بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
كان هناك عالمان جليلان، رهن أحدهما عمره في خدمة مجالس عزاء سيد الشهداء سلام الله عليه، ولم يتوان عن بذل أي خدمة بماله أو بلسانه... في هذا السبيل، أمّا الآخر فلم يكن يعر أهمية تذكر لهذه القضية. والآن، وبعد مضي سنوات على وفاتهما، كان الثواب الذي ناله الأول هو أنّ الله قد وفّق أبناءه وأحفاده فجعل منهم المؤلف والعالم والمدرس والمرجع الديني، منتشرين في أصقاع الأرض يحيون ذكرى والدهم، في حين لم يبق من الثاني أي أثر يخلّده، وهذا بالتأكيد نتيجة تعظيم الأول لمسألة التفاني والإخلاص لسيد الشهداء سلام الله عليه، وعدم اكتراث الثاني لهذه المسألة، وهنا يتبيّن بأنّ أي خدمة تقدّم لمواكب العزاء الحسينية لن تذهب سدى أبداً.
وهنا استعرض مثالاً آخر من آلاف الأمثلة التي توضّح ثواب أهل البيت سلام الله عليهم لخدّام المسيرة الحسينية، وقد يحمل كل واحد منكم أيضاً في ذاكرته أمثلة أخرى عن بركات وألطاف البيت النبوي قد لمسها في بعض أقربائه.
يروى أنّه كان هناك شخصان يعيشان في أحد البلدان، أحدهما بائع بسيط بدخل متواضع، والآخر هو من أغنياء المدينة وأعيانها، وكلاهما رحل عن هذه الدنيا. كان البائع البسيط يكدّ ويشقى من الصباح حتى المساء لتأمين رزقه، وعندما كان يعود إلى بيته كان يأخذ ثلث دخله اليومي ويقول هذا سهم الإمام الحسين سلام الله عليه، وكان يدفع عن المبلغ المتبقّي (الثلثين الآخرين) فريضة الخمس إن فاض عنه شيء، فكان يجمع المال باسم الإمام الحسين سلام الله عليه ويبتاع به أراضي خارج المدينة، وكان الناس يقولون له: «لماذا تشتري أرضاً في البراري، حيث لا ماء ولا عمران؟»، وكان يجيبهم: «ليس لديّ المال الكافي لشراء أراضٍ في المدينة، وقد اشتريت هذه الأراضي على أمل أن يبنى في موضعها حسينية». واليوم، أصبحت تلك القفار مدينة عامرة، تقع في مركزها تلك الأرض التي تحوّلت إلى حسينية كبيرة تقام فيها أغلب أيام السنة مراسيم العزاء على سيد الشهداء سلام الله عليه بالإضافة إلى مراسيم أخرى. وقد قال ابن ذلك الكاسب خلال رحلة له إلى إيران قبل فترة، بأنّ أهل البلد الذي تقع فيه تلك الحسينية عرضوا عليه شراء تلك الحسينية مقابل مبلغ 5 مليارات تومان وذلك لتحويله إلى مبنى عام، لكنه رفض وقال: «هذا المكان وقف، وهو بالتالي ليس لنا، هو للإمام الحسين سلام الله عليه».
إن خدمات ذلك الكاسب في الدنيا محفوظة له، والمراسيم التي كانت تقام في تلك الحسينية حيّت ذكره، هذا بالإضافة إلى الثواب الأخروي الذي ينتظره.
من ناحية أخرى، لم أسمع أن أوقف ذلك الثري شبراً واحداً من أملاكه للإمام الحسين سلام الله عليه، وقد اقتسم ورثته من بعده أمواله، ولم يبق منه أي شيء يحيي اسمه من بعده.
