عندما تكون الدمعة طلقة موجهة إلى صدور الظلمة والطواغيت فإنها جديرة بالذرف والانسكاب، وجديرة بالهمل والانحدار، فإنها أفضل وسيلة للوصول إلى شاطئ الأمان ولا يمكن الوصول إليه إلا عن طريق الكفران بالطاغوت والإيمان بالله تعالى والاستمساك بالعروة الوثقى، حيث إن العاطفة والبكاء على ولي الله وحبيبه تعد أقصر الطرق للدلوف إلى تلك الدوحة المباركة.
ذرف الدموع على مصيبة الحسين عليه السلام تمثل نوعاً من الاعتراض على الظالمين ونصرة المظلومين، والبكاء على الحسين يقوي في النفوس الدعوة إلى العدالة والانتقام من الظلمة والتمهيد لتكاتف القوى السائرة على نهج الحسين للدفاع عن الحقّ، وإقامة المأتم على الشهيد تعني نقل ثقافة الشهادة للأجيال القادمة، والمشاركة في مظاهر البكاء على الشهداء في كربلاء نوعاً من إعلان الانتماء إلى فئة الحق، وإعلان الحرب على فريق الباطل، ويعكس في الحقيقة نوعاً من التفاني والإيثار، وهنا تتبلور مآتم الحسين على شكل حركة، وتيار، ومجابهة اجتماعية.
في المآتم أن تتّخذ العاطفة شكل المعرفة والشعور، ويبقى الإيمان حياً في قلوب الموالين لأهل البيت، وتحافظ مدرسة عاشوراء على دورها في كونها فكراً بناءً وحادثة تستلهم منها الدروس، ولا تزال المآتم إحياء لمنهج الدم والشهادة، وإيصال صوت مظلومية أهل البيت عليهم السلام إلى أسماع التاريخ، والمشاركون في المآتم كأنهم فراشات متعطشة إلى النور الذي ينير محافلها، وارتدت ثوب المحبّة من اشعاعاته وغدت على استعداد للفداء والتضحية.
للمآتم دور مهم في الحفاظ على ثقافة عاشوراء، وهي تنقل أقوى الصلات عن طريق مزج العقل والمحبّة والبرهان والعاطفة الذي تجسد في كربلاء، وفيها البكاء على مظلومية الإمام ومن خلالها أيضاً يفهم هدف الإمام من ثورته، فإقامة مجالس الرثاء والبكاء بل إقامة جميع الشعائر الحسينية تمثل في حقيقتها نوعاً من تجنيد طاقات الأمة في خندق الجبهة الحسينية، وإنها تغني وتعمّق هذه الصلة القلبية بين العاشق والمعشوق في بوتقة النظام الإسلامي المتكامل.
إن البكاء على مصيبة سيّد الشهداء تجديد للبيعة مع عاشوراء وثقافة الشهادة، واستمداد الطاقة الفكرية والروحية من هذه المدرسة، وسكب الدموع هو نوع من إقرار العهد وتصديق على ميثاق المودة مع سيّد الشهداء، وهنالك تناسق وتشابه بين عظم المصيبة وعظم المسؤولية الملقاة على عاتقنا، وكلما كان تجلي البكاء أعظم في النفوس فإنه يكون موجبا لحط الذنوب من جانب وصقل الروح من جانب آخر ولعل هذا من تجليات البكاء التي قال الإمام الرضا عليه السلام في حديث له بشأنها: إن المحرم شهر كان أهل الجاهلية يحرمون فيه القتال، فاستحلّت فيه دماؤنا، وهتكت فيه حرمتنا، وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا، وأُضرمت النيران في مضاربنا، وانتُهب ما فيه من ثقلنا، ولم ترع لرسول الله حرمة في أمرنا، إن يوم الحسين أقرح جفوننا، وأسبل دموعنا، وأذل عزيزنا بأرض كرب وبلاء، أورثتنا الكرب والبلاء إلى يوم الانقضاء، فعلى مثل الحسين عليه السلام فليبك الباكون، فإن البكاء عليه يحطّ الذنوب العظام، وحصر الإمام الحسين عليه السلام البكاء على المؤمن الذي من المفترض مسبقا أن تتوافر به موجبات الإيمان لتتحقق به تلك التجليات بقوله: أنا قتيل العبرة لا يذكرني مؤمن إلا بكى. (بحار الأنوار283:44)
ولكي لا نكون من المحرومين ولكي لا نكون من الذين يجترون الماضي دونما اعتبار ولكي نحول دمعتنا إلى صرخة في وجوه الأعداء الذين يتربصون بنا دوائر السوء والمنكر والبغي والعدوان، نحن بأمس الحاجة إلى وقفة تجردية تحررية نتخذ من مأساتنا منطلق خير ومن دموعنا طلقة خلاص، لا أن نطوف على دموعنا دونما انطلاق لنزع فتيل الأزمة التي تشتعل في دواخلنا وتستعر في عقولنا، ولا خير في دموع لا تغسل الذنوب ولا عبرة في مأساة لا تكون منطلقا للتغيير، هكذا علمنا الإمام الشهيد عندما ضحى بكل غال ونفيس من أجل أن يكون شاهدا علينا ولنجعل شهادته قرة عين، ولا يكون ذلك إلا بجعل الدموع منطلقا لترك الذنوب والاعتصام بالتقوى التي هي أفضل لباس وخير زاد.
