بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
السلام عليك ياسيدتي زينب ورحمة الله وبركاته...
لم تعرف السيدة زينب (ع) الانكسار يوما، ولم تستسلم للمآسي مهما كان حجمها، فهي أكبر نفسا من
الحوادث، وأقوى شكيمة من الجبابرة مهما بلغ طغيانهم، ألم تخاطب ابن زياد وهو متبختر في مجلسه،
فخور بما حقق من انتصار زائف فكان بينهم الحوارالتالي حيث خاطبها ابن زياد :
(الحمد لله الذي فضحكم واكذب احدوثتكم)
فأجابت بكل هدوء الواثق :
(الحمد لله الذي أكرمنا بالنبوة، وطهرنا من الرجس تطهيرا،
إنما يفتضح الفاجر ويكذب الفاسق)، فقال متطاولا : (وكيف رأيت صنع الله بأخيك وأهل بيتك؟)، فأجابت
وملؤها الفخر : (ما رأيت إلا خيرا، هؤلاء قوم كتب عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم، وسيجمع الله بينك
وبينهم فتحاج وتخاصم، فانظر لمن الفلج يومئذ ثكلتك أمك يا بن مرجانه)
فأي شجاعة هذه وأي بطولة
أرتهم ابنة حيدر حيث قعد الرجال، وجبن الأبطال، وانبرت هي تدافع وتنافح عن حياض الشهداء حتى شعر
الظالم بالخيبة.
ومن ناحية أخرى كم وقفت ودافعت عن مقام الإمامة المتمثل في الإمام زين العابدين (ع)، فحمته وفدت
نفسها دونه، وانتصرت زينب في النهاية، لأن الحق لا يمكن له أن يهزم، وكيف يهزم من كان الله ناصره
(ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز) .
وبعد أليست هي من واجه طاغية عصره يزيد (لع) بعدما تمادى في غيه وتعديه وشتمه لآل رسول الله
لتقول له : (ولئن جرت على الدواهي مخاطبتك، إني لأستصغرقدرك، وأستعظم تقريعك، وأستكثر
توبيخك) ثم أمعنت العقيلة في إذلال هذا الظالم وإشعاره بحقارته واسترسلت تقول :
(فكد كيدك واسع سعيك
وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، وهل رأيك إلا فند، وأيامك إلا عدد، وجمعك إلا بدد،
يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين) ،
نعم، خطبت زينب فصمتت الأصوات وكممت الأفواه، فما
بعد قولها قول، ولا بعد موقفها موقف، فأحس الطاغية أن عرشه يهتز تحت قدميه، وقد أطلت بوادر الثورة
ضده، فراح يمارس خسته بنكث ثنايا أبي عبد الله بمخصرته.
فهل يجوز بعد هذا الخطاب لقائل ان يصور لنا زينب منكسرة حزينة مهمومة مغمومة،
كلا وألف كلا، فابنة
الخمسين قد ملئت حماسة لا نظير لها، أخرست
بها ألسن المتجبرين وكانت بحق اللسان المعبر عن الثورة وصاحبها، والمشعل الذي حمل أهدافها السامية،
لتبقى هذه الكلمات مزود الأجيال، وملهمة الثوار عبر الدهور.
وهل اكتفت زينب بذلك؟ وهي ترى الطغاة من آل أمية يعيثون في الأرض فسادا؟ لا يمكن لزينب أن تفعل
ذلك، إذ راحت تفضح أعمالهم، وتظهر مخازيهم، حتى ضاق بها والي المدينة ذرعا، فكتب لأميره في الشام
إن كان لك حاجة في المدينة فأخرج منها زينب، وأخرجت زينب ولكن إلى أين... إلى موطن حكمهم الشام
لنراها اليوم
شامخة، تطاول قبتها السماء، مهوى القلوب العطشى للحرية والكرامة، في الوقت الذي نرى
فيه بني أمية في مزابل التاريخ، تذروهم رياح العفن.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
السلام عليك ياسيدتي زينب ورحمة الله وبركاته...
