بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين
شروط المفسر عند الخاصة والعامة :
التفسير علم له ادواته الخاصة به والعملية التفسيرية تتكون من جنبتين مهمتين هما:
1ـ المُفَسَر: الكتاب العزيز الذي لا شك في تواتره لفظاً ومعنىً، فهو كلام الله تعالى المنزل على رسوله لهداية البشر، روي عن الإمام الصادق(عليه السلام)القرآن: هدى من الضلالة ، وتبيان من العمى ، واستقالة من العثرة ، ونور من الظلمة ، وضياء من الاحداث ، وعصمة من الهلكة ، ورشد من الغواية ، وبيان من الفتن ، وبلاغ من الدنيا إلى الآخرة ، وفيه كمال دينكم ، وما عدل أحد عن القرآن إلاّ إلى النار) الكافي :ج1/ 439
2 ـ المُفَسِر : الشخص الذي تتوفر فيه المؤهلات المعينة حتى يتمكن من تفسير كلام الله تعالى بعبارة اخرى هنالك شروط يجب ان تتوفر بالشخص حتى يصبح مفسراً نذكرها:
الراغب الاصفهاني
ذكر في «مقدّمة جامع التفاسير» الشروط التالية:
الأوّل: معرفة الألفاظ، وهو علم اللغة.
الثاني: مناسبة بعض الألفاظ إلى بعض، وهو الاشتقاق.
الثالث: معرفة أحكام ما يعرض الألفاظ من الأبنية والتعاريف والاعراب، وهو النحو.
الرابع: ما يتعلّق بذات التنزيل، وهو معرفة القراءات.
الخامس: ما يتعلّق بالأسباب التي نزلت عندها الآيات، وشرح الأقاصيص
السادس: ذكر السنن المنقولة عن النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ وعمّن شهد الوحي ممن اتّفقوا عليه وما اختلفوا فيه
ممّا هو بيان لمجمل أو تفسير لمبهم، المنبأ عنه بقوله تعالى: (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكر لِتُبَيِّنَ لِلنّاس ما نزل إِليهم)وبقوله
تعالى: (أُولئِكَ الَّذِينَ هَدى اللّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِه)، وذلك علم السنن.
السابع: معرفة الناسخ والمنسوخ، والعموم والخصوص، والإجماع والاختلاف، والمجمل والمفصّل، والقياسات الشرعية، والمواضع التي يصحّ فيها القياس والتي لا يصحّ، وهو علم أُصول الفقه.
الثامن: أحكام الدين وآدابه، وآداب السياسات الثلاث التي هي سياسة النفس والأقارب والرعية مع التمسك بالعدالة فيها، وهو علم الفقه والزهد.
التاسع: معرفة الأدلّة العقلية والبراهين الحقيقية والتقسيم والتحديد، والفرق بين المعقولات والمظنونات، وغير ذلك، وهو علم الكلام.
العاشر: علم الموهبة، وذلك علم يورثه اللّه مَنْ عَمِلَ بما علم، وقال أمير المؤمنين ـ عليه السَّلام ـ : «قالت الحكمة: من أرادني فليعمل بأحسن ما علم» ثمّ تلا: (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ القَولَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَه)
السيد محمد باقر الصدر:
1ـ يجب على المفسر ان يدرس القران ويفسره بذهنية اسلامية اي ضمن الاطار الاسلامي للتفكير فيقيم بحوثه على اساس ان القران كتاب الهي أنزل للهداية وبناء الانسانية ...
2ـ يجب ان يتوفر في المفسر مستوى رفيع من الاطلاع على اللغة ونظامها ....
