سنة احدى وستين
لقد كانت سنة أحدى وستين مسرحاً لصراع عنيف بين ارادتين ووقف التاريخ مذهولاً بين تلك الإرادتين ارادة الخير وإرادة الشر تمثلت الإولى في شخصية عظيمة خرجت من بيت علي وفاطمة أضفت عليها القداسة هالة من الأشعاع كأنه اشعاع الفجر المنبلج في كبد الظلام ، وتمثلت الثانية ارادة الشر في رجل أقل ما يقال فيه انه كان ربيب الشرك والجاهلية وحفيداً لأبي سفيان وزوجته هند آكلة الأكباد .
والأول هو الإمام الحسين سبط الرسول الأعظم وشبل علي بن أبي طالب (عليه السلام) ذلك الإمام العظيم والبطل الخالد .
لقد كان الحسين فرعاً لشجرة التوحيد الممتدة جذورها الطيبة الزكية لهاشم سيد العرب في زمانه ويزيد شوكة من حسك نابت في تربة سبخة من أرض موات أنبتت اخبث شجرة كان بنو أمية من نتاجها ، ولقد عكست واقعة الطف الدامية التي شهدت مأساتها أرض كربلاء أثر كلا الجانبين بل أثر تلك الإرادتين الإرادة الخيرة الهادفة
===============
( 29 )
للإصلاح واستئصال الشرك والوثنية تلك الإرادة المتمثلة في الحسين وصحبه ، والإرادة الثانية الشريرة الهادفة للفساد وسفك الدماء واستعباد الصلحاء والاحرار واعادة الجاهلية بكل أشكالها ومعالمها كما كان يمثلها حفيد ابي سفيان وآكلة الأكباد .
لقد وقف الحسين وقفته العظيمة التي حيرت العقول بما فيها من معاني البطولات والتضحيات التي لم يحدث التاريخ بمثلها في سبيل العقيدة والمبدأ وحرية الإنسان وكرامته فرداً أمام جولة جبارة تخضع لنفوذ ملك ظالم جبار يحتل الصدارة في قائمة الطغاة والسفاحين والمجرمين في كل أرض وزمان .
لقد وقف الحسين وقفته الخالدة التي كانت ولا تزال مصادراً من أوفر المصادر حظاً بكل معاني الخير والفضيلة والمثل العليا رافضاً الخنوع والاستكانة لحكم ذلك الذئب الكاسر المتمثل في هيكل انسان يسميه الناس يزيداً ، وقدم دمه ودماء ذويه واخوته وأنصاره قرباناً لله وللدين ليبقى حياً ما دامت الإنسانية تحتضن الإجيال على مدى العصور وبقي الحسين خالداً خلود الدهر بدفاعه عن كرامة الإنسان وحريته وعقيدته وبمواقفه التي أعلن فيها ان كرامة الإنسان فوق ميول الحاكمين ولا سبيل لأحد عليها .
وذهب يزيد ومن على شاكلته من الحاكمين في متاهات الفناء ، والتاريخ تتبعهم لعنات الإجيال إلى قيام يوم الدين .
عـش فـي زمـانك ما استطـعت نبيلا * واتــرك حـديـثـك للرواة جميلا
ولـعــزك اسـتـرخـص حياتك انه * اغـلـى وإلا غــادرتك ذلـيــلاً
===============
( 30 )
تـعـطي الحـيـاة قيـادها لك كلما * صـيـرتـهـا للـمكـرمات ذلولا
العـز مـقـيـاس الحياة وضل من * قد عد مـقـيـاس الـحـياة الطولا
قل كيف عاش ولا تقل كم عاش من * جـعـل الـحـيـاة إلى علاه سبيلا
لا غرو ان طوت الـمـنـية ماجدا * كـثـرت محـاسـنـه وعاش قليلا
قتلوك للدنيـا ولـكـن لـم تــدم * لبني أمية بعـد قـتـلـك جـيـلا
===============
( 31 )
بين هجرة الرسول وهجرة الحسين
هجرتان من اجل الإسلام ورسالة الإسلام ، الأولى منهما كانت فراراً من الموت الذي استهدف رسالة محمد بشخصه ، وقد نفذها الرسول الأعظم بأمر من ربه ليتابع رسالته وينقذها من مشركي مكة وجبابرة قريش كأبي سفيان وأمثاله والثانية قام بها سبطه الحسين بن علي (عليه السلام) ولكنها كانت للشهادة بعد أن ادرك ان الاخطار المحدقة برسالة جده لا يمكن تفاديها وتجاوزها إلا بشهادة .
