بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
العدد الرابع عشر
كلمة العدد
يتوقد بين الحين والآخر نور لا تعرف له سبباً يكاد يُضيء ولو لم تَمْسَسْهُ نار، فكأنه يستمد من شجرة زيتونة مباركة، ويَسنُو برق يكاد أن يُذهب الأبصار، فهو يحكي ويشير ويخرق السكون المهيب الذي يلف أرجاء الكون، كأنما هو صدى يحكي الخشوع والهيبة التي تكتنف هذا الفضاء الملكوتي، فيدوي ويقرع الأسماع لتخفق القلوب الواعية وتخشع الأنفس الزكية. وعاد هذا الدوي لذكرى تغوص في أعماق التاريخ لتجدد عهداً وميثاقاً فتنطلق سابحة في أفق يشرف من علو وينادي بفخر: ها نحن نعود من جديد نتحدى، لن نخضع.. لن نركع.. لن ننسى كسر الأضلع.. سنعلن في كل ثورة، في كل ذكرى، في كل مولد، وكل وفاة.
نجاهد من أجل فكر يتوقد للدرب، نُعيد بنياناً، نُشّيد، نُضَحي نُسطر القلوب، نبري أقلاماً فتية، نفتح أذهاناً مغلقة نريق دماءنا حبراً، نربي أجيالاً، نهيئ للظهور.
هل الإنسان في نظر القرآن موجود جميل أم قبيح؟
قال تعالى في محكم كتابه العزيز: (وَتَرَى الشَّمْسَ إِذا طَلَعَتْ تَتَزاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَإِذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذاتَ الشِّمالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذلِكَ مِنْ آياتِ اللهِ مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوالْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِداً * وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَذاتَ الشِّمالِ وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَواطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِراراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً) الكهف: آية 17- 18. الإنسان في نظر القرآن جميل جداً وقبيح جداً. والحقيقة أن مدح الإنسان والذم لم يكن لأن الإنسان موجود ذو جبلتين. نصف من جبلته موضع مدح، والنصف الآخر موضع ذم، إن نظر القرآن في الإنسان يحتوي على جميع الكمالات بالقوة، وعليه أن يأتي بها إلى الفعلية، وهذا هو الذي يجب أن يكون باني نفسه ومعمرها. والشرط الرئيسي لوصول الإنسان إلى الكمالات التي يمتلكها بالقوة هو (الإيمان) وينبع من هذا الإيمان التقوى، والعمل الصالح، والسعي في سبيل الله تعالى وبواسطة الإيمان يخرج العلم من كونه آلة ضارة في يد النفس الأمارة إلى كونها آلة مفيدة.
إذاً: فالإنسان الحقيقي - الذي هو خليفة الله مسجود الملائكة، وكل شيء من أجلهِ وبالتالي صاحب الكمالات الإنسانية - إنسان زائد الإيمان، لا إنسان بلا إيمان.
فالإنسان بلا إيمان ناقص، ومثل هذا الإنسان حريص سفاك وبخيل ومقتر، كافر وأضل من الحيوان. إن الإنسان الفاقد الإيمان المنفصل عن الله عز وجل لم يكن إنساناً واقعياً. فالإنسان يتصل بالحقيقة عن طريق إيمانهِ بها وذكرها يمتلك جميع الكمالات، وإذا انفصل عن تلك الحقيقة أي الله تبارك وتعالى، يشبه شجرة قد انفصلت عن جذورها ونذكر آيتين مثلاً لذلك الأولى من سورة العصر (وَالْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) والثانية من سورة الأعراف الآية 179 (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ). ويقول سبحانه (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (محمد آية: 24) ولكن ما هي الأقفال التي تشير إليها الآية أنها أقفال الجهل والهوى والتهرب من المسؤوليات الثقيلة التي تصون الإنسان والمجتمع من الهلاك.
من فضائل آية الكرسي
آية الكرسي هي الآية 255 من سورة البقرة... قال رسول الله (ص) لعلي (ع): (عليك بتلاوة آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة، فأنه لا يحافظ عليها إلا نبي أو صدِّيق أو شهيد). ومن قرأها عند خروجه من المنزل، وعند دخوله، أرسل الله له سبعين ألف ملك يستغفروا له، ويدعوا له، حتى يعود، وينفى عنه الفقر. ولرفع وجع الأرجل يقرأ آية الكرسي ويمسح على رجليه لم يتعب من المشي. لنور العين أيضاً يقرأ ويضع يده على عينيه، ويقرأ الحمد وآية الكرسي ثم يقول:
(أعيذُ نورَ بصري بنور الله الذي لا يُطفأ).
فقه المرأة
سيدتي الفاضلة/ أختي القارئة ها هي مجلة رياض الزهراء تفتح آفاقها لكِ، لترسلي لها ما يجول في خاطرك من أسئلة فقهية لاسيما الإبتلائية منها، فأرسلي لها ولا تترددي وتأكدي بأنها ستجيب على كل أسئلتكِ وفق فتاوى آية الله العظمى السيد علي السيستاني (أدام الله ظله).
الأخت:- أم كرار / كربلاء - تسأل:
س/ متى يتنجس ماء الخزان الكر؟
ج/ يتنجس هذا النوع من الماء إذا تغيّر بلون النجاسة أو طعمها أو ريحها تغيراً فعلياً أو ما بحكمه.
الأخت:- شيماء عبد الحسين / البصرة – تسأل:
س/ اقل عدد تنعقد به صلاة الجماعة في غير الجمعة والعيدين؟
ج/ المشروط صحتهما بالجماعة- اثنان احدهما الإمام ولو كان المأموم امرأة أو صبياً على الأقوى.
الأخت:- أشواق راضي / الناصرية – تسأل:
س/ كيفية الوضوء مع وجود جبس على كاحل قدم مكسورة؟
ج/ لو كانت الجبيرة على العضو الماسح مسح ببلتها، والاحوط الأولى فيما إذا لم تكن مستوعبة له أن يمسح بغير موضع الجبيرة.
الأخت :- أم حسين / كربلاء – تسأل:
س/ أماكن تخير المسافر بين القصر والتمام في الصلاة؟
ج/ يتخير المسافر بين القصر والتمام في الأماكن الأربعة:
مكة المعظمة، والمدينة المنورة، والكوفة، وحرم الإمام الحسين عليه السلام: فللمسافر التخير له التقصير أو الإتمام في الصلاة في هذه المواضع بل هو أفضل وان كان التقصير أحوط.
الأخت :- أزهار رسول /كربلاء – تسأل:
س/ إمكانية صوم الإجارة مع وجود قضاء شهر رمضان؟
ج/ يجوز صوم الإجارة ومن ثم قضاء صوم شهر رمضان.
مصطلحات فقهيَّة
* التقليد في الفروع:
هو العمل مستنداً إلى فتوى فقيه معين، وسمي كذلك لان المكلف بتقليده للمرجع يكون قد جعل أمره في عنق المرجع.
* التعفير:
هو وضع الخد أو الجبين على العفر وهو التراب، وفي (مجميع البحرين): التعفير هو ترويغ الجبين أو الخد على التراب أو غيره مما يصح السجود عليه. ولعل المراد بالترويغ هو التحريك على التراب.
* التفث:
قيل هو ما يفعله المحرم عند إحلاله كقص الشارب والظفر ......، والتفث في المناسك: ما كان من نحو قص الشارب وحلق الرأس...
* ذو العطاش:
هو من به داء العطش بحيث لا يقدر على ترك شرب الماء فترة طويلة.
