تويت
عاصم : أخي علي ، سمعت من أحد الأصدقاء بأنكم - أي الشيعة - لا تسجدون إلا على تربة الحسين ؟
علي : كلا يا عاصم ، نحن نصلي على كل ما كان من الأرض أو أنبتته من غير مأكول أو ملبوس .
عاصم : ولكن يا علي لا أرى الشيعة إلا وهم يسجدون على تربة الحسين .
علي : يا عاصم هذه أحاديث أئمتنا عليهم السلام في السجود وهي واضحة الدلالة ، فقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام هذا الحكم حين سأله هشام بن الحكم : أخبرني عما يجوز السجود عليه وعما لا يجوز؟ قال [عليه السلام] : السجود لا يجوز إلا على الأرض أو على ما أنبتت الارض إلا ما أكل أو لبس .[1]
وقد أخذ العلماء هذا الحكم عنهم عليهم السلام ، فقد قال الشيخ الطوسي- في كتابه الخلاف - : لا يجوز السجود إلا على الأرض أو ما أنبتته الأرض مما لا يؤكل ولا يلبس من قطن أو كتان مع الاختيار .. [2] ، وقد سار على هذه الفتوى علماء الشيعة إلى يومنا هذا .
عاصم : يا علي ، لماذا خصص أئمتكم السجود على الأرض والنبات فقط؟
علي : وذلك إتباعا لقول الله تعالى
1- {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [3]
2- وقوله {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ} [4]
فأخذ أئمتنا من رسول الله صلى الله عليه وآله هذا الحكم ، وردوا ما سواه من اجتهادات بعض الصحابة وغيرهم .
عاصم : الآن فهمت سبب اختلافكم مع أهل السنة في مسألة السجود .
علي : بالعكس يا عاصم ! لا خلاف بين الشيعة والسنة في مسألة السجود ، فسجود الشيعة - أي السجود على الأرض وما أنبتته - هو السجود المتفق عليه عند أهل السنة أيضا .
عاصم : كيف هذا يا علي ، فعند أهل السنة يجوز السجود على كل شيء .
علي : كلا يا عاصم ، لو تتبعت قول الشيخ ابن تيمية في السجود لما قلت هذا الكلام ، فقد قال الشيخ ابن تيمية في فتاويه ( وَلَا نِزَاعَ بَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي جَوَازِ الصَّلَاةِ وَالسُّجُودِ عَلَى الْمَفَارِشِ إذَا كَانَتْ مِنْ جِنْسِ الْأَرْضِ كَالْخُمْرَةِ وَالْحَصِيرِ وَنَحْوِهِ وَإِنَّمَا تَنَازَعُوا فِي كَرَاهَةِ ذَلِكَ عَلَى مَا لَيْسَ مِنْ جِنْسِ الْأَرْضِ : كَالْأَنْطَاعِ الْمَبْسُوطَةِ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ وَكَالْبُسُطِ وَالزَّرَابِيِّ الْمَصْبُوغَةِ مِنْ الصُّوفِ .. ) [5] ، ومن خصص السجود بالأرض والنبات من الأئمة الأربعة هو الإمام مالك بن أنس إمام المالكية في كتابه المدونة .
عاصم : إذن الشيعة والسنة سجودهم صحيح .
علي : وهل تعرف يا عاصم لماذا كره بعض أئمة السنة السجود على غير الأرض والنبات ؟
عاصم : في الحقيقة لا أعرف السبب .
علي : لأنه لم يثبت في مصادر أهل السنة أي حديث صحيح صريح يذكر فيه أن النبي صلى الله عليه وآله صلى على غير التراب والنبات ، فقد ثبت سجود النبي على التراب وعلى الحصى وعلى الحصير وعلى الخمرة ( حصير صغيرة بمقدار الوجه ) بأحاديث صحيحة عندكم، ولم يثبت في كتبكم غير ذلك ، لذلك لم يقبل الإمام مالك السجود على غير الأرض وما كان من جنسها ، كما جاء في مسند الإمام أحمد عن الصحابي عبد الله بن أنيس : أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : رأيت ليلة القدر ثم أنسيتها وأراني صبيحتها أسجد في ماء وطين فمطرنا ليلة ثلاث وعشرين فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله فانصرف وإن أثر الماء والطين على جبهته وأنفه . [6]
وأيضا رواه البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري ، وكذلك كان النبي يأمر الصحابة بتعديل التراب مرة واحدة قبل السجود ، كما رواه البخاري عن الصحابي مُعَيْقِيبٌ : أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله قَالَ فِى الرَّجُلِ يُسَوِّي التُّرَابَ حَيْثُ يَسْجُدُ قَالَ « إِنْ كُنْتَ فَاعِلاً فَوَاحِدَةً » . [7]
وكذلك السجود على الحصى ، فعن أبي ذر قال : - قال رسول الله صلى الله عليه وآله
إذا قام أحدكم إلى الصلاة فإن الرحمة تواجهه فلا يمسح بالحصى ) . [8] ، وروى ابن أبي شيبة في المصنف بسنده عن جابر بن عبد الله قال كنت أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وآله الظهر فآخذ قبضة من الحصى فأجعلها في كفي ثم أحولها إلى الكف الأخرى حتى تبرد ثم أضعها لجبيني حين أسجد من شدة الحر . [9]
وأما النبات فثبت سجود النبي صلى الله عليه وآله عليه ، فقد سجد على الحصير ، وكذلك سجد على الخمرة ، بل كان يأخذ الخمرة معه في السفر
فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري : أنه دخل على النبي صلى الله عليه وآله قال فرأيته يصلي على حصير يسجد عليه .. . [10] .