لقد هاجر رسول الله من مكة إلى يثرب لأجل رسالته بعد أن تآمرت قريش على قتله لتتخلص منها ، لأن بقاءها ونتشارها مرهون بحياته ، وبعد أن وجدت ان جميع وسائل العنف التي استعملتها معه على اختلاف اصنافها وأنواعها خلال ثلاثة عشر عاماً لم تغير من موقفه شيئاً كما لم تجدها جميع الاغراءات والعروض السخية ، وكان رده الأخير على عروض ابي سفيان وأبي جهل ومغرياتهما ، والله لو وضعتم الشمس في يميني والقمر في شمالي ما تركت هذا الأمر أو أموت دونه .
===============
( 32 )
وعادت قريش بعد جميع تلك المراحل التي مرت بها معه تخطط من جديد للقضاء على رسالته لاسيما بعد ان أحست بأن يثرب ستكون من اعظم معاقلها وستنطلق منها إلى جميع انحاء الحجاز وإلى العالم بأسره ، فاجتمع قادتها في مكان يعرف بدار الندوة وراحوا يتبادلون الآراء للتخلص منه فاقترح بعضهم ان يضعوه في احدى البيوت مكبلاً بالحديد بعيداً عن أعين الناس ومجالسهم إلى أن يأتيه الموت ، كما اقترح آخرون ان يطرد من مكة حتى لا يتحملوا مسؤولية قتله ، واتفقوا اخيراً على ان يباشروا قتله على ان تشترك فيه جميع القبائل المكية ويتولى ذلك من كل قبيلة فتى من أشد فتيانها واتفقوا على الزمان والمكان الذي يتم فيه التنفيذ وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك في الآية :
واذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك او يقتلوك او يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ، والذي تعنيه الآية ان الله قد فوت عليهم هذا التخطيط وأخبر رسوله بما كان من أمرهم ، وأمره بالخروج من مكة ليلاً وأن يأمر عليا في المبيت على فراشه قبيل خروجه .
وحينما عرض الأمر على علي (عليه السلام) لم يتردد لحظة واحدة في التضحية بنفسه في سبيله وقال له : أو تسلم انت يا رسول الله ان فديتك بنفسي ، فرد عليه النبي (صلى الله عليه واله وسلم) بقوله : بذلك وعدني ربي ، فطابت نفسه عند ذلك وتبدد ما كان يساوره من خوف وقلق على النبي ، وتقدم إلى فراشه مطمئن النفس رابط الجأش ثابت الفؤاد واتشح ببيرد الحضرمي الذي اعتاد ان يتشح به في نومه .