* ذو النفس السائلة:
هو ذو الدم السائل، لأن من معاني النفس الدم، أي الدم القوي الذي يخرج من العرق عند قطعه.
الغيرة
الغيرة أحد المشاعر الطبيعية الموجودة عند الإنسان ويجب تقبلها من قبل الطرف المقابل كحقيقة واقعة، فالقليل من الغيرة الحميدة قد يفيد الإنسان، فهي حافز على التفوق والتقدم، والكثير منها يفسد الحياة ويصيب الشخصية بضرر بالغ.
والواقع إن انفعال الغيرة انفعال مركب، يجمع بين حب التملك والشعور بالغضب. وقد يصاحب الشعور بالغيرة إحساس الشخص بالغضب من نفسه ومن أخوانه الذين تمكنوا من تحقيق مآربهم التي لم يستطع هو تحقيقها، وقد يصاحب الغيرة كثير من مظاهر أخرى كالثورة أو التشهير أو المضايقة أو التخريب أو العناد والعصيان، وقد يصاحبها مظاهر بالعجز أو فقدان الشهية أو فقد الرغبة بالكلام. والغيرة هي ليست الرغبة في الحصول على شيء يملكه الآخر، بل هي أن ينتاب المرء القلق بسبب عدم حصوله على شيء ما... فإذا كانت المرأة مثلاً تغار من أخرى لأنها تمتلك شيئا معينا، ذلك لا يعود فقط إلى كونها تريد الشيء لنفسهِ بل إلى الشعور بأن ذلك الشيء يوفر الحب ويسبب امتلاكه فرحة وطمأنينة وإحراز نصر في قرارة تلك المرأة (والإنسان بصورة عامة).
فالغيرة تدور حول عدم القدرة على أن نمنح الآخرين حبنا ويحبنا الآخرون بما فيه الكفاية وبالتالي فهي تدور حول الشعور بعدم الطمأنينة والقلق تجاه العلاقة القائمة مع الأشخاص الذين يهمنا أمرهم.
أما إذا أصبحت الغيرة عادة من عادات السلوك وتظهر بصورة مستمرة فأنها تصبح مشكلة ولاسيما حين يكون التعبير عنها بطرق متعددة. والغيرة من أهم العوامل التي تؤدي إلى ضعف ثقة المرء بنفسه أو إلى نزوعه للعدوان والتخريب والغضب.
ويمكن أن تكون الفيرة على أشكال وأنواع متعددة منها: الغيرة على الشرف والعرض، وتناط بالرّجال أكثر من النساء، ويعاب من لا يتصف بها فهي من ضرورات مقومات الشخصية بالرجل وضروراتها حفظ المجتمع من الانزلاق في الرذائل والمحرمات. فإذا حافظ كل رجل بغيرتهِ على محارمه، وحافظ عليهن من السلوك السيئ المخالف لقواعد الدين والعقائد والأعراف التي تحفظ المجتمع من التفكك والتحلل، فهي ضرورة من ضرورات الحياة. إضافة إلى غيرة الرجل على وطنهِ تدفعه للدفاع عنهُ من كل شر وعدو يهددهُ. وغيرة الناس جميعاً على دينهم يحفزهم لتطبيق فروع الدين من أمر بالمعروف ونهي عن المنكر، والتي تحفظهُ من البدع والتحريف والتخريب وكل الأخطار التي من شأنها أن تهدد تطبيق الدين أو ضموره واضمحلاله في المجتمع إذا ما أصبح حبراً على ورق دون تطبيق. وقد نصت أحاديث نبوية شريفة على ذلك.
في عدم الغيرة والحمية:
وهو الإهمال في المحافظة على ما يلزم المحافظة عليه من الدين والعرض والأولاد والأموال وهو من نتائج صغر النفس وضعفها ومن المهلكات العظيمة، وربما يؤدي إلى الدياثة، قال رسول الله (ص) "إذا لم يغر الرجل فهو منكوس القلب" وقال (ص): "إذا أغير الرجل في أهله أو بعض مناكحه من مملوكته فلم يغر، بعث الله إليه طائرا يقال له القفندر يخفق بجناحيه على عينيه ثم يطير عنه فينزع الله منه بعد ذلك روح الإيمان وتسميه الملائكة الديوث" وقال (ص): "كان إبراهيم غيوراً وأنا أغَيّر منهُ، وجدع الله أنف من لا يغار على المؤمنين والمسلمين" وقال أمير المؤمنين (ع): "يا أهل العراق نبئت أن نساءكم يدافعن الرجال في الطريق أما تستحيون؟ وقال (ع): "أما تستحيون ولا تغارون نسائكم يخرجن إلى الأسواق ويزاحمن العلوج؟"
وفي الدياثة: عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم؛ الشيخ الزاني والديوث والمرأة توطئ فراش زوجها" وقال الرسول الكريم (ص): "أن الجنة لتوجد ريحها من مسيرة خمسمائة عام ولا يجدها عائق ولا ديوث، قيل يا رسول الله ما الديوث؟
قال (ص): الذي تزني امرأته وهو يعلم" (وسائل الشيعة) وقال (ص) أيضاً: "قال الله تعالى: وعزتي وجلالي لا يدخل الجنة مدمن خمر ولا نمّام ولا ديوث" وقال الإمام الصادق (ع): "حرمت الجنة على الديوث".
ومن أشكال الغيرة (الغيرة عند الأطفال):
الغيرة تكون عاملا مشتركا في الكثير من المشاكل النفسية عند الأطفال، فالغيرة المرضية تكون مدمرة للطفل، وسبباً في إحباطه، وتعرضه للكثير من المشاكل النفسية. مع أنها مشاعر طبيعية ويجب تقبلها من قبل الأسرة مع مراعاة الطفل الذي يعاني من تلك المشكلة، لأنها قد تنمو وتكبر مع الوقت وتصل إلى حالة مرضية لا يمكن السيطرة عليها. فعلى الأسرة أن تعالج تلك الحالات بصبر وهدوء وتروٍ. ومعاملة الطفل معاملة خاصة وعدم التفريق بين الأطفال بغض النظر عن الجنس والعمر فقد عكس ذلك إلى السلوك العدائي والأنانية والارتباك والانزواء وعدم ثقة الطفل بنفسه، بل وظهور بعض الأعراض المرضية وأنواع من الأمراض الجلدية وآلام المعدة والأمعاء وغير ذلك من أعراض مرضية يحس بها الطفل، ولا يخلو تصرف الطفل من إظهار الغيرة بين الحين والحين... وهذا لا يسبب إشكالاً إذا فهمنا الموقف وعالجناه علاجاً سليماً.
وقد تجر الغيرة وتؤدي إلى الحسد ومع أن هاتين الكلمتين تستخدمان غالباً بصورة متبادلة، فهما لا يعنيان الشيء نفسه على الإطلاق فالحسد هو أمر بسيط يميل نسبياً إلى التطلع إلى الخارج، يتمنى فيه المرء أن يمتلك ما يملكه غيره فقد يحسد الطفل صديقه على دراجته وتحسد الفتاة المراهقة صديقتها على شكلها.
ومن أهم أشكال الغيرة (الغيرة بين الزوجين) كثيراً ما نرى المشاكل تنشأ بين الزوجين بسبب الغيرة وقد تطغى هذهِ الغيرة أحياناً وتصل إلى حد الشك والظن والحرمان ومع أنهُ شعور مؤلم إذا تعدى حده وزاد عنه.. بعض الناس يحبون شعور الغيرة والإحساس به. أو من غيرة المقابل عليهم إذ يدل على الحب الاهتمام قد يكون في هذهِ الحالات يشد الأواصر بين الزوجين ويقوي الروابط الأسرية مما يؤدي إلى الحفاظ على الأسرة وديمومتها واستمرار الحياة بصورة سليمة. أما إذا كان هناك أسباب ودوافع تصل بالغيرة إلى الوصول إلى مرحلة الشك والريبة نتيجة أسباب كثيرة منها عدم الثقة بالنفس سلوك الطرف المقابل الباعث على الشك أو تكون مواقف كيدية أو تشابه أسماء أو خطأ أو التباس أو إذا أخفى الرجل حقيقة على زوجته فأنه يثير غيرتها.
