عتبات الجنان
عند عتبات الجنان تعانقت الهموم والجراحات
وفي ملتقى الوجد تحنو الزفرات
إلى كل دمعة عفّرت الخدين مواجع حسرة
في ذكرى حنين ولهيب...
***
كربلاء... ملاذ الخائفين من جور العصور
كربلاء... إباء تربّع عرش الصابرين
ومن راحتيها ينبع ألف فرات لعطاشى لا يرتوون
سوى عناق قبرك المفدى... يا حسين
بكتائب ملائكة القداسة والتبجيل
الحافين بضريحك ليل نهار
وجوه غيّرتها الشمس
فنالت حظوظا من دعوة إمام
***
هنيئا لكِ أيتها الشمس
وأنت تعانقين وجوه الزائرين
شرفا يسري بك للقداسة عزا وفخرا
حسرات تعتصر القلب... مشاهد واقعة
ما دُرستْ آثارها عبر السنين
***
هنا سقط الأكبر فهوت النجوم
وهن حاسرات النور...
هنا أينعت للقاسم حور وقطوف
مذ خضب النحر بحرّ السيوف
***
كربلاء... لا تغفو على صوت الأنين
أطفال ويتامى وحر الهجير...
كربلاء... وطن الطالبيين وكعبة الثورات
هنا لبس العراق ثوب المعجزات
مذ عانقت ثراه دموع الحسين:
(أبكي على هؤلاء...
بسببي يدخلون النار... )
فأي الجراح هاجت لديك...
يازائرا قبرا من قلوب
يا لائذا بالملكوت...
ما حال من طلب الشفاعة من شفيع؟
ماذا يهيج فؤادك الظامئ للمزار
رؤية المنائر والقباب أم تل الزينبية...
وهو يغدو مشاعل تأبين للفضيلة والنقاء
فتواشجت على ربى المكرمات
علائق صحوة ندية ترتل الآهات حنينا
أرى زغب الملائكة تتوسد الجدران
أرى الصلوات تركع على أعتابك بأقدام حفاة
أهازيج تعانق العرس الولائي
على ثرى مدمى...
تنفس الصعداء يوم عاشوراء
تعليق