ديوان سيد حيدر الحلي
| زحـم السمـاء فمن محـك سنانه | |
جـرباء لقبَّت الورى خضراءها |
| أبنـاء مـوت عـاقـدت أسيـافها | |
بالطف أن تلقى الكمـات لقاءها |
| لقلوبـها امتحـن ألإلــه بمـوقف | |
محضته فيـه صبرها و بلاءها |
| من حيـث جعجت المنايــا بركها(1) |
|
وطوائف ألآجـال طفن وراءها |
| ووفـت بما عقـدت فزوجت الطلا | |
بالمرهفـات وطلقت حـوباءها(2) |
| كـانت سـواعـد آل بيـت محمد | |
وسيوف نجدتها على من ساءها |
| جعلت بثغر الحتف من زبـر الضبا | |
ردماً يحوط من الردى حلفاءها |
| واستقبلت هـام الكمـات فأفـرغت | |
قطراً على ردم السيوف دماءها |
| كـره الحمـام لقائتها في ضنـكـه | |
لكن أحب أللـه فيـه لقــاءها |
| فثـوت بأفئـدة صـواد لـم تجـد | |
رياً يبل سـوى الردى أحشاءها |
| تغلي الهـواجر من هجيـر غليـلها | |
إذ كان يوقـد حره رمضـاءها |
| ما حـال صـائمة الجوانح أفطرت | |
بدم و هل يروي الدما أضماءها |
| ما حـال عافرة الجسوم على الثرى | |
نهبت سيـوف أميـة أعضاءها |
| وأراك تنشىء يا غمـام على الورى | |
ظلاً وتروي من حيال ضماءها |
| وقلــوب أبنـاء النبـي تفطـرت | |
عطشـاً بقفرٍ أرمضت أشلاءها |
| وأمضّ ما جرعت من الغصص التي | |
قدحت بجـانحة الهدى إيراءها |
| هتـك الطغـات على بنـات محمد | |
حجب النبـوة خدرها و خباءها |
| فتنازعت أحشــائها حرق الجـوى | |
وتجـاذبت أيـدي العدو رداءها |
| عجبــا لحـلم أللــه و هي بعينه | |
برزت تطيـل عويلها و بكاءها |
| ويرى من الزفـرات تجمـع قـلبها | |
بيد و تدفـع في يـد أعـداءها |
| [1 البرك: جماعة ألإبل. (2) الطلا: ألأعناق. حوباء : النفس جمعها حوباوات] |

حسين منجل العكيلي




تعليق