عندما تكون الدمعة طلقة موجهة إلى صدور الظلمة والطواغيت فإنها جديرة بالذرف والانسكاب، وجديرة بالهمل والانحدار، فإنها أفضل وسيلة للوصول إلى شاطئ الأمان ولا يمكن الوصول إليه إلا عن طريق الكفران بالطاغوت والإيمان بالله تعالى والاستمساك بالعروة الوثقى، حيث إن العاطفة والبكاء على ولي الله وحبيبه تعد أقصر الطرق للدلوف إلى تلك الدوحة المباركة.
ذرف الدموع على مصيبة الحسين عليه السلام تمثل نوعاً من الاعتراض على الظالمين ونصرة المظلومين، والبكاء على الحسين يقوي في النفوس الدعوة إلى العدالة والانتقام من الظلمة والتمهيد لتكاتف القوى السائرة على نهج الحسين للدفاع عن الحقّ، وإقامة المأتم على الشهيد تعني نقل ثقافة الشهادة للأجيال القادمة، والمشاركة في مظاهر البكاء على الشهداء في كربلاء نوعاً من إعلان الانتماء إلى فئة الحق، وإعلان الحرب على فريق الباطل، ويعكس في الحقيقة نوعاً من التفاني والإيثار، وهنا تتبلور مآتم الحسين على شكل حركة، وتيار، ومجابهة اجتماعية.
في المآتم أن تتّخذ العاطفة شكل المعرفة والشعور، ويبقى الإيمان حياً في قلوب الموالين لأهل البيت، وتحافظ مدرسة عاشوراء على دورها في كونها فكراً بناءً وحادثة تستلهم منها الدروس، ولا تزال المآتم إحياء لمنهج الدم والشهادة، وإيصال صوت مظلومية أهل البيت عليهم السلام إلى أسماع التاريخ، والمشاركون في المآتم كأنهم فراشات متعطشة إلى النور الذي ينير محافلها، وارتدت ثوب المحبّة من اشعاعاته وغدت على استعداد للفداء والتضحية.
للمآتم دور مهم في الحفاظ على ثقافة عاشوراء، وهي تنقل أقوى الصلات عن طريق مزج العقل والمحبّة والبرهان والعاطفة الذي تجسد في كربلاء، وفيها البكاء على مظلومية الإمام ومن خلالها أيضاً يفهم هدف الإمام من ثورته، فإقامة مجالس الرثاء والبكاء بل إقامة جميع الشعائر الحسينية تمثل في حقيقتها نوعاً من تجنيد طاقات الأمة في خندق الجبهة الحسينية، وإنها تغني وتعمّق هذه الصلة القلبية بين العاشق والمعشوق في بوتقة النظام الإسلامي المتكامل.
إن البكاء على مصيبة سيّد الشهداء تجديد للبيعة مع عاشوراء وثقافة الشهادة، واستمداد الطاقة الفكرية والروحية من هذه المدرسة، وسكب الدموع هو نوع من إقرار العهد وتصديق على ميثاق المودة مع سيّد الشهداء، وهنالك تناسق وتشابه بين عظم المصيبة وعظم المسؤولية الملقاة على عاتقنا، وكلما كان تجلي البكاء أعظم في النفوس فإنه يكون موجبا لحط الذنوب من جانب وصقل الروح من جانب آخر ولعل هذا من تجليات البكاء التي قال الإمام الرضا عليه السلام في حديث له بشأنها: إن المحرم شهر كان أهل الجاهلية يحرمون فيه القتال، فاستحلّت فيه دماؤنا، وهتكت فيه حرمتنا، وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا، وأُضرمت النيران في مضاربنا، وانتُهب ما فيه من ثقلنا، ولم ترع لرسول الله حرمة في أمرنا، إن يوم الحسين أقرح جفوننا، وأسبل دموعنا، وأذل عزيزنا بأرض كرب وبلاء، أورثتنا الكرب والبلاء إلى يوم الانقضاء، فعلى مثل الحسين عليه السلام فليبك الباكون، فإن البكاء عليه يحطّ الذنوب العظام، وحصر الإمام الحسين عليه السلام البكاء على المؤمن الذي من المفترض مسبقا أن تتوافر به موجبات الإيمان لتتحقق به تلك التجليات بقوله: أنا قتيل العبرة لا يذكرني مؤمن إلا بكى. (بحار الأنوار283:44)
ولكي لا نكون من المحرومين ولكي لا نكون من الذين يجترون الماضي دونما اعتبار ولكي نحول دمعتنا إلى صرخة في وجوه الأعداء الذين يتربصون بنا دوائر السوء والمنكر والبغي والعدوان، نحن بأمس الحاجة إلى وقفة تجردية تحررية نتخذ من مأساتنا منطلق خير ومن دموعنا طلقة خلاص، لا أن نطوف على دموعنا دونما انطلاق لنزع فتيل الأزمة التي تشتعل في دواخلنا وتستعر في عقولنا، ولا خير في دموع لا تغسل الذنوب ولا عبرة في مأساة لا تكون منطلقا للتغيير، هكذا علمنا الإمام الشهيد عندما ضحى بكل غال ونفيس من أجل أن يكون شاهدا علينا ولنجعل شهادته قرة عين، ولا يكون ذلك إلا بجعل الدموع منطلقا لترك الذنوب والاعتصام بالتقوى التي هي أفضل لباس وخير زاد.
تعليق