3ـ الاندماج الكلي مع القران ونقصد به ان يدرس النص القراني ويستوحي معناه دون تقييد مسبق بأتجاه معين غير مستوحى من القران
4ـ لا بد للمفسر من منهج عام للتفسير يحدد فيه عن اجتهاد علمي طريقته في التفسير ووسائل الاثبات التي يستعملها (بحيث يكون ملماً الماماً كافياً بعلوم الاصول والرجال والفقه )
الشيخ جعفر السبحاني:
1. معرفة قواعد اللغة العربية: إنّ القرآن الكريم نزل باللغة العربية، قال سبحانه: (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمينُ* عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ المُنْذِرين *بِلسان عَربىّ مُبِين) ومعرفة اللغة العربية فرع معرفة علم النحو والاشتقاق والصرف
2ـ . معاني المفردات: إنّ الجملة تتركّب من مفردات عديدة يحصل من اجتماعها جملة مفيدة للمخاطب، فالعلم بالمفردات شرط لازم للتفسير، فلولا العلم بمعنى «الصعيد» كيف يمكن أن يُفسر قوله سبحانه: (فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً)
وقد قام ثلّة من الباحثين بتفسير مفردات القرآن، و في طليعتهم أبو القاسم حسين بن محمد المعروف بالراغب الاصفهاني (المتوفّى عام 502هـ) فألّف كتابه المعروف بـ «المفردات»و هو كتاب قيّم،وأعقبه في التأليف مجد الدين أبو السعادات مبارك بن محمد الجزري المعروف بابن الأثير (544ـ 606هـ) فألّف كتابه «النهاية في غريب الحديث والأثر» وهو و إن كان يفسر غريب الحديث لكن ربما يستفيد منه المفسر في بعض المواد.
نعم ما ألّفه المحقّق فخر الدين بن محمد بن علي الطريحي (المتوفّى عام 1085هـ) باسم «مجمع البحرين ومطلع النيرين» يعمّ غريب القرآن والحديث معاً، و هذا لا يعني عدم الحاجة إلى الرجوع إلى سائر المعاجم، كالصحاح للجوهري (المتوفّى 393هـ)، ولسان العرب لابن منظور الافريقي (المتوفّى عام 707هـ)، والقاموس للفيروز آبادي (المتوفّى عام 834هـ)
3. تفسير القرآن بالقرآن: إنّ القرآن الكريم يصف نفسه بأنّه تبيان لكلّ شيء و يقول: (وَنَزّلنا عَلَيْكَ الكِتاب تِبْياناً لِكُلِّ شَيْء)(2) فهل يصحّ أن يكون مبيّناً لكلّ شيء ولا يكون تبياناً لنفسه إذا كان فيه إجمال
4. الحفاظ على سياق الآيات: إنّ من أهمّ وظائف المفسر الحفاظ على سياق الآيات الواردة في موضوع واحد; فتقطيع الآية بعضها عن بعض، والنظر إلى الجزء دون الكل لا يعطي للآية حقّها في التفسير، فالآيات الواردة في موضوع واحد على وجه التسلسل كباقة من الزهور تكمن نظارتها وجمالها في كونها مجموعة واحدة، وأمّا النظر التجزيئي إليها فيسلب ذلك الجمال والنظارة منها، حتى أنّ بعض الملاحدة دخل من ذلك الباب فحرّف الآية من مكانها وفسّرها بغير واقعها،
5. الرجوع إلى الأحاديث الصحيحة وإجماع المسلمين: إنّ كثيراً من الآيات المتعرّضة لأحكام الأفعال والموضوعات مجملة ورد تفسيرها في السنّة القطعية وإجماع المسلمين وأحاديث أئمّة أهل البيت كالصلاة والزكاة والحجّ وغير ذلك ممّا لا محيص للمفسِّر من الرجوع إليها في رفع الإجمال وتبيين المبهم، وهو أمر واضح
6. معرفة أسباب النزول: إنّ لمعرفة أسباب النزول دوراً هاماً في رفع الإبهام عن الآيات التي وردت في شأن خاص; لأنّ القرآن الكريم نزل نجوماً عبر ثلاثة وعشرين عاماً إجابة لسؤال، أو تنديداً لحادثة، أو تمجيداً لعمل جماعة، إلى غير ذلك من الأسباب التي دعت إلى نزول الآيات; فالوقوف على تلك الأسباب لها دور في فهم الآية بحدها ورفع الإبهام عنها، فلنأت بأمثلة ثلاثة يكون لسبب النزول فيها دور فعال بالنسبة إلى رفع إبهام الآية.
