د عرضت الفضائية الفرنسية الخامسة (تي في سنك) فيلماً عن جماعة في الصين هذه الأيام لم يصلها التلفون ولا الكهرباء ولا السيارات تعيش معزولة في ذرى اعلى جبل في الصين !! هذه الجماعة كما رايتها بعيني تقيم مجلس العزاء من اول محرم الى الأربعين على الحسين ! فلا تأكل اللحم ولا تتعطر ولا تتزاوج ولن تسمع في بيوتها وازقتها سوى ولولة تميز منها ( ياحسين ياغريب ) ينطقونها بصعوبة والمعلق يتساءل بجدية كاملة : كيف وصل الحسين الى هؤلاء وهم لا يعرفون العربية ولم يبرحوا قصبتهم الجبلية المعزولة وربما هؤلاء لم يعرفوا التاريخ ولا شأن لهم به ؟!! ومن يشاهد الريبورتاج سيتعاطف مع تساؤل المعلق : كيف وصل الحسين الى هؤلاء ؟؟!! !! نعم لقد وصل الحسين الى كل مكان !! وصل الغرب عن طريق الأندلس التي كانت بأيدي المنتصر المتغلب من العباسيين الى الأمويين الى سواهما وكانت مواكب العزاء في مدن الأندلس وأريافها تغيض الحكام واللؤماء !! فدبروا للمواكب الحسينية المذابح والحرائق والضرب بالهراوات ! لكنهم خابوا فقد اضحى العدد في تزايد والتحدي في تصاعد !! المواكب الحسينية بعد المذابح صارت مثل بحر تتدافع امواجه !! ولأنها امواج بشرية كما يقول ( ليفي بروفنسال ) فقد اضطر الحكام الى الرضوخ للأمواج البشرية !!!! مما يعزز ان الحسين مبدأ وقضية ازليتان وليس حالة طائفية كما يتوهم البعض ! فقد كتب فيه المسيحي والصابئي واليهودي والسيخي بل وكتبت عنه اقلام معروفة بتقاطعها مع الدين ! ولم يكتب احد من هؤلاء عن الحسين وكانه حكرٌ على طائفة او دين وإن كان الحسين مسلما وطالبيا وفي الصميم منهما ايضاً ولكنه مُلك الإنسانية جمعا وقصرا !! ورهان المباديء والسمو والحضارة قطعا وجزما !! ......
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
مقطع من مقالة طويلة للبرفسور عبد الاله الصائغ
تقليص
X
تعليق