بسم الله الرحمن الرحيم
ولله الحمد والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
ورد في دعاء الصباح هذه العبارة ((وأدِّب اللّهمّ نزق الخرق منّي بأزمّة القنوع))..
ولتوضيح هذه الفقرة نقف على معاني المفردات التي وردت فيها ليتوضّح معنى هذه العبارة..
نزق: نَزِقَ الرَّجلُ نَزَقًا ، ونُزوقًا : خفّ وطاشَ (المعجم الوسيط)..
طائش نشيط خفيف عند الغضب (المعجم الرائد)..
الخُرْق: الجهل والحمق (المعجم الوسيط)..
أزمّة جمع زمام: زِمامُ الأمْرِ : مِلاكُه . وألقى في يده زمامَ أمْرهِ : فَوَّضهُ إليه (المعجم الوسيط)..
القنوع: راض بما قسم له ، جمع : قنع (المعجم الرائد)..
هُوَ فِي قُنُوعٍ : فِي تَذَلُّلٍ (المعجم الغني)..
بعدما توضّحت هذه الألفاظ نأتي الى شرح هذه الفقرة وفق هذه المعطيات..
في هذه الفقرة يعلّمنا الامام (عليه السلام) كيف نتأدّب في حضرة الاله جلّ علاه وكيف نسأله، بأن نطلب من الله سبحانه أن يروّض أنفسنا التي يسود طبعها الغضب والغلظة والطيش وتتصف بالحمق والجهل، لأنّ من المعلوم انّ الانسان إذا كان هكذا طبعه لا يستطيع أن يكون إنساناً مؤثراً بالمجتمع ولا يستطيع إقناع أحد باعتقاده، لأنّ هذا الأمر يعتبر من سلبيات الأخلاق، فمن لا يتحكّم بنفسه ويتركها لتغضب وتطيش من أي أمر يمرّ عليها لا تكون أهلاً لحمل الدين ونشر الاعتقادات الحقّة، لأنّ هكذا نفس تكون العوبة بيد الشيطان يسيّرها كيفما يشاء..
حتى انّ الله سبحانه وتعالى يخاطب نبيّه الأكرم (صلّى الله عليه وآله) بقوله تعالى ((فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ))آل عمران : 159، فالغلظة والعصبية تجعل الناس تنفر من المتكلّم، وبالمقابل هو لا يستطيع أن يوصل ما يريده الى المقابل، وهذا ما نراه من أحاديثم (عليهم السلام)، فقد قال النبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله) ((الرِّفْقُ يُمْنٌ، والخُرْقُ شُؤْمٌ))، حتى انّ الخرق يذهب بالايمان فعن أبي جعفر عليه السّلام : ((مَن قُسِم له الخُرْق يحجب عنه الإيمان))، فاذا حُجب الايمان عن العبد ما الذي يبقى له وأي خير في دينه يُرتجى منه..
لذلك يربينا الامام من خلال هذا المقطع من الدعاء التربية العبادية الحقيقية التي من شأنها أن تصفّي نفس العبد وتجعل هذه النفس ليّنة طيّعة في خدمة الدين والمذهب..
فنحن من خلال هذا الدعاء الشريف نطلب من الله سبحانه وتعالى أن يليّن قلوبنا ويجعلها مليئة بالرحمة والشفقة..
وهذا لا يكون إلاّ إذا كانت تلك النفس متذلّلة لله سبحانه وتعالى وللمؤمنين، ويتّضح هذا من قوله تعالى ((أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ))المائدة : 54، فالاذلال للمؤمنين لا يكون إلاّ إذا كانت النفس ليّنة رفيقة شفيقة حتى تكون مؤثرة بالمقابل يحق للغير الاقتداء بها، ويتحقق هذا إذا كان زمام الأمور بيد النفس صاحبة الخلق الحسن ولا تكون بيد الغضب والجهل..