7. الإحاطة بتاريخ صدر الإسلام: بعث النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ من بين أُمّة أُميّة لها ثقافتها الخاصة وتقاليدها وعاداتها، فالقرآن الكريم يشير في كثير من الآيات إلى تلك العادات الجاهلية المتوارثة، إنّ الاطّلاع على تاريخ العرب قبل الإسلام وبعده يوضح مفاد كثير من الآيات ويكشف النقاب عنها
8. تمييز الآيات المكّية عن المدنية: عرف المكي بما نزل قبل الهجرة، والمدني بما نزل بعدها، سواء نزل بمكة أم بالمدينة، عام الفتح أو عام حجّة الوداع أو بسفر من الأسفار (تفسير المنار) ثمّ إنّ الوقوف على الآيات المدنية وتمييزها عن المكية يحصل من خلال أُسلوبين: الأوّل: الأخذ بأقوال المفسِّرين ومؤلّفي علوم القرآن، فقد ميّزوا السور المكية عن السور المدنية، كما ميّزوا الآيات المدنية التي جعلت في ثنايا السور المكية وبالعكس. الثاني: دراسة مضمون الآية وانّها هل كانت تناسب البيئة المكية أو المدنية؟ حيث إنّ الطابعَ السائد على أكثر الآيات المكية هو مكافحة الشرك والوثنية، ونقد العادات والتقاليد الجاهلية، والدعوة إلى الإيمان بالمعاد، والتنديد بالكافرين والمشركين; في حين انّ الطابَع السائد على أكثر الآيات المدنية هو تشريع الأحكام في مختلف المجالات، والجدال مع أهل الكتاب في إخفاء الحقائق، والتنديد بالمنافقين الذين أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر، إلى غير ذلك من العلائم والملامح التي يمكن أن يتميّز بها المكي عن المدني
9. الوقوف على الآراء المطروحة حول الآية: إنّ الآراء الموروثة من الصحابة والتابعين ثمّ علماء التفسير إلى يومنا هذا ثروة علمية ورثناها من الأقدمين، وهم قد بذلوا في تفسير الذكر الحكيم جهوداً كبيرة، فألّفوا مختصرات ومفصّلات وموسوعات حول القرآن الكريم، فالإحاطة بآرائهم والإمعان فيها وترجيح بعضها على بعض بالدليل والبرهان من أُصول التفسير شريطة أن يبحث فيها بحثاً موضوعياً بعيداً عن كلّ رأي مسبق
10. الاجتناب عن التفسير بالرأي(وهو بالحقيقة من موانع التفسير لا من شرائطه): المراد من التفسير بالرأي هو انّ المفسِّر يتخذ رأياً خاصاً في موضوع بسبب من الأسباب ثمّ يعود فيرجع إلى القرآن حتى يجد له دليلاً من الذكر الحكيم يعضده، فهو في هذا المقام ليس بصدد فهم الآية وإنّما هو بصدد إخضاع الآية لرأيه وفكره، وبذلك يبتعد عن التفسير الصحيح للقرآن
المناهج التفسيرية في علوم القران: الشيخ جعفر السبحاني
السيد محمد باقر الحكيم :
1ـ علوم اللغة العربية : ما يتعلق بعلوم اللغة العربية , وملاكه هو ان القرآن الكريم نص عربي وقد جا وفق نظام اللغة العربيةوحينئذ , فان كل ما يرتبط بنظام اللغة العربية يكون له دور واثر في فهم القرآن وتفسيره ومن علوم اللغة العربية التي تذكر في هذا الصدد علوم : النحو , والصرف ,والمعاني , والبديع , والبيان , واللغة، والحد الذي يجب ان يتوفر للمفسر من هذه العلوم هو الحد الذي يتناسب مع القرآن الكريم ونصه , لان المعلومات التي تكون غير مرتبطة بالنص القرآني مع اشتقاقاتها وتفرعاتها الغريبة عن ذلك النص امور غير مهمة وغير لازمة للمفسر.
