بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
نحن نعيش في مجتمع متعارفاً عليه منذ القدم الحفاظ على الحجاب الإسلامي وهو لبس البوشيه وغطاء الوجه .. والتشديد بالأخص على تغطية الوجه حيث يتعايش معنا الوهابيين ومتعارف عندهم أيضاً نفس الحجاب، وبعد التطور في المجتمع من كل جهاته خرجت لنا مظاهر التجديد والتطوير عند النساء بدايةّ بلبس النقاب والبرقع وهي تعطي جمال للعيون وافتتان للناظر.. وبعد ذلك خرجت لنا بوشيات بها زخارف ملونه تسر الناظرين.. وبعد ذلك خرجت لنا العباءة الكتافيه التي تبرز جميع مفاتن الفتاة.. وبدأت هذه العباءة تخرج بأشكال غريبة وعجيبة وبعدها ظهرت الموجه الكبيرة للدعوة على فتح الوجه بحجة أن السيدة الزهراء والسيدة زينب عليهما السلام حجابهما ليس التغطية بل فتح الوجه !! والدعوة أيضاً على ترك العباءة ذات اللون الأسود واستخدام ألوان أخرى بحجة الحرارة وكتامة اللون وغير ذلك وطبعاً أصبح شكل حجاب المرأة مغري للشباب الذين كثيراً منهم يتحدث عن هذه الظواهر بشكل سلبي مما يُسقط من قيمة المرأة .
1- ما هو حجاب السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام والسيدة الحوراء زينب عليها السلام ؟ وهل ثبت تاريخياً بإن السيدتين عليهما السلام كانتا تكشفان عن وجههما ؟
بسمه تعالى
حجاب سيِّدة نساء العالمين الصدِّيقة الكبرى فاطمة الزهراء وإبنتها الصدّيقة الصغرى عليهما السلام وبقية نساء المسلمين منذ عصر النبيّ وأهل بيته الطاهرين وأصحابهم الأخيار كان هو العباءة وستر الوجه والكفين والقدمين، ويعبَّر عن العباءة بالجلباب في القرآن الكريم لقوله تعالى : ﴿ يَا أيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأزْواجكَ وبَناتِكَ ونساءِ المُؤمنينَ يُدْنِينَ عَلَيْهنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذلكَ أدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ..﴾ [1] كما يعبَّر عن العباءة بالملحفة والإزار وقد دلت أخبارنا الشريفة على ذلك وقد فصَّلناه في بعض بحوثنا وهي منشورة على موقعنا فراجعوها فقد تواتر السؤال منكم وثلة من المؤمنين عن حكم لباس المرأة مع أننا اثبتناه على موقعنا ليستفيد منه المؤمنون،كما أننا نعدكم بإصدارنا لبحثنا التحقيقي الفريد بإذن الله تعالى بشأن حجاب الصدِّيقة الكبرى عليها السلام ووجوب ستر الوجه والإيراد على منكريه بالبراهين الفقهية المحكمة وأسأل المولى تبارك مجده أن يوفقنا لإتمامه خدمةً لعباءة مولاتي سيّدة الطهر والعفاف الزهراء الحوراء (فديتها بنفسي) وحباً لها ونصرةً لشخصها الكريم الذي هو عندي أعزُّ من روحي ووالديّ وأهلي وولدي.. فادعوا لنا لإتمامه والتفرغ له...!! ولم يثبت من الناحية التاريخية ولا الدينية بأن سيدة الطهر والقداسة كانت تكشف عن وجهها الشريف سوى ما روي بأخبار ضعيفة بأنها كشفت عن وجهها أمام جابر بن عبد الله الأنصاري وسلمان الفارسي، وهي روايات إن صحت نسبتها وصحتها فلا تدل على جواز كشف الوجه أمام كلِّ الرجال بل غاية ما تشير إلى حادثة جزئية خاصة بجابر