وهناك عوامل كبيرة التأثير وحديثة الوجود مثل الانترنت والانفتاح العالمي والإباحية الناتجة عن كل ذلك قد تملأ الجو الأسري بالمشاحنات وعلاج ذلك يكون بالصراحة أولاً والتعرف على أسباب ذلك وعلاجها. وأن يتعرف الطرف الأول على عوامل شخصية الطرف الآخر وما يريحه وما يبغضهُ دون أن يتعدى ذلك إلى الحالة المرضية. ومن أقوال الرسول (ص) في هذا المجال والتي هي من أفضل العلاجات: "بسمتك في وجه أخيك صدقة". وقال أيضاً (ص): "قول الرجل للمرأة أحبك لا يخرج من قلبها أبداً". وإذا ضبطت نفسك متلبساً بالغيرة من إنسان ما فطهر أحاسيسك جيداً فقد تكون حالة "إثم" وأنت لا تعلم.
عزيزتي القارئة:
انتبهي.. لا تخنقيه بغيرتك إذا كنت تحرصين على بقاء زوجك معك فقد تخسرينه إلى الأبد وأنت لا تعلمين... والغيرة إحساس مُرّ فتجنبي أن تحسيه أو تسقيه لغيرك. وأخيراً فأن الغيرة مثل الملح بالطعام الكمية المعقولة منه تجعل الطعام لذيذا، فإن قل أو كثر أضر بطبيعة الحال.
فاطمة المعصومة من إشعاع فاطمة الزهراء عليهما السلام
في ذلك البيت الطاهر ولدت سليلة الطهر والعفاف فاطمة المعصومة. فقد فتحت هذه السيدة عينيها على الدنيا في أيام محنة أبيها، وقد أحاطت به الخطوب، فارتسمت حياتها بالحزن والأسى. وما كانت السيدة فاطمة (ع) لتبقى مهملة بلا كفيل، فأنها وإن فقدت أباها وهي في مقتبل العمر إلا أنها عاشت في كنف شقيقها الرضا (ع)، وأولاها العناية الخاصة في تربيتها ورعايتها حتى غدت أفضل بنات الإمام موسى بن جعفر (ع) ونشأت هذه السيدة تتلقن من أخيها العلم والحكمة في بيت العصمة والطهارة. فأصبحت ذات علم ورواية ومقام.
ولإسمها عليها السلام شأن وخصوصية عند الأئمة (ع) فكانوا يولون هذا الاسم أهمية فائقة لا نجدها في سائر الأسماء عندهم. والمعصومة دليل على أن هذه السيدة قد بلغت من الكمال والنزاهة والفضل مرتبة شامخة حيث سمّاها الإمام (ع) بالمعصومة. والعصمة تعني الحفظ والوقاية، والمعصوم هو الممتنع عن جميع محارم الله سبحانه. وعلى هذا فلا يبعد القول بأن السيدة فاطمة عليها السلام هي إحدى المعصومات وإن لم تبلغ درجة الصديقة فاطمة الزهراء (ع) أو أحد الأئمة. وقد أخبر الإمام الصادق (ع) عن تشرف هذه البقعة (مدينة قم المقدسة) ببضعة من ولده موسى (ع)، وكان إخباره بذلك قبل ولادة موسى بن جعفر (ع) وهو يدل على مقامها العظيم ومع هذا يؤكد (ع) على إن جميع الشيعة يدخلون الجنة بشفاعتها، وذلك علامة على جلالة قدرها.
الإمام محمد الجواد (ع)
ولد في العاشر من شهر رجب عام 195هـ أمه أسمها (سبيكة) وسمّاها الإمام الرضا (ع) (الخيزران) وهي من أسرة ماريا القبطية، زوجة الرسول (ص). وقد كانت من أفضل نساء عصرها في مكارم الأخلاق. وبعد ولادته طلب الإمام الرضا عليه السلام من أخته (حكيمة) أن تكون إلى جانب الخيزران. وفي اليوم الثالث من ولادة هذا الطفل فتح عينيه، ورفع بصره نحو السماء، ثم التفت يميناً وشمالاً وقال: (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله).
وكثيراً ما كان يوجه أصحابه، ويوصيهم، ومن بين وصاياه (ع): "حسب المرء من كمال المروءة تركه ما لا يجمل به، ومن حيائه أن لا يلقى أحداً بما يكره، ومن عقله حسن رفقه، ومن أدبه أن لا يترك ما لا بد له منه، ومن عرفانه علمه بزمانه، ومن ورعه غض بصره، وعفة بطنه، ومن حسن خلقه كفه أذاه، ومن سخائه بره بمن يجب حقه عليه، وإخراجه حق الله من ماله، ومن إسلامه تركه مالا يعنيه، وتجنبه الجدال والمراء في دينه، ومن كرمه إيثاره على نفسه، ومن صبره قلة شكواه، ومن عقله إنصافه من نفسه، ومن حلمه تركه الغضب عند مخالفته، ومن إنصافه قبول الحق إذا بان له، ومن نصحه نهيه عما لا يرضاه لنفسه، ومن شكره معرفة إحسان من أحسن إليه، ومن صداقته كثرة موافقته لك وقلة مخالفته، ومن سلامته قلة حفظه لعيوب غيره وعنايته بإصلاح عيوبه.
سبب استشهادته (ع):
ملأ الحقد قلب ابن أبي داود وباقي أعوان المعتصم، لأنه زوجه ابنته أم الفضل، وكذلك تقدمه عليهم بالعلوم والفضائل والأخلاق الحميدة الفاضلة، فراحوا يكيدون للإمام الجواد (ع) ويوشون به عنده، فدخلت في نفس المعتصم مشاعر الغضب والبغض والكراهية، وثارت في نفسهِ روح الانتقام والكيد للإمام الجواد (ع) حتى دس له السم على يد زوجته أم الفضل في العنب، وقتله، كما فعل أسلافه بالأئمة السابقين. وكان ذلك في (29) ذي العقدة من سنة (220) هـ ودفن بعد ذلك إلى جانب قبر جده الإمام موسى بن جعفر الكاظم (ع). وببركتهما تحولت المقبرة التي دفنا بها إلى مدينة جميلة أسمها الكاظمين. مازال الناس يقصدونها من كل مكان لزيارة هذين الإمامين طلباً للثواب من الله تعالى والتوسل بهما لديه لقضاء حوائجهم.
أنوار نهتدي بها
الإمام الرضا (ع) قبس من نور الله تعالى، ونفحة من نفحات رحمته، وهو ثامن الأئمة الطاهرين الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً. إن جميع القيم الأصيلة والمثل الرفيعة ماثلة في هذا الإمام الملهم العظيم، وهو ثروة من ثروات الإسلام في سلوكه، ونكرانه لذاته، وإعراضه عن جميع مباهج الحياة، سوى ما يتصل منها بالحق.
