بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الانام محمد واله الطيبين الكرام
باتت بعض الاسئلة تطرح كثيراً سواء في الاجواء العلمية او غيرها فمن تلك الاسئلة ما يتعلق بالامام المهدي (عليه السلام) وبالخصوص في سبب غيبته
لا يخفى على المتتبع ان الاجابة تكون على ديدن كثير من العلماء على نحوين تارة اجابة نقضية وغالباً ما تستخدم للاسكات واخرى حلية وفيها يكون التفصيل
فيأتينا السؤال (لماذا غاب الامام عن الناس وبذلك حرموا من بركاة وجوده وما المصلحة من ذلك )
اما الجواب النقضي فما تفضل به الشيخ السبحاني قائلاً : (ان قصورنا عن ادراك اسباب غيبته لا يجرنا الى انكار المتظافرات من المرويات ، فالاعتراف بقصور افهامنا اولى من رد الروايات المتواترة بل هو المتعين )(1)
اما الجواب الحلي فيمكن ان نوجه عدة اسباب منها :
1ـ الخوف من القتل كما حدث لابائه الاطهار :
فهذا ما روي أن الإمام الصادق (عليه السلام) قال : (إنّ للقائم غيبةقبل ظهوره) ، فبادر زرارة قائلاً : لَم ؟ فقال (عليه السلام) : (يخاف القتل) (2)
2- الامتحان والابتلاء :
وثمة سبب آخر علّل به غيبة الإمام (عليه السلام) ، وهو امتحان العباد واختبارهم ، وتمحيصهم. فقد أثر عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) أنّه قـال : (( أمّا والله ليغيبن إمامك شيئاً من دهركم ، ولتمحصن ، حتى يقال : مات أو هلك بأيّ واد سلك ، ولتدمعن عليه عيون المؤمنين ولتكفأن كما تكفأ السنن في أمواج البحر ، فلا ينجو إلاّ من أخذ الله ميثاقه ، وكتب في قلبه الإيمان ، وأيّده بروح منه )) (3)
3ـ لكي لا يبايع ظالماً : فبذلك وردت روايات منها ما روي عنه (عليه السلام) قوله: إنه لم يكن لأحد من آبائي (عليهم السلام) إلاّ وأوقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه ، واني أخرج حين أخرج ، ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي )) (4)
لكن يمكن ان يجاب بعيداً عن بعض التفاصيل ان الله تعالى حكيم وعادل وتكون افعاله وفق حكمته اذ لا عبث في ساحة قدسه وقد تكون من الاسرار التي لا يعلمها الى الله تعالى ونبيه واهل بيته ففي مثل هذه القضية لا يكون للناس سوى الايمان لان مثل هذه القضايا تعتبر من الغيب فلذلك ورد في تفسير قوله تعالى (والذين يؤمنون بالغيب ) الذين يؤمنون بالقائم او بتعبير الامام الصادق (من اقر بقيام القائم انه حق) (5)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ الالهيات على هدى الكتاب والسنة : 4/ 146
2ـ الغيبة : الشيخ الطوسي ، ومثله في الكافي
3ـ بحار الانوار 53/ 276
4ـ منتخب الاثر : 267
5ـ ظ: تفسير الصافي : ج1 بداية تفسير سورة البقرة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الانام محمد واله الطيبين الكرام
باتت بعض الاسئلة تطرح كثيراً سواء في الاجواء العلمية او غيرها فمن تلك الاسئلة ما يتعلق بالامام المهدي (عليه السلام) وبالخصوص في سبب غيبته
لا يخفى على المتتبع ان الاجابة تكون على ديدن كثير من العلماء على نحوين تارة اجابة نقضية وغالباً ما تستخدم للاسكات واخرى حلية وفيها يكون التفصيل
فيأتينا السؤال (لماذا غاب الامام عن الناس وبذلك حرموا من بركاة وجوده وما المصلحة من ذلك )
اما الجواب النقضي فما تفضل به الشيخ السبحاني قائلاً : (ان قصورنا عن ادراك اسباب غيبته لا يجرنا الى انكار المتظافرات من المرويات ، فالاعتراف بقصور افهامنا اولى من رد الروايات المتواترة بل هو المتعين )(1)
اما الجواب الحلي فيمكن ان نوجه عدة اسباب منها :
1ـ الخوف من القتل كما حدث لابائه الاطهار :
فهذا ما روي أن الإمام الصادق (عليه السلام) قال : (إنّ للقائم غيبةقبل ظهوره) ، فبادر زرارة قائلاً : لَم ؟ فقال (عليه السلام) : (يخاف القتل) (2)
2- الامتحان والابتلاء :
وثمة سبب آخر علّل به غيبة الإمام (عليه السلام) ، وهو امتحان العباد واختبارهم ، وتمحيصهم. فقد أثر عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) أنّه قـال : (( أمّا والله ليغيبن إمامك شيئاً من دهركم ، ولتمحصن ، حتى يقال : مات أو هلك بأيّ واد سلك ، ولتدمعن عليه عيون المؤمنين ولتكفأن كما تكفأ السنن في أمواج البحر ، فلا ينجو إلاّ من أخذ الله ميثاقه ، وكتب في قلبه الإيمان ، وأيّده بروح منه )) (3)
3ـ لكي لا يبايع ظالماً : فبذلك وردت روايات منها ما روي عنه (عليه السلام) قوله: إنه لم يكن لأحد من آبائي (عليهم السلام) إلاّ وأوقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه ، واني أخرج حين أخرج ، ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي )) (4)
لكن يمكن ان يجاب بعيداً عن بعض التفاصيل ان الله تعالى حكيم وعادل وتكون افعاله وفق حكمته اذ لا عبث في ساحة قدسه وقد تكون من الاسرار التي لا يعلمها الى الله تعالى ونبيه واهل بيته ففي مثل هذه القضية لا يكون للناس سوى الايمان لان مثل هذه القضايا تعتبر من الغيب فلذلك ورد في تفسير قوله تعالى (والذين يؤمنون بالغيب ) الذين يؤمنون بالقائم او بتعبير الامام الصادق (من اقر بقيام القائم انه حق) (5)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ الالهيات على هدى الكتاب والسنة : 4/ 146
2ـ الغيبة : الشيخ الطوسي ، ومثله في الكافي
3ـ بحار الانوار 53/ 276
4ـ منتخب الاثر : 267
5ـ ظ: تفسير الصافي : ج1 بداية تفسير سورة البقرة
تعليق