لم تعرف السيدة زينب (ع) الانكسار يوما، ولم تستسلم للمآسي مهما كان حجمها، فهي أكبر نفسا من
الحوادث، وأقوى شكيمة من الجبابرة مهما بلغ طغيانهم، ألم تخاطب ابن زياد وهو متبختر في مجلسه،
فخور بما حقق من انتصار زائف فكان بينهم الحوارالتالي حيث خاطبها ابن زياد :
(الحمد لله الذي فضحكم واكذب احدوثتكم)
فأجابت بكل هدوء الواثق :
(الحمد لله الذي أكرمنا بالنبوة، وطهرنا من الرجس تطهيرا،
إنما يفتضح الفاجر ويكذب الفاسق)، فقال متطاولا : (وكيف رأيت صنع الله بأخيك وأهل بيتك؟)، فأجابت
وملؤها الفخر : (ما رأيت إلا خيرا، هؤلاء قوم كتب عليهم القتل فبرزوا إلى مضاجعهم، وسيجمع الله بينك
وبينهم فتحاج وتخاصم، فانظر لمن الفلج يومئذ ثكلتك أمك يا بن مرجانه)
فأي شجاعة هذه وأي بطولة
أرتهم ابنة حيدر حيث قعد الرجال، وجبن الأبطال، وانبرت هي تدافع وتنافح عن حياض الشهداء حتى شعر
الظالم بالخيبة.
ومن ناحية أخرى كم وقفت ودافعت عن مقام الإمامة المتمثل في الإمام زين العابدين (ع)، فحمته وفدت
نفسها دونه، وانتصرت زينب في النهاية، لأن الحق لا يمكن له أن يهزم، وكيف يهزم من كان الله ناصره
(ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز) .
وبعد أليست هي من واجه طاغية عصره يزيد (لع) بعدما تمادى في غيه وتعديه وشتمه لآل رسول الله
لتقول له : (ولئن جرت على الدواهي مخاطبتك، إني لأستصغرقدرك، وأستعظم تقريعك، وأستكثر
توبيخك) ثم أمعنت العقيلة في إذلال هذا الظالم وإشعاره بحقارته واسترسلت تقول :
(فكد كيدك واسع سعيك
وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، وهل رأيك إلا فند، وأيامك إلا عدد، وجمعك إلا بدد،
يوم ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين) ،
نعم، خطبت زينب فصمتت الأصوات وكممت الأفواه، فما
بعد قولها قول، ولا بعد موقفها موقف، فأحس الطاغية أن عرشه يهتز تحت قدميه، وقد أطلت بوادر الثورة
ضده، فراح يمارس خسته بنكث ثنايا أبي عبد الله بمخصرته.
فهل يجوز بعد هذا الخطاب لقائل ان يصور لنا زينب منكسرة حزينة مهمومة مغمومة،
كلا وألف كلا، فابنة
الخمسين قد ملئت حماسة لا نظير لها، أخرست
بها ألسن المتجبرين وكانت بحق اللسان المعبر عن الثورة وصاحبها، والمشعل الذي حمل أهدافها السامية،
لتبقى هذه الكلمات مزود الأجيال، وملهمة الثوار عبر الدهور.
وهل اكتفت زينب بذلك؟ وهي ترى الطغاة من آل أمية يعيثون في الأرض فسادا؟ لا يمكن لزينب أن تفعل
ذلك، إذ راحت تفضح أعمالهم، وتظهر مخازيهم، حتى ضاق بها والي المدينة ذرعا، فكتب لأميره في الشام
إن كان لك حاجة في المدينة فأخرج منها زينب، وأخرجت زينب ولكن إلى أين... إلى موطن حكمهم الشام
لنراها اليوم
شامخة، تطاول قبتها السماء، مهوى القلوب العطشى للحرية والكرامة، في الوقت الذي نرى
فيه بني أمية في مزابل التاريخ، تذروهم رياح العفن.
تعليق