ثوت حيث لم تذمم لهـا الحرب موقفا |
|
و لا قبضت بالرعب منهـا على كف |
سل الطف عنهم أيـن بألأمس طنبـوا | |
و أين استقلوا اليوم عن عرصة الطف |
وهـل زحف هـذا اليـوم أبقى لحيهم | |
عميـد وغى يستنهض الحـي للزحف |
فـلا وأبيـك الخيـر لـم يبـق منهم | |
قريـع وغى يقري القنـا مهج الصف |
مشوا تحـت ظـل المرهفات جميعهم | |
بأفئــدة حـرى إلى مـورد الحتـف |
فتلك على الرمضاء صرعى جسومهم | |
ونسوتهم هاتيـك أسـرى على العجف |
مضوا بألأنـوف الشم قدمـا وبعدهم | |
تخـال نـزارٌ تنشق النقـع في أنـف |
و هـل يملك الموتـور قـائم سيفـه | |
ليدفع عنه الضيـم وهـو بـلا كـف |
خـذي يا قلـوب الطالبيين قرحــة | |
تـزول الليـالي و هي داميـة القرف |
فإن التـي لم تبـرح الخـدر أبرزت | |
عشيـة لا كهف فتــأوي إلى كـهف |
لقد رفعت عنهـا يـد القـوم سجفها | |
وكـان صفيح الهنـد حـاشية السجف |
و قد كـان من فرط الخفارة صوتها | |
يغض فغض اليـوم من شـدة الضعف |
و هـاتفة نـاحت على فقـد أُلفهـا | |
كــما هتفت بالـدوح فـاقدة ألألـف |
لقـد فزعت من هجمة القـوم والهاً | |
إلى ابن أبيهـا وهو فـوق الثرى مغف |
فنـادت عليـه حين ألفتـه عاريـا | |
على جسمه يسقى صبا الريـح ما تسفي |
حَمِلتُ الـرزايا قبـل يومك كلهـا | |
فمـا أنقضت ظهـري ولا أوهنت كتفي |
ولاويت من دهري جميـع صروفه | |
فلم يلـو صبـري قبل فقدك في صرف |
ثَكَلتُكَ حين أستعضل الخطب واحدا | |
أرى كـل عضـو منك يغني عن الألف |
بـودي لو أن الردى كـان مرقدي | |
و لا ابـن أبي نَبَّهتُ من رقـدة الحتـف |
ويا لـوعة لو ضمني أللحـد قبلها | |
و لم أبـد بين القـوم خاشعـة الطـرف |
السيد حيدر الحلي
تعليق