2 ـ علوم القرآن : ما يتعلق بعلوم القرآن الكريم , وملاكها هو ان البحث في هذه العلوم بحث في القرائن الحالية او المقالية ( الداخلية او الخارجية ) والتي تؤثر في فهم القرآن ومعرفة مضمونه فيجب على هذا ان يكون للمفسر معرفة وفهم لتفاصيل علوم القرآن ,ولكن بالحد الذي يكون متناسبا مع فهم النص القرآني وتفسيره كل ذلك لان القرآن الكريم وكما هو معروف قد نزل باسلوب خاص وبشكل تدريجي , ولذا فان بعضه قد جعل قرينة على بعضه الاخر يفسره ويحل مشكله ولذا لا يمكن ان يعرف القرآن بشكل كامل الا اذا عرفت تلك الخصائص والقرائن المحيطة به والتي يكون بعضها مؤثرا في بعضها الاخر ومن هذه القرائن والملابسات ما يكون داخليا ومنها ما يكون خارجيا فمن القرائن الخارجية مثلا ( اسباب النزول ) المرتبطة بتلك الاحداث التي اثارت نزول آية من آيات القرآن الكريم , كالغزوات والاشاعات والحالات النفسية والسياسية التي كان يعيشها المسلمون والاستفسارات المهمة , او اي امر آخر يواجهه المسلمون
3 ـ علوم الشريعة: ما يتعلق بعلوم الشريعة , من قبيل علم الاصول والفقه والرجال والدراية , حيث يرتبط بمعرفة وسائل الاثبات بهذه العلوم ان ممارسة عملية التفسير تجعل الباحث وجها لوجه امام جملة من القضايا لا بد من اثباتها , وحينئذ يمكن ان تدخل بعض بحوث علوم الشريعة هذه كوسائل اثبات في هذه الدراسات.
تفسير سورة الحمد
السيوطي:
قال العلماء من أراد تفسير الكتاب العزيز طلبه أولا من القرآن فما أجمل منه في مكان فقد فسر في موضع آخر وما اختصر في مكان فقد بسط في موضع آخر منه
وقال الإمام أبو طالب الطبري في أوائل تفسيره القول في أدوات المفسر اعلم أن من شرطه صحة الإعتقاد أولا ولزوم سنة الدين فإن من كان مغموصا عليه في دينه لا يؤتمن على الدنيا فكيف على الدين ثم لا يؤتمن من الدين على الإخبار عن عالم فكيف يؤتمن في الإخبار عن أسرار الله تعالى ولأنه لا يؤمن إن كان متهما بالإلحاد أن يبغي الفتنة ويغر الناس بليه وخداعه كدأب الباطنية وغلاة الرافضة وإن كان متهما بهوى لم يؤمن أن يحمله هواه على ما يوافق بدعته كدأب القدرية فإن أحدهم يصنف الكتاب في التفسير ومقصوده منه الإيضاح الساكن ليصدهم عن إتباع السلف ولزوم طريق الهدى الاتقان في علوم القران : السيوطي ج2/467
القراءات:
هنالك نقطة مشتركة بين المفسرين وهي مسألة اللغة ونظامها فلم يكن احد من المفسرين الا وقال اللغة العربية ونظامها احد اهم شروط المفسر لكن الملاحظ في النقطة الاخرى المثيرة للجدل هي ان كل مفسر يقول عليك ان تأتي القران بالعقيدة الصحيحة ونرى كل مفسر يدافع عن عقيدته في تفسيره ويفسر بالمنهج الشرعي والعقائدي لمذهبه والاكثر من ذلك ان المفسرين يشترط بعضهم بل اغلبهم الخبروية الدينية من الاحكام الشرعية والمسائل العقائدية والاحاطة التأريخية وغير ذلك واذا كشفنا النقاب سوف نجد ان مفسر الطائفة الفلانية لا يجعل وزناً لمفسر من غير طائفته ولا يعتبره مفسرأ ما دامت الشروط غير منطبقة عليه ، لكن قد ينطبق عليهم شرطاً (كاللغة ومسائلها) لكن بقية الشروط كالفقاهة وغيرها كيف يكون ذلك ؟ فهل نستنتج ان هذه الشروط التي توضع من قبل المفسرين اجتهادية ام ماذا ؟ فهنا نكتة مهمة نرجوا من يتمكن ان يشاركنا البحث ... يتبع
