كنت رغم الجراح و ضربات السيوف و طعنات الرماح أسد الميدان وكنت نوراً في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة ولم تزل بعد كل تلك السنين تنير درب الثائرين وتنشر فوق رؤوس الشرفاء من علمك الوهاج لتفتتح مدرسة الاباء منذ أكثر من 1400 سنة مرّت مازلت مدير تلك المدرسة ومعلّمها الوحيد الذي تأخذ منه الأجيال الدروس والعبر وتتخذ من نوره الوهاج طريقا منيرا تسير عليه في الظلام وفي الضياء , همسات أوجاع جراحك سيدي مازال الناس يحترقون بها حين يذكر عاشوراء ومازالت أنّات رضيعك الدامي تقصد اسماعنا وتحني قاماتنا لدموع أطفالك السبايا ومازالت مناظر حرق خيامك تمرّ أمام انظارنا والصورة تعيدها الذاكرة رغم ما فات من وقت طويل على معركة الطف , أنت اليراع الذي يفتح لنا الأبواب التي عجز الاقوياء عن فتحها فأنت ابن ذاك البطل الهمام الذي اقتلع باب خيبر بأنامله النورانية , سيدي يا أبا الاحرار يا من زرعت فينا عدم الخضوع وأثرت بكلمتك المشهورة ((هيهات منّا الذلة)) في قلب كل خائف من الطاغوت وجعلته ينتفض رغم الجراح ورغم آهات السنين , يا أبا الطف يا قتيل العبرات سيدي نقف اليوم أمام مصرعك ونرجع بذاكرتنا عبر ما نقل لنا من احداث مرّت بأبطالك الكرام لتبدأ تلك الدموع الحارقة بالنزول بشكل بطيء على وجنات مليئة بأعمال منكرة كأنهّا أنهار قد مرت على أرض سبخة لتعيد لها الحياة من جديد ولتمحو ما عملت أيدينا من سوء فأيّ كرامة أعطاك الله وأيّ منزلة قد أحرزتها , ضحيت بأغلى ما عندك وأعطيت غاية المجهود لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها ولم تلبسك من مدلهمات ثيابها. حنيت أمام اسمك قامات الاف الملوك وزرعت في قلوبهم معنى الايثار وأجلستهم تحت قبتك الشريفة , أنزلت دموعهم بمرارة ما ضحيت به. وطبعت بصمتك على ذاكرتهم ليتكلموا في كل ميدان وليعطوا أفضل واكثر مثلاً معبراً عن التضحية والفداء حين يذكروا اسم الحسين (عليه السلام) , فاجعل ذرة من انفاسك الطاهرة تمرُّ على قلوب محبيك لتجيرهم من عذاب يوم عظيم ولتؤنسهم في ليلة وعد الله بها المذنبين ولتخطّ أناملك الطاهرة اسمك الالهي على جبين خادمك الحقير.
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
لؤي جبير الجبوري/نفحات في حب الحسين (عليه السلام)
تقليص
X
-
لؤي جبير الجبوري/نفحات في حب الحسين (عليه السلام)
كنت رغم الجراح و ضربات السيوف و طعنات الرماح أسد الميدان وكنت نوراً في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة ولم تزل بعد كل تلك السنين تنير درب الثائرين وتنشر فوق رؤوس الشرفاء من علمك الوهاج لتفتتح مدرسة الاباء منذ أكثر من 1400 سنة مرّت مازلت مدير تلك المدرسة ومعلّمها الوحيد الذي تأخذ منه الأجيال الدروس والعبر وتتخذ من نوره الوهاج طريقا منيرا تسير عليه في الظلام وفي الضياء , همسات أوجاع جراحك سيدي مازال الناس يحترقون بها حين يذكر عاشوراء ومازالت أنّات رضيعك الدامي تقصد اسماعنا وتحني قاماتنا لدموع أطفالك السبايا ومازالت مناظر حرق خيامك تمرّ أمام انظارنا والصورة تعيدها الذاكرة رغم ما فات من وقت طويل على معركة الطف , أنت اليراع الذي يفتح لنا الأبواب التي عجز الاقوياء عن فتحها فأنت ابن ذاك البطل الهمام الذي اقتلع باب خيبر بأنامله النورانية , سيدي يا أبا الاحرار يا من زرعت فينا عدم الخضوع وأثرت بكلمتك المشهورة ((هيهات منّا الذلة)) في قلب كل خائف من الطاغوت وجعلته ينتفض رغم الجراح ورغم آهات السنين , يا أبا الطف يا قتيل العبرات سيدي نقف اليوم أمام مصرعك ونرجع بذاكرتنا عبر ما نقل لنا من احداث مرّت بأبطالك الكرام لتبدأ تلك الدموع الحارقة بالنزول بشكل بطيء على وجنات مليئة بأعمال منكرة كأنهّا أنهار قد مرت على أرض سبخة لتعيد لها الحياة من جديد ولتمحو ما عملت أيدينا من سوء فأيّ كرامة أعطاك الله وأيّ منزلة قد أحرزتها , ضحيت بأغلى ما عندك وأعطيت غاية المجهود لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها ولم تلبسك من مدلهمات ثيابها. حنيت أمام اسمك قامات الاف الملوك وزرعت في قلوبهم معنى الايثار وأجلستهم تحت قبتك الشريفة , أنزلت دموعهم بمرارة ما ضحيت به. وطبعت بصمتك على ذاكرتهم ليتكلموا في كل ميدان وليعطوا أفضل واكثر مثلاً معبراً عن التضحية والفداء حين يذكروا اسم الحسين (عليه السلام) , فاجعل ذرة من انفاسك الطاهرة تمرُّ على قلوب محبيك لتجيرهم من عذاب يوم عظيم ولتؤنسهم في ليلة وعد الله بها المذنبين ولتخطّ أناملك الطاهرة اسمك الالهي على جبين خادمك الحقير.
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
- اقتباس
تعليق