بسم الله الرحمن الرحيم
مبروك، أنت حامل!
هذه البشرى التي تنقل مثل هذا الخبر السعيد، تنتظرها المرأة بفارغ الصبر، لكن لا تعي حقيقة المسؤولية التي تنتظرها، والتي ستغير مجرى حياتها، قد تشعر بالقلق والخوف من احتمال عدم استطاعتها توفير العناية اللازمة والاهتمام الكافي بهذا الطفل الذي سيولد قريبا.
في هذه الحالة لا تفصح الام عن مشاعرها الحقيقية، لانها في قرارة نفسها قد تحس بعقدة الذنب وبالندم لانها قد تتمنى تأجيل هذا الحمل، وربما عدم حدوثه.. لكن مشاعر الامومة على الرغم من ذلك لا تلبث ان تطغى عليها.
ترى ماهي العوامل التي تؤثر في احساس المرأة بعاطفة الامومة؟ وهل من الطبيعي ان تحتاج الام الى بعض الوقت لتشعر بأمومتها؟
تكثر الاحاديث التي تشيد بعاطفة الامومة، ولا احد ينكر قدسية هذه العاطفة ونبلها وعظمتها، ومن هذه الاحاديث ما يهدف الى تشجيع الولادات وزيادة نسبتها عالميا، خصوصا في البلدان التي يتناقص فيها عدد السكان ويقل عدد المواليد.
ولان عاطفة الامومة شأن خاص، لا يمكن تعميم قوانين خاص به، فقد بينت الدراسات عدم وجود قاعدة ثابتة حول كيفية محبة الام لطفلها، فالوضع يختلف باختلاف شخصية كل أم وظروفها، لذا ينصح اهل الاختصاص، النساء الحوامل اللواتي سيصبحن امهات للمرة الاولى ان يعشن حملهن كل حسب ما تمليه عليها امومتها.
لقد بينت الدراسات ان مشاعر الامومة تتأثر بعوامل عدة، اهمها:
1- التربية التي تلقتها الام في صغرها.
2- الظروف التي عاشتها خلال فترة الحمل.
3- مدى استعدادها النفسي للولادة.. الا ان اكتشاف هذا الاحساس يختلف باختلاف وضع المرأة، فقد تشعر بأمومتها. لحظة معرفتها بوجود حمل.
4- عندما تحس بحركة الجنين في احشائها.
5- في لحظة الولادة.
6- وقد تحتاج الام الى بعض الوقت حتى تعتاد على وجود طفلها معها، خصوصا اذا كانت موعودة بطفل تختلف ملامحه عن طفلها الحقيقي، واذا احتاج طفلها الى الحضانة الاصطناعية التي قد تعكر صفو اللقاء الاول.
وتجدر الاشارة الى ان الطفل يشعر بلا مبالاة امه، فيحاول جذب اهتمامها بلطف، واذا لم تتجاوب معه، تعرض لحالة اكتئاب.
ويلعب المحيط دورا اساسيا في مساعدة الام للتقرب من طفلها بسرعة: جملة واحدة قد يتفوه بها الاب او احد الاقارب، والسماح للام بحضن طفلها في غرفة الولادة، وتكليفها الاهتمام به منذ الايام الاولى لولادته، كل هذه الامور من شأنها ان تحرك عندها مشاعر الامومة، وتعزز علاقتها بولديها. كما ان الرضاعة الطبيعية لها دور كبير لايمكن اغفاله، اذ انها تشكل رابطة عاطفية متينة بين الطفل وأمه، شرط ان تحصل بقناعة ورغبة ذاتية وليس بعد تقريع ولوم.
وقد اظهرت الدراسات التي تواصلت منذ السبعينات من القرن المنصرم:
1- ان نسبة الامهات اللواتي يشعرن بالامبالاة تجاه اطفالهن في الاسبوع الاول من الولادة، تتراوح بين 25 بالمئة و40 بالمئة.
2-ان تناغم العلاقة بين الام وطفلها في اللحظات الاولى من الولادة، يساعد على توثيق الروابط العاطفية بينهما بسرعة.
