حديث إذا لعن النبيّ (صلى الله عليه وآله ) أحداً فهو له زكاة]
ما رواه مسلم في كتاب البرّ والصلة والآداب، في باب من لعنه النبيّ أو سبّه أو دعا عليه وليس هو أهلا
لذلك كان له زكاة وأجراً ورحمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله
(صلى الله عليه وآله ): " اللّهمّ إنّما أنا
بشرٌ، فأيّما رجل من المسلمين سببته أو لعنته أو جلدته، فاجعلها له زكاة ورحمة "(1).
وفي رواية: " اللّهمّ إنّما محمّد بشر يغضب كما يغضب البشر "(2).
وروى نحو ذلك عن عائشة وغيرها(3).
وكذا رواه البخاري في باب قول النبيّ (صلى الله عليه وآله ): "
من آذيته فاجعل ذلك له قربة إليك "، من كتاب الدعوات(4).
وهو كذب صريح، ونقص في النبيّ (صلى الله عليه وآله)
كبير ; لأنّه مستلزم ـ وحاشا النبيّ ـ لفسقه، لِما
رواه البخاري ومسلم في كتاب الإيمان، أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله )
قال: " سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر "(5).
وكيف يلعن النبيّ (صلى الله عليه وآله ) مسلماً وهو يقول: " لعنُ المؤمن كقتله "
كما رواه مسلم في باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه، من كتاب الإيمان(6).
ويقول: " لا يكون اللعّانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة "..
ويقول: " لا ينبغي لصدّيق أن يكون لعّاناً "..
كما رواهما مسلم، في باب النهي عن لعن الدوابّ، من كتاب البرّ والصلة(7).
وروى مسلم في هذا الباب، عن أبي هريرة: "
أنّه قيل: يا رسول الله! ادع على المشركين؟ قال: إنّي لم أُبعث
لعّاناً، وإنّما بعثت رحمة "(8).
وروى فيه أيضاً: " أنّه سمع النبيُّ (صلى الله عليه وآله )
في بعض أسفاره امرأةً لعنت ناقتها، فقال: خذوا ما
عليها ودعوها، فإنّها ملعونة(9).
وفي رواية: " لا تصاحبنا ناقة عليها لعنة "(10).
مع أنّ ذلك ليس من أخلاقه (صلى الله عليه وآله)،
فقد كان كما وصفه الله تعالى:
( إنّك لعلى خلق عظيم )(11)،
فكيف يكون سيّئ الخلق لعّاناً؟!
وروى البخاري في كتاب الآداب، في باب لم يكن النبيّ فاحشاً ولا متفحّشاً،
عن أنس، قال: " لم يكن (النبيّ (صلى الله عليه وآله)
سبّاباً، ولا فحّاشاً، ولا لعّاناً، كان يقول لأحدنا عند
المعتبة ما له تَرِب جبينه "(12).
وروى في الباب عن عائشة: "
أنّ يهوداً أتوا النبيّ (صلى الله عليه وآله ) فقالوا: السام عليكم.
فقالت عائشة: عليكم، ولعنة الله وغضب الله عليكم.
قال: مهلا يا عائشة! عليك بالرفق، وإيّاك والعنف والفحش "(13)..
الحديث.
فكيف يكون سبّاباً للمؤمنين كأقلّ البشر؟!
أو كيف يجلد أحداً جَوراً وهو يقول: " المسلم من سلم الناس من يده ولسانه "
كما في أوائل صحيح البخاري(14)؟!
نعم، ربّما يلعنُ بعضَ المنافقين وفراعنة الأُمّة، الّذين ينزون على منبره نزو القردة ;
لكشف حقائقهم، إذ يعلم بابتلاء الأُمّة بهم، كبني أُميّة، الشجرة الملعونة في القرآن،
لكنّ أتباعهم
وضعوا الحديث الذي صيّروا فيه اللعنة زكاةً ليعمّوا على الناس أمرهم،
ويجعلوا لعن النبيّ (صلى الله عليه وآله
وسلم) لهم لغواً، ودعاءه على معاوية بأن " لا يشبع الله بطنه "
باطلا ، فجزاهم عن نبيهم ما يحق بشأنهم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) صحيح مسلم 8 / 25.
(2) صحيح مسلم 8 / 26.
(3) صحيح مسلم 8 / 24.
(4) صحيح البخاري 8 / 139
(5) صحيح البخاري 1 / 33 و ج 8 / 27 و ج 9 / 90 ح 25،
صحيح مسلم 1 / 58،
وانظر: سنن الترمذي 4 / 311 و ج 5 / 22 ،
سنن النسائي 7 / 121،
سنن ابن ماجة 1 / 27 .
(6) صحيح مسلم 1 / 73، وانظر: صحيح البخاري 8 / 27
(7) صحيح مسلم 8 / 23 ـ 24، وانظر: سنن الترمذي 4 / 326
(8) صحيح مسلم 8 / 24
(9) صحيح مسلم 8 / 23، وانظر: سنن أبي داود 3 / 26 ، سنن الدارمي 2 / 199
(10) صحيح مسلم 8 / 23، وانظر: مسند أحمد 4 / 420، السنن الكبرى ـ للبيهقي ـ 5 / 254.
(11) سورة القلم : آية 4.