نشأ الإمام الرضا (ع) في أشرف البيوت العربية؛ في البيت الذي أذن الله أن يرفع ويذكر فيه اسمه، إنه بيت الإمام موسى بن جعفر عليه السلام، شبيه روح الله عيسى بن مريم عليه السلام في تقواه وورعه. في ذلك النسب الرفيع نشأ الإمام عليه السلام وتغذى بآداب أبيه وأسرته، وتميز سلوكه بالصلابة في موقف الحق، ومناهضته للجور. فكان أروع مثل للأخلاق الفاضلة والآداب الرفيعة. ومن سمو خلقه أنه جلس على مائدة اجلس عليها مماليكه حتى السايس والبواب.
لقد كان الزهد في الدنيا من ابرز صفات الإمام عليه السلام، ومن أبرز مكوناته النفسية، وهو أعلم أهل عصره وأدراهم بجميع أنواع العلوم؛ كعلم الفقه والفلسفة وعلوم القرآن والطب وغيرها. كان يقضي حاجة المحتاجين، ويلبي دعوة الفقراء، ويرحم المساكين، ويغيث الملهوفين.
مسلم بن عقيل سفير الإمام الحسين عليهما السلام
قال رسول الله (ص) لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع): "إني أحب عقيلاً حبين؛ حباً له، وحباً لحب أبي طالب له. وإن ولده مقتول في محبة ولدك، تدمع عليه عيون المؤمنين، وتصلي عليه الملائكة المقربون" ثم بكى رسول الله (ص) وقال: "إلى الله أشكو ما تلقى عترتي من بعدي".
غادر مسلم مكة ليلة النصف من رمضان سنة 59هـ متخفياً في جنح الظلام لكي لا يراه أحد من بني أمية، وعرج في طريقه على المدينة، فصلى في جامع الرسول (ص)، وطاف بضريحه، وودع أهلهُ وأصحابه، وكان ذلك هو الوداع الأخير، واتجه صوب العراق. وكان الإمام الحسين عليه السلام قد زوده بوثيقة عهد تنص على تعيينه نائباً عنه. كان استقبال مبعوث الإمام الحسين عليه السلام من قبل خاصة الكوفة وعامتهم استقبالاً حافلاً يليق بشأنه، وعنوانه كنائب عن ريحانة رسول الله (ص). فأثبت للتاريخ مستوى وفائه وإخلاصه لدين الله تعالى كونه جندياً وفياً من فرسان الفتوحات الكبرى، وقائداً قوياً في المعارك الضارية، ورائداً ربانياً يخوض غمار التغيير السياسي لإحياء التحرك الثوري الكوفي ضد حكومة الإستبداد الأموية، وتهيئة الأجواء والظروف لقدوم إمامه أبي عبد الله الحسين عليه السلام لقيادة الأمة الإسلامية، وإحياء الشريعة التي درست وغابت معانيها العظيمة بعد رحيل الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.
العادات الغذائية
بشكل عام تحملُ مجتمعاتنا ثقافة غذائية غير سليمة.. فحتى ما تطبخه الأمهات في المنزل تنقصه مكونات القوة الغذائية. فالتعب في إعداد الطعام والأموال التي تصرف عليه يتجه نحو طعم الأكل ولذته في الفم، وليس مهماً كم ينفع وكم يضر البدن؟
وأما الأكل في المطاعم فهو كما في الأحاديث الإسلامية – حسب ما يراه بعض العلماء- مكروهٌ لأنه من مصاديق الأكل في الطريق أو الأكل من الشبهات، ولا يبدو لي صحيحاً هذا الرأي بشكل مطلق، إذ هناك مطاعم يراعي صاحبها الجوانب الشرعية والصحية في أكلاتها، كما لا يصدق على مكانها أنه أكل في الطريق... فعلى أي حال يجب الإنتباه الى ما نتناوله من أطعمة حتى وإن كانت بسيطة بشرط أن تكون نظيفة وتحوي على اساسيات الغذاء التي تقوي الإنسان للقيام بفعالياته الحياتية بجد ونشاط.
نصائح لبيتك سيدتي
ورق الصحف والملح الخشن: يُستخدمان معاً لتنظيف قدور القلي. هذه الطريقة عملية جداً أثناء التخييم.
النفط وزيت المائدة: ينزع هذا المزيج الصدأ عن المفاتيح والأقفال ومزاليج الأبواب.
بطاطا أو بصل: يستطيعان إزالة الأوساخ عن اللوحات المطلية بالبرنيق (ورنيش). لا تستخدموا هذه الطريقة بشكل متكرر، لأنّها تؤثرعلى البرنيق مع الوقت.
الملح الناعم: يزيل الأوساخ الكلسية عن كعب المكواة. عندما يبل بالماء، يمكنه إزالة بقعة حبر عن سجادة أو بساط، شرط أن يترك على البقعة 48 ساعة. لا تلجأوا إلى هذه الطريقة لتنظيف سجادة ثمينة أو بساط سريع العطب.
خل أبيض ساخن مع زلال بيضة مخفوق جيداً: لتنظيف الأطر المصنوعة من الخشب المذهب. خل أبيض ساخن: يزيل التكلسات الملحية عن الغلاّيات والقدور، وكعب المكواة.
خل ساخن مع ملح خشن: لتنظيف قوارير الخل الأحمر او الأواني النحاسية المتسخة.
المياه الغازية: تنظّف النحاس المتسخ (لا سيّما النحاس المصدأ).
ماء زمزم وصحة الإنسان
عند التحليل الكيميائي لماء زمزم الموجود في مكة المكرمة تبين أنه يحتوي على نسبة الفلوريدات البالغة 0,15 ملغم/ لتر وتعتبر هذه النسبة هي المثالية لتحقيق فوائد للأسنان، حيث أن الفلوريدات تضاف إلى مياه الشرب في الوقت الحاضر بنسبة مقاربة جداً لهذه النسبة للحفاظ على سلامة الأسنان، وإحباط نمو البكتريا المسببة للتسوس في الفم. ويساعد الفلورايد على إعادة ترسيب المواد المفقودة من الأسطح الخارجية المتأثرة بالتسوس مما يزيد من مقاومتها مستقبلاً للتسوس.
مسمار القدم
للتخلص من مسمار مؤلم أو ثؤلولة ما، ضعوا عليه كمّادة من الثوم: اشووا فصّ ثوم كبير في الفرن واستعملوا لبّه. استمرّوا في تغيير هذه الكمادات لبضعة أيام متتالية إلى أن يختفي المسمار أو الثؤلول تدريجياً. ويمكنكم إكمال هذا العلاج بغسل القدمين بورق الكرمة الأحمر، على أن تضعوا حفنتين منه لكلّ ليتر من الماء. دعوا المزيج يغلي لربع ساعة، فتحصلون على خلاصة فعليّة من ورق العنب، تنقعون فيها قدميكم. المسمار مزعج يشوّه أصابع القدمين، وقد يصبح مؤلماً للغاية. وللتخفيف من الإزعاج الذي يسبّبه وللتخلص من المسمار تدريجياً، إليكم هذه الوصفة القديمة التي تقضي بوضع ورقة حرير بين أصابع القدمين. تجنّبوا انتعال الأحذية الضيقة عند الأصابع، ولاسيّما إن كانت قدماكم عريضتين، فالأحذية الضيقة تسبّب آلاماً كثيرة تسيء إلى القدمين مع الوقت.
سر الحياة الطويلة!
