بسم الله الرحمن الرحيم
(وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِاَيَاتِنَا يُوقِنُونَ( (السجدةِ/24)
تحت لهيب اشعة الشمس، في طرف الصحراء، حيث الرمال الحارقة، في ظهيرة يوم عرفة في وادي عرفات، وعند يسار جبل الرحمة، وعندما احتشدت وفود الرحمن إلى تلك الأرض المباركة، حيث الرحمة الإلهية الشاملة، في تلك الزاوية وقف السبط الشهيد الإمام أبو عبد الله الحسين عليه السلام، ودموعه تجري وعيناه كأنّهما عينان نضّاختان، وحوله تلك الثلّة المؤمنة المباركة من أولي البصائر، هم بدورهم كانت دموعهم تجري، رافعين أيديهم إلى السماء؛ ضارعين يجأرون إلى ربّهم، وصوت الإمام الحسين الشجيّ الزاخر بكل ألوان العرفان والتعبّد والتوسّل، ذلك الصوت كان يدوّي في تلك الصحراء:
"إلهي أنا الفقيرُ في غِنايَ فكيف لا أكونُ فقيراً في فقري، إلهي أنا الجاهلُ في علميِ، فكيف لا أكونُ جهولاً في جهلي، إلهي إنَّ اختلافَ تدبيِركَ وسرعةَ طواءِ مقاديرِكَ منعا عبادَكَ العارفينَ بك عَنِ السُّكونِ إلى عطاءٍ واليأسِ منكَ في بلاءٍ، إلهي منّي ما يَليقَ بلؤُمي، ومنك ما يليقُ بكرمك، إلهي وصَفْتَ نفسكَ باللطفِ والرأفة لي قبل وجودِ ضَعفي، أفتمنعُني منُهما بعد وَجودِ ضَعفي، إلهي إن ظَهَرتِ المحاسنُ منّي فبفضلكَ ولك المِنّةُ عليَّ؛ وإنْ ظهرت المساوئ منّي فبعدلِكَ ولك الحجّةُ عليَّ، إلهي كيف تَكِلُني وقد تكفّلتَ لي، وكيف أُضامُ وأنت الناصرُ لي، أم كيف أخيبُ وأنت الحفيُّ بي…" (83)
وفي عشيّة يوم تاسوعاء؛ حينما زحف الجيش الأموي الظالم على مخيم الإمام أبي عبد الله عليه السلام، وبلغ ذلك الإمام، طلب إلى أخيه أبي الفضل العباس عليه السلام أن يسأل العدو المهلة حتى يجدّد وأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين العهد بالقرآن الكريم ويقضوا ليلتهم الأخيرة بإقامة الصلاة وقراءة الدعاء.
وقد وصف الأعداء- قبل الأصدقاء- أنّهم كانوا يسمعون من مخيم الإمام الحسين وأصحابه دويّاً كدوّي النحل من شدّة التضرع والعبادة والدعاء.
وحتى خلال اللّحظات الأخيرة؛ حيث كان نزف الدم قد أخذ من الإمام الحسين عليه السلام كلّ مأخذ، لم يغفل سيّد الشهداء عن ذكر الله طرفة عين، فقال إذ ذاك:
" صبراً على قضائك يا رب لا إله سواك ". (84)
يتبـــــــــــــــع
(وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِاَيَاتِنَا يُوقِنُونَ( (السجدةِ/24)
تحت لهيب اشعة الشمس، في طرف الصحراء، حيث الرمال الحارقة، في ظهيرة يوم عرفة في وادي عرفات، وعند يسار جبل الرحمة، وعندما احتشدت وفود الرحمن إلى تلك الأرض المباركة، حيث الرحمة الإلهية الشاملة، في تلك الزاوية وقف السبط الشهيد الإمام أبو عبد الله الحسين عليه السلام، ودموعه تجري وعيناه كأنّهما عينان نضّاختان، وحوله تلك الثلّة المؤمنة المباركة من أولي البصائر، هم بدورهم كانت دموعهم تجري، رافعين أيديهم إلى السماء؛ ضارعين يجأرون إلى ربّهم، وصوت الإمام الحسين الشجيّ الزاخر بكل ألوان العرفان والتعبّد والتوسّل، ذلك الصوت كان يدوّي في تلك الصحراء:
"إلهي أنا الفقيرُ في غِنايَ فكيف لا أكونُ فقيراً في فقري، إلهي أنا الجاهلُ في علميِ، فكيف لا أكونُ جهولاً في جهلي، إلهي إنَّ اختلافَ تدبيِركَ وسرعةَ طواءِ مقاديرِكَ منعا عبادَكَ العارفينَ بك عَنِ السُّكونِ إلى عطاءٍ واليأسِ منكَ في بلاءٍ، إلهي منّي ما يَليقَ بلؤُمي، ومنك ما يليقُ بكرمك، إلهي وصَفْتَ نفسكَ باللطفِ والرأفة لي قبل وجودِ ضَعفي، أفتمنعُني منُهما بعد وَجودِ ضَعفي، إلهي إن ظَهَرتِ المحاسنُ منّي فبفضلكَ ولك المِنّةُ عليَّ؛ وإنْ ظهرت المساوئ منّي فبعدلِكَ ولك الحجّةُ عليَّ، إلهي كيف تَكِلُني وقد تكفّلتَ لي، وكيف أُضامُ وأنت الناصرُ لي، أم كيف أخيبُ وأنت الحفيُّ بي…" (83)
وفي عشيّة يوم تاسوعاء؛ حينما زحف الجيش الأموي الظالم على مخيم الإمام أبي عبد الله عليه السلام، وبلغ ذلك الإمام، طلب إلى أخيه أبي الفضل العباس عليه السلام أن يسأل العدو المهلة حتى يجدّد وأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين العهد بالقرآن الكريم ويقضوا ليلتهم الأخيرة بإقامة الصلاة وقراءة الدعاء.
وقد وصف الأعداء- قبل الأصدقاء- أنّهم كانوا يسمعون من مخيم الإمام الحسين وأصحابه دويّاً كدوّي النحل من شدّة التضرع والعبادة والدعاء.
وحتى خلال اللّحظات الأخيرة؛ حيث كان نزف الدم قد أخذ من الإمام الحسين عليه السلام كلّ مأخذ، لم يغفل سيّد الشهداء عن ذكر الله طرفة عين، فقال إذ ذاك:
" صبراً على قضائك يا رب لا إله سواك ". (84)
يتبـــــــــــــــع
تعليق