أكثرنا يعرف أن عبارة ملائكة الرحمة تطلق استعارة ويراد بها الممرضات اللواتي ينتشرن في المستشفيات الحكومية والاهلية والعيادات العامة والخاصة ، نظرا لما يفترض أن يتمتعن به من صفات وميزات تتمثل بالرأفة والعطف وزخم الحنان الذي ينضحنه على جباه وقلوب المرضى والمصابين....
ولكن يبدو أن بعض الممرضات قد تخلين عن هذا الدور ليتقمصن أدوارا أخرى كدور الشيطان البائع والطامع والتاجر والجابي والمرابي والمحابي الى ما شاكل من هذه الادوار المنوعة؟؟ في مسلسل قل من لم يكتوي بناره وشراره وبأساليب أخذت مأخذها من الانسان الضعيف والمسكين الذي بات يعصر جيوبا أنهكها العصر اليومي بتنوعاته ومتطلباته الدائمة والملحة أو تلك التي يفرضها عليه الظرف؟
وأيضا... كثيرا مانشاهد هذا الاستغلال للوظائف والمناصب من قبل المتسلقين على الاكتاف خصوصا بعض طلاب الطب الذين يتوسلون ويتمسكون بأي قارب للنجاة كدروس خصوصية أو سفينة قراصنة كالاموال الطائلة التي تبذل ؟ في سبيل معدل أو شهادة دكتوراه أو أي شهادة طبية مزيفة تمهيدا لابتزاز الناس وفتح دكان يرفع يافطة (عيادة) تارة و(صيدلية) أخرى أو( طبيب حاصل على (d n a o r s....) الى ما شاءت واشتهت أنفسهم من حروف وأرقام ما أنزل الله بها من سلطان ؟
نشرت بعض صحفنا المحلية ، هذا الخبر المعنون : البعض من ملائكة الرحمة بلا رحمة! ونصّه: الساعة العاشرة من صباح يوم الاثنين الموافق 17/11/2009 أدخلت إحدى المريضات الى الردهة النسائية في مستشفى اليرموك، بعد تعرضها الى حالة إجهاض مفاجئة، كانت سببا لإصابتها بنزف دموي شديد كاد يودي بحياتها...
وعلى اثر ذلك تم إدخالها غرفة العمليات في المستشفى المذكور، و في الوقت المذكور، ليطول وقت انتظارها مع عدد آخر من المريضات، وتتطور حالتها المرضية فتعاني من استمرار النزف وإصابتها بحالة إغماء مفاجئ، الأمر الذي تطلب من عائلتها مناشدة المسؤولين هناك لإنقاذها ؟؟
غير ان الأمر كان خارج نطاق سيطرة المسؤول، فالممرضات لا يعرفن غير( تسليب المارة وقطع الطرق عليهم ) وأخذ المبالغ المالية من مرافقي المرضى والتجوال من عمل مجد في أروقة صالة العمليات، التي تضم في جناحها ما يقرب من العشرين مريضة تنتظر دورها في الدخول إلى صالة العمليات...
تضيف الصحيفة: وأثناء هذا الانتظار، تشاهد ما لم تشاهد من تبلد في المشاعر وعدم مبالاة، فالمريضات اللائي ينتظرن دورهن في حالة إعياء وتعب، وهن يستجدين الرحمة من ملائكة الرحمة بإدخالهن صالة العمليات لانهن في أحوال صحية منهكة، فضلا عن عدم وجود أغطية أو أفرشة في صالة الانتظار في ردهة العمليات النسائية، كما ان النساء يجلسن على الأرض وفي هذه الأيام الباردة، الامر الذي ضاعف من معاناتهن وإصابتهن بالإغماء او اضطرار البعض منهن الى الفرار من الردهة النسائية.
ولم يتوقف الامر عند هذا الحد، بل تجاوز ذلك الى قيام الممرضات بزجر مرافقي المريضات والطلب منهم علانية بدفع مبالغ مالية، ذلك لان وقت الغداء قد حان، طبعا ليس غداء المرضى او مرافقيهم....وعندما تطلب المرافقة مع المريضة المحجوزة في صالة العمليات الاطمئنان عليها تطلب الممرضة مبلغ خمسة الاف دينار مقابل تسهيل المهمة..
وبعملية حسابية بسيطة لو قدرنا ان عشر مرافقات يطلبن السؤال والاطمئنان على مريضاتهن بمعدل ثلاثة أسئلة، فالمبلغ في اقل تقدير سوف يكون 150 الف دينار !! وعندما دقت عقارب الساعة الثانية ظهرا كان الكادر التمريضي الصباحي قد غادر المستشفى، وهنا سوف تعاد الحكاية من جديد ويعاد دفع المبالغ المالية من قبل المرافقين، والمريض يبقى يعاني من الإهمال ووزارة الصحة لا تزال تنشر اللافتات على جدران المستشفيات بعدم إعطاء الرشاوى الى منتسبي المستشفيات!