وسلمان لكونهما من الخصيصين المقربين إلى أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام فكانا بمثابة والدها أو عمها سيدنا عبد مناف " أبو طالب " عليه السلام وحمزة عليه السلام وقد قامت الضرورة الدينية بأن سيدة النساء لم تكشف وجهها أمام أحد على الإطلاق سوى ما ذكرنا لكم وهو أمر لم يثبت بدليلٍ معتبر وقد عالجنا رواية عمرو بن شمر التي أشارت إلى أن جابر رأى وجه السيدة الطاهرة مولاتنا فاطمة عليها السلام في بعض أجوبتنا لبعض إخوانكم وقلنا لهم في الجواب بأن المراد من رؤيته لوجهها - إن صح صدور الخبر بالكيفيَّة المذكورة فيه - إنَّما هو نظره إليها على نحو الصدفة أو النظرة الإتفاقية، وليس بعيداً أن يكون ذيل الخبر ملفقاً على جابر وذلك لأنه رأى قصاص شعرها وهو من سابع المستحيلات أن يصدر ذلك من سيدة نساء أهل الجنَّة، فالأقوى عندنا أن ذيل الخبر مكذوبٌ على مولاتنا المعظَّمة عليها السلام ومكذوب أيضاً على جابر رضي الله عنه.. فالأخبار والإجماع والضرورة الدينية تدل على مصونية السيدة الزهراء وشدة سترها عن الأجانب كيف لا وهي القائلة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) : "خير للمرأة أن لا ترى رجلاً ولا يراها رجلٌ" [2] فكيف يمكن صدور ما دل عليه خبر عمرو بن شمر.. وأما مولاتنا زينب عليها السلام فلم يروِ لنا التاريخ حتى على مستوى الخبر الضعيف بأنها كشفت عن وجهها بإختيارها بل ما جاء من سيرتها في مسيرة السبي أن القوم لعنهم الله تعالى كشفوا عن وجهها هي ونسائها الشريفات حتى لذن ببعضهنّ يغطين وجوهن بأيديهنَّ كما أن القوم أخذوا عن ظهورهم الملاحف والأُزر مما يعني أنهنَّ كنَّ يغطين أجسامهنَّ بالملاحف والأُزر - والملاحف جمع ملحفة وهي العباءة، والأزر جمع إزار وهو الثوب الواسع يلقى على الرأس ويسدل على جميع الجسم - كما أن الأخبار المتواترة قد دلت على أن مولاتنا المطهرة فاطمة (فديتها بنفسي) لمَّا خرجت إلى مسجد النبيّ الأطهر يوم الإحتجاج على أبي بكر على إغتصابه لأرض فدكٍ تقول هذه الأخبار الصحيحة بأنها " لاثت خمارها على رأسها واشتملت بجلبابها وأقبلت في لمّةٍ من حفدتها ونساء قومها تطأ ذيولها.." [3] والتعبير بالجلباب والخمار والذيول دلالات واضحة على القناع والثياب الفضفاضة تحت العباءة ثم الجلباب وهو العباءة، فالعجب ممن يثير كذباً على السيدة الطاهرة أنها كانت تكشف وجهها للرجال (والعياذ بالله) فإنه كفرٌ بأهل البيت وعفتهم وطهارتهم..!!
1- ما حكم تطبيق عرف المجتمع وهو تغطية الوجه ؟ علماً بإن عدم تطبيقه يسبب افتتان ؟
بسمه تعالى
لا علاقة للعرف بتعيين الحكم الشرعي ومفاهيمه الواضحة، فلا يجوز الرجوع إلى العرف في تشخيص اللباس الشرعي في مقابل الآيات والأخبار التي حددت نوعية اللباس الشرعي وهو كما أفدناكم لباس سيدة النساء وأهل بيتها ونساء عصرها، فما يروّج له علماء فسقة لا واقع له فانتبهوا يا إخواني فلا تغرنَّكم طنطنتهم بالشعارات الإيمانية فإنها مصيدة لإصطيادكم والميل بكم إلى خندقهم المليء بالنيران في الدنيا والآخرة .
