لم يكن كغيره من الشعراء الذين كان لهمهم خلق حالة من الطرب والإدهاش ببراعتهم اللغوية وأساليبهم الفنية، لكي يلجوا أبواب السلطان. فقد كان يحمل في قلبه رسالة سامية تسامى بها الى قمم الفضيلة والبطولة والتضحية والإباء، رسالة أفرزتها عقيدته الراسخة بأهل البيت (عليهم السلام) والتي نشأ شعره في أحضانها فأدى رسالته في أقسى الظروف وأشدها تعسفاً وظلماً وقال كلمته رغم أجواء الرعب التي زرعها الأمويون في ذلك الوقت.
حيث قال: ( سُئل معاذ الهرّاء: من أشعر الناس؟ قال: أمن الجاهليين أم من الإسلاميين ؟ قالوا : بل من الجاهليين فقال: أمرؤ القيس وزهير بن أبي سلمى وعبيد بن الأبرص فقالوا : فمن الإسلاميين فقال: الفرزدق وجرير والأخطل والراعي فقيل له: يا أبا محمد ما رأيناك ذكرت الكميت في من ذكرت فقال: ذاك أشعر الأولين والآخرين)
.هذا الرأي الحصيف والدقيق يعدّ شهادة كبيرة بحق شاعرنا الكبير فالمهتمون بالأدب يعرفون من هو معاذ وما مدى سعة علمه بفنون الشعر. وهناك شهادة أخرى بحق الكميت لا تقل أهمية عن هذه الشهادة جاءت من شاعر كبير هو الفرزدق وذلك عندما عرض عليه الكميت قصائده (الهاشميات) وهي أول ما قاله من الشعر وقد سترها ثم جاء الى الفرزدق
فقال له: (نفث على لساني فقلتُ شعراً فأحببت أن أعرضه عليك فإن كان حسناً أمرتني بإذاعته وإن كان قبيحاً أمرتني بستره وكنتَ أولى من ستره عليّ) .
ثم أنشده أبياتاً من قصيدته البائية فقال له: الفرزدق: (يا ابن أخي أذع ثم أذع فأنت والله أشعر من مضى وأشعر من بقي)؛
وكان سبب كتم الكميت قصائده الهاشميات بحق أهل البيت (ع) هو أنه كان خائفاً يترقب من بطش الأمويين مختفياً عن عيونهم حتى رأى النبي(صلى الله عليه واله وسلم) في المنام فقال له (صلى الله عليه واله وسلم): أنشدني.. فأنشده الكميت بائيته المشهورة:
قال (صلى الله عليه واله وسلم) : إن الله قد غفر لك بهذه القصيدة .فلما وصل الى قوله :
بكى الامام الباقر (ع) وتوجه نحو الكعبة الشريفة وقال ثلاث مرات: (اللهم ارحم الكميت واغفر له) ثم قال: يا كميت هذه مائة ألف قد جمعتها لك من أهل بيتي) فقال الكميت: (لا والله لا يعلم أحدٌ أني آخذ منها حتى يكون الله (عز وجل) الذي يكافئني. ولكن تكرمني بقميص من قُمصك) فأعطاه الإمام (ع).ويدخل الكميت على الإمام الصادق(ع) ويقرأ عليه قصيدته اللامية فيرفع الإمام (ع) يديه ويقول : (اللهم اغفر للكميت ما قدم وأخر وما أسر وأعلن وأعطه حتى يرضى) ثم أعطاه (ع) ألف دينار وكسوة فقال له الكميت: (والله ما أحببتكم للدنيا ولو أردتها لأتيت من هي في يديه، ولكنني أحببتكم للآخرة فأما الثياب التي أصابت أجسادكم فإني أقبلها لبركتها وأما المال فلا أقبله)