فقد روى أحمد بن حنبل في مسنده : عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ
وروى ابن خزيمة في صحيحه :عن ابن عمر قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله يصلي على الخمرة، لا يدعها في سفر ولا حضر .[11]
[1] من لا يحضره الفقيه / ج 1 / باب 41 /ص 177 / ح 1 / ط : طهران – دار الكتب الإسلامية .
[2] الخلاف – للشيخ الطوسي / ج 1 / مسالة 112 / ص 353 / ط : قم – مؤسسة النشر الاسلامي .
[3] [الحشر/7]
[4] [الأحزاب/21]
[5] مجموع فتاوى ابن تيمية /ج 22 /كتاب الصلاة / مسألة 432/ ص 93/ ط : بيروت – دار الكتب العلمية .
[6] مسند أحمد بن حنبل /ج 3 / مسند المكيين/ ص 601 /ح 16051 /ط : بيروت – دار الكتب العلمية .
[7] صحيح البخاري /كتاب العمل في الصلاة /باب 8 /ص 225 / ح 1207/ ط : بيروت – دار الكتب العلمية .
[8] سنن ابن ماجة / كتاب إقامة الصلاة / باب 62 /ص 168 / ح 1027 / ط : بيروت – دار الكتب العلمية .
[9] مصنف ابن ابي شيبة / ج 1 / كتاب الصلوات /باب 94 / ص 286/ ح 3275 / ط : بيروت – دار الكتب العلمية .
[10] صحيح مسلم /كتاب الصلاة / باب 52 /ص 369 / ح 284 - ( 519 ) /ط : القاهرة – مؤسسة المختار .
[11] صحيح ابن خزيمة / ج 2 / كتاب الصلاة /ص 105/ ح 1013 / ط : بيروت – المكتب الإسلامي .
علي : كلا يا عاصم ، نحن نصلي على كل ما كان من الأرض أو أنبتته من غير مأكول أو ملبوس .
عاصم : ولكن يا علي لا أرى الشيعة إلا وهم يسجدون على تربة الحسين .
علي : يا عاصم هذه أحاديث أئمتنا عليهم السلام في السجود وهي واضحة الدلالة ، فقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام هذا الحكم حين سأله هشام بن الحكم : أخبرني عما يجوز السجود عليه وعما لا يجوز؟ قال [عليه السلام] : السجود لا يجوز إلا على الأرض أو على ما أنبتت الارض إلا ما أكل أو لبس .[1]
وقد أخذ العلماء هذا الحكم عنهم عليهم السلام ، فقد قال الشيخ الطوسي- في كتابه الخلاف - : لا يجوز السجود إلا على الأرض أو ما أنبتته الأرض مما لا يؤكل ولا يلبس من قطن أو كتان مع الاختيار .. [2] ، وقد سار على هذه الفتوى علماء الشيعة إلى يومنا هذا .
عاصم : يا علي ، لماذا خصص أئمتكم السجود على الأرض والنبات فقط؟
علي : وذلك إتباعا لقول الله تعالى
1- {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [3]
2- وقوله {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ} [4]
فأخذ أئمتنا من رسول الله صلى الله عليه وآله هذا الحكم ، وردوا ما سواه من اجتهادات بعض الصحابة وغيرهم .
عاصم : الآن فهمت سبب اختلافكم مع أهل السنة في مسألة السجود .
علي : بالعكس يا عاصم ! لا خلاف بين الشيعة والسنة في مسألة السجود ، فسجود الشيعة - أي السجود على الأرض وما أنبتته - هو السجود المتفق عليه عند أهل السنة أيضا .
عاصم : كيف هذا يا علي ، فعند أهل السنة يجوز السجود على كل شيء .