3- ما حكم لبس النقاب والبرقع والعباءة الكتافيه بجميع أنواعهم ؟ وهي تسبب افتتان أيضاً ؟
بسمه تعالى
النقاب : هو قناعٌ تجعله المرأة على مارن أنفها وتستر به وجهها دون عينيها .
البرقع : هو مثل النقاب إلاّ أنه يفترق عنه بزيادة الستر للوجه والعينين بحيث تغطيهما بشيء بثوبٍ مخرَّقٍ أو ذي ثقوب صغيرة على هيئة البوشية في زماننا هذا .
العباءة : هي الجلباب الملقى على الرأس وجميع الجسم مع الكتفين إلى أسفل الكعبين، والعباءة كالشملة التي هي كساء واسع يشتمل به وقد جاء في بعض الأخبار أن سيدة النساء كانت تشتمل به في صحن دارها حينما رآها سلمان بأمر من أمير المؤمنين عليه السلام حسبما جاء ذلك في البحار ج43 ص 88 باب سيرها ومكارم أخلاقها عليها السلام، وسؤالكم عن حكم عباءة الكتفين التي تسبب الإفتتان كما قلتم ؟ فجوابه هو : أن ذات الكتفين لا تسمى عباءة شرعية لأن مفهوم العباءة كما أشرنا إليكم هو تجلّي الملحفة على الرأس والجسم مع تغطية الكتفين، وحيث إن ذات الكتفين لا تُسدَل على الرأس والكتفين فلا يصح أن تكون العباءة الصحيحة التي كانت تلبسها سيدة النساء عليها السلام، فالصحيح هو ما عرفناكم عن العباءة الشرعية وما دون ذلك فلا تلتفتوا إليه ولا تعولوا عليه فإنه من تلبيسات إبليس اللعين، وكلّ ما لم يكن على نسق الشرع كما وصفنا فلا إعتداد به وهو ما دلت عليه السيرة المتصلة بسيرة المتدينين في عصر النص، فالعباءة المتعارف عليها بين الشيعة وحتى المخالفين في الخليج وبعض نواحي بلاد الشام هي العباءة السوداء التي تسدل على الراس والكتفين، ونظيرها الشادور الإيراني فهو ملحفة بلا شكٍ وهو شرعيٌّ مئة بالمئة إذا روعي فيه الشروط المعتبرة من الستر الكامل، فالتشكيك به وبالعباءة في عصرنا الحاضر منشؤه المشكك الأكبر السامريّ وعجله، وقد فندنا مقالة هؤلاء وسوف نزيد بإذن الله تعالى وإذن حججه الطاهرين عليهم السلام...!!
4- ما حكم لبس عباءة غير اللون الأسود في مجتمع كمجتمعنا ؟
بسمه تعالى
اللون الأسود هو اللون المتعين في العباءة ولا شيء غيره، لأن أيَّ لون غير الأسود يلتفت نظر الرجال فلا الأبيض ولا الأحمر ولا الأصفر ولا الأخضر يمكن أن يكون لوناً خاصاً بالعباءة لأنها ألوانٌ تثير الغرائز في اللباس العادي عند المرأة العادية فكيف بمن تلبس العباءة، فهذه ألوان لا يجوز للمحجبة تعاطيها على عباءتها أو في أيِّ لباسٍ آخر تتزيّ به المرأة .
