حدّث موسى بن إبراهيم قال : حدّثنا موسى بن جعفر، عن أبيه ، عن جدّه ،
قال : «دخل الحسين بن علي على علي بن أبي طالب عليهما السلام وعنده جلساؤه ، فقال : هذا سيّدكم سمّاه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم سيّداً، وليخرجنّ رجل من صلبه شبهه شبهي في الخَلق والخُلُق ، يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما مُلئت ظلماً وجوراً، قيل له : ومتى ذل? يا أميرالمؤمنين ؟ فقال : هيهات ! إذا خرجتم عن دينكم كما تخرج المرأة عن وركيها لبعلها»[926]
روى الشيخ طاب ثراه ، مسنداً إلى سدير الصيرفي قال : دخلت أنا والمفضّل بن عمر وداود بن كثير الرقّي وأبو بصير وأبان بن تغلب على مولانا الصادق عليه السلام، فرأيناه جالساً على التراب وعليه مسح خيبري مطرّف بلا جيب ، مقصّر الكمّين ، وهو يبكي بكاء الوالهة الثكلى ، ذات الكبد الحرّى ، قد نال الحزن من وجنتيه ، وشاع التغيّر في عارضيه ، وأبلى الدمع محجريه ، وهو يقول : «غيبت? نفت رقادي ، وضيّقت عليّ مهادي ، وابتزّت منّي راحة فؤادي ، سيّدي غيبتُ? وصلت مصائبي بفجائع الأبد، وفقد الواحد بعد الواحد بفناء الجمع والعدد، فما أحسّ بدمعة ترقأ من عيني ، وأنين يفشأ من صدري ».
قال سدير: فاستطارت عقولنا وَلَهاً، وتصدّعت قلوبنا جزعاً من ذل? الخطب الهائل ، والحادث الغائل ، فظنّنا أنّه سمت لمكروهه قارعة ، أو حلّت به من الدهر بائقة ، فقلنا: لا أبكى الله عيني? يابن خير الورى من أيّة حادية تستذرف دمعت? ، وتستمطر عبرت? ، وأيّة حالة حتمت علي? هذا المأتم ؟
قال : فزفر الصادق عليه السلام زفرةً انتفخ منها جوفه ، واشتدّ منها خوفه ، فقال : «ويكم[927]، إنّي نظرت صبيحة هذا اليوم في كتاب «الجفر» المشتمل على علم البلايا والمنايا، وعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة ، الذي خصّ الله تقدّس اسمه به محمّداً والأئمّة من بعده :، وتأمّلت فيه مولد قائمنا عليه السلام وغيبته وإبطاءه وطول
عمره ، وبلوى المؤمنين من بعده في ذل? الزمان ، وتولّد الشكو? في قلوب الشيعة من طول غيبته ، وارتداد أكثرهم عن دينه ، وخلعهم ربقة الإسلام من أعناقهم التي قال الله عزّوجل (وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ )[928] يعني الولاية ، فأخذتني الرِقّة ، واستولت عليّ الأحزان ...»[929].
___________________________
926- الملاحم والفتن: 286، ح413، عن الفتن للسليلي مخطوط عام 307.
927- ويكم : مخفّف (ويحكم ) وهو زجر للمشرف على الهلكة . (من هامش نسخة الأصل )
928- الإسراء: 13.
929- الغيبة للطوسي: 167، ح129.
قال : «دخل الحسين بن علي على علي بن أبي طالب عليهما السلام وعنده جلساؤه ، فقال : هذا سيّدكم سمّاه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم سيّداً، وليخرجنّ رجل من صلبه شبهه شبهي في الخَلق والخُلُق ، يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما مُلئت ظلماً وجوراً، قيل له : ومتى ذل? يا أميرالمؤمنين ؟ فقال : هيهات ! إذا خرجتم عن دينكم كما تخرج المرأة عن وركيها لبعلها»[926]
روى الشيخ طاب ثراه ، مسنداً إلى سدير الصيرفي قال : دخلت أنا والمفضّل بن عمر وداود بن كثير الرقّي وأبو بصير وأبان بن تغلب على مولانا الصادق عليه السلام، فرأيناه جالساً على التراب وعليه مسح خيبري مطرّف بلا جيب ، مقصّر الكمّين ، وهو يبكي بكاء الوالهة الثكلى ، ذات الكبد الحرّى ، قد نال الحزن من وجنتيه ، وشاع التغيّر في عارضيه ، وأبلى الدمع محجريه ، وهو يقول : «غيبت? نفت رقادي ، وضيّقت عليّ مهادي ، وابتزّت منّي راحة فؤادي ، سيّدي غيبتُ? وصلت مصائبي بفجائع الأبد، وفقد الواحد بعد الواحد بفناء الجمع والعدد، فما أحسّ بدمعة ترقأ من عيني ، وأنين يفشأ من صدري ».
قال سدير: فاستطارت عقولنا وَلَهاً، وتصدّعت قلوبنا جزعاً من ذل? الخطب الهائل ، والحادث الغائل ، فظنّنا أنّه سمت لمكروهه قارعة ، أو حلّت به من الدهر بائقة ، فقلنا: لا أبكى الله عيني? يابن خير الورى من أيّة حادية تستذرف دمعت? ، وتستمطر عبرت? ، وأيّة حالة حتمت علي? هذا المأتم ؟
قال : فزفر الصادق عليه السلام زفرةً انتفخ منها جوفه ، واشتدّ منها خوفه ، فقال : «ويكم[927]، إنّي نظرت صبيحة هذا اليوم في كتاب «الجفر» المشتمل على علم البلايا والمنايا، وعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة ، الذي خصّ الله تقدّس اسمه به محمّداً والأئمّة من بعده :، وتأمّلت فيه مولد قائمنا عليه السلام وغيبته وإبطاءه وطول
عمره ، وبلوى المؤمنين من بعده في ذل? الزمان ، وتولّد الشكو? في قلوب الشيعة من طول غيبته ، وارتداد أكثرهم عن دينه ، وخلعهم ربقة الإسلام من أعناقهم التي قال الله عزّوجل (وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ )[928] يعني الولاية ، فأخذتني الرِقّة ، واستولت عليّ الأحزان ...»[929].
___________________________
926- الملاحم والفتن: 286، ح413، عن الفتن للسليلي مخطوط عام 307.
927- ويكم : مخفّف (ويحكم ) وهو زجر للمشرف على الهلكة . (من هامش نسخة الأصل )
928- الإسراء: 13.
929- الغيبة للطوسي: 167، ح129.
تعليق