سلام من السلام عليكم
الحمد لله الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، الذي لم يكن له ندٌّ ولا ولد , ثمَّ الصلاة على نبيه المصطفى ، وآله الميامين الشرفا ، الذين خصّهم الله بآية التطهير . يقول تعالى : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)
شرح فقرة: "واملأ قلوبنا بالعلم والمعرفة، ...".
الواردة في دعاء الإمام المهدي عليه السلام
المقطع يتحدث عن كل سلوكين متجانسين،
ويجب ملاحظة كل من السلوكين المتجانسين،
حيث نلاحظ اولاً عبارة: (اللهم املأ قلوبنا بالعلم والمعرفة) وهي عبارة تدعو الى التأمل بطبيعة الحال،
حيث نتساءل اولاً: ما هو الفارق بين العلم والمعرفة؟ اليس العلم هو المعرفة، والمعرفة هي العلم لانهما يعنيان: حصول الادراك لشيء ما حيث يماثل قولك (علمت هذا الامر) مثلاً مع قول (عرفت هذا الامر)؟ هذا التساؤل من قبل قارئ الدعاء يظل تعبيراً عن القراءة غير المنافية حيث كررنا دائماً ان المعصوم (عليه السلام) كما انه معصوم من الذنب معصوم من الخطأ ايضاً، وفي مقدمة ذلك: الخطأ اللغوي فمن المستحيل ان يقول لنا الامام المهدي (عليه السلام) ان يتوسل بالله تعالى بان يملأ قلوبنا بالعلم والمعرفة وهما بمعنى واحد، هذا من المستحيل بطبيعة الحال. اذن لنتأمل بدقة، ولنراجع اللغة قبل اي شيء فما هو الفارق اذن بين العلم والمعرفة؟ تقول النصوص اللغوية بما مؤداه: ان المعرفة هي اعم من العلم اي: اوسع دلالة فالعلم يتناول (الكليات) بينما المعرفة تتناول الجزئيات لذلك يقال (كما ورد في النصوص) بان فلاناً هو عارف بالله تعالى، ولا يقال هو عالم به، لان التفصيلات المرتبطة بذات الله تعالى لا سبيل الى العلم بها: كما هو واضح. ولذلك ايضاً ورد في النصوص ان ما تدرك آثاره (كالوجود مثلاً) يرتبط بالمعرفة. خلافاً لـ(ذاته) تعالى حيث يتعذر ذلك. وورد ايضاً ان المعرفة هي الادراك التصوري بينما العلم هو: الادراك التصديقي. ولكن وفق هذا المنحنى تكون اعظم مرتبة من العلم. وورد ايضاً ان المعرفة هي الادراك للشيء ثانية خلافاً للعلم الذي يعني ادراك الشيء لاول مرة وهكذا. اذن ثمة تفاوت بين اللغويين بالنسبة الى تحديد الفارق بين المعرفة والعلم، ولكن النكتة هي: وجود الفارق وهذا ما اردنا لفت الانتباه اليه: تأكيداً لعصمة الامام (عليه السلام) من الخطأ اللغوي وفي هذا السياق ماذا نستلهم من العبارة القائلة: (واملأ قلوبنا بالعلم والمعرفة) . الجواب: من المألوف تماماً ان النصوص الشرعية تحرص على اكساب الحقائق في مستوياتها المتنوعة كما تحرص على اشباع الحاجات في مختلف درجاتها فمثلاً نجد ان النصوص الشرعية تصف رحمة الله تعالى حيناً بعبارة (الجود) واخرى بعبارة (الكرم) حيث ان الجواد يعطي مع السؤال بينما الكريم يعطي من غير سؤال، وهذا ما وردفي احدى الادعية يقول (عليه السلام): (يا من يعطي من سأله، ويا من يعطي من لم يسأله تحننا منه ورحمة) .
اذن ثمة اشباع متنوع لحاجات الانسان: الاشباع غير المقترن بالدعاء والاشباع المقترن بالدعاء، وهكذا بالنسبة الى ما نحن نتحدث عنه وهو: الفارق بين العلم والمعرفة ، حيث ان الامام المهدي (عليه السلام) توسل بالله تعالى بان يملأ قلوبنا بالعلم وبالمعرفة بما هو كلي وبما هو جزئي، بما هو مجمل وما هو مفصل بما هو مدرك تماماً وما هو مدرك نسبياً وهكذا.