وتمت الهجرة في جوف الليل من مكة إلى الغار ومنها إلى يثرب في السادس من ربيع الأول ، واعتمد المسلمون تلك الهجرة في تواريخهم منذ عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب على أثر خصومة بين اثنين في دين يدعي احدهما استحقاقه في شهر شعبان بموجب سند بيده ، وسأل
===============
( 33 )
الخليفة الدائن أي شعبان هذا أشعبان هذه السنة أو التي بعدها ؟ ولما لم يطمئن لأحد منهما جمع المسلمين في المسجد ليعتمد لهم تاريخاً ، والمسلمون يوم ذاك لم يكن لهم تاريخ خاص ، فكان بعضهم يؤرخ بعام الفيل وبعضهم بحرب الفجار وأكثرهم كانوا يعتمدون تواريخ الدول المجاورة لشبه الجزيرة العربية ، واختلفت آراء الصحابة في الزمان الذين يعتمدونه في تواريخهم وكادوا ان يتفرقوا بدون ان ينتهوا إلى نتيجة حاسمة لولا ان عليا أقبل عليهم بالمعهود من رأيه السديد وقال : نؤرخ بهجرة الرسول من مكة إلى المدينة فأعجب ابن الخطاب برأيه وهتف قائلا : لا ابقاني الله لمعضلة ليس لها أبو الحسن ، واقترن رأيه هذا بأعجاب الحضور وتقديرهم لان هجرة الرسول كانت المنطلق لانتصار الإسلام على الشرك والوثنية وحدثا تاريخياً لعله من ابرز الاحداث في تاريخ الدعوة ، واستمر المسلمون على ذلك في تواريخهم ولم يحدث التاريخ عنهم بأنهم اعتبروا شهر المحرم بداية لسنتهم الهجرية ، ولعل ذلك لم يحدث إلا بعد مقتل الحسين وبعد ان اصبحت الأيام الأولى من شهر المحرم أيام حزن عند أهل البيت وشيعتهم فجعلها الأمويون بداية للسنة الهجرية وعيداً من أعيادهم ، ولا يزال المسلمون عند مواقفهم من تلك الايام الأولى من ذلك الشهر ، فالشيعة يحتفلون بذكرى الحسين (عليه السلام) ويرددون تلك المأساة في مجالسهم ومجتمعاتهم بما تحمله وتنطوي عليه من الإخلاص للعقيدة والمبدأ والتضحيات الجسام في سبيل الحق والمستضعفين وكرامة الإنسان ، وغيرهم من مسلمي السنة يحتفلون به كبقية الأعياد ويتباهون بمظاهر الفرح والزينة وأنواع الأطعمة .
ومهما يكن فلقد كانت الهجرة من مكة إلى المدينة في السادس من ربيع الأول بعد مرور ثلاثة عشر عاماً على ولادة الإسلام ، وفي اليوم الثاني عشر منه كان النبي في المدينة بين أنصاره الجدد الذين احتضنوه
السيد هاشم معروف الحسني
له تتمه
لقد كانت سنة أحدى وستين مسرحاً لصراع عنيف بين ارادتين ووقف التاريخ مذهولاً بين تلك الإرادتين ارادة الخير وإرادة الشر تمثلت الإولى في شخصية عظيمة خرجت من بيت علي وفاطمة أضفت عليها القداسة هالة من الأشعاع كأنه اشعاع الفجر المنبلج في كبد الظلام ، وتمثلت الثانية ارادة الشر في رجل أقل ما يقال فيه انه كان ربيب الشرك والجاهلية وحفيداً لأبي سفيان وزوجته هند آكلة الأكباد .
والأول هو الإمام الحسين سبط الرسول الأعظم وشبل علي بن أبي طالب (عليه السلام) ذلك الإمام العظيم والبطل الخالد .
لقد كان الحسين فرعاً لشجرة التوحيد الممتدة جذورها الطيبة الزكية لهاشم سيد العرب في زمانه ويزيد شوكة من حسك نابت في تربة سبخة من أرض موات أنبتت اخبث شجرة كان بنو أمية من نتاجها ، ولقد عكست واقعة الطف الدامية التي شهدت مأساتها أرض كربلاء أثر كلا الجانبين بل أثر تلك الإرادتين الإرادة الخيرة الهادفة
===============
( 29 )
للإصلاح واستئصال الشرك والوثنية تلك الإرادة المتمثلة في الحسين وصحبه ، والإرادة الثانية الشريرة الهادفة للفساد وسفك الدماء واستعباد الصلحاء والاحرار واعادة الجاهلية بكل أشكالها ومعالمها كما كان يمثلها حفيد ابي سفيان وآكلة الأكباد .
لقد وقف الحسين وقفته العظيمة التي حيرت العقول بما فيها من معاني البطولات والتضحيات التي لم يحدث التاريخ بمثلها في سبيل العقيدة والمبدأ وحرية الإنسان وكرامته فرداً أمام جولة جبارة تخضع لنفوذ ملك ظالم جبار يحتل الصدارة في قائمة الطغاة والسفاحين والمجرمين في كل أرض وزمان .