5- ما حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالتي هي أحسن وذلك بطرح الأفكار التربوية الإسلامية كالحث على الحجاب وتغطية الوجه ؟ وبماذا تنصحوننا بخصوص هذا الأمر ؟
بسمه تعالى
وجوب الأمر بالمعروف والنهيّ عن المنكر دائمٌ وليس خاصاً في زماننا هذا فحسب بل في كلِّ زمنٍ يتوجب على جماعة من المؤمنين التصدي لذلك، ويتوجب على الموالين أمثالكم زيادة نشاطهم في ذلك سوآء على الأنترنت وغيرها من المواقع والأماكن، وأعلمكم بأنكم لا توفقون لخدمة الإمام القائم عليه السلام إلاَّ بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأهم شيءٍ فيهما هو الولاية والبراءة، فالولاية هي المعروف الذي يجب أن تأمروا الناس بإلتزامه والإعتقاد به،كما أن البراءة من أعداء أهل البيت عليهم السلام، فالنهي عن المنكر يعني النهي عن إلتزام خط أعداء أهل البيت عليهم السلام وكم هم كُثُرٌ في صفوف الشيعة فجهادهم باللسان أفضل من جهاد الزنادقة فلا تتوانوا عنه فإنه شعار الأتقياء ودثار الأولياء فهو مجلبة لرضا الرب ورضا الحجج الطاهرين عليهم السلام.. والسلام عليكم .
6- ما حكم نظر الشخص الوهابي لوجه المرأة الموالية في مجتمعنا ؟
بسمه تعالى
نظر هؤلاء الزنادقة إلى نساء الشيعة كنظر الفسقة من رجال الشيعة إلى نساء بعضهم البعض فليس ثمة ميزة للوهابيين على غيرهم، نعم إن نظر السافل الناصبيّ إلى نسائنا فيها زيادة حرمة لما في أنظارهم من التشفي بنسائنا وبأهل بيت النبيّ الأطهر (صلى الله عليه وآله) لذا يتأكد على المؤمنين في تلك الديار تحجيب نسائهم غيرةً منهم على نسائهم من النواصب لعنهم الله تعالى.. والسلام عليكم .
_________________________
الهوامش :
[1]الأحزاب / 59 .
[2] راجع : كشف الغمة ج1 ص466، ووسائل الشيعة كتاب النكاح / مقدمات النكاح باب 23 .
[3] راجع : الاحتجاج للطبرسي .
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
نحن نعيش في مجتمع متعارفاً عليه منذ القدم الحفاظ على الحجاب الإسلامي وهو لبس البوشيه وغطاء الوجه .. والتشديد بالأخص على تغطية الوجه حيث يتعايش معنا الوهابيين ومتعارف عندهم أيضاً نفس الحجاب، وبعد التطور في المجتمع من كل جهاته خرجت لنا مظاهر التجديد والتطوير عند النساء بدايةّ بلبس النقاب والبرقع وهي تعطي جمال للعيون وافتتان للناظر.. وبعد ذلك خرجت لنا بوشيات بها زخارف ملونه تسر الناظرين.. وبعد ذلك خرجت لنا العباءة الكتافيه التي تبرز جميع مفاتن الفتاة.. وبدأت هذه العباءة تخرج بأشكال غريبة وعجيبة وبعدها ظهرت الموجه الكبيرة للدعوة على فتح الوجه بحجة أن السيدة الزهراء والسيدة زينب عليهما السلام حجابهما ليس التغطية بل فتح الوجه !! والدعوة أيضاً على ترك العباءة ذات اللون الأسود واستخدام ألوان أخرى بحجة الحرارة وكتامة اللون وغير ذلك وطبعاً أصبح شكل حجاب المرأة مغري للشباب الذين كثيراً منهم يتحدث عن هذه الظواهر بشكل سلبي مما يُسقط من قيمة المرأة .