علي : كلا يا عاصم ، لو تتبعت قول الشيخ ابن تيمية في السجود لما قلت هذا الكلام ، فقد قال الشيخ ابن تيمية في فتاويه ( وَلَا نِزَاعَ بَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي جَوَازِ الصَّلَاةِ وَالسُّجُودِ عَلَى الْمَفَارِشِ إذَا كَانَتْ مِنْ جِنْسِ الْأَرْضِ كَالْخُمْرَةِ وَالْحَصِيرِ وَنَحْوِهِ وَإِنَّمَا تَنَازَعُوا فِي كَرَاهَةِ ذَلِكَ عَلَى مَا لَيْسَ مِنْ جِنْسِ الْأَرْضِ : كَالْأَنْطَاعِ الْمَبْسُوطَةِ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ وَكَالْبُسُطِ وَالزَّرَابِيِّ الْمَصْبُوغَةِ مِنْ الصُّوفِ .. ) [5] ، ومن خصص السجود بالأرض والنبات من الأئمة الأربعة هو الإمام مالك بن أنس إمام المالكية في كتابه المدونة .
عاصم : إذن الشيعة والسنة سجودهم صحيح .
علي : وهل تعرف يا عاصم لماذا كره بعض أئمة السنة السجود على غير الأرض والنبات ؟
عاصم : في الحقيقة لا أعرف السبب .
علي : لأنه لم يثبت في مصادر أهل السنة أي حديث صحيح صريح يذكر فيه أن النبي صلى الله عليه وآله صلى على غير التراب والنبات ، فقد ثبت سجود النبي على التراب وعلى الحصى وعلى الحصير وعلى الخمرة ( حصير صغيرة بمقدار الوجه ) بأحاديث صحيحة عندكم، ولم يثبت في كتبكم غير ذلك ، لذلك لم يقبل الإمام مالك السجود على غير الأرض وما كان من جنسها ، كما جاء في مسند الإمام أحمد عن الصحابي عبد الله بن أنيس : أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : رأيت ليلة القدر ثم أنسيتها وأراني صبيحتها أسجد في ماء وطين فمطرنا ليلة ثلاث وعشرين فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله فانصرف وإن أثر الماء والطين على جبهته وأنفه . [6]
وأيضا رواه البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري ، وكذلك كان النبي يأمر الصحابة بتعديل التراب مرة واحدة قبل السجود ، كما رواه البخاري عن الصحابي مُعَيْقِيبٌ : أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله قَالَ فِى الرَّجُلِ يُسَوِّي التُّرَابَ حَيْثُ يَسْجُدُ قَالَ « إِنْ كُنْتَ فَاعِلاً فَوَاحِدَةً » . [7]
وكذلك السجود على الحصى ، فعن أبي ذر قال : - قال رسول الله صلى الله عليه وآله
إذا قام أحدكم إلى الصلاة فإن الرحمة تواجهه فلا يمسح بالحصى ) . [8] ، وروى ابن أبي شيبة في المصنف بسنده عن جابر بن عبد الله قال كنت أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وآله الظهر فآخذ قبضة من الحصى فأجعلها في كفي ثم أحولها إلى الكف الأخرى حتى تبرد ثم أضعها لجبيني حين أسجد من شدة الحر . [9]وأما النبات فثبت سجود النبي صلى الله عليه وآله عليه ، فقد سجد على الحصير ، وكذلك سجد على الخمرة ، بل كان يأخذ الخمرة معه في السفر
فقد روى مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري : أنه دخل على النبي صلى الله عليه وآله قال فرأيته يصلي على حصير يسجد عليه .. . [10] .
فقد روى أحمد بن حنبل في مسنده : عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ
وروى ابن خزيمة في صحيحه :عن ابن عمر قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله يصلي على الخمرة، لا يدعها في سفر ولا حضر .[11]
[1] من لا يحضره الفقيه / ج 1 / باب 41 /ص 177 / ح 1 / ط : طهران – دار الكتب الإسلامية .
[2] الخلاف – للشيخ الطوسي / ج 1 / مسالة 112 / ص 353 / ط : قم – مؤسسة النشر الاسلامي .
[3] [الحشر/7]
[4] [الأحزاب/21]
[5] مجموع فتاوى ابن تيمية /ج 22 /كتاب الصلاة / مسألة 432/ ص 93/ ط : بيروت – دار الكتب العلمية .
[6] مسند أحمد بن حنبل /ج 3 / مسند المكيين/ ص 601 /ح 16051 /ط : بيروت – دار الكتب العلمية .
[7] صحيح البخاري /كتاب العمل في الصلاة /باب 8 /ص 225 / ح 1207/ ط : بيروت – دار الكتب العلمية .
[8] سنن ابن ماجة / كتاب إقامة الصلاة / باب 62 /ص 168 / ح 1027 / ط : بيروت – دار الكتب العلمية .
[9] مصنف ابن ابي شيبة / ج 1 / كتاب الصلوات /باب 94 / ص 286/ ح 3275 / ط : بيروت – دار الكتب العلمية .
[10] صحيح مسلم /كتاب الصلاة / باب 52 /ص 369 / ح 284 - ( 519 ) /ط : القاهرة – مؤسسة المختار .
[11] صحيح ابن خزيمة / ج 2 / كتاب الصلاة /ص 105/ ح 1013 / ط : بيروت – المكتب الإسلامي .
حسين منجل العكيلي
تعليق