بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
الدواعي التي دعتني لاعتناق مذهب أهل البيت عليهم السلام
ألف داع وألف سبب يدعو لأهل بيت النبوة عليهم السلام ويدفع باتجاههم ويأخذ بأعناق الناس وأزمة القلوب لمقامهم الشريف ، وليسمح لي مقامهم عليهم السلام بتعبير كهذا، لأن العدد مهما تضاعف ، فله محدوديته ولا يفي بالمعنى المطلوب في حقهم ولو كان بانتهاء الأعداد في أمثاله
، لأنهم عليهم السلام لا تحصى الدواعي التي تدعو إليهم ولا الأسباب التي تأخذ بالقلوب لهم ، لأنهم من رسول الله صلى الله عليه وآله وهو منهم وقد أكد صلى الله عليه وآله هذه الخاصية في كل أهل بيته عليهم السلام ففي حق علي عليه السلام يقول ( أنت مني وأنا منك ) رواه البخاري
وفي حق الإمام الحسين يقول ( حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا ) الترمذي وقال حسن صحيح وقد ورد مثله في الإمام الحسن عليه السلام برواية ( هذا مني وأنا منه ) وفي حق الزهراء سلام الله عليها يقول ( الزهراء روحي التي بين جنبي ) وهذا الحديث روايته لأهل البيت عليهم السلام وليس مرويا عند الجمهور بهذا اللفظ ولكننا إذا ما التفتنا إلى قوله تعالى في حق أمير المؤمنين عليه السلام { فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم } [ آل عمران الآية 61 ] وقد أجمع المفسرون والمحدثون أن الأنفس نفس رسول الله صلى الله عليه وآله ونفس علي وهنا تكون هذه الآية الكريمة تضمنت معنى الحديث لأنه عليه السلام كفؤها وسيد العترة الطاهرة الذي ينوب منابها في كل شيء وهذه خصوصية في الأحاديث التي ترد في أهل البيت عليهم السلام لا تتوفر إلا في فضائلهم فكلما ضعفت منها رواية أو حديث أبانت الآيات الكريمة عن معنى أجل ومضمون أعلى وأجمل ثم إن حديث الزهراء روحي ورد في البخاري ما يدل عليه ويأتي بمعناه وهو قوله صلى الله عليه وآله ( فاطمة بضعة مني من أغضبها أغضبني ) وفي مسلم ( فاطمة بضعة مني يؤذني ما آذاها )
وهنا إذا ما تقررت لدينا تلك النسبة بينهم وبينه صلى الله عليه وآله أي أنهم منه وهو منهم والرسول صلى الله عليه وآله أرسله الله رحمة للعالمين قال تعالى { وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين } [ الأنبياء الآية 107 ] فكل ينابيع الرحمة تفيض من الله تعالى بواسطته صلى الله عليه وآله على جميع مخلوقات الله وهذا واضح جلي نفهمه في كثير من آيات الكتاب العزيز قال تعالى { وسخر لكم ما في السمات وما في الأرض جميعا منه } [ الجاثية الآية 13 ] وقال { ألم ترى أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطن } [ لقمان الآية 20 ] فهذا كله مخلوق له ومسخر لأجله فمن نحن حتى يكون لنا هذا المقام دونه ؟ فالكون كله إذن مخلوق لأجله ثم بواسطته لأجلنا وهذا صريح في الحديث القدسي الذي يقول ( خلقتك لأجلي وخلقتهم لأجلك ) وهو حديث ضعيف عند الجمهور ورواياته أقوى في مدرسة أهل البيت عليهم السلام
ومن هذا المقام له صلى الله عليه وآله ولأهل بيته ـ أي كونهم منه وهو منهم ـ نستنتج أن أهل البيت عليهم السلام هم واسطة تنزل الرحمة من الخالق إلى المخلوق فكل مخلوقات الله مشمولة برحمته تعلى بواسطتهم عليهم السلام
إن من يريد أن يتحدث عن الدوافع التي تدفعه إلى أهل بيت رسول الله والدواعي التي تدعوه إليهم ، مجاله خصب وفضاؤه رحب ومساحة الحديث لديه لا ينتهي مداها ولا يطرق الأسماع ألذ منها ولا أحلى في القلوب حديثا ، لأن أمرهم عليهم السلام ينبوع ثر ومعين سلسبيل وبحر خضم لا تنقضي عجائبه ولا تنتهي غرائبه ، ومهما اغترف منه الناس من الأولين والآخرين فلم يزده ذلك إلا اتساعا وبعدا في المدى وعمقا في المفهوم وكيف يستوعب الناس بحرا مدده الرسول صلى الله عليه وآله بل هو عمقه وساحله ومبدأه ومنتهاه أم كيف يستقصون مدى لنورهم الشريف الذي هو مصدره صلى الله عليه وآله بل هو ذاته وعين حقيقته ، وهذا يعني أن مدهم المعطاء وبحرهم الفياض لن ينحسر مادام مد الرسول صلى الله عليه وآله فوارا ولن ينطفئ نورهم مادامت السماوات والأرض ......