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين
شروط المفسر عند الخاصة والعامة :
التفسير علم له ادواته الخاصة به والعملية التفسيرية تتكون من جنبتين مهمتين هما:
1ـ المُفَسَر: الكتاب العزيز الذي لا شك في تواتره لفظاً ومعنىً، فهو كلام الله تعالى المنزل على رسوله لهداية البشر، روي عن الإمام الصادق(عليه السلام)القرآن: هدى من الضلالة ، وتبيان من العمى ، واستقالة من العثرة ، ونور من الظلمة ، وضياء من الاحداث ، وعصمة من الهلكة ، ورشد من الغواية ، وبيان من الفتن ، وبلاغ من الدنيا إلى الآخرة ، وفيه كمال دينكم ، وما عدل أحد عن القرآن إلاّ إلى النار) الكافي :ج1/ 439
2 ـ المُفَسِر : الشخص الذي تتوفر فيه المؤهلات المعينة حتى يتمكن من تفسير كلام الله تعالى بعبارة اخرى هنالك شروط يجب ان تتوفر بالشخص حتى يصبح مفسراً نذكرها:
الراغب الاصفهاني
ذكر في «مقدّمة جامع التفاسير» الشروط التالية:
الأوّل: معرفة الألفاظ، وهو علم اللغة.
الثاني: مناسبة بعض الألفاظ إلى بعض، وهو الاشتقاق.
الثالث: معرفة أحكام ما يعرض الألفاظ من الأبنية والتعاريف والاعراب، وهو النحو.
الرابع: ما يتعلّق بذات التنزيل، وهو معرفة القراءات.
الخامس: ما يتعلّق بالأسباب التي نزلت عندها الآيات، وشرح الأقاصيص
السادس: ذكر السنن المنقولة عن النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ وعمّن شهد الوحي ممن اتّفقوا عليه وما اختلفوا فيه
ممّا هو بيان لمجمل أو تفسير لمبهم، المنبأ عنه بقوله تعالى: (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكر لِتُبَيِّنَ لِلنّاس ما نزل إِليهم)وبقوله
تعالى: (أُولئِكَ الَّذِينَ هَدى اللّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِه)، وذلك علم السنن.
السابع: معرفة الناسخ والمنسوخ، والعموم والخصوص، والإجماع والاختلاف، والمجمل والمفصّل، والقياسات الشرعية، والمواضع التي يصحّ فيها القياس والتي لا يصحّ، وهو علم أُصول الفقه.
الثامن: أحكام الدين وآدابه، وآداب السياسات الثلاث التي هي سياسة النفس والأقارب والرعية مع التمسك بالعدالة فيها، وهو علم الفقه والزهد.
التاسع: معرفة الأدلّة العقلية والبراهين الحقيقية والتقسيم والتحديد، والفرق بين المعقولات والمظنونات، وغير ذلك، وهو علم الكلام.
العاشر: علم الموهبة، وذلك علم يورثه اللّه مَنْ عَمِلَ بما علم، وقال أمير المؤمنين ـ عليه السَّلام ـ : «قالت الحكمة: من أرادني فليعمل بأحسن ما علم» ثمّ تلا: (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ القَولَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَه)
السيد محمد باقر الصدر:
1ـ يجب على المفسر ان يدرس القران ويفسره بذهنية اسلامية اي ضمن الاطار الاسلامي للتفكير فيقيم بحوثه على اساس ان القران كتاب الهي أنزل للهداية وبناء الانسانية ...
2ـ يجب ان يتوفر في المفسر مستوى رفيع من الاطلاع على اللغة ونظامها ....
