إمامنا في القصر بإسم ولاية العهد الكاذبة :
*** فرحة الغري ص 105
قال المولى المصنف أدام الله أيامه و إقباله و إنما لم يزر الرضا عليه السلام مولانا أمير المؤمنين عليه السلام لأنه لما طلبه المأمون من خراسان توجه من المدينة إلى البصرة و لم يصل الكوفة و منها توجه على طريق الكوفة إلى بغداد ثم إلى قم و دخلها و تلقاه أهلها و تخاصموا فيمن يكون ضيفه منهم فذكر أن الناقة مأمورة فما زالت حتى بركت على باب و صاحب ذلك الباب رأى في منامه أن الرضا عليه السلام يكون ضيفه في غد فما مضى إلا يسير حتى صار ذلك الموضع مقاما شامخا و هو في اليوم مدرسة مطروقة .
فإن صاحب ?تاب فرحة الغری وهو سيد غياث الدين، عبدالكريم بن أحمد بن موسى بن طاووس حلى در سال 648 هجرى .
والموقف الثالث هو عندما وصل الإمام الحسین صلوات الله علیه ل?ربلاء:
وساروا جميعا إلى أن أتوا أرض كربلاء فوقف فرس الحسين من تحتهفنزل عنها وركب أخرى فلم تنبعث من تحته خطوة واحدة يميناً وشمالاً ولم يزل يركب فرساًبعد فرس حتى ركب سبعة أفراس
ففی هذه المواقف الثلاثة الحساسة المهمة في تاريخ أهل البيت صلوات الله عليهم نجد أن قولهم صلوات الله عليهم الناقة مأمورة أو أن الإمام الحسين روحي فداه يقف حيثما وقف فرسه كل هذه تدرسنا وتعلمنا أن نسلم لمحمد واله صلوات الله عليهم .
فإن كان أول ما خلق الله نوري وحجة الله ومختاره ينزل حيث تقف الناقة فهو مسلم لها لأنها مأمورة فكيف لا نسلم نحن لسادات البشر ومن إليهم حسابنا ؟!!
وهذه بعض روايات التسليم والرضا من كتاب
الكافي ج : 2 ص : 63بَابُ الرِّضَا بِالْقَضَاءِ
1- عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ : ( رَأْسُ طَاعَةِ اللَّهِ الصَّبْرُ وَ الرِّضَا عَنِ اللَّهِ فِيمَا أَحَبَّ الْعَبْدُ أَوْ كَرِهَ وَ لَا يَرْضَى عَبْدٌ عَنِ اللَّهِ فِيمَا أَحَبَّ أَوْ كَرِهَ إِلَّا كَانَ خَيْراً لَهُ فِيمَا أَحَبَّ أَوْ كَرِهَ )
** عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ( إِنَّ أَعْلَمَ النَّاسِ بِاللَّهِ أَرْضَاهُمْ بِقَضَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ )
3- عَنْهُ عَنْ يَحْيَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي الْبِلَادِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليه السلام قَالَ (الصَّبْرُ وَ الرِّضَا عَنِ اللَّهِ رَأْسُ طَاعَةِ اللَّهِ وَ مَنْ صَبَرَ وَ رَضِيَ عَنِ اللَّهِ فِيمَا قَضَى عَلَيْهِ فِيمَا أَحَبَّ أَوْ كَرِهَ لَمْ يَقْضِ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ فِيمَا أَحَبَّ أَوْ كَرِهَ إِلَّا مَا هُوَ خَيْرٌ لَهُ )
5- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِ عليه السلام قَالَ (يَنْبَغِي لِمَنْ عَقَلَ عَنِ اللَّهِ أَنْ لَا يَسْتَبْطِئَهُ فِي رِزْقِهِ وَ لَا يَتَّهِمَهُ فِي قَضَائِهِ )
- عَنْ عَمْرِو بْنِ نُهَيْكٍ بَيَّاعِ الْهَرَوِيِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ (اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَبْدِيَ الْمُؤْمِنَ لَا أَصْرِفُهُ فِي شَيْءٍ إِلَّا جَعَلْتُهُ خَيْراً لَهُ فَلْيَرْضَ بِقَضَائِي وَ لْيَصْبِرْ عَلَى بَلَائِي وَ لْيَشْكُرْ نَعْمَائِي أَكْتُبْهُ يَا مُحَمَّدُ مِنَ الصِّدِّيقِينَ عِنْدِي )
11- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ لَقِيَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عليه السلام عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ فَقَالَ( يَا عَبْدَ اللَّهِ كَيْفَ يَكُونُ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِناً وَ هُوَ يَسْخَطُ قِسْمَهُ وَ يُحَقِّرُ مَنْزِلَتَهُ وَ الْحَاكِمُ عَلَيْهِ اللَّهُ وَ أَنَا الضَّامِنُ لِمَنْ لَمْ يَهْجُسْ فِي قَلْبِهِ إِلَّا الرِّضَا أَنْ يَدْعُوَ اللَّهَ فَيُسْتَجَابَ لَهُ )
12- عَنْهُ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ( قُلْتُ لَهُ بِأَيِّ شَيْءٍ يُعْلَمُ الْمُؤْمِنُ بِأَنَّهُ مُؤْمِنٌ قَالَ بِالتَّسْلِيمِ لِلَّهِ وَ الرِّضَا فِيمَا وَرَدَ عَلَيْهِ مِنْ سُرُورٍ أَوْ سَخَطٍ)
الكافي ج : 1 ص : 391* عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْكَاهِلِيِّ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام( لَوْ أَنَّ قَوْماً عَبَدُوا اللَّهَ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَ آتَوُا الزَّكَاةَ وَ حَجُّوا الْبَيْتَ وَ صَامُوا شَهْرَ رَمَضَانَ ثُمَّ قَالُوا لِشَيْءٍ صَنَعَهُ اللَّهُ أَوْ صَنَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله أَلَّا صَنَعَ خِلَافَ الَّذِي صَنَعَ أَوْ وَجَدُوا ذَلِكَ فِي قُلُوبِهِمْ لَكَانُوا بِذَلِكَ مُشْرِكِينَ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ فَلا وَ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَ يُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام عَلَيْكُمْ بِالتَّسْلِيمِ )
4- عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام فِي( قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً قَالَ الِاقْتِرَافُ التَّسْلِيمُ لَنَا وَ الصِّدْقُ عَلَيْنَا وَ أَلَّا يَكْذِبَ عَلَيْنَا )
5- عَنْ كَامِلٍ التَّمَّارِ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ أَ تَدْرِي مَنْ هُمْ قُلْتُ أَنْتَ أَعْلَمُ قَالَ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الْمُسَلِّمُونَ إِنَّ الْمُسَلِّمِينَ هُمُ النُّجَبَاءُ فَالْمُؤْمِنُ غَرِيبٌ فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ )
6- عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنِ الْخَشَّابِ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ رَبِيعٍ الْمُسْلِيِّ عَنْ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا الْأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ (سَمِعْتُهُ يَقُولُ مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَسْتَكْمِلَ الْإِيمَانَ كُلَّهُ فَلْيَقُلِ الْقَوْلُ مِنِّي فِي جَمِيعِ الْأَشْيَاءِ قَوْلُ آلِ مُحَمَّدٍ فِيمَا أَسَرُّوا وَ مَا أَعْلَنُوا وَ فِيمَا بَلَغَنِي عَنْهُمْ وَ فِيمَا لَمْ يَبْلُغْنِي )