كشفت دراسة علمية حديثة عن أن سر الحياة الطويلة التي يتمتع بها المعمِّرون تكمن في الغذاء البسيط. وأن الإنسان القادر على خفض السعرات الحرارية التي يتناولها يوميا إلى اقل من 1800 سعرة يضمن شبابا دائما وصحة جيدة بعيدة عن
اللهم صل على محمد وال محمد
العدد الرابع عشر
كلمة العدد
يتوقد بين الحين والآخر نور لا تعرف له سبباً يكاد يُضيء ولو لم تَمْسَسْهُ نار، فكأنه يستمد من شجرة زيتونة مباركة، ويَسنُو برق يكاد أن يُذهب الأبصار، فهو يحكي ويشير ويخرق السكون المهيب الذي يلف أرجاء الكون، كأنما هو صدى يحكي الخشوع والهيبة التي تكتنف هذا الفضاء الملكوتي، فيدوي ويقرع الأسماع لتخفق القلوب الواعية وتخشع الأنفس الزكية. وعاد هذا الدوي لذكرى تغوص في أعماق التاريخ لتجدد عهداً وميثاقاً فتنطلق سابحة في أفق يشرف من علو وينادي بفخر: ها نحن نعود من جديد نتحدى، لن نخضع.. لن نركع.. لن ننسى كسر الأضلع.. سنعلن في كل ثورة، في كل ذكرى، في كل مولد، وكل وفاة.
نجاهد من أجل فكر يتوقد للدرب، نُعيد بنياناً، نُشّيد، نُضَحي نُسطر القلوب، نبري أقلاماً فتية، نفتح أذهاناً مغلقة نريق دماءنا حبراً، نربي أجيالاً، نهيئ للظهور.
هل الإنسان في نظر القرآن موجود جميل أم قبيح؟
قال تعالى في محكم كتابه العزيز: (وَتَرَى الشَّمْسَ إِذا طَلَعَتْ تَتَزاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَإِذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذاتَ الشِّمالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذلِكَ مِنْ آياتِ اللهِ مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوالْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِداً * وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَذاتَ الشِّمالِ وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَواطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِراراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً) الكهف: آية 17- 18. الإنسان في نظر القرآن جميل جداً وقبيح جداً. والحقيقة أن مدح الإنسان والذم لم يكن لأن الإنسان موجود ذو جبلتين. نصف من جبلته موضع مدح، والنصف الآخر موضع ذم، إن نظر القرآن في الإنسان يحتوي على جميع الكمالات بالقوة، وعليه أن يأتي بها إلى الفعلية، وهذا هو الذي يجب أن يكون باني نفسه ومعمرها. والشرط الرئيسي لوصول الإنسان إلى الكمالات التي يمتلكها بالقوة هو (الإيمان) وينبع من هذا الإيمان التقوى، والعمل الصالح، والسعي في سبيل الله تعالى وبواسطة الإيمان يخرج العلم من كونه آلة ضارة في يد النفس الأمارة إلى كونها آلة مفيدة.
إذاً: فالإنسان الحقيقي - الذي هو خليفة الله مسجود الملائكة، وكل شيء من أجلهِ وبالتالي صاحب الكمالات الإنسانية - إنسان زائد الإيمان، لا إنسان بلا إيمان.
فالإنسان بلا إيمان ناقص، ومثل هذا الإنسان حريص سفاك وبخيل ومقتر، كافر وأضل من الحيوان. إن الإنسان الفاقد الإيمان المنفصل عن الله عز وجل لم يكن إنساناً واقعياً. فالإنسان يتصل بالحقيقة عن طريق إيمانهِ بها وذكرها يمتلك جميع الكمالات، وإذا انفصل عن تلك الحقيقة أي الله تبارك وتعالى، يشبه شجرة قد انفصلت عن جذورها ونذكر آيتين مثلاً لذلك الأولى من سورة العصر (وَالْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) والثانية من سورة الأعراف الآية 179 (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ). ويقول سبحانه (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (محمد آية: 24) ولكن ما هي الأقفال التي تشير إليها الآية أنها أقفال الجهل والهوى والتهرب من المسؤوليات الثقيلة التي تصون الإنسان والمجتمع من الهلاك.
من فضائل آية الكرسي
آية الكرسي هي الآية 255 من سورة البقرة... قال رسول الله (ص) لعلي (ع): (عليك بتلاوة آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة، فأنه لا يحافظ عليها إلا نبي أو صدِّيق أو شهيد). ومن قرأها عند خروجه من المنزل، وعند دخوله، أرسل الله له سبعين ألف ملك يستغفروا له، ويدعوا له، حتى يعود، وينفى عنه الفقر. ولرفع وجع الأرجل يقرأ آية الكرسي ويمسح على رجليه لم يتعب من المشي. لنور العين أيضاً يقرأ ويضع يده على عينيه، ويقرأ الحمد وآية الكرسي ثم يقول:
(أعيذُ نورَ بصري بنور الله الذي لا يُطفأ).
فقه المرأة
سيدتي الفاضلة/ أختي القارئة ها هي مجلة رياض الزهراء تفتح آفاقها لكِ، لترسلي لها ما يجول في خاطرك من أسئلة فقهية لاسيما الإبتلائية منها، فأرسلي لها ولا تترددي وتأكدي بأنها ستجيب على كل أسئلتكِ وفق فتاوى آية الله العظمى السيد علي السيستاني (أدام الله ظله).
الأخت:- أم كرار / كربلاء - تسأل:
س/ متى يتنجس ماء الخزان الكر؟
ج/ يتنجس هذا النوع من الماء إذا تغيّر بلون النجاسة أو طعمها أو ريحها تغيراً فعلياً أو ما بحكمه.
الأخت:- شيماء عبد الحسين / البصرة – تسأل:
س/ اقل عدد تنعقد به صلاة الجماعة في غير الجمعة والعيدين؟
ج/ المشروط صحتهما بالجماعة- اثنان احدهما الإمام ولو كان المأموم امرأة أو صبياً على الأقوى.
الأخت:- أشواق راضي / الناصرية – تسأل:
س/ كيفية الوضوء مع وجود جبس على كاحل قدم مكسورة؟
ج/ لو كانت الجبيرة على العضو الماسح مسح ببلتها، والاحوط الأولى فيما إذا لم تكن مستوعبة له أن يمسح بغير موضع الجبيرة.
الأخت :- أم حسين / كربلاء – تسأل:
س/ أماكن تخير المسافر بين القصر والتمام في الصلاة؟
ج/ يتخير المسافر بين القصر والتمام في الأماكن الأربعة:
مكة المعظمة، والمدينة المنورة، والكوفة، وحرم الإمام الحسين عليه السلام: فللمسافر التخير له التقصير أو الإتمام في الصلاة في هذه المواضع بل هو أفضل وان كان التقصير أحوط.
الأخت :- أزهار رسول /كربلاء – تسأل:
س/ إمكانية صوم الإجارة مع وجود قضاء شهر رمضان؟
ج/ يجوز صوم الإجارة ومن ثم قضاء صوم شهر رمضان.
مصطلحات فقهيَّة
* التقليد في الفروع:
هو العمل مستنداً إلى فتوى فقيه معين، وسمي كذلك لان المكلف بتقليده للمرجع يكون قد جعل أمره في عنق المرجع.
* التعفير:
هو وضع الخد أو الجبين على العفر وهو التراب، وفي (مجميع البحرين): التعفير هو ترويغ الجبين أو الخد على التراب أو غيره مما يصح السجود عليه. ولعل المراد بالترويغ هو التحريك على التراب.
* التفث:
قيل هو ما يفعله المحرم عند إحلاله كقص الشارب والظفر ......، والتفث في المناسك: ما كان من نحو قص الشارب وحلق الرأس...
* ذو العطاش:
هو من به داء العطش بحيث لا يقدر على ترك شرب الماء فترة طويلة.