3ـ الاندماج الكلي مع القران ونقصد به ان يدرس النص القراني ويستوحي معناه دون تقييد مسبق بأتجاه معين غير مستوحى من القران
4ـ لا بد للمفسر من منهج عام للتفسير يحدد فيه عن اجتهاد علمي طريقته في التفسير ووسائل الاثبات التي يستعملها (بحيث يكون ملماً الماماً كافياً بعلوم الاصول والرجال والفقه )
الشيخ جعفر السبحاني:
1. معرفة قواعد اللغة العربية: إنّ القرآن الكريم نزل باللغة العربية، قال سبحانه: (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمينُ* عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ المُنْذِرين *بِلسان عَربىّ مُبِين) ومعرفة اللغة العربية فرع معرفة علم النحو والاشتقاق والصرف
2ـ . معاني المفردات: إنّ الجملة تتركّب من مفردات عديدة يحصل من اجتماعها جملة مفيدة للمخاطب، فالعلم بالمفردات شرط لازم للتفسير، فلولا العلم بمعنى «الصعيد» كيف يمكن أن يُفسر قوله سبحانه: (فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً)
وقد قام ثلّة من الباحثين بتفسير مفردات القرآن، و في طليعتهم أبو القاسم حسين بن محمد المعروف بالراغب الاصفهاني (المتوفّى عام 502هـ) فألّف كتابه المعروف بـ «المفردات»و هو كتاب قيّم،وأعقبه في التأليف مجد الدين أبو السعادات مبارك بن محمد الجزري المعروف بابن الأثير (544ـ 606هـ) فألّف كتابه «النهاية في غريب الحديث والأثر» وهو و إن كان يفسر غريب الحديث لكن ربما يستفيد منه المفسر في بعض المواد.
نعم ما ألّفه المحقّق فخر الدين بن محمد بن علي الطريحي (المتوفّى عام 1085هـ) باسم «مجمع البحرين ومطلع النيرين» يعمّ غريب القرآن والحديث معاً، و هذا لا يعني عدم الحاجة إلى الرجوع إلى سائر المعاجم، كالصحاح للجوهري (المتوفّى 393هـ)، ولسان العرب لابن منظور الافريقي (المتوفّى عام 707هـ)، والقاموس للفيروز آبادي (المتوفّى عام 834هـ)
3. تفسير القرآن بالقرآن: إنّ القرآن الكريم يصف نفسه بأنّه تبيان لكلّ شيء و يقول: (وَنَزّلنا عَلَيْكَ الكِتاب تِبْياناً لِكُلِّ شَيْء)(2) فهل يصحّ أن يكون مبيّناً لكلّ شيء ولا يكون تبياناً لنفسه إذا كان فيه إجمال
4. الحفاظ على سياق الآيات: إنّ من أهمّ وظائف المفسر الحفاظ على سياق الآيات الواردة في موضوع واحد; فتقطيع الآية بعضها عن بعض، والنظر إلى الجزء دون الكل لا يعطي للآية حقّها في التفسير، فالآيات الواردة في موضوع واحد على وجه التسلسل كباقة من الزهور تكمن نظارتها وجمالها في كونها مجموعة واحدة، وأمّا النظر التجزيئي إليها فيسلب ذلك الجمال والنظارة منها، حتى أنّ بعض الملاحدة دخل من ذلك الباب فحرّف الآية من مكانها وفسّرها بغير واقعها،
5. الرجوع إلى الأحاديث الصحيحة وإجماع المسلمين: إنّ كثيراً من الآيات المتعرّضة لأحكام الأفعال والموضوعات مجملة ورد تفسيرها في السنّة القطعية وإجماع المسلمين وأحاديث أئمّة أهل البيت كالصلاة والزكاة والحجّ وغير ذلك ممّا لا محيص للمفسِّر من الرجوع إليها في رفع الإجمال وتبيين المبهم، وهو أمر واضح
6. معرفة أسباب النزول: إنّ لمعرفة أسباب النزول دوراً هاماً في رفع الإبهام عن الآيات التي وردت في شأن خاص; لأنّ القرآن الكريم نزل نجوماً عبر ثلاثة وعشرين عاماً إجابة لسؤال، أو تنديداً لحادثة، أو تمجيداً لعمل جماعة، إلى غير ذلك من الأسباب التي دعت إلى نزول الآيات; فالوقوف على تلك الأسباب لها دور في فهم الآية بحدها ورفع الإبهام عنها، فلنأت بأمثلة ثلاثة يكون لسبب النزول فيها دور فعال بالنسبة إلى رفع إبهام الآية.
