جعفر بن محمد بن الأشعث
إعتنق مذهب الشيعة لإخباره الإمام جعفر بن محمد الصادق(عليه السلام)،السادس من أئمـّة أهل البيت(عليهم السلام) بما كان بينه وبين المنصور الدوانيقي العباسي من سرّ، فشهادة المنصور عنده بعظم المقام السامي للامام الصادق(عليه السلام).
حدّث صفوان بن يحيى عن جعفر بن محمد بن الأشعث قال: قال لي أتدري ما كان سبب دخولنا في هذا الأمر ومعرفتنا به؟([1]) وما كان عندنا منه ذكر، ولا معرفة شيء مما عند الناس.
قلت له: ما ذاك؟ قال: أن أبا جعفر، يعني أبا الدوانيق([2]) قال لأبي محمد بن الأشعث: يا محمد ابغِ لي رجلا له عقل، يؤدّي عني. فقال له ابي: قد اصبته لك، هذا فلان بن مهاجر خالي. قال: فاتني به. قال: فأتيته بخالي.
فقال له أبو جعفر: ياابن مهاجر خذ هذا المال، واتِ المدينة، واتِ عبد الله بن الحسن بن الحسن وعدّة من أهل بيته فيهم جعفر بن محمد، فقل لهم: إنّي رجل غريب من أهل خراسان، وبها شيعة من شيعتكم، وجّهوا اليكم بهذا المال، وأدفع إلى كلّ واحد منهم على شرط كذا وكذا. فإذا قبضوا المال، فقل إنّي رسول وأحبّ أن تكون معي خطوطكم بقبضكم ما قبضتم.
فأخذ المال، وأتى المدينة، فرجع إلى أبي الدوانيق، ومحمد بن الأشعث عنده، فقال له أبو الدوانيق: ما وراؤك؟ قال: أتيت القوم، وهذه خطوطهم بقبضهم المال، خلا جعفر بن محمد، فاني أتيته وهو يصلي في مسجد الرسول(صلى الله عليه وآله)فجلست خلفه وقلت حتى ينصرف فأذكر له ما ذكرت لأصحابه، فعجّل وانصرف، ثمّ التفت اليّ، فقال: يا هذا اتّق الله، ولا تغرّ أهل بيت محمد، فانهم قريبوا العهد من دولة بني مروان، وكلّهم محتاج.
فقلت: وما ذاك اصلحك الله؟ قال: فأدنى رأسه مني وأخبرني، بجميع ما جرى بيني وبينك، حتى كأنّه كان ثالثنا.
قال: فقال له أبو جعفر: يا ابن مهاجر، اعلم أنـّه ليس من أهل بيت نبوّة إلاّ وفيه محدّث، وأنّ جعفر بن محمد محدّثنا اليوم.
فكانت هذه الدلالة سبب قولنا بهذه المقالة([3]).
--------------------------------------------------------------------------------
[1] ـ هذا الأمر كناية عن معرفة إمامة الأئمّة من أهل البيت(عليهم السلام) وأنها فريضة لازمة في أعناق المسلمين.
[2] ـ يريد به المنصور العباسي ويعرف بالدوانيقي، أحد خلفاء بني العباس. [3] ـ الكافي.
إعتنق مذهب الشيعة لإخباره الإمام جعفر بن محمد الصادق(عليه السلام)،السادس من أئمـّة أهل البيت(عليهم السلام) بما كان بينه وبين المنصور الدوانيقي العباسي من سرّ، فشهادة المنصور عنده بعظم المقام السامي للامام الصادق(عليه السلام).
حدّث صفوان بن يحيى عن جعفر بن محمد بن الأشعث قال: قال لي أتدري ما كان سبب دخولنا في هذا الأمر ومعرفتنا به؟([1]) وما كان عندنا منه ذكر، ولا معرفة شيء مما عند الناس.
قلت له: ما ذاك؟ قال: أن أبا جعفر، يعني أبا الدوانيق([2]) قال لأبي محمد بن الأشعث: يا محمد ابغِ لي رجلا له عقل، يؤدّي عني. فقال له ابي: قد اصبته لك، هذا فلان بن مهاجر خالي. قال: فاتني به. قال: فأتيته بخالي.
فقال له أبو جعفر: ياابن مهاجر خذ هذا المال، واتِ المدينة، واتِ عبد الله بن الحسن بن الحسن وعدّة من أهل بيته فيهم جعفر بن محمد، فقل لهم: إنّي رجل غريب من أهل خراسان، وبها شيعة من شيعتكم، وجّهوا اليكم بهذا المال، وأدفع إلى كلّ واحد منهم على شرط كذا وكذا. فإذا قبضوا المال، فقل إنّي رسول وأحبّ أن تكون معي خطوطكم بقبضكم ما قبضتم.
فأخذ المال، وأتى المدينة، فرجع إلى أبي الدوانيق، ومحمد بن الأشعث عنده، فقال له أبو الدوانيق: ما وراؤك؟ قال: أتيت القوم، وهذه خطوطهم بقبضهم المال، خلا جعفر بن محمد، فاني أتيته وهو يصلي في مسجد الرسول(صلى الله عليه وآله)فجلست خلفه وقلت حتى ينصرف فأذكر له ما ذكرت لأصحابه، فعجّل وانصرف، ثمّ التفت اليّ، فقال: يا هذا اتّق الله، ولا تغرّ أهل بيت محمد، فانهم قريبوا العهد من دولة بني مروان، وكلّهم محتاج.
فقلت: وما ذاك اصلحك الله؟ قال: فأدنى رأسه مني وأخبرني، بجميع ما جرى بيني وبينك، حتى كأنّه كان ثالثنا.
قال: فقال له أبو جعفر: يا ابن مهاجر، اعلم أنـّه ليس من أهل بيت نبوّة إلاّ وفيه محدّث، وأنّ جعفر بن محمد محدّثنا اليوم.
فكانت هذه الدلالة سبب قولنا بهذه المقالة([3]).
--------------------------------------------------------------------------------
[1] ـ هذا الأمر كناية عن معرفة إمامة الأئمّة من أهل البيت(عليهم السلام) وأنها فريضة لازمة في أعناق المسلمين.
[2] ـ يريد به المنصور العباسي ويعرف بالدوانيقي، أحد خلفاء بني العباس. [3] ـ الكافي.
تعليق