* ذو النفس السائلة:
هو ذو الدم السائل، لأن من معاني النفس الدم، أي الدم القوي الذي يخرج من العرق عند قطعه.
الغيرة
الغيرة أحد المشاعر الطبيعية الموجودة عند الإنسان ويجب تقبلها من قبل الطرف المقابل كحقيقة واقعة، فالقليل من الغيرة الحميدة قد يفيد الإنسان، فهي حافز على التفوق والتقدم، والكثير منها يفسد الحياة ويصيب الشخصية بضرر بالغ.
والواقع إن انفعال الغيرة انفعال مركب، يجمع بين حب التملك والشعور بالغضب. وقد يصاحب الشعور بالغيرة إحساس الشخص بالغضب من نفسه ومن أخوانه الذين تمكنوا من تحقيق مآربهم التي لم يستطع هو تحقيقها، وقد يصاحب الغيرة كثير من مظاهر أخرى كالثورة أو التشهير أو المضايقة أو التخريب أو العناد والعصيان، وقد يصاحبها مظاهر بالعجز أو فقدان الشهية أو فقد الرغبة بالكلام. والغيرة هي ليست الرغبة في الحصول على شيء يملكه الآخر، بل هي أن ينتاب المرء القلق بسبب عدم حصوله على شيء ما... فإذا كانت المرأة مثلاً تغار من أخرى لأنها تمتلك شيئا معينا، ذلك لا يعود فقط إلى كونها تريد الشيء لنفسهِ بل إلى الشعور بأن ذلك الشيء يوفر الحب ويسبب امتلاكه فرحة وطمأنينة وإحراز نصر في قرارة تلك المرأة (والإنسان بصورة عامة).
فالغيرة تدور حول عدم القدرة على أن نمنح الآخرين حبنا ويحبنا الآخرون بما فيه الكفاية وبالتالي فهي تدور حول الشعور بعدم الطمأنينة والقلق تجاه العلاقة القائمة مع الأشخاص الذين يهمنا أمرهم.
أما إذا أصبحت الغيرة عادة من عادات السلوك وتظهر بصورة مستمرة فأنها تصبح مشكلة ولاسيما حين يكون التعبير عنها بطرق متعددة. والغيرة من أهم العوامل التي تؤدي إلى ضعف ثقة المرء بنفسه أو إلى نزوعه للعدوان والتخريب والغضب.
ويمكن أن تكون الفيرة على أشكال وأنواع متعددة منها: الغيرة على الشرف والعرض، وتناط بالرّجال أكثر من النساء، ويعاب من لا يتصف بها فهي من ضرورات مقومات الشخصية بالرجل وضروراتها حفظ المجتمع من الانزلاق في الرذائل والمحرمات. فإذا حافظ كل رجل بغيرتهِ على محارمه، وحافظ عليهن من السلوك السيئ المخالف لقواعد الدين والعقائد والأعراف التي تحفظ المجتمع من التفكك والتحلل، فهي ضرورة من ضرورات الحياة. إضافة إلى غيرة الرجل على وطنهِ تدفعه للدفاع عنهُ من كل شر وعدو يهددهُ. وغيرة الناس جميعاً على دينهم يحفزهم لتطبيق فروع الدين من أمر بالمعروف ونهي عن المنكر، والتي تحفظهُ من البدع والتحريف والتخريب وكل الأخطار التي من شأنها أن تهدد تطبيق الدين أو ضموره واضمحلاله في المجتمع إذا ما أصبح حبراً على ورق دون تطبيق. وقد نصت أحاديث نبوية شريفة على ذلك.
في عدم الغيرة والحمية:
وهو الإهمال في المحافظة على ما يلزم المحافظة عليه من الدين والعرض والأولاد والأموال وهو من نتائج صغر النفس وضعفها ومن المهلكات العظيمة، وربما يؤدي إلى الدياثة، قال رسول الله (ص) "إذا لم يغر الرجل فهو منكوس القلب" وقال (ص): "إذا أغير الرجل في أهله أو بعض مناكحه من مملوكته فلم يغر، بعث الله إليه طائرا يقال له القفندر يخفق بجناحيه على عينيه ثم يطير عنه فينزع الله منه بعد ذلك روح الإيمان وتسميه الملائكة الديوث" وقال (ص): "كان إبراهيم غيوراً وأنا أغَيّر منهُ، وجدع الله أنف من لا يغار على المؤمنين والمسلمين" وقال أمير المؤمنين (ع): "يا أهل العراق نبئت أن نساءكم يدافعن الرجال في الطريق أما تستحيون؟ وقال (ع): "أما تستحيون ولا تغارون نسائكم يخرجن إلى الأسواق ويزاحمن العلوج؟"
وفي الدياثة: عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: "ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم؛ الشيخ الزاني والديوث والمرأة توطئ فراش زوجها" وقال الرسول الكريم (ص): "أن الجنة لتوجد ريحها من مسيرة خمسمائة عام ولا يجدها عائق ولا ديوث، قيل يا رسول الله ما الديوث؟
قال (ص): الذي تزني امرأته وهو يعلم" (وسائل الشيعة) وقال (ص) أيضاً: "قال الله تعالى: وعزتي وجلالي لا يدخل الجنة مدمن خمر ولا نمّام ولا ديوث" وقال الإمام الصادق (ع): "حرمت الجنة على الديوث".
ومن أشكال الغيرة (الغيرة عند الأطفال):
الغيرة تكون عاملا مشتركا في الكثير من المشاكل النفسية عند الأطفال، فالغيرة المرضية تكون مدمرة للطفل، وسبباً في إحباطه، وتعرضه للكثير من المشاكل النفسية. مع أنها مشاعر طبيعية ويجب تقبلها من قبل الأسرة مع مراعاة الطفل الذي يعاني من تلك المشكلة، لأنها قد تنمو وتكبر مع الوقت وتصل إلى حالة مرضية لا يمكن السيطرة عليها. فعلى الأسرة أن تعالج تلك الحالات بصبر وهدوء وتروٍ. ومعاملة الطفل معاملة خاصة وعدم التفريق بين الأطفال بغض النظر عن الجنس والعمر فقد عكس ذلك إلى السلوك العدائي والأنانية والارتباك والانزواء وعدم ثقة الطفل بنفسه، بل وظهور بعض الأعراض المرضية وأنواع من الأمراض الجلدية وآلام المعدة والأمعاء وغير ذلك من أعراض مرضية يحس بها الطفل، ولا يخلو تصرف الطفل من إظهار الغيرة بين الحين والحين... وهذا لا يسبب إشكالاً إذا فهمنا الموقف وعالجناه علاجاً سليماً.
وقد تجر الغيرة وتؤدي إلى الحسد ومع أن هاتين الكلمتين تستخدمان غالباً بصورة متبادلة، فهما لا يعنيان الشيء نفسه على الإطلاق فالحسد هو أمر بسيط يميل نسبياً إلى التطلع إلى الخارج، يتمنى فيه المرء أن يمتلك ما يملكه غيره فقد يحسد الطفل صديقه على دراجته وتحسد الفتاة المراهقة صديقتها على شكلها.