1- ما هو حجاب السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام والسيدة الحوراء زينب عليها السلام ؟ وهل ثبت تاريخياً بإن السيدتين عليهما السلام كانتا تكشفان عن وجههما ؟
بسمه تعالى
حجاب سيِّدة نساء العالمين الصدِّيقة الكبرى فاطمة الزهراء وإبنتها الصدّيقة الصغرى عليهما السلام وبقية نساء المسلمين منذ عصر النبيّ وأهل بيته الطاهرين وأصحابهم الأخيار كان هو العباءة وستر الوجه والكفين والقدمين، ويعبَّر عن العباءة بالجلباب في القرآن الكريم لقوله تعالى : ﴿ يَا أيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأزْواجكَ وبَناتِكَ ونساءِ المُؤمنينَ يُدْنِينَ عَلَيْهنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذلكَ أدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ..﴾ [1] كما يعبَّر عن العباءة بالملحفة والإزار وقد دلت أخبارنا الشريفة على ذلك وقد فصَّلناه في بعض بحوثنا وهي منشورة على موقعنا فراجعوها فقد تواتر السؤال منكم وثلة من المؤمنين عن حكم لباس المرأة مع أننا اثبتناه على موقعنا ليستفيد منه المؤمنون،كما أننا نعدكم بإصدارنا لبحثنا التحقيقي الفريد بإذن الله تعالى بشأن حجاب الصدِّيقة الكبرى عليها السلام ووجوب ستر الوجه والإيراد على منكريه بالبراهين الفقهية المحكمة وأسأل المولى تبارك مجده أن يوفقنا لإتمامه خدمةً لعباءة مولاتي سيّدة الطهر والعفاف الزهراء الحوراء (فديتها بنفسي) وحباً لها ونصرةً لشخصها الكريم الذي هو عندي أعزُّ من روحي ووالديّ وأهلي وولدي.. فادعوا لنا لإتمامه والتفرغ له...!! ولم يثبت من الناحية التاريخية ولا الدينية بأن سيدة الطهر والقداسة كانت تكشف عن وجهها الشريف سوى ما روي بأخبار ضعيفة بأنها كشفت عن وجهها أمام جابر بن عبد الله الأنصاري وسلمان الفارسي، وهي روايات إن صحت نسبتها وصحتها فلا تدل على جواز كشف الوجه أمام كلِّ الرجال بل غاية ما تشير إلى حادثة جزئية خاصة بجابر وسلمان لكونهما من الخصيصين المقربين إلى أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام فكانا بمثابة والدها أو عمها سيدنا عبد مناف " أبو طالب " عليه السلام وحمزة عليه السلام وقد قامت الضرورة الدينية بأن سيدة النساء لم تكشف وجهها أمام أحد على الإطلاق سوى ما ذكرنا لكم وهو أمر لم يثبت بدليلٍ معتبر وقد عالجنا رواية عمرو بن شمر التي أشارت إلى أن جابر رأى وجه السيدة الطاهرة مولاتنا فاطمة عليها السلام في بعض أجوبتنا لبعض إخوانكم وقلنا لهم في الجواب بأن المراد من رؤيته لوجهها - إن صح صدور الخبر بالكيفيَّة المذكورة فيه - إنَّما هو نظره إليها على نحو الصدفة أو النظرة الإتفاقية، وليس بعيداً أن يكون ذيل الخبر ملفقاً على جابر وذلك لأنه رأى قصاص شعرها وهو من سابع المستحيلات أن يصدر ذلك من سيدة نساء أهل الجنَّة، فالأقوى عندنا أن ذيل الخبر مكذوبٌ على مولاتنا المعظَّمة عليها السلام ومكذوب أيضاً على جابر رضي الله عنه.. فالأخبار والإجماع والضرورة الدينية تدل على مصونية السيدة الزهراء وشدة سترها عن الأجانب كيف لا وهي القائلة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) : "خير للمرأة أن لا ترى رجلاً ولا يراها رجلٌ" [2] فكيف يمكن صدور ما دل عليه خبر عمرو بن شمر.. وأما مولاتنا زينب عليها السلام فلم يروِ لنا التاريخ حتى على مستوى الخبر الضعيف بأنها كشفت عن وجهها بإختيارها بل ما جاء من سيرتها في مسيرة السبي أن القوم لعنهم الله