7. الإحاطة بتاريخ صدر الإسلام: بعث النبي ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ من بين أُمّة أُميّة لها ثقافتها الخاصة وتقاليدها وعاداتها، فالقرآن الكريم يشير في كثير من الآيات إلى تلك العادات الجاهلية المتوارثة، إنّ الاطّلاع على تاريخ العرب قبل الإسلام وبعده يوضح مفاد كثير من الآيات ويكشف النقاب عنها
8. تمييز الآيات المكّية عن المدنية: عرف المكي بما نزل قبل الهجرة، والمدني بما نزل بعدها، سواء نزل بمكة أم بالمدينة، عام الفتح أو عام حجّة الوداع أو بسفر من الأسفار (تفسير المنار) ثمّ إنّ الوقوف على الآيات المدنية وتمييزها عن المكية يحصل من خلال أُسلوبين: الأوّل: الأخذ بأقوال المفسِّرين ومؤلّفي علوم القرآن، فقد ميّزوا السور المكية عن السور المدنية، كما ميّزوا الآيات المدنية التي جعلت في ثنايا السور المكية وبالعكس. الثاني: دراسة مضمون الآية وانّها هل كانت تناسب البيئة المكية أو المدنية؟ حيث إنّ الطابعَ السائد على أكثر الآيات المكية هو مكافحة الشرك والوثنية، ونقد العادات والتقاليد الجاهلية، والدعوة إلى الإيمان بالمعاد، والتنديد بالكافرين والمشركين; في حين انّ الطابَع السائد على أكثر الآيات المدنية هو تشريع الأحكام في مختلف المجالات، والجدال مع أهل الكتاب في إخفاء الحقائق، والتنديد بالمنافقين الذين أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر، إلى غير ذلك من العلائم والملامح التي يمكن أن يتميّز بها المكي عن المدني
9. الوقوف على الآراء المطروحة حول الآية: إنّ الآراء الموروثة من الصحابة والتابعين ثمّ علماء التفسير إلى يومنا هذا ثروة علمية ورثناها من الأقدمين، وهم قد بذلوا في تفسير الذكر الحكيم جهوداً كبيرة، فألّفوا مختصرات ومفصّلات وموسوعات حول القرآن الكريم، فالإحاطة بآرائهم والإمعان فيها وترجيح بعضها على بعض بالدليل والبرهان من أُصول التفسير شريطة أن يبحث فيها بحثاً موضوعياً بعيداً عن كلّ رأي مسبق
10. الاجتناب عن التفسير بالرأي(وهو بالحقيقة من موانع التفسير لا من شرائطه): المراد من التفسير بالرأي هو انّ المفسِّر يتخذ رأياً خاصاً في موضوع بسبب من الأسباب ثمّ يعود فيرجع إلى القرآن حتى يجد له دليلاً من الذكر الحكيم يعضده، فهو في هذا المقام ليس بصدد فهم الآية وإنّما هو بصدد إخضاع الآية لرأيه وفكره، وبذلك يبتعد عن التفسير الصحيح للقرآن
المناهج التفسيرية في علوم القران: الشيخ جعفر السبحاني
السيد محمد باقر الحكيم :
1ـ علوم اللغة العربية : ما يتعلق بعلوم اللغة العربية , وملاكه هو ان القرآن الكريم نص عربي وقد جا وفق نظام اللغة العربيةوحينئذ , فان كل ما يرتبط بنظام اللغة العربية يكون له دور واثر في فهم القرآن وتفسيره ومن علوم اللغة العربية التي تذكر في هذا الصدد علوم : النحو , والصرف ,والمعاني , والبديع , والبيان , واللغة، والحد الذي يجب ان يتوفر للمفسر من هذه العلوم هو الحد الذي يتناسب مع القرآن الكريم ونصه , لان المعلومات التي تكون غير مرتبطة بالنص القرآني مع اشتقاقاتها وتفرعاتها الغريبة عن ذلك النص امور غير مهمة وغير لازمة للمفسر.