(12) صحيح البخاري 8 / 23
(13) صحيح البخاري 8 / 22 ،
(14) انظر: أنساب الأشراف 5 / 133 ـ 134، الجمع بين الصحيحين ـ للحميدي ـ 2 / 135
ما رواه مسلم في كتاب البرّ والصلة والآداب، في باب من لعنه النبيّ أو سبّه أو دعا عليه وليس هو أهلا
لذلك كان له زكاة وأجراً ورحمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله
(صلى الله عليه وآله ): " اللّهمّ إنّما أنا
بشرٌ، فأيّما رجل من المسلمين سببته أو لعنته أو جلدته، فاجعلها له زكاة ورحمة "(1).
وفي رواية: " اللّهمّ إنّما محمّد بشر يغضب كما يغضب البشر "(2).
وروى نحو ذلك عن عائشة وغيرها(3).
وكذا رواه البخاري في باب قول النبيّ (صلى الله عليه وآله ): "
من آذيته فاجعل ذلك له قربة إليك "، من كتاب الدعوات(4).
وهو كذب صريح، ونقص في النبيّ (صلى الله عليه وآله)
كبير ; لأنّه مستلزم ـ وحاشا النبيّ ـ لفسقه، لِما
رواه البخاري ومسلم في كتاب الإيمان، أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله )
قال: " سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر "(5).
وكيف يلعن النبيّ (صلى الله عليه وآله ) مسلماً وهو يقول: " لعنُ المؤمن كقتله "
كما رواه مسلم في باب غلظ تحريم قتل الإنسان نفسه، من كتاب الإيمان(6).
ويقول: " لا يكون اللعّانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة "..
ويقول: " لا ينبغي لصدّيق أن يكون لعّاناً "..
كما رواهما مسلم، في باب النهي عن لعن الدوابّ، من كتاب البرّ والصلة(7).
وروى مسلم في هذا الباب، عن أبي هريرة: "
أنّه قيل: يا رسول الله! ادع على المشركين؟ قال: إنّي لم أُبعث
لعّاناً، وإنّما بعثت رحمة "(8).
وروى فيه أيضاً: " أنّه سمع النبيُّ (صلى الله عليه وآله )
في بعض أسفاره امرأةً لعنت ناقتها، فقال: خذوا ما
عليها ودعوها، فإنّها ملعونة(9).
وفي رواية: " لا تصاحبنا ناقة عليها لعنة "(10).
مع أنّ ذلك ليس من أخلاقه (صلى الله عليه وآله)،
فقد كان كما وصفه الله تعالى:
( إنّك لعلى خلق عظيم )(11)،
فكيف يكون سيّئ الخلق لعّاناً؟!
وروى البخاري في كتاب الآداب، في باب لم يكن النبيّ فاحشاً ولا متفحّشاً،
عن أنس، قال: " لم يكن (النبيّ (صلى الله عليه وآله)
سبّاباً، ولا فحّاشاً، ولا لعّاناً، كان يقول لأحدنا عند
المعتبة ما له تَرِب جبينه "(12).
وروى في الباب عن عائشة: "
أنّ يهوداً أتوا النبيّ (صلى الله عليه وآله ) فقالوا: السام عليكم.
فقالت عائشة: عليكم، ولعنة الله وغضب الله عليكم.
قال: مهلا يا عائشة! عليك بالرفق، وإيّاك والعنف والفحش "(13)..
الحديث.
فكيف يكون سبّاباً للمؤمنين كأقلّ البشر؟!
أو كيف يجلد أحداً جَوراً وهو يقول: " المسلم من سلم الناس من يده ولسانه "
كما في أوائل صحيح البخاري(14)؟!
نعم، ربّما يلعنُ بعضَ المنافقين وفراعنة الأُمّة، الّذين ينزون على منبره نزو القردة ;
لكشف حقائقهم، إذ يعلم بابتلاء الأُمّة بهم، كبني أُميّة، الشجرة الملعونة في القرآن،
لكنّ أتباعهم
وضعوا الحديث الذي صيّروا فيه اللعنة زكاةً ليعمّوا على الناس أمرهم،
ويجعلوا لعن النبيّ (صلى الله عليه وآله
وسلم) لهم لغواً، ودعاءه على معاوية بأن " لا يشبع الله بطنه "
باطلا ، فجزاهم عن نبيهم ما يحق بشأنهم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) صحيح مسلم 8 / 25.
(2) صحيح مسلم 8 / 26.
(3) صحيح مسلم 8 / 24.
(4) صحيح البخاري 8 / 139
(5) صحيح البخاري 1 / 33 و ج 8 / 27 و ج 9 / 90 ح 25،
صحيح مسلم 1 / 58،
وانظر: سنن الترمذي 4 / 311 و ج 5 / 22 ،
سنن النسائي 7 / 121،
سنن ابن ماجة 1 / 27 .
(6) صحيح مسلم 1 / 73، وانظر: صحيح البخاري 8 / 27
(7) صحيح مسلم 8 / 23 ـ 24، وانظر: سنن الترمذي 4 / 326
(8) صحيح مسلم 8 / 24
(9) صحيح مسلم 8 / 23، وانظر: سنن أبي داود 3 / 26 ، سنن الدارمي 2 / 199
(10) صحيح مسلم 8 / 23، وانظر: مسند أحمد 4 / 420، السنن الكبرى ـ للبيهقي ـ 5 / 254.
(11) سورة القلم : آية 4.
(12) صحيح البخاري 8 / 23
(13) صحيح البخاري 8 / 22 ،
(14) انظر: أنساب الأشراف 5 / 133 ـ 134، الجمع بين الصحيحين ـ للحميدي ـ 2 / 135
تعليق