أسأل الباري لكم ولي بأن يملأ قلوبنا بالمعرفة والعلم، وان يوفقنا الى ممارسة الطاعة
الحمد لله الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، الذي لم يكن له ندٌّ ولا ولد , ثمَّ الصلاة على نبيه المصطفى ، وآله الميامين الشرفا ، الذين خصّهم الله بآية التطهير . يقول تعالى : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)
شرح فقرة: "واملأ قلوبنا بالعلم والمعرفة، ...".
الواردة في دعاء الإمام المهدي عليه السلام
المقطع يتحدث عن كل سلوكين متجانسين،
ويجب ملاحظة كل من السلوكين المتجانسين،
حيث نلاحظ اولاً عبارة: (اللهم املأ قلوبنا بالعلم والمعرفة) وهي عبارة تدعو الى التأمل بطبيعة الحال،
حيث نتساءل اولاً: ما هو الفارق بين العلم والمعرفة؟ اليس العلم هو المعرفة، والمعرفة هي العلم لانهما يعنيان: حصول الادراك لشيء ما حيث يماثل قولك (علمت هذا الامر) مثلاً مع قول (عرفت هذا الامر)؟ هذا التساؤل من قبل قارئ الدعاء يظل تعبيراً عن القراءة غير المنافية حيث كررنا دائماً ان المعصوم (عليه السلام) كما انه معصوم من الذنب معصوم من الخطأ ايضاً، وفي مقدمة ذلك: الخطأ اللغوي فمن المستحيل ان يقول لنا الامام المهدي (عليه السلام) ان يتوسل بالله تعالى بان يملأ قلوبنا بالعلم والمعرفة وهما بمعنى واحد، هذا من المستحيل بطبيعة الحال. اذن لنتأمل بدقة، ولنراجع اللغة قبل اي شيء فما هو الفارق اذن بين العلم والمعرفة؟ تقول النصوص اللغوية بما مؤداه: ان المعرفة هي اعم من العلم اي: اوسع دلالة فالعلم يتناول (الكليات) بينما المعرفة تتناول الجزئيات لذلك يقال (كما ورد في النصوص) بان فلاناً هو عارف بالله تعالى، ولا يقال هو عالم به، لان التفصيلات المرتبطة بذات الله تعالى لا سبيل الى العلم بها: كما هو واضح. ولذلك ايضاً ورد في النصوص ان ما تدرك آثاره (كالوجود مثلاً) يرتبط بالمعرفة. خلافاً لـ(ذاته) تعالى حيث يتعذر ذلك. وورد ايضاً ان المعرفة هي الادراك التصوري بينما العلم هو: الادراك التصديقي. ولكن وفق هذا المنحنى تكون اعظم مرتبة من العلم. وورد ايضاً ان المعرفة هي الادراك للشيء ثانية خلافاً للعلم الذي يعني ادراك الشيء لاول مرة وهكذا. اذن ثمة تفاوت بين اللغويين بالنسبة الى تحديد الفارق بين المعرفة والعلم، ولكن النكتة هي: وجود الفارق وهذا ما اردنا لفت الانتباه اليه: تأكيداً لعصمة الامام (عليه السلام) من الخطأ اللغوي وفي هذا السياق ماذا نستلهم من العبارة القائلة: (واملأ قلوبنا بالعلم والمعرفة) . الجواب: من المألوف تماماً ان النصوص الشرعية تحرص على اكساب الحقائق في مستوياتها المتنوعة كما تحرص على اشباع الحاجات في مختلف درجاتها فمثلاً نجد ان النصوص الشرعية تصف رحمة الله تعالى حيناً بعبارة (الجود) واخرى بعبارة (الكرم) حيث ان الجواد يعطي مع السؤال بينما الكريم يعطي من غير سؤال، وهذا ما وردفي احدى الادعية يقول (عليه السلام): (يا من يعطي من سأله، ويا من يعطي من لم يسأله تحننا منه ورحمة) .
اذن ثمة اشباع متنوع لحاجات الانسان: الاشباع غير المقترن بالدعاء والاشباع المقترن بالدعاء، وهكذا بالنسبة الى ما نحن نتحدث عنه وهو: الفارق بين العلم والمعرفة ، حيث ان الامام المهدي (عليه السلام) توسل بالله تعالى بان يملأ قلوبنا بالعلم وبالمعرفة بما هو كلي وبما هو جزئي، بما هو مجمل وما هو مفصل بما هو مدرك تماماً وما هو مدرك نسبياً وهكذا.
أسأل الباري لكم ولي بأن يملأ قلوبنا بالمعرفة والعلم، وان يوفقنا الى ممارسة الطاعة
تعليق