لقد وقف الحسين وقفته الخالدة التي كانت ولا تزال مصادراً من أوفر المصادر حظاً بكل معاني الخير والفضيلة والمثل العليا رافضاً الخنوع والاستكانة لحكم ذلك الذئب الكاسر المتمثل في هيكل انسان يسميه الناس يزيداً ، وقدم دمه ودماء ذويه واخوته وأنصاره قرباناً لله وللدين ليبقى حياً ما دامت الإنسانية تحتضن الإجيال على مدى العصور وبقي الحسين خالداً خلود الدهر بدفاعه عن كرامة الإنسان وحريته وعقيدته وبمواقفه التي أعلن فيها ان كرامة الإنسان فوق ميول الحاكمين ولا سبيل لأحد عليها .
وذهب يزيد ومن على شاكلته من الحاكمين في متاهات الفناء ، والتاريخ تتبعهم لعنات الإجيال إلى قيام يوم الدين .
عـش فـي زمـانك ما استطـعت نبيلا * واتــرك حـديـثـك للرواة جميلا
ولـعــزك اسـتـرخـص حياتك انه * اغـلـى وإلا غــادرتك ذلـيــلاً
===============
( 30 )
تـعـطي الحـيـاة قيـادها لك كلما * صـيـرتـهـا للـمكـرمات ذلولا
العـز مـقـيـاس الحياة وضل من * قد عد مـقـيـاس الـحـياة الطولا
قل كيف عاش ولا تقل كم عاش من * جـعـل الـحـيـاة إلى علاه سبيلا
لا غرو ان طوت الـمـنـية ماجدا * كـثـرت محـاسـنـه وعاش قليلا
قتلوك للدنيـا ولـكـن لـم تــدم * لبني أمية بعـد قـتـلـك جـيـلا
===============
( 31 )
بين هجرة الرسول وهجرة الحسين
هجرتان من اجل الإسلام ورسالة الإسلام ، الأولى منهما كانت فراراً من الموت الذي استهدف رسالة محمد بشخصه ، وقد نفذها الرسول الأعظم بأمر من ربه ليتابع رسالته وينقذها من مشركي مكة وجبابرة قريش كأبي سفيان وأمثاله والثانية قام بها سبطه الحسين بن علي (عليه السلام) ولكنها كانت للشهادة بعد أن ادرك ان الاخطار المحدقة برسالة جده لا يمكن تفاديها وتجاوزها إلا بشهادة .
لقد هاجر رسول الله من مكة إلى يثرب لأجل رسالته بعد أن تآمرت قريش على قتله لتتخلص منها ، لأن بقاءها ونتشارها مرهون بحياته ، وبعد أن وجدت ان جميع وسائل العنف التي استعملتها معه على اختلاف اصنافها وأنواعها خلال ثلاثة عشر عاماً لم تغير من موقفه شيئاً كما لم تجدها جميع الاغراءات والعروض السخية ، وكان رده الأخير على عروض ابي سفيان وأبي جهل ومغرياتهما ، والله لو وضعتم الشمس في يميني والقمر في شمالي ما تركت هذا الأمر أو أموت دونه .
===============
( 32 )
وعادت قريش بعد جميع تلك المراحل التي مرت بها معه تخطط من جديد للقضاء على رسالته لاسيما بعد ان أحست بأن يثرب ستكون من اعظم معاقلها وستنطلق منها إلى جميع انحاء الحجاز وإلى العالم بأسره ، فاجتمع قادتها في مكان يعرف بدار الندوة وراحوا يتبادلون الآراء للتخلص منه فاقترح بعضهم ان يضعوه في احدى البيوت مكبلاً بالحديد بعيداً عن أعين الناس ومجالسهم إلى أن يأتيه الموت ، كما اقترح آخرون ان يطرد من مكة حتى لا يتحملوا مسؤولية قتله ، واتفقوا اخيراً على ان يباشروا قتله على ان تشترك فيه جميع القبائل المكية ويتولى ذلك من كل قبيلة فتى من أشد فتيانها واتفقوا على الزمان والمكان الذي يتم فيه التنفيذ وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك في الآية :
واذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك او يقتلوك او يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ، والذي تعنيه الآية ان الله قد فوت عليهم هذا التخطيط وأخبر رسوله بما كان من أمرهم ، وأمره بالخروج من مكة ليلاً وأن يأمر عليا في المبيت على فراشه قبيل خروجه .