كما دعا للكميت الإمام السجاد (ع) بقوله: (اللهم ان الكميت جاد في آل رسولك وذرية نبيك نفسه حين ضن الناس وأظهر ما كتمه غيره) وهذه الشهادات من قبل ثلاثة من أئمة الهدى بحق أهل البيت(ع) بحق الكميت جاءت عن جدارة واستحقاق فهم (ع) كانوا يعلمون ان مدحه لهم ونيله من مناوئيهم لم يكن الا لله ولرسوله فكانوا يلحون عليه في قبول صلاتهم وعطاياهم مع إكبارهم محله فيفضل أخذ ما يمس أجسادهم الطاهرة من ثياب على الأموال الجزيلة. كما شهد للكميت عبد الله الجعفري بقوله لبني هاشم: (هذا الكميت قال فيكم الشعر حين صمت الناس عن فضلكم وعرّض دمه لبني أمية).لقد نذر الكميت عمره لآل محمد باذلاً فيهم نفسه رغم ما تعرض له طوال حياته من ظلم الأمويين حتى دعا له الإمام السجاد بقوله: (اللهم أحيه سعيداً وأمته شهيداً وأره الجزاء عاجلاً وأجزل له جزيل المثوبة آجلاً)
فقد عاش الكميت سعيداً بحب أهل البيت(ع) ومات عليه شهيداً على يد جلاوزة بني أمية سنة 126 ففاضت روحه الطاهرة وهي تلهج بحب آل محمد كما ينقل عن المستهل بن الكميت فيقول: (حضرت أبي عند الموت وهو يجود بنفسه وأغمي عليه ثم أفاق ففتح عينيه ثم قال: (اللهم آل محمد اللهم آل محمد اللهم آل محمد).
منقول لمحمد الصفار ...
ويقع آثار قبره في ناحية الكميت في محافظة ميسان
إنه الكميت بن زيد الأسدي شاعر أهل البيت (ع) ؛ والباذل فيهم شعره ونفسه .
ولد أبو المستهل الكميت بن زيد الأسدي سنة 60 ه ونشأ شاعراً متقدماً مطبوعاً عالماً بلغات العرب خبير بأيامها من كبار شعراء مضر وألسنتها ومما يدل على منزلته الكبيرة في الشعر ما رواه أبو الفرج الأصفهاني في كتابه الأغاني ج 15 ص 115حيث قال: ( سُئل معاذ الهرّاء: من أشعر الناس؟ قال: أمن الجاهليين أم من الإسلاميين ؟ قالوا : بل من الجاهليين فقال: أمرؤ القيس وزهير بن أبي سلمى وعبيد بن الأبرص فقالوا : فمن الإسلاميين فقال: الفرزدق وجرير والأخطل والراعي فقيل له: يا أبا محمد ما رأيناك ذكرت الكميت في من ذكرت فقال: ذاك أشعر الأولين والآخرين)
.هذا الرأي الحصيف والدقيق يعدّ شهادة كبيرة بحق شاعرنا الكبير فالمهتمون بالأدب يعرفون من هو معاذ وما مدى سعة علمه بفنون الشعر. وهناك شهادة أخرى بحق الكميت لا تقل أهمية عن هذه الشهادة جاءت من شاعر كبير هو الفرزدق وذلك عندما عرض عليه الكميت قصائده (الهاشميات) وهي أول ما قاله من الشعر وقد سترها ثم جاء الى الفرزدق
فقال له: (نفث على لساني فقلتُ شعراً فأحببت أن أعرضه عليك فإن كان حسناً أمرتني بإذاعته وإن كان قبيحاً أمرتني بستره وكنتَ أولى من ستره عليّ) .