تعالى كشفوا عن وجهها هي ونسائها الشريفات حتى لذن ببعضهنّ يغطين وجوهن بأيديهنَّ كما أن القوم أخذوا عن ظهورهم الملاحف والأُزر مما يعني أنهنَّ كنَّ يغطين أجسامهنَّ بالملاحف والأُزر - والملاحف جمع ملحفة وهي العباءة، والأزر جمع إزار وهو الثوب الواسع يلقى على الرأس ويسدل على جميع الجسم - كما أن الأخبار المتواترة قد دلت على أن مولاتنا المطهرة فاطمة (فديتها بنفسي) لمَّا خرجت إلى مسجد النبيّ الأطهر يوم الإحتجاج على أبي بكر على إغتصابه لأرض فدكٍ تقول هذه الأخبار الصحيحة بأنها " لاثت خمارها على رأسها واشتملت بجلبابها وأقبلت في لمّةٍ من حفدتها ونساء قومها تطأ ذيولها.." [3] والتعبير بالجلباب والخمار والذيول دلالات واضحة على القناع والثياب الفضفاضة تحت العباءة ثم الجلباب وهو العباءة، فالعجب ممن يثير كذباً على السيدة الطاهرة أنها كانت تكشف وجهها للرجال (والعياذ بالله) فإنه كفرٌ بأهل البيت وعفتهم وطهارتهم..!!
1- ما حكم تطبيق عرف المجتمع وهو تغطية الوجه ؟ علماً بإن عدم تطبيقه يسبب افتتان ؟
بسمه تعالى
لا علاقة للعرف بتعيين الحكم الشرعي ومفاهيمه الواضحة، فلا يجوز الرجوع إلى العرف في تشخيص اللباس الشرعي في مقابل الآيات والأخبار التي حددت نوعية اللباس الشرعي وهو كما أفدناكم لباس سيدة النساء وأهل بيتها ونساء عصرها، فما يروّج له علماء فسقة لا واقع له فانتبهوا يا إخواني فلا تغرنَّكم طنطنتهم بالشعارات الإيمانية فإنها مصيدة لإصطيادكم والميل بكم إلى خندقهم المليء بالنيران في الدنيا والآخرة .
3- ما حكم لبس النقاب والبرقع والعباءة الكتافيه بجميع أنواعهم ؟ وهي تسبب افتتان أيضاً ؟
بسمه تعالى
النقاب : هو قناعٌ تجعله المرأة على مارن أنفها وتستر به وجهها دون عينيها .
البرقع : هو مثل النقاب إلاّ أنه يفترق عنه بزيادة الستر للوجه والعينين بحيث تغطيهما بشيء بثوبٍ مخرَّقٍ أو ذي ثقوب صغيرة على هيئة البوشية في زماننا هذا .
العباءة : هي الجلباب الملقى على الرأس وجميع الجسم مع الكتفين إلى أسفل الكعبين، والعباءة كالشملة التي هي كساء واسع يشتمل به وقد جاء في بعض الأخبار أن سيدة النساء كانت تشتمل به في صحن دارها حينما رآها سلمان بأمر من أمير المؤمنين عليه السلام حسبما جاء ذلك في البحار ج43 ص 88 باب سيرها ومكارم أخلاقها عليها السلام، وسؤالكم عن حكم عباءة الكتفين التي تسبب الإفتتان كما قلتم ؟ فجوابه هو : أن ذات الكتفين لا تسمى عباءة شرعية لأن مفهوم العباءة كما أشرنا إليكم هو تجلّي الملحفة على الرأس والجسم مع تغطية الكتفين، وحيث إن ذات الكتفين لا تُسدَل على الرأس والكتفين فلا يصح أن تكون العباءة الصحيحة التي كانت تلبسها سيدة النساء عليها السلام، فالصحيح هو ما عرفناكم عن العباءة الشرعية وما دون ذلك فلا تلتفتوا إليه ولا تعولوا عليه فإنه من تلبيسات إبليس اللعين، وكلّ ما لم يكن على نسق الشرع كما وصفنا فلا إعتداد به وهو ما دلت عليه السيرة المتصلة بسيرة المتدينين في عصر النص، فالعباءة المتعارف عليها بين الشيعة وحتى المخالفين في الخليج وبعض نواحي بلاد الشام هي العباءة السوداء التي تسدل على الراس والكتفين، ونظيرها الشادور الإيراني فهو ملحفة بلا شكٍ وهو شرعيٌّ مئة بالمئة إذا روعي فيه الشروط المعتبرة من الستر الكامل، فالتشكيك به وبالعباءة في عصرنا الحاضر منشؤه المشكك الأكبر السامريّ وعجله، وقد فندنا مقالة هؤلاء وسوف نزيد بإذن الله تعالى وإذن حججه الطاهرين عليهم السلام...!!
