بسم الله الرحمن الرحيم
ولله الحمد والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
((وجلّلني التباعد منك لباس مسكنتي..))..
ما زلنا نغترف من تلك الكنوز السجادية التي لا تنفد أبداً، بل تتنوع وتتعدد بمرور الزمن، ويرى واحد ما لم يره الآخر، ويرى اللاحق ما لم يره السابق فتكون متجدّدة عبر الدهور والعصور..
وما زلنا في بحر من بحور المنجاة وهي مناجاة التائبين فنغوص في علوم ومعارف هذه الفقرة لنستكشف ما يمكننا إستكشافه وبحسبنا..
ولا نزال منكسرين ومتذلّلين لله سبحانه وتعالى من خلال هذه الفقرة من المناجاة، بعد أن أقررنا بلبسنا لذلك الثوب الغارق في الخطايا والذنوب حتى استقذرته النفس فبانت عفونيته ونتونته فكانت النتيجة الذلّ والاستكانة..
وإضافة لذلك فانّ بعدنا عن الله سبحانه وتعالى هو الذي جعلنا ننغمس بالخطايا أكثر فأكثر، مع انّ البعد وحده يعتبر من أشد الخطايا..
فالبعد عن المحبوب يسبب الألم والأسى للمحب، ألا ترى انّ الفرد من العائلة عندما يبتعد عنها يحس بهذا البعد كلّ العائلة، وتذرف الدموع لأجله وخاصة من جانب الأب والأم..
فكيف إذا كان المحبوب هو الله سبحانه وتعالى، فانّ هذا البعد يعني إنقطاع الفيض الإلهي والرحمات الخاصة والعطاء الربّاني، لذا نرى المعصومين (عليهم السلام) والعارفين يكتوون بنار هذا البعد، لأنّهم يعرفون حقيقة القرب والبعد منه سبحانه وتعالى وماذا يعني لهم، أما نحن الغافلون اللاهون كأنّ الأمر لا يعني لنا شيئاً..
وقد يقول أحدنا نحن غير مبتعدين عن الله تعالى بدليل صلواتنا وصيامنا وحجّنا وزكاتنا وخمسنا وغيرها من العبادات التي نتعاطاها، فهذه مقرّبة له سبحانه وتعالى وليست مبعدة..
نقول نعم هي كذلك وما يُتقرب لله تعالى إلاّ من خلال العبادات والطاعات، ولكن هذا إذا كانت عباداتنا وطاعاتنا بالفعل نابعة من القلب لا مجرد حركات وأفعال جوفاء خالية من المعنى الحقيقي، فاذا كانت خالية من المحتوى الروحي والمعنوي فلا تتعدى أن تكون مجرد حركات رياضية أو تكون لمجرد الرياء والعجب..
والله سبحانه وتعالى يريد للقلب أن يتفاعل تفاعلاً حقيقياً مع هذه العبادات والطاعات، لأنّه تعالى ينظر الى القلوب ومدى النور الذي تمكن منها، وقد لا تكون عباداتنا إلاّ مبعدة عنه أكثر فأكثر إذا ما قُرنت بالرياء والعجب.. ومن هنا نعرف البعد الحقيقي عنه تعالى..
ومما تجدر الإشارة اليه هو انّ الله سبحانه وتعالى لم يكن يوماً بعيداً عنّا أبداً بل هو أقرب لنا من حبل الوريد، ولكنّنا نحن البعيدون عنه، بل ونصرّ على الابتعاد..
وهذا البعد لا يحسّ به إلاّ من أقرّ بذنوبه ومعاصيه لأنّها كانت هي السبب الأساسي في هذا الابتعاد، ومن هنا نعرف بأنّ هذا البعد يكون سبباً للبس المسكنة..
فيحاول الداعي من خلال هذا الإقرار أن يعيد تلك الجسور التي انقطعت، ويرمم ما يمكن ترميمه، وخاصة انّه يناجي من يقبل التوبة من عباده ويمحي عنه ما فات فيكون هذا الإقرار سبباً بالقرب منه تعالى فيعود المدد الإلهي لقلبه فيبدأ يشعّ نوراً..
نسأل الله تعالى أن نكون وإياكم من المسارعين للاقرار بذنوبنا وأخطاءنا عسى أن يرحمنا تعالى ويغفر ذنوبنا فنحضى ببعض القرب..