ثم أنشده أبياتاً من قصيدته البائية فقال له: الفرزدق: (يا ابن أخي أذع ثم أذع فأنت والله أشعر من مضى وأشعر من بقي)؛
وكان سبب كتم الكميت قصائده الهاشميات بحق أهل البيت (ع) هو أنه كان خائفاً يترقب من بطش الأمويين مختفياً عن عيونهم حتى رأى النبي(صلى الله عليه واله وسلم) في المنام فقال له (صلى الله عليه واله وسلم): أنشدني.. فأنشده الكميت بائيته المشهورة:
طربتُ وما شوقاً الى البيضِ أطربُ ولا لعباً مني وذو الشيب يلعبُ
فلما وصل الى قوله:فما لي إلا آل أحمد شيعة وما لي إلا مشعبُ الحقِ مشعبُ
قال (صلى الله عليه واله وسلم) : إن الله قد غفر لك بهذه القصيدة .فلما وصل الى قوله :
ألم ترني من حبِ آل محمدٍ أروحُ وأغدو خائفاً أترقبُ
قال(صلى الله عليه واله وسلم) : مِمَ خوفك ؟ قال: يا رسول الله من بني أمية .فقال (صلى الله عليه واله وسلم) : (أظهر فأن الله قد أمنك في الدنيا والآخرة) فلما فرغ من قصيدته.قال (صلى الله عليه واله وسلم) بوركت وبورك قومك. فكانت بنوا أسد تقول : فينا فضيلة ليست في العالم ليس منزل منّا إلا وفيه بركة دعاء النبي (صلى الله عليه واله وسلم). فجاهر الكميت بحبه لأهل البيت(ع) وأظهر عقيدته وولائه لهم وإخلاصه في الدفاع عن قضيتهم وآثر أن يشرّد ويطارد ويتعرض للسجن والقتل في سبيل عقيدته وولائه .إلى النفر البيض الذين بحبهم إلى الله فيما نالني أتقرب
بني هاشم رهط النبي فإنني بهم ولهم مرارا أرضى وأغضب
خفضت لهم مني جناحي مودة إلى كنف عطفاه أهل ومرحب
وكنت لهم من هؤلاء وهؤلا محبا على إني أذم وأغضب
وأرمي وأرمي بالعداوة أهلها واني لأوذى فيهم وأؤنب
فما ساءني قول امرئ ذي عداوة بعوراء فيهم يتحديني فاجذب
فقل للذي في ظل عمياء جونة ترى الجور عدلا أين لا أين تذهب
بأي كتاب أم بأية سنة ترى حبهم عارا علي وتحسب
أأسلم ما تأتي به من عداوة وبغض لهم لا جبر بل هو أشجب
ستقرع منها سن خزيان نادم إذا اليوم ضم الناكثين العصبصب
فمالي إلا آل أحمد شيعة وما لي إلا مشعب الحق مشعب
وهذه الأبيات تعطي صورة واضحة على إيمان الشاعر بقضيته واستماته في الدفاع عنها وهي من قصائد (الهاشميات) التي تعدّ من عيون الشعر العربي، فهذه (الملحمة)ــ أي الهاشميات ـــ تمثل ثورة أدبية وفكرية في منطلقاته، وتشكل صرخة رفض بوجه الطغيان الأموي . وإضافة الى بعدها العقائدي فأنها تمثل الذروة في الشعر العربي فلا يمكن للباحث في التاريخ الإسلامي ان يستغني عنها لما لها من أهمية في إعطاء صورة واضحة عن فترة من أقسى فترات التاريخ الإسلامي صوّرت من قبل شاعر عايش هذه الفترة وصوّرها تصويراً دقيقاً ونال نصيباً وافراً من الظلم والاضطهاد والتشريد من قبل حكامها. أنها فترة البربرية الاموية التي زرعت الرعب في البلاد الإسلامية وألقت بظلال الجاهلية على أجوائها. يقول أحمد أمين المصري رغم نزعته المعادية للشيعة وانحرافه عن أهل البيت (ع) في كتابه ضحى الإسلام ج 1 ص 27 عن الحكم الأموي: (الحق أن الحكم الأموي لم يكن حكماً إسلامياً يسوى فيه بين الناس ويكافئ المحسن عربياً كان أو مولى ويعاقب المجرم عربياً كان أو مولى، وانما الحكم فيه عربي والحكام خدمة للعرب وكانت تسود العرب فيه النزعة الجاهلية لا النزعة الإسلامية) هذه الحقيقة لم يستطع إخفاءها أحد مهما حاول أن يتملق لأسياده النواصب.في تلك الفترة الدموية صدح الكميت بـ (هاشمياته) التي أفرغ فيها عقيدته الناطقة بمظلومية أهل البيت (ع) والصارخة بالرفض بوجه الحكم الأموي وسجل مواقف مشرّفة وشجاعة في نصرة الحق وأهله .بني هاشم رهط النبي فإنني بهم ولهم مرارا أرضى وأغضب
