ان المجتمع ليفسد بفساد شبابه وفساد الشاب والشابه
انما يكون لعوامل فرديه واجتماعيه ومنها :انحلال واضمحلال السدود والحواجز الاتيه
1 - الزواج، فإنّه عامل أساسي لحفظ الشباب من الانحراف والفساد،
وسدّ رصين لصيانة المجتمع، فلو انحلّ وانهدم هذا السدّ في المجتمع،
لانحرف الشباب في سيول الفساد والفجور.
2 - عدم الاختلاط بين الرجال والنساء، إذ هما كالقطن والنار،
ما اقتربا إلاّ واشتعلت نار الشهوة، وسرعان ما يحترق القطن الأبيض
، فيسودّ وجهه، ويصبح رماداً يعمي عيون المجتمع، فعدم الاختلاط سدّ منيع
لحفظ الشابّ والشابّة من الفساد، فلو انهدم بمعاول دعاة الحرية المزيّفة،
وأقلام التمدّن والمساواة المنحرفة، فإنّه يوجب انجراف الشباب إلى وادي الفساد
وانهدام صرح الأخلاق الحسنة.
3 - خوف الفضيحة، فإنّ الشابّ والشابّة لما يحملان من أصالات فردية واجتماعية،
يبتعدان عن الفساد مخافة الفضيحة لهما أو لاُسرتهما وعشيرتهما.. فإذا زال هذا الخوف
، فقد أنشب الفساد أظفاره في وجودهما، ويحدث ما لا يحمد عقباه، وما يتوقّاه الإنسان
الشريف الذي يخاف الفضيحة.
4 - خوف المرض، فمن يحبّ سلامة نفسه وجسده فإنّه يبتعد عن الفساد،
إذ يعلم أنّه يصاب المرء بالأمراض الروحية والجسدية، فمن خاف المرض،
ما اقترف الذنب والفساد.
5 - خوف الحكومة، فإنّ القوانين وإجرائها كثيراً ما تمنع الناس من الفساد،
إذ الإنسان بطبيعته يحبّ الجور والظلم، ونفسه الأمّارة تحبّ الفساد والمعصية
والخطيئة، وإن كان بفطرته يحبّ العدل والإحسان والدين، فهو وحشيّ الطبع
ومدنيّ الفطرة، فالقانون يأخذ أمام نزعات الإنسان الاستكبارية والفرعونية
، لكي يقف كلّ واحد عند حدّه، ومجري القانون هو الحكومة والدولة، فمن
خاف الحكومة ابتعد عن الفساد، والويل كلّ الويل لو كانت الحكومة
هي أُمّ الفساد، فإنّ ذلك المجتمع المسكين لا يرى وجه الصلاح إلا بانقلاب
الحكومة إلى حكومة صالحة، تحارب الفساد في المجتمع، فتأمر بالمعروف،
وتنهى عن الفحشاء والمنكر.
6 - خوف الله وخشية جهنّم، فهو أقوى السدود، إذ ربما سدّ خوف الحكومة
لا يمنع الإنسان فيما بينه وبين نفسه وفي الخلوات عن ارتكاب المعاصي
واقتراف الذنوب والتلوّث بالفساد، بخلاف خوف الله جلّ جلاله، فإنّه يمنع
الإنسان من الفساد حتّى في الخلوات، حيث سمع منادي الحقّ يقول :
اتّق الله في الخلوات، فإنّ الحاكم هو الشاهد، وأين الفرار من حكومة الله،
فهو أقرب إلينا من حبل الوريد، فهو معكم أينما كنتم.
تعليق