ولله الحمد والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
((وجلّلني التباعد منك لباس مسكنتي..))..
ما زلنا نغترف من تلك الكنوز السجادية التي لا تنفد أبداً، بل تتنوع وتتعدد بمرور الزمن، ويرى واحد ما لم يره الآخر، ويرى اللاحق ما لم يره السابق فتكون متجدّدة عبر الدهور والعصور..
وما زلنا في بحر من بحور المنجاة وهي مناجاة التائبين فنغوص في علوم ومعارف هذه الفقرة لنستكشف ما يمكننا إستكشافه وبحسبنا..
ولا نزال منكسرين ومتذلّلين لله سبحانه وتعالى من خلال هذه الفقرة من المناجاة، بعد أن أقررنا بلبسنا لذلك الثوب الغارق في الخطايا والذنوب حتى استقذرته النفس فبانت عفونيته ونتونته فكانت النتيجة الذلّ والاستكانة..
وإضافة لذلك فانّ بعدنا عن الله سبحانه وتعالى هو الذي جعلنا ننغمس بالخطايا أكثر فأكثر، مع انّ البعد وحده يعتبر من أشد الخطايا..
فالبعد عن المحبوب يسبب الألم والأسى للمحب، ألا ترى انّ الفرد من العائلة عندما يبتعد عنها يحس بهذا البعد كلّ العائلة، وتذرف الدموع لأجله وخاصة من جانب الأب والأم..
فكيف إذا كان المحبوب هو الله سبحانه وتعالى، فانّ هذا البعد يعني إنقطاع الفيض الإلهي والرحمات الخاصة والعطاء الربّاني، لذا نرى المعصومين (عليهم السلام) والعارفين يكتوون بنار هذا البعد، لأنّهم يعرفون حقيقة القرب والبعد منه سبحانه وتعالى وماذا يعني لهم، أما نحن الغافلون اللاهون كأنّ الأمر لا يعني لنا شيئاً..
وقد يقول أحدنا نحن غير مبتعدين عن الله تعالى بدليل صلواتنا وصيامنا وحجّنا وزكاتنا وخمسنا وغيرها من العبادات التي نتعاطاها، فهذه مقرّبة له سبحانه وتعالى وليست مبعدة..
نقول نعم هي كذلك وما يُتقرب لله تعالى إلاّ من خلال العبادات والطاعات، ولكن هذا إذا كانت عباداتنا وطاعاتنا بالفعل نابعة من القلب لا مجرد حركات وأفعال جوفاء خالية من المعنى الحقيقي، فاذا كانت خالية من المحتوى الروحي والمعنوي فلا تتعدى أن تكون مجرد حركات رياضية أو تكون لمجرد الرياء والعجب..
والله سبحانه وتعالى يريد للقلب أن يتفاعل تفاعلاً حقيقياً مع هذه العبادات والطاعات، لأنّه تعالى ينظر الى القلوب ومدى النور الذي تمكن منها، وقد لا تكون عباداتنا إلاّ مبعدة عنه أكثر فأكثر إذا ما قُرنت بالرياء والعجب.. ومن هنا نعرف البعد الحقيقي عنه تعالى..
ومما تجدر الإشارة اليه هو انّ الله سبحانه وتعالى لم يكن يوماً بعيداً عنّا أبداً بل هو أقرب لنا من حبل الوريد، ولكنّنا نحن البعيدون عنه، بل ونصرّ على الابتعاد..
وهذا البعد لا يحسّ به إلاّ من أقرّ بذنوبه ومعاصيه لأنّها كانت هي السبب الأساسي في هذا الابتعاد، ومن هنا نعرف بأنّ هذا البعد يكون سبباً للبس المسكنة..
فيحاول الداعي من خلال هذا الإقرار أن يعيد تلك الجسور التي انقطعت، ويرمم ما يمكن ترميمه، وخاصة انّه يناجي من يقبل التوبة من عباده ويمحي عنه ما فات فيكون هذا الإقرار سبباً بالقرب منه تعالى فيعود المدد الإلهي لقلبه فيبدأ يشعّ نوراً..
نسأل الله تعالى أن نكون وإياكم من المسارعين للاقرار بذنوبنا وأخطاءنا عسى أن يرحمنا تعالى ويغفر ذنوبنا فنحضى ببعض القرب..
تعليق