خفضت لهم مني جناحي مودة إلى كنف عطفاه أهل ومرحب
وكنت لهم من هؤلاء وهؤلا محبا على إني أذم وأغضب
وأرمي وأرمي بالعداوة أهلها واني لأوذى فيهم وأؤنب
فما ساءني قول امرئ ذي عداوة بعوراء فيهم يتحديني فاجذب
فقل للذي في ظل عمياء جونة ترى الجور عدلا أين لا أين تذهب
بأي كتاب أم بأية سنة ترى حبهم عارا علي وتحسب
أأسلم ما تأتي به من عداوة وبغض لهم لا جبر بل هو أشجب
ستقرع منها سن خزيان نادم إذا اليوم ضم الناكثين العصبصب
فمالي إلا آل أحمد شيعة وما لي إلا مشعب الحق مشعب
من لقلـبٍ متيَّأمٍ مســـتهامِ غير ما صبوةٍ ولا أحلامِ بل هواي الذي أجن وأبدي لبني هاشمٍ أجلَّ الأنامِ
قال أبو الفرج في (الأغاني) وابن عساكر في (تاريخ الشام) : ( كان في الكميت عشر خصال لم تكن في شاعر، كان خطيب أسد، وفقيه الشيعة، وحافظ القرآن، ثبت الجنان، كاتباً حسن الخط، نسابة وجدل، وهو أول من ناظر في التشيع ورامياً لم يكن في أسد أرمى منه، فارس، شجاع، سخياً، ديناً .ويقول شيخنا المفيد: (الكميت ممن استشهد بشعره في كتاب الله وأجمع أهل العلم على فصاحته ومعرفته باللغة ورئاسته في النظم وجلالته في العرب) وهذه الصفات التي تحلّى بها شاعرنا قد سخّرها في سبيل قضية أهل البيت (ع) فكتب اسمه بحروف الخلود في سجل الخالدين ولا تزال قصائده الخالدة مصدراً لطلاب الحقيقة.ورغم أن هذه القصائد قد أصابها ما أصاب شاعرها من محاولات التلف والإخفاء إلا أن القضية التي حملتها كانت أقوى من كل هذه المحاولات يقول الشيخ عبد الحسين الأميني في موسوعته الخالدة (الغدير) ج (2) ص (266) في معرض حديثه عن شاعرنا الكميتالهاشميات من غرر قصائد الكميت المقدرة بخمسمائة وثمانية وسبعين بيتاً غير انه عاثت في طبعها يد النشر ـــ الأمينة على ودائع العلم ـــ فنقصت منها شيئاً كثيراً لا يستهان به).ورغم هذه المحاولات الدنيئة لإخفاء هذه القصائد الا ان ما كان لله ينمو فقد حفظت كتب التاريخ والسير والمصادر الأخرى هذه القصائد وخاصة أنه قرأ أغلبها على الإمامين الباقر والصادق (ع). كما كان لأهميتها وما تضمنته من علم كثير لا يستغنى عنه أثرا في بقائها يقول ياقوت الحموي في (معجم الأدباء) ج 1 ص 410 (قال ابن عبدة النساب: ما عرف النسّاب أنساب العرب على حقيقتها حتى قال الكميت (النزاريات)ــ الهاشميات ــ فأظهر بها علماً كثيراً ولقد نظرت في شعره فما رأيت أحداً أعلم منه بالعرب وأيامها فلما سمعت هذا جمعت شعره فكان عوني في التصنيف لأيام العرب).ولمكانة هذه القصائد التي احتلتها بين الشعر العربي فقد شرحها الأستاذ محمد محمود الرافعي المصري والأستاذ محمد شاكر الخياط النابلسي كما خمسها الكثير من الشعراء والأعلام في عصور مختلفة منهم الشيخ ملّا عبد الله الزيوري البغدادي والعلامة الشيخ محمد السماوي والسيد محمد صادق آل صدر الدين الكاظمي.