ومن أهم أشكال الغيرة (الغيرة بين الزوجين) كثيراً ما نرى المشاكل تنشأ بين الزوجين بسبب الغيرة وقد تطغى هذهِ الغيرة أحياناً وتصل إلى حد الشك والظن والحرمان ومع أنهُ شعور مؤلم إذا تعدى حده وزاد عنه.. بعض الناس يحبون شعور الغيرة والإحساس به. أو من غيرة المقابل عليهم إذ يدل على الحب الاهتمام قد يكون في هذهِ الحالات يشد الأواصر بين الزوجين ويقوي الروابط الأسرية مما يؤدي إلى الحفاظ على الأسرة وديمومتها واستمرار الحياة بصورة سليمة. أما إذا كان هناك أسباب ودوافع تصل بالغيرة إلى الوصول إلى مرحلة الشك والريبة نتيجة أسباب كثيرة منها عدم الثقة بالنفس سلوك الطرف المقابل الباعث على الشك أو تكون مواقف كيدية أو تشابه أسماء أو خطأ أو التباس أو إذا أخفى الرجل حقيقة على زوجته فأنه يثير غيرتها.
وهناك عوامل كبيرة التأثير وحديثة الوجود مثل الانترنت والانفتاح العالمي والإباحية الناتجة عن كل ذلك قد تملأ الجو الأسري بالمشاحنات وعلاج ذلك يكون بالصراحة أولاً والتعرف على أسباب ذلك وعلاجها. وأن يتعرف الطرف الأول على عوامل شخصية الطرف الآخر وما يريحه وما يبغضهُ دون أن يتعدى ذلك إلى الحالة المرضية. ومن أقوال الرسول (ص) في هذا المجال والتي هي من أفضل العلاجات: "بسمتك في وجه أخيك صدقة". وقال أيضاً (ص): "قول الرجل للمرأة أحبك لا يخرج من قلبها أبداً". وإذا ضبطت نفسك متلبساً بالغيرة من إنسان ما فطهر أحاسيسك جيداً فقد تكون حالة "إثم" وأنت لا تعلم.
عزيزتي القارئة:
انتبهي.. لا تخنقيه بغيرتك إذا كنت تحرصين على بقاء زوجك معك فقد تخسرينه إلى الأبد وأنت لا تعلمين... والغيرة إحساس مُرّ فتجنبي أن تحسيه أو تسقيه لغيرك. وأخيراً فأن الغيرة مثل الملح بالطعام الكمية المعقولة منه تجعل الطعام لذيذا، فإن قل أو كثر أضر بطبيعة الحال.
فاطمة المعصومة من إشعاع فاطمة الزهراء عليهما السلام
في ذلك البيت الطاهر ولدت سليلة الطهر والعفاف فاطمة المعصومة. فقد فتحت هذه السيدة عينيها على الدنيا في أيام محنة أبيها، وقد أحاطت به الخطوب، فارتسمت حياتها بالحزن والأسى. وما كانت السيدة فاطمة (ع) لتبقى مهملة بلا كفيل، فأنها وإن فقدت أباها وهي في مقتبل العمر إلا أنها عاشت في كنف شقيقها الرضا (ع)، وأولاها العناية الخاصة في تربيتها ورعايتها حتى غدت أفضل بنات الإمام موسى بن جعفر (ع) ونشأت هذه السيدة تتلقن من أخيها العلم والحكمة في بيت العصمة والطهارة. فأصبحت ذات علم ورواية ومقام.
ولإسمها عليها السلام شأن وخصوصية عند الأئمة (ع) فكانوا يولون هذا الاسم أهمية فائقة لا نجدها في سائر الأسماء عندهم. والمعصومة دليل على أن هذه السيدة قد بلغت من الكمال والنزاهة والفضل مرتبة شامخة حيث سمّاها الإمام (ع) بالمعصومة. والعصمة تعني الحفظ والوقاية، والمعصوم هو الممتنع عن جميع محارم الله سبحانه. وعلى هذا فلا يبعد القول بأن السيدة فاطمة عليها السلام هي إحدى المعصومات وإن لم تبلغ درجة الصديقة فاطمة الزهراء (ع) أو أحد الأئمة. وقد أخبر الإمام الصادق (ع) عن تشرف هذه البقعة (مدينة قم المقدسة) ببضعة من ولده موسى (ع)، وكان إخباره بذلك قبل ولادة موسى بن جعفر (ع) وهو يدل على مقامها العظيم ومع هذا يؤكد (ع) على إن جميع الشيعة يدخلون الجنة بشفاعتها، وذلك علامة على جلالة قدرها.
الإمام محمد الجواد (ع)
ولد في العاشر من شهر رجب عام 195هـ أمه أسمها (سبيكة) وسمّاها الإمام الرضا (ع) (الخيزران) وهي من أسرة ماريا القبطية، زوجة الرسول (ص). وقد كانت من أفضل نساء عصرها في مكارم الأخلاق. وبعد ولادته طلب الإمام الرضا عليه السلام من أخته (حكيمة) أن تكون إلى جانب الخيزران. وفي اليوم الثالث من ولادة هذا الطفل فتح عينيه، ورفع بصره نحو السماء، ثم التفت يميناً وشمالاً وقال: (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله).
وكثيراً ما كان يوجه أصحابه، ويوصيهم، ومن بين وصاياه (ع): "حسب المرء من كمال المروءة تركه ما لا يجمل به، ومن حيائه أن لا يلقى أحداً بما يكره، ومن عقله حسن رفقه، ومن أدبه أن لا يترك ما لا بد له منه، ومن عرفانه علمه بزمانه، ومن ورعه غض بصره، وعفة بطنه، ومن حسن خلقه كفه أذاه، ومن سخائه بره بمن يجب حقه عليه، وإخراجه حق الله من ماله، ومن إسلامه تركه مالا يعنيه، وتجنبه الجدال والمراء في دينه، ومن كرمه إيثاره على نفسه، ومن صبره قلة شكواه، ومن عقله إنصافه من نفسه، ومن حلمه تركه الغضب عند مخالفته، ومن إنصافه قبول الحق إذا بان له، ومن نصحه نهيه عما لا يرضاه لنفسه، ومن شكره معرفة إحسان من أحسن إليه، ومن صداقته كثرة موافقته لك وقلة مخالفته، ومن سلامته قلة حفظه لعيوب غيره وعنايته بإصلاح عيوبه.
سبب استشهادته (ع):
ملأ الحقد قلب ابن أبي داود وباقي أعوان المعتصم، لأنه زوجه ابنته أم الفضل، وكذلك تقدمه عليهم بالعلوم والفضائل والأخلاق الحميدة الفاضلة، فراحوا يكيدون للإمام الجواد (ع) ويوشون به عنده، فدخلت في نفس المعتصم مشاعر الغضب والبغض والكراهية، وثارت في نفسهِ روح الانتقام والكيد للإمام الجواد (ع) حتى دس له السم على يد زوجته أم الفضل في العنب، وقتله، كما فعل أسلافه بالأئمة السابقين. وكان ذلك في (29) ذي العقدة من سنة (220) هـ ودفن بعد ذلك إلى جانب قبر جده الإمام موسى بن جعفر الكاظم (ع). وببركتهما تحولت المقبرة التي دفنا بها إلى مدينة جميلة أسمها الكاظمين. مازال الناس يقصدونها من كل مكان لزيارة هذين الإمامين طلباً للثواب من الله تعالى والتوسل بهما لديه لقضاء حوائجهم.
أنوار نهتدي بها
الإمام الرضا (ع) قبس من نور الله تعالى، ونفحة من نفحات رحمته، وهو ثامن الأئمة الطاهرين الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً. إن جميع القيم الأصيلة والمثل الرفيعة ماثلة في هذا الإمام الملهم العظيم، وهو ثروة من ثروات الإسلام في سلوكه، ونكرانه لذاته، وإعراضه عن جميع مباهج الحياة، سوى ما يتصل منها بالحق.