4- ما حكم لبس عباءة غير اللون الأسود في مجتمع كمجتمعنا ؟
بسمه تعالى
اللون الأسود هو اللون المتعين في العباءة ولا شيء غيره، لأن أيَّ لون غير الأسود يلتفت نظر الرجال فلا الأبيض ولا الأحمر ولا الأصفر ولا الأخضر يمكن أن يكون لوناً خاصاً بالعباءة لأنها ألوانٌ تثير الغرائز في اللباس العادي عند المرأة العادية فكيف بمن تلبس العباءة، فهذه ألوان لا يجوز للمحجبة تعاطيها على عباءتها أو في أيِّ لباسٍ آخر تتزيّ به المرأة .
5- ما حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالتي هي أحسن وذلك بطرح الأفكار التربوية الإسلامية كالحث على الحجاب وتغطية الوجه ؟ وبماذا تنصحوننا بخصوص هذا الأمر ؟
بسمه تعالى
وجوب الأمر بالمعروف والنهيّ عن المنكر دائمٌ وليس خاصاً في زماننا هذا فحسب بل في كلِّ زمنٍ يتوجب على جماعة من المؤمنين التصدي لذلك، ويتوجب على الموالين أمثالكم زيادة نشاطهم في ذلك سوآء على الأنترنت وغيرها من المواقع والأماكن، وأعلمكم بأنكم لا توفقون لخدمة الإمام القائم عليه السلام إلاَّ بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأهم شيءٍ فيهما هو الولاية والبراءة، فالولاية هي المعروف الذي يجب أن تأمروا الناس بإلتزامه والإعتقاد به،كما أن البراءة من أعداء أهل البيت عليهم السلام، فالنهي عن المنكر يعني النهي عن إلتزام خط أعداء أهل البيت عليهم السلام وكم هم كُثُرٌ في صفوف الشيعة فجهادهم باللسان أفضل من جهاد الزنادقة فلا تتوانوا عنه فإنه شعار الأتقياء ودثار الأولياء فهو مجلبة لرضا الرب ورضا الحجج الطاهرين عليهم السلام.. والسلام عليكم .
6- ما حكم نظر الشخص الوهابي لوجه المرأة الموالية في مجتمعنا ؟
بسمه تعالى
نظر هؤلاء الزنادقة إلى نساء الشيعة كنظر الفسقة من رجال الشيعة إلى نساء بعضهم البعض فليس ثمة ميزة للوهابيين على غيرهم، نعم إن نظر السافل الناصبيّ إلى نسائنا فيها زيادة حرمة لما في أنظارهم من التشفي بنسائنا وبأهل بيت النبيّ الأطهر (صلى الله عليه وآله) لذا يتأكد على المؤمنين في تلك الديار تحجيب نسائهم غيرةً منهم على نسائهم من النواصب لعنهم الله تعالى.. والسلام عليكم .
_________________________
الهوامش :
[1]الأحزاب / 59 .
[2] راجع : كشف الغمة ج1 ص466، ووسائل الشيعة كتاب النكاح / مقدمات النكاح باب 23 .
[3] راجع : الاحتجاج للطبرسي .
تعليق