بسم الله الرحمن الرحيم
يرى القارئ لخطبة سيدتنا ومولاتنا زينب عليها الصلاة والسلام انها خطبة المنتصر الذي ليس في قلبه ذرة خوف من عدوه وكأن نتيجة المعركة زادتها ايمانا بعقيدتها واهداف سيد الشهداء عليه السلام نعم فهي ابنت من واخت من وام من نعم فهي اخت الحسين الذي وقف بكل شجاعة وهو ما زال غضا طفلا صغيرا في وجه اعتى عتاة المنافقين عمر بن الخطاب عليه ما يستحق وجاء بخطبة عصماء يعجز بلغاء العرب عن الاتيان بمثلها واليكم نص احتجاجه على عمر:ينقل العلامة المجلسي في بحاره الجزء الثلاثون باب احتجاج الحسين عليهالسلام على عمر وهو على المنبر
١ ـ ج (١) : روي أن عمر بن الخطاب كان يخطب الناس على منبر رسول الله صلىاللهعليهوآله فذكر في خطبته أنه ( أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ) فقال له الحسين عليهالسلام من ناحية المسجد : انزل أيها الكذاب عن منبر أبي رسول الله صلىاللهعليهوآله ، لا منبرأبيك. فقال له عمر : فمنبر أبيك لعمري يا حسين! لا منبر أبي ، من علمك هذا؟ أبوك علي بن أبي طالب؟.
فقال له الحسين : إن أطع أبي فيما أمرني فلعمري إنه لهاد وأنا مهتد به ، وله في رقاب الناس البيعة على عهد رسول الله (ص) نزل بها جبرئيل عليهالسلام من عند الله تعالى لا ينكرها أحد إلا جاحد بالكتاب ، قد عرفها الناس بقلوبهم وأنكروها بألسنتهم ، وويل للمنكرين حقنا أهل البيت (ع) ، ما ذا يلقاهم به محمد رسول الله صلىاللهعليه وآله من إدامة الغضب وشدة العذاب؟!
فقال عمر : يا حسين! من أنكر حق أبيك فعليه لعنة الله! أمرنا الناس فتأمرنا ، ولو أمروا أباك لأطعنا. فقال له الحسين (ع) : يا ابن الخطاب! فأي الناس أمرك على نفسه قبل أن تؤمر أبا بكر على نفسك ليؤمرك على الناس بلا حجة من نبي ولا رضى من آل محمد؟! فرضاكم كان لمحمد عليه وآله السلام رضى ، أو رضى أهله كان له سخطا؟! أما والله لو أن للسان مقالا يطول تصديقه ، وفعلا يعينه المؤمنون لما تخطيت رقاب آل محمد (ص) ، ترقى منبرهم وصرت الحاكم عليهم بكتاب نزل فيهم ، لا تعرف معجمه ، ولا تدري تأويله إلا سماع الآذان ، المخطئ والمصيب عندك سواء ، فجزاك الله جزاك ، وسألك عما أحدثت سؤالا حفيا.
قال : فنزل عمر مغضبا ومشى معه أناس من أصحابه حتى أتى باب أمير المؤمنين صلوات الله عليه ، فاستأذن عليه فأذن له ، فدخل فقال: يا أبا الحسن! ما لقيت من ابنك الحسين؟! يجهرنا بصوت في مسجد رسول الله (ص) ويحرض علي الطغام وأهل المدينة؟!.
فقال له الحسن عليهالسلام : مثل الحسين ابن النبي صلىاللهعليهوآله يستحث بمن لا حكم له ، أو يقول بالطغام على أهل دينه ، أما والله ما نلت ما نلت إلا بالطغام ، فلعن الله من حرض الطغام!.
فقال له أمير المؤمنين عليهالسلام : مهلا يا أبا محمد! فإنك لن تكون قريب الغضب ، ولا لئيم الحسب ، ولا فيك عروق من السودان ، اسمع كلامي ، ولاتعجل بالكلام. فقال له عمر : يا أبا الحسن! إنهما ليهمان في أنفسهما بما لا يرى بغير الخلافة. فقال له أمير المؤمنين عليهالسلام : هما أقرب نسبا برسول الله صلىاللهعليهوآله من أبيهما أما فأرضهما ـ يا ابن الخطاب ـ بحقهما يرض عنك من بعدهما. قال : وما رضاهما يا أبا الحسن؟ قال : رضاهما الرجعة عن الخطيئة ، والتقية عن المعصية بالتوبة. فقال له عمر : أدب ـ يا أبا الحسن ـ ابنك أن لا يتعاطى السلاطين الذين هم الحكماء في الأرض. فقال له أمير المؤمنين عليهالسلام : أنا أؤدب أهل المعاصي على معاصيهم ، ومن أخاف عليه الزلة والهلكة ، فأما من ولده رسول الله (ص) لا يحل أدبه ، فإنه ينتقل إلى أدب خير له منه ، أما فأرضهما يا ابن الخطاب!.
قال : فخرج عمر فاستقبله عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف ، فقال له عبد الرحمن : يا أبا حفص! ما صنعت وقد طالت بكما الحجة؟. فقال له عمر : و هل حجة مع ابن أبي طالب وشبليه؟!. فقال له عثمان : يا ابن الخطاب! هم بنو عبد مناف الأسمنون والناس عجاف. فقال له عمر : ما أعد) ما صرت إليه فخرا فخرت به ، أبحمقك ؟ فقبض عثمان على مجامع ثيابه ثم جذبه ورده ، ثم قال : يا ابن الخطاب! كأنك تنكر ما أقول. فدخل بينهما عبد الرحمن بن عوف وفرق بينهما ، وافترق القوم(1)انتهى
فيالله وهذه الشجاعة وهذا الجهاد ابتدئها بالجهاد ضد طاغية زمانه وانتهى بالجهاد ضد طاغية زمانه
(١) وتجد نظائر هذه الاحتجاجات من ريحانتي رسول الله وسيدي شباب أهل الجنة سلام الله عليهما كثيرة. انظر كتب العامة : الرياض النضرة ١ ـ ١٣٩ ، الصواعق المحرقة : ١٠٨ ، تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٤ ، كنز العمال ٣ ـ ١٣٢ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٢ ـ ١٧ ، وغيرها.
تعليق