نشأ الإمام الرضا (ع) في أشرف البيوت العربية؛ في البيت الذي أذن الله أن يرفع ويذكر فيه اسمه، إنه بيت الإمام موسى بن جعفر عليه السلام، شبيه روح الله عيسى بن مريم عليه السلام في تقواه وورعه. في ذلك النسب الرفيع نشأ الإمام عليه السلام وتغذى بآداب أبيه وأسرته، وتميز سلوكه بالصلابة في موقف الحق، ومناهضته للجور. فكان أروع مثل للأخلاق الفاضلة والآداب الرفيعة. ومن سمو خلقه أنه جلس على مائدة اجلس عليها مماليكه حتى السايس والبواب.
لقد كان الزهد في الدنيا من ابرز صفات الإمام عليه السلام، ومن أبرز مكوناته النفسية، وهو أعلم أهل عصره وأدراهم بجميع أنواع العلوم؛ كعلم الفقه والفلسفة وعلوم القرآن والطب وغيرها. كان يقضي حاجة المحتاجين، ويلبي دعوة الفقراء، ويرحم المساكين، ويغيث الملهوفين.
مسلم بن عقيل سفير الإمام الحسين عليهما السلام
قال رسول الله (ص) لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع): "إني أحب عقيلاً حبين؛ حباً له، وحباً لحب أبي طالب له. وإن ولده مقتول في محبة ولدك، تدمع عليه عيون المؤمنين، وتصلي عليه الملائكة المقربون" ثم بكى رسول الله (ص) وقال: "إلى الله أشكو ما تلقى عترتي من بعدي".
غادر مسلم مكة ليلة النصف من رمضان سنة 59هـ متخفياً في جنح الظلام لكي لا يراه أحد من بني أمية، وعرج في طريقه على المدينة، فصلى في جامع الرسول (ص)، وطاف بضريحه، وودع أهلهُ وأصحابه، وكان ذلك هو الوداع الأخير، واتجه صوب العراق. وكان الإمام الحسين عليه السلام قد زوده بوثيقة عهد تنص على تعيينه نائباً عنه. كان استقبال مبعوث الإمام الحسين عليه السلام من قبل خاصة الكوفة وعامتهم استقبالاً حافلاً يليق بشأنه، وعنوانه كنائب عن ريحانة رسول الله (ص). فأثبت للتاريخ مستوى وفائه وإخلاصه لدين الله تعالى كونه جندياً وفياً من فرسان الفتوحات الكبرى، وقائداً قوياً في المعارك الضارية، ورائداً ربانياً يخوض غمار التغيير السياسي لإحياء التحرك الثوري الكوفي ضد حكومة الإستبداد الأموية، وتهيئة الأجواء والظروف لقدوم إمامه أبي عبد الله الحسين عليه السلام لقيادة الأمة الإسلامية، وإحياء الشريعة التي درست وغابت معانيها العظيمة بعد رحيل الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.
العادات الغذائية
بشكل عام تحملُ مجتمعاتنا ثقافة غذائية غير سليمة.. فحتى ما تطبخه الأمهات في المنزل تنقصه مكونات القوة الغذائية. فالتعب في إعداد الطعام والأموال التي تصرف عليه يتجه نحو طعم الأكل ولذته في الفم، وليس مهماً كم ينفع وكم يضر البدن؟
وأما الأكل في المطاعم فهو كما في الأحاديث الإسلامية – حسب ما يراه بعض العلماء- مكروهٌ لأنه من مصاديق الأكل في الطريق أو الأكل من الشبهات، ولا يبدو لي صحيحاً هذا الرأي بشكل مطلق، إذ هناك مطاعم يراعي صاحبها الجوانب الشرعية والصحية في أكلاتها، كما لا يصدق على مكانها أنه أكل في الطريق... فعلى أي حال يجب الإنتباه الى ما نتناوله من أطعمة حتى وإن كانت بسيطة بشرط أن تكون نظيفة وتحوي على اساسيات الغذاء التي تقوي الإنسان للقيام بفعالياته الحياتية بجد ونشاط.
نصائح لبيتك سيدتي
ورق الصحف والملح الخشن: يُستخدمان معاً لتنظيف قدور القلي. هذه الطريقة عملية جداً أثناء التخييم.
النفط وزيت المائدة: ينزع هذا المزيج الصدأ عن المفاتيح والأقفال ومزاليج الأبواب.
بطاطا أو بصل: يستطيعان إزالة الأوساخ عن اللوحات المطلية بالبرنيق (ورنيش). لا تستخدموا هذه الطريقة بشكل متكرر، لأنّها تؤثرعلى البرنيق مع الوقت.
الملح الناعم: يزيل الأوساخ الكلسية عن كعب المكواة. عندما يبل بالماء، يمكنه إزالة بقعة حبر عن سجادة أو بساط، شرط أن يترك على البقعة 48 ساعة. لا تلجأوا إلى هذه الطريقة لتنظيف سجادة ثمينة أو بساط سريع العطب.
خل أبيض ساخن مع زلال بيضة مخفوق جيداً: لتنظيف الأطر المصنوعة من الخشب المذهب. خل أبيض ساخن: يزيل التكلسات الملحية عن الغلاّيات والقدور، وكعب المكواة.
خل ساخن مع ملح خشن: لتنظيف قوارير الخل الأحمر او الأواني النحاسية المتسخة.
المياه الغازية: تنظّف النحاس المتسخ (لا سيّما النحاس المصدأ).
ماء زمزم وصحة الإنسان
عند التحليل الكيميائي لماء زمزم الموجود في مكة المكرمة تبين أنه يحتوي على نسبة الفلوريدات البالغة 0,15 ملغم/ لتر وتعتبر هذه النسبة هي المثالية لتحقيق فوائد للأسنان، حيث أن الفلوريدات تضاف إلى مياه الشرب في الوقت الحاضر بنسبة مقاربة جداً لهذه النسبة للحفاظ على سلامة الأسنان، وإحباط نمو البكتريا المسببة للتسوس في الفم. ويساعد الفلورايد على إعادة ترسيب المواد المفقودة من الأسطح الخارجية المتأثرة بالتسوس مما يزيد من مقاومتها مستقبلاً للتسوس.
مسمار القدم
للتخلص من مسمار مؤلم أو ثؤلولة ما، ضعوا عليه كمّادة من الثوم: اشووا فصّ ثوم كبير في الفرن واستعملوا لبّه. استمرّوا في تغيير هذه الكمادات لبضعة أيام متتالية إلى أن يختفي المسمار أو الثؤلول تدريجياً. ويمكنكم إكمال هذا العلاج بغسل القدمين بورق الكرمة الأحمر، على أن تضعوا حفنتين منه لكلّ ليتر من الماء. دعوا المزيج يغلي لربع ساعة، فتحصلون على خلاصة فعليّة من ورق العنب، تنقعون فيها قدميكم. المسمار مزعج يشوّه أصابع القدمين، وقد يصبح مؤلماً للغاية. وللتخفيف من الإزعاج الذي يسبّبه وللتخلص من المسمار تدريجياً، إليكم هذه الوصفة القديمة التي تقضي بوضع ورقة حرير بين أصابع القدمين. تجنّبوا انتعال الأحذية الضيقة عند الأصابع، ولاسيّما إن كانت قدماكم عريضتين، فالأحذية الضيقة تسبّب آلاماً كثيرة تسيء إلى القدمين مع الوقت.
سر الحياة الطويلة!
كشفت دراسة علمية حديثة عن أن سر الحياة الطويلة التي يتمتع بها المعمِّرون تكمن في الغذاء البسيط. وأن الإنسان القادر على خفض السعرات الحرارية التي يتناولها يوميا إلى اقل من 1800 سعرة يضمن شبابا دائما وصحة جيدة بعيدة عن
تعليق