وللكميت مع أئمة الهدى صلوات الله عليهم علاقة وثيقة جسدتها مواقف الكميت المخلصة والصادقة في الدفاع عنهم بشعره ونفسه رغم اضطهاد الأمويين لكل من يتصل بأهل البيت (ع) من الشيعة الا ان كل ذلك لم يمنع الكميت من الجهر بحبهم ومدحهم وقد رويت المصادر الكثير من الروايات في اجتماع الكميت بالأئمة (ع) من ذلك اجتماعه بالإمام الباقر (ع) فقرأ الكميت قصيدته الميمية التي تبلغ أكثر من مائة بيت فلما وصل الى قوله في رثاء الإمام الحسين (ع) :وقتيلٍ بالطفِ غُودر منه بين غوغاءِ أمةٍ وطغامِ
تركبُ الطيرُ كالمجاسدِ منه مع هابٍ من الترابِ هيامِ
وتطيلُ المرزآتُ المقاليتُ عليه القعودَ بعد القيامِ
يتعرّفنَّ حرَّ وجهٍ عليه عقبةُ السروِ ظاهراً والوسامِ
قتلَ الادعياءُ إذ قتلوه أكرمَ الشاربينَ صوبَ الغمامِ
تركبُ الطيرُ كالمجاسدِ منه مع هابٍ من الترابِ هيامِ
وتطيلُ المرزآتُ المقاليتُ عليه القعودَ بعد القيامِ
يتعرّفنَّ حرَّ وجهٍ عليه عقبةُ السروِ ظاهراً والوسامِ
قتلَ الادعياءُ إذ قتلوه أكرمَ الشاربينَ صوبَ الغمامِ
بكى الامام الباقر (ع) وتوجه نحو الكعبة الشريفة وقال ثلاث مرات: (اللهم ارحم الكميت واغفر له) ثم قال: يا كميت هذه مائة ألف قد جمعتها لك من أهل بيتي) فقال الكميت: (لا والله لا يعلم أحدٌ أني آخذ منها حتى يكون الله (عز وجل) الذي يكافئني. ولكن تكرمني بقميص من قُمصك) فأعطاه الإمام (ع).ويدخل الكميت على الإمام الصادق(ع) ويقرأ عليه قصيدته اللامية فيرفع الإمام (ع) يديه ويقول : (اللهم اغفر للكميت ما قدم وأخر وما أسر وأعلن وأعطه حتى يرضى) ثم أعطاه (ع) ألف دينار وكسوة فقال له الكميت: (والله ما أحببتكم للدنيا ولو أردتها لأتيت من هي في يديه، ولكنني أحببتكم للآخرة فأما الثياب التي أصابت أجسادكم فإني أقبلها لبركتها وأما المال فلا أقبله)
كما دعا للكميت الإمام السجاد (ع) بقوله: (اللهم ان الكميت جاد في آل رسولك وذرية نبيك نفسه حين ضن الناس وأظهر ما كتمه غيره) وهذه الشهادات من قبل ثلاثة من أئمة الهدى بحق أهل البيت(ع) بحق الكميت جاءت عن جدارة واستحقاق فهم (ع) كانوا يعلمون ان مدحه لهم ونيله من مناوئيهم لم يكن الا لله ولرسوله فكانوا يلحون عليه في قبول صلاتهم وعطاياهم مع إكبارهم محله فيفضل أخذ ما يمس أجسادهم الطاهرة من ثياب على الأموال الجزيلة. كما شهد للكميت عبد الله الجعفري بقوله لبني هاشم: (هذا الكميت قال فيكم الشعر حين صمت الناس عن فضلكم وعرّض دمه لبني أمية).لقد نذر الكميت عمره لآل محمد باذلاً فيهم نفسه رغم ما تعرض له طوال حياته من ظلم الأمويين حتى دعا له الإمام السجاد بقوله: (اللهم أحيه سعيداً وأمته شهيداً وأره الجزاء عاجلاً وأجزل له جزيل المثوبة آجلاً)
فقد عاش الكميت سعيداً بحب أهل البيت(ع) ومات عليه شهيداً على يد جلاوزة بني أمية سنة 126 ففاضت روحه الطاهرة وهي تلهج بحب آل محمد كما ينقل عن المستهل بن الكميت فيقول: (حضرت أبي عند الموت وهو يجود بنفسه وأغمي عليه ثم أفاق ففتح عينيه ثم قال: (اللهم آل محمد اللهم آل محمد اللهم آل محمد).
منقول لمحمد الصفار ...
ويقع آثار قبره في ناحية الكميت في محافظة ميسان
تعليق