من صفحة الشيخ سيد أحمد على الفيس
الدواعي التي دعتني لاعتناق مذهب أهل البيت عليهم السلام
ألف داع وألف سبب يدعو لأهل بيت النبوة عليهم السلام ويدفع باتجاههم ويأخذ بأعناق الناس وأزمة القلوب لمقامهم الشريف ، وليسمح لي مقامهم عليهم السلام بتعبير كهذا، لأن العدد مهما تضاعف ، فله محدوديته ولا يفي بالمعنى المطلوب في حقهم ولو كان بانتهاء الأعداد في أمثاله
، لأنهم عليهم السلام لا تحصى الدواعي التي تدعو إليهم ولا الأسباب التي تأخذ بالقلوب لهم ، لأنهم من رسول الله صلى الله عليه وآله وهو منهم وقد أكد صلى الله عليه وآله هذه الخاصية في كل أهل بيته عليهم السلام ففي حق علي عليه السلام يقول ( أنت مني وأنا منك ) رواه البخاري
وفي حق الإمام الحسين يقول ( حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا ) الترمذي وقال حسن صحيح وقد ورد مثله في الإمام الحسن عليه السلام برواية ( هذا مني وأنا منه ) وفي حق الزهراء سلام الله عليها يقول ( الزهراء روحي التي بين جنبي ) وهذا الحديث روايته لأهل البيت عليهم السلام وليس مرويا عند الجمهور بهذا اللفظ ولكننا إذا ما التفتنا إلى قوله تعالى في حق أمير المؤمنين عليه السلام { فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم } [ آل عمران الآية 61 ] وقد أجمع المفسرون والمحدثون أن الأنفس نفس رسول الله صلى الله عليه وآله ونفس علي وهنا تكون هذه الآية الكريمة تضمنت معنى الحديث لأنه عليه السلام كفؤها وسيد العترة الطاهرة الذي ينوب منابها في كل شيء وهذه خصوصية في الأحاديث التي ترد في أهل البيت عليهم السلام لا تتوفر إلا في فضائلهم فكلما ضعفت منها رواية أو حديث أبانت الآيات الكريمة عن معنى أجل ومضمون أعلى وأجمل ثم إن حديث الزهراء روحي ورد في البخاري ما يدل عليه ويأتي بمعناه وهو قوله صلى الله عليه وآله ( فاطمة بضعة مني من أغضبها أغضبني ) وفي مسلم ( فاطمة بضعة مني يؤذني ما آذاها )
وهنا إذا ما تقررت لدينا تلك النسبة بينهم وبينه صلى الله عليه وآله أي أنهم منه وهو منهم والرسول صلى الله عليه وآله أرسله الله رحمة للعالمين قال تعالى { وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين } [ الأنبياء الآية 107 ] فكل ينابيع الرحمة تفيض من الله تعالى بواسطته صلى الله عليه وآله على جميع مخلوقات الله وهذا واضح جلي نفهمه في كثير من آيات الكتاب العزيز قال تعالى { وسخر لكم ما في السمات وما في الأرض جميعا منه } [ الجاثية الآية 13 ] وقال { ألم ترى أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطن } [ لقمان الآية 20 ] فهذا كله مخلوق له ومسخر لأجله فمن نحن حتى يكون لنا هذا المقام دونه ؟ فالكون كله إذن مخلوق لأجله ثم بواسطته لأجلنا وهذا صريح في الحديث القدسي الذي يقول ( خلقتك لأجلي وخلقتهم لأجلك ) وهو حديث ضعيف عند الجمهور ورواياته أقوى في مدرسة أهل البيت عليهم السلام
ومن هذا المقام له صلى الله عليه وآله ولأهل بيته ـ أي كونهم منه وهو منهم ـ نستنتج أن أهل البيت عليهم السلام هم واسطة تنزل الرحمة من الخالق إلى المخلوق فكل مخلوقات الله مشمولة برحمته تعلى بواسطتهم عليهم السلام
إن من يريد أن يتحدث عن الدوافع التي تدفعه إلى أهل بيت رسول الله والدواعي التي تدعوه إليهم ، مجاله خصب وفضاؤه رحب ومساحة الحديث لديه لا ينتهي مداها ولا يطرق الأسماع ألذ منها ولا أحلى في القلوب حديثا ، لأن أمرهم عليهم السلام ينبوع ثر ومعين سلسبيل وبحر خضم لا تنقضي عجائبه ولا تنتهي غرائبه ، ومهما اغترف منه الناس من الأولين والآخرين فلم يزده ذلك إلا اتساعا وبعدا في المدى وعمقا في المفهوم وكيف يستوعب الناس بحرا مدده الرسول صلى الله عليه وآله بل هو عمقه وساحله ومبدأه ومنتهاه أم كيف يستقصون مدى لنورهم الشريف الذي هو مصدره صلى الله عليه وآله بل هو ذاته وعين حقيقته ، وهذا يعني أن مدهم المعطاء وبحرهم الفياض لن ينحسر مادام مد الرسول صلى الله عليه وآله فوارا ولن ينطفئ نورهم مادامت السماوات والأرض ......
من صفحة الشيخ سيد أحمد على الفيس
تعليق