ومن هذا المنطلق، تعتبر قضية الإمام الحسين سلام الله عليه قضية تكوينية، بمعنى أنّه من قدّم خدمة خالصة للإمام سلام الله عليه، سيثاب عليها في الدنيا قبل الآخرة
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
كان هناك عالمان جليلان، رهن أحدهما عمره في خدمة مجالس عزاء سيد الشهداء سلام الله عليه، ولم يتوان عن بذل أي خدمة بماله أو بلسانه... في هذا السبيل، أمّا الآخر فلم يكن يعر أهمية تذكر لهذه القضية. والآن، وبعد مضي سنوات على وفاتهما، كان الثواب الذي ناله الأول هو أنّ الله قد وفّق أبناءه وأحفاده فجعل منهم المؤلف والعالم والمدرس والمرجع الديني، منتشرين في أصقاع الأرض يحيون ذكرى والدهم، في حين لم يبق من الثاني أي أثر يخلّده، وهذا بالتأكيد نتيجة تعظيم الأول لمسألة التفاني والإخلاص لسيد الشهداء سلام الله عليه، وعدم اكتراث الثاني لهذه المسألة، وهنا يتبيّن بأنّ أي خدمة تقدّم لمواكب العزاء الحسينية لن تذهب سدى أبداً.
وهنا استعرض مثالاً آخر من آلاف الأمثلة التي توضّح ثواب أهل البيت سلام الله عليهم لخدّام المسيرة الحسينية، وقد يحمل كل واحد منكم أيضاً في ذاكرته أمثلة أخرى عن بركات وألطاف البيت النبوي قد لمسها في بعض أقربائه.
يروى أنّه كان هناك شخصان يعيشان في أحد البلدان، أحدهما بائع بسيط بدخل متواضع، والآخر هو من أغنياء المدينة وأعيانها، وكلاهما رحل عن هذه الدنيا. كان البائع البسيط يكدّ ويشقى من الصباح حتى المساء لتأمين رزقه، وعندما كان يعود إلى بيته كان يأخذ ثلث دخله اليومي ويقول هذا سهم الإمام الحسين سلام الله عليه، وكان يدفع عن المبلغ المتبقّي (الثلثين الآخرين) فريضة الخمس إن فاض عنه شيء، فكان يجمع المال باسم الإمام الحسين سلام الله عليه ويبتاع به أراضي خارج المدينة، وكان الناس يقولون له: «لماذا تشتري أرضاً في البراري، حيث لا ماء ولا عمران؟»، وكان يجيبهم: «ليس لديّ المال الكافي لشراء أراضٍ في المدينة، وقد اشتريت هذه الأراضي على أمل أن يبنى في موضعها حسينية». واليوم، أصبحت تلك القفار مدينة عامرة، تقع في مركزها تلك الأرض التي تحوّلت إلى حسينية كبيرة تقام فيها أغلب أيام السنة مراسيم العزاء على سيد الشهداء سلام الله عليه بالإضافة إلى مراسيم أخرى. وقد قال ابن ذلك الكاسب خلال رحلة له إلى إيران قبل فترة، بأنّ أهل البلد الذي تقع فيه تلك الحسينية عرضوا عليه شراء تلك الحسينية مقابل مبلغ 5 مليارات تومان وذلك لتحويله إلى مبنى عام، لكنه رفض وقال: «هذا المكان وقف، وهو بالتالي ليس لنا، هو للإمام الحسين سلام الله عليه».
إن خدمات ذلك الكاسب في الدنيا محفوظة له، والمراسيم التي كانت تقام في تلك الحسينية حيّت ذكره، هذا بالإضافة إلى الثواب الأخروي الذي ينتظره.
من ناحية أخرى، لم أسمع أن أوقف ذلك الثري شبراً واحداً من أملاكه للإمام الحسين سلام الله عليه، وقد اقتسم ورثته من بعده أمواله، ولم يبق منه أي شيء يحيي اسمه من بعده.
ومن هذا المنطلق، تعتبر قضية الإمام الحسين سلام الله عليه قضية تكوينية، بمعنى أنّه من قدّم خدمة خالصة للإمام سلام الله عليه، سيثاب عليها في الدنيا قبل الآخرة
تعليق