وحينما عرض الأمر على علي (عليه السلام) لم يتردد لحظة واحدة في التضحية بنفسه في سبيله وقال له : أو تسلم انت يا رسول الله ان فديتك بنفسي ، فرد عليه النبي (صلى الله عليه واله وسلم) بقوله : بذلك وعدني ربي ، فطابت نفسه عند ذلك وتبدد ما كان يساوره من خوف وقلق على النبي ، وتقدم إلى فراشه مطمئن النفس رابط الجأش ثابت الفؤاد واتشح ببيرد الحضرمي الذي اعتاد ان يتشح به في نومه .
وتمت الهجرة في جوف الليل من مكة إلى الغار ومنها إلى يثرب في السادس من ربيع الأول ، واعتمد المسلمون تلك الهجرة في تواريخهم منذ عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب على أثر خصومة بين اثنين في دين يدعي احدهما استحقاقه في شهر شعبان بموجب سند بيده ، وسأل
===============
( 33 )
الخليفة الدائن أي شعبان هذا أشعبان هذه السنة أو التي بعدها ؟ ولما لم يطمئن لأحد منهما جمع المسلمين في المسجد ليعتمد لهم تاريخاً ، والمسلمون يوم ذاك لم يكن لهم تاريخ خاص ، فكان بعضهم يؤرخ بعام الفيل وبعضهم بحرب الفجار وأكثرهم كانوا يعتمدون تواريخ الدول المجاورة لشبه الجزيرة العربية ، واختلفت آراء الصحابة في الزمان الذين يعتمدونه في تواريخهم وكادوا ان يتفرقوا بدون ان ينتهوا إلى نتيجة حاسمة لولا ان عليا أقبل عليهم بالمعهود من رأيه السديد وقال : نؤرخ بهجرة الرسول من مكة إلى المدينة فأعجب ابن الخطاب برأيه وهتف قائلا : لا ابقاني الله لمعضلة ليس لها أبو الحسن ، واقترن رأيه هذا بأعجاب الحضور وتقديرهم لان هجرة الرسول كانت المنطلق لانتصار الإسلام على الشرك والوثنية وحدثا تاريخياً لعله من ابرز الاحداث في تاريخ الدعوة ، واستمر المسلمون على ذلك في تواريخهم ولم يحدث التاريخ عنهم بأنهم اعتبروا شهر المحرم بداية لسنتهم الهجرية ، ولعل ذلك لم يحدث إلا بعد مقتل الحسين وبعد ان اصبحت الأيام الأولى من شهر المحرم أيام حزن عند أهل البيت وشيعتهم فجعلها الأمويون بداية للسنة الهجرية وعيداً من أعيادهم ، ولا يزال المسلمون عند مواقفهم من تلك الايام الأولى من ذلك الشهر ، فالشيعة يحتفلون بذكرى الحسين (عليه السلام) ويرددون تلك المأساة في مجالسهم ومجتمعاتهم بما تحمله وتنطوي عليه من الإخلاص للعقيدة والمبدأ والتضحيات الجسام في سبيل الحق والمستضعفين وكرامة الإنسان ، وغيرهم من مسلمي السنة يحتفلون به كبقية الأعياد ويتباهون بمظاهر الفرح والزينة وأنواع الأطعمة .
ومهما يكن فلقد كانت الهجرة من مكة إلى المدينة في السادس من ربيع الأول بعد مرور ثلاثة عشر عاماً على ولادة الإسلام ، وفي اليوم الثاني عشر منه كان النبي في المدينة بين أنصاره الجدد الذين احتضنوه
السيد هاشم معروف الحسني
له تتمه
تعليق