و أسرى بهم نحـو العـراق مباهيا |
|
بأوجههم تحت الظـلام الدراريـا(1) |
تناذرت ألأعـداء منـه ابن غابـة | |
على نشزات الغيـل أصحر طاويا(2) |
تسـاوره أفعى من الـهم لم يجـد | |
لسورتها شيئـا سوى السيف راقيا |
وأضمأه شـوق إلى العز لم يـزل | |
لورد حياض الموت بالصيد حاديا |
فصمم لا مستعديــا غيـر همـة | |
تفل لـه العضب الجـراز اليمانيا |
وأقـدم لا مستسقيا غيـر عزمـة | |
تعيـد غرار السيف بالـدم راويا |
بيـوم صبغن البيض ثـوب نهاره | |
على لابسي هيجـاه أحمر قانيـا |
ترقت بـه عن خطة الضيم هاشم | |
وقد بلغت نفس الجبـان التراقيـا |
لقد وقفوا في ذلك اليـوم موقفـا | |
إلى الحشر لا يـزداد إلا معاليـا |
هم الراضعون الحـرب أول درها | |
ولا حلـم يرضعن إلا العواليــا |
بكل ابن هيجـاء تربى بحجرهـا | |
عليـه ابـوه السيف لا زال حانيا |
طويلٌ نجاد السيف فالدرع لم يكن | |
ليلبسه إلا مـن الصبـر ضافيـا |
يرى السمر يحملن المنايا شوارعا | |
إلى صدره أن قـد حملن ألأمانيا |
هم القوم أقمـار الندى ووجوههم | |
يضئن من ألآفـاق ما كان داجيا |
مناجيـد طلاعيــن كل ثنيـة | |
يبيت عليهـا مُلبد الحتف جافيـا |
ولم تدر إن شدوا الحبا(3) أُحباهُم | |
ضمن رجـالا أم جبالا رواسيـا |
(1) الدراري: الكواكب . (2) الغيل : موضع الأسد. (3) الحبا :جمع حبوة وهي ما يشتمل به من ثوب أو عمامة. |
السيد حيدر الحلي
تعليق