13- بصائر الدرجات عن أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ( إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى حَصَّنَ عِبَادَهُ بِآيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِهِ أَنْ لَا يَقُولُوا حَتَّى يَعْلَمُوا وَ لَا يَرُدُّوا مَا لَمْ يَعْلَمُوا إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يَقُولُ أَ لَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَ قَالَ بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَ لَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُه)
بحارالأنوار ج 44 ص 366 وَ رُوِيَ أَنَّهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ لَمَّا عَزَمَ عَلَى الْخُرُوجِ إِلَى الْعِرَاقِ قَامَ خَطِيباً فَقَالَ (الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ مَا شَاءَ اللَّهُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَ سَلَّمَ خُطَّ الْمَوْتُ عَلَى وُلْدِ آدَمَ مَخَطَّ الْقِلَادَةِ عَلَى جِيدِ الْفَتَاةِ وَ مَا أَوْلَهَنِي إِلَى أَسْلَافِي اشْتِيَاقَ يَعْقُوبَ إِلَى يُوسُفَ وَ خُيِّرَ لِي مَصْرَعٌ أَنَا لَاقِيهِ كَأَنِّي بِأَوْصَالِي يَتَقَطَّعُهَا عُسْلَانُ الْفَلَوَاتِ بَيْنَ النَّوَاوِيسِ وَ كَرْبَلَاءَ فَيَمْلَأَنَّ مِنِّي أَكْرَاشاً جُوفاً وَ أَجْرِبَةً سُغْباً لَا مَحِيصَ عَنْ يَوْمٍ خُطَّ بِالْقَلَمِ رِضَى اللَّهِ رِضَانَا أَهْلَ الْبَيْتِ ).
فان نور التسليم المطلق لله تعالى بان واشرق حينما اخذ امامنا المظلوم الطفل الرضيع ليسقوه من الماء شربة تنجيه من الموت وهو يعلم انهم سيقتلونه ولكن التسليم لله واوامره وبما هو الغالب فيه هو الذي دفع الامام ان يقدم هذا القربان المظلوم لله تعالى
ورد في زيارة الناحيةالمنسوبة إلى الإمام الثاني عشر الحجة بن الحسن (عج): السلام على عبد الله الرضيعالمرمي الصريع المتشحط دماً والمصعد بدمه إلى السماء المذبوح بالسهم في حجر أبيه. وفي خبر أن الحوراء جاءت به إلى أخيها الحسين عليه السلام تحمله فدفعته إليه وهي باكيةوقالت: أخي خذ طفلك. قيل: فأجلسه في حجره يقبله، ويقول: بُعداً لهؤلاء القوم إذاكان جدك المصطفى خصمهم. ثم أتى به نحو القوم يطلب له الماء قائلا:
يا قوم قد قتلتم إخوتي،وأولادي، وأنصاري، وما بقي غير هذا الطفل، وهو يتلظى عطشاً من غير ذنب أتاه إليكمفاسقوه شربة من الماء. فاختلف العسكر فيما بينهم، فمنهم من قال: إذا كان ذنب للكبارفما ذنب هذا الطفل؟ ومنهم من قال: أقتلوه ولا تبقوا لأهل هذا البيتباقية.
فلما رأى ابن سعد ذلكصاح بحرملة: ويلك يا حرملة اقطع نزاع القوم، قال: فما أصنع؟ قال: ارم الطفل بسهم،قال حرملة: فرأيت رقبته تلمع على عضد أبيه الحسين عليه السلام، فرميت الطفل بسهمي، فذبحتهمن الوريد إلى الوريد فلما أحس الطفل الرضيع بحرارة السهم أخرج يديه من القماطواعتنق أباه،
وجعل يرفرف كالطيرالمذبوح.
فملأ الحسين كفه مندمه، ورمى به نحو السماء، قائلا: اللهم لا يكن أهون عليك من فصيل ناقة صالح(1 ).
تلگه حسین دم الطفل بیده ***اشحاله اليچتل ابحضنه اولیده
سال او ترس كفه منوريده*** او ذبَّه للسمه او للگاع مارد
- اقتباس
- تعليق
تعليق
تعليق