والحمد لله ربّ العالمين
ولله الحمد والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
ورد في دعاء الصباح هذه العبارة ((وأدِّب اللّهمّ نزق الخرق منّي بأزمّة القنوع))..
ولتوضيح هذه الفقرة نقف على معاني المفردات التي وردت فيها ليتوضّح معنى هذه العبارة..
نزق: نَزِقَ الرَّجلُ نَزَقًا ، ونُزوقًا : خفّ وطاشَ (المعجم الوسيط)..
طائش نشيط خفيف عند الغضب (المعجم الرائد)..
الخُرْق: الجهل والحمق (المعجم الوسيط)..
أزمّة جمع زمام: زِمامُ الأمْرِ : مِلاكُه . وألقى في يده زمامَ أمْرهِ : فَوَّضهُ إليه (المعجم الوسيط)..
القنوع: راض بما قسم له ، جمع : قنع (المعجم الرائد)..
هُوَ فِي قُنُوعٍ : فِي تَذَلُّلٍ (المعجم الغني)..
بعدما توضّحت هذه الألفاظ نأتي الى شرح هذه الفقرة وفق هذه المعطيات..
في هذه الفقرة يعلّمنا الامام (عليه السلام) كيف نتأدّب في حضرة الاله جلّ علاه وكيف نسأله، بأن نطلب من الله سبحانه أن يروّض أنفسنا التي يسود طبعها الغضب والغلظة والطيش وتتصف بالحمق والجهل، لأنّ من المعلوم انّ الانسان إذا كان هكذا طبعه لا يستطيع أن يكون إنساناً مؤثراً بالمجتمع ولا يستطيع إقناع أحد باعتقاده، لأنّ هذا الأمر يعتبر من سلبيات الأخلاق، فمن لا يتحكّم بنفسه ويتركها لتغضب وتطيش من أي أمر يمرّ عليها لا تكون أهلاً لحمل الدين ونشر الاعتقادات الحقّة، لأنّ هكذا نفس تكون العوبة بيد الشيطان يسيّرها كيفما يشاء..
حتى انّ الله سبحانه وتعالى يخاطب نبيّه الأكرم (صلّى الله عليه وآله) بقوله تعالى ((فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ))آل عمران : 159، فالغلظة والعصبية تجعل الناس تنفر من المتكلّم، وبالمقابل هو لا يستطيع أن يوصل ما يريده الى المقابل، وهذا ما نراه من أحاديثم (عليهم السلام)، فقد قال النبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله) ((الرِّفْقُ يُمْنٌ، والخُرْقُ شُؤْمٌ))، حتى انّ الخرق يذهب بالايمان فعن أبي جعفر عليه السّلام : ((مَن قُسِم له الخُرْق يحجب عنه الإيمان))، فاذا حُجب الايمان عن العبد ما الذي يبقى له وأي خير في دينه يُرتجى منه..
لذلك يربينا الامام من خلال هذا المقطع من الدعاء التربية العبادية الحقيقية التي من شأنها أن تصفّي نفس العبد وتجعل هذه النفس ليّنة طيّعة في خدمة الدين والمذهب..
فنحن من خلال هذا الدعاء الشريف نطلب من الله سبحانه وتعالى أن يليّن قلوبنا ويجعلها مليئة بالرحمة والشفقة..
وهذا لا يكون إلاّ إذا كانت تلك النفس متذلّلة لله سبحانه وتعالى وللمؤمنين، ويتّضح هذا من قوله تعالى ((أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ))المائدة : 54، فالاذلال للمؤمنين لا يكون إلاّ إذا كانت النفس ليّنة رفيقة شفيقة حتى تكون مؤثرة بالمقابل يحق للغير الاقتداء بها، ويتحقق هذا إذا كان زمام الأمور بيد النفس صاحبة الخلق الحسن ولا تكون بيد الغضب والجهل..
والحمد لله ربّ العالمين
تعليق