2 ـ علوم القرآن : ما يتعلق بعلوم القرآن الكريم , وملاكها هو ان البحث في هذه العلوم بحث في القرائن الحالية او المقالية ( الداخلية او الخارجية ) والتي تؤثر في فهم القرآن ومعرفة مضمونه فيجب على هذا ان يكون للمفسر معرفة وفهم لتفاصيل علوم القرآن ,ولكن بالحد الذي يكون متناسبا مع فهم النص القرآني وتفسيره كل ذلك لان القرآن الكريم وكما هو معروف قد نزل باسلوب خاص وبشكل تدريجي , ولذا فان بعضه قد جعل قرينة على بعضه الاخر يفسره ويحل مشكله ولذا لا يمكن ان يعرف القرآن بشكل كامل الا اذا عرفت تلك الخصائص والقرائن المحيطة به والتي يكون بعضها مؤثرا في بعضها الاخر ومن هذه القرائن والملابسات ما يكون داخليا ومنها ما يكون خارجيا فمن القرائن الخارجية مثلا ( اسباب النزول ) المرتبطة بتلك الاحداث التي اثارت نزول آية من آيات القرآن الكريم , كالغزوات والاشاعات والحالات النفسية والسياسية التي كان يعيشها المسلمون والاستفسارات المهمة , او اي امر آخر يواجهه المسلمون
3 ـ علوم الشريعة: ما يتعلق بعلوم الشريعة , من قبيل علم الاصول والفقه والرجال والدراية , حيث يرتبط بمعرفة وسائل الاثبات بهذه العلوم ان ممارسة عملية التفسير تجعل الباحث وجها لوجه امام جملة من القضايا لا بد من اثباتها , وحينئذ يمكن ان تدخل بعض بحوث علوم الشريعة هذه كوسائل اثبات في هذه الدراسات.
تفسير سورة الحمد
السيوطي:
قال العلماء من أراد تفسير الكتاب العزيز طلبه أولا من القرآن فما أجمل منه في مكان فقد فسر في موضع آخر وما اختصر في مكان فقد بسط في موضع آخر منه
وقال الإمام أبو طالب الطبري في أوائل تفسيره القول في أدوات المفسر اعلم أن من شرطه صحة الإعتقاد أولا ولزوم سنة الدين فإن من كان مغموصا عليه في دينه لا يؤتمن على الدنيا فكيف على الدين ثم لا يؤتمن من الدين على الإخبار عن عالم فكيف يؤتمن في الإخبار عن أسرار الله تعالى ولأنه لا يؤمن إن كان متهما بالإلحاد أن يبغي الفتنة ويغر الناس بليه وخداعه كدأب الباطنية وغلاة الرافضة وإن كان متهما بهوى لم يؤمن أن يحمله هواه على ما يوافق بدعته كدأب القدرية فإن أحدهم يصنف الكتاب في التفسير ومقصوده منه الإيضاح الساكن ليصدهم عن إتباع السلف ولزوم طريق الهدى الاتقان في علوم القران : السيوطي ج2/467
القراءات:
هنالك نقطة مشتركة بين المفسرين وهي مسألة اللغة ونظامها فلم يكن احد من المفسرين الا وقال اللغة العربية ونظامها احد اهم شروط المفسر لكن الملاحظ في النقطة الاخرى المثيرة للجدل هي ان كل مفسر يقول عليك ان تأتي القران بالعقيدة الصحيحة ونرى كل مفسر يدافع عن عقيدته في تفسيره ويفسر بالمنهج الشرعي والعقائدي لمذهبه والاكثر من ذلك ان المفسرين يشترط بعضهم بل اغلبهم الخبروية الدينية من الاحكام الشرعية والمسائل العقائدية والاحاطة التأريخية وغير ذلك واذا كشفنا النقاب سوف نجد ان مفسر الطائفة الفلانية لا يجعل وزناً لمفسر من غير طائفته ولا يعتبره مفسرأ ما دامت الشروط غير منطبقة عليه ، لكن قد ينطبق عليهم شرطاً (كاللغة ومسائلها) لكن بقية الشروط كالفقاهة وغيرها كيف يكون ذلك ؟ فهل نستنتج ان هذه الشروط التي توضع من قبل المفسرين اجتهادية ام ماذا ؟ فهنا نكتة مهمة نرجوا من يتمكن ان يشاركنا البحث ... يتبع
تعليق