الانقلاب الامومي –الابوي في الغرب
من بين الظواهر الغربية التي تطبع اوائل القرن الحادي والعشرين وتوحي بدخول مفاهيم مختلفة الى الالفية الثالثة، واحدة بدأت فعلا تقلق الغرب خصوصا انها تنتشر وبقرار.. هذه الظاهرة هي الانقلاب الامومي –الابوي، حيث الزوج وتحت الحاح رغبة الابوية، يصر مطالبا زوجته بطفل، ليصبح أبا، بينما هي ترفض وباصرار التخلي عن موانع الحمل؟! فهل هو تضاؤل لغريزة الامومة ودوافعها المفترض بها -طبيعيا- في فطرة المرأة؟
هناك في العالم الغربي، باتت المرأة اكثر قدرة على التحكم في أبوة الرجل، خاصة انها تضمن طول عمر خصوبتها، بفعل التطور الطبي، وتؤجل الدخول الى عالم الامومة، هذا ما يلاحظه اخصائيون الطب النسائي والغدد، اذ تغيرت الاحوال كثيرا، فقبل الستينات من القرن العشرين، كان أمر الطفل والاهتمام به يوكل الى المربية في البيت، وكانت الام هي المربية، أما في التسعينات، فقد اختل التوازن وتفشت الظاهرة: رجال يطالبون بحقهم في الابوة، فيما تصر النساء على رفع شعار: طفل عندما اريد.. فما الذي يدفع المرأة الغربية الى تأجيل امومتها؟ وهل يحق لها ذلك؟ وللمسألة بعد طبيعي انساني له علاقة بالغريزة، هل هو نجاح المرأة العملي الذي يثير غيرة الرجال؟ ام رغبة الرجل الملحة في العودة الى أبوته العزيزة.. وتمرد المرأة على مشاعر الامومة وعواطفها؟
وفي كتاب (اسرار الامهات)، تشير كاترين مسوليك محللة نفسية متخصصة بشؤون الامومة، الى وجود ازمة حقيقية عند المرأة الغربية عندما تصبح اما، في حال لم تكن ترغب في انجاب الاطفال.
ولمعرفة الاسباب غير العضوية التي قد تدفع المرأة الى رفض خوض تجربة الامومة، تقول هذه المتخصصة النفسية: ترتبط الحاجة الانجابية عند المرأة ارتباطاً وثيقا بأنوثتها، اما الاسباب التي تمكن وراء عدم احساسها بهذه الرغبة، فهي:
1- وجود خلل ما في طبيعة علاقتها بأمها، فهي باتخاذ قرار العيش من دون اطفال، تقطع نسلها، وترفض ان تكون ابنة لامها.
ان موقفها هذا -بصعوبة تنفيذه- يحتاج الى طاقة نفسية كبيرة والى القدرة على نكران الذات.
2- رغبة المرأة في تحقيق اهداف وطموحات مهنية، في هذه الحالة تتحول هذه الازمة الى طاقة ابداعية.
3- ان ولادة الطفل تحدث عند المرأة الغربية اضطرابات نفسية وفيزيولوجية وهورمونية تجعلها تتمنى في قرارة نفسها تاجيل هذا الحدث حتى لو اعلنت عكس ذلك، مما يؤدي الى العقم او الاجهاض في الحالات التي لا يكون فيها السبب بيولوجيا.
مبروك، أنت حامل!
هذه البشرى التي تنقل مثل هذا الخبر السعيد، تنتظرها المرأة بفارغ الصبر، لكن لا تعي حقيقة المسؤولية التي تنتظرها، والتي ستغير مجرى حياتها، قد تشعر بالقلق والخوف من احتمال عدم استطاعتها توفير العناية اللازمة والاهتمام الكافي بهذا الطفل الذي سيولد قريبا.
في هذه الحالة لا تفصح الام عن مشاعرها الحقيقية، لانها في قرارة نفسها قد تحس بعقدة الذنب وبالندم لانها قد تتمنى تأجيل هذا الحمل، وربما عدم حدوثه.. لكن مشاعر الامومة على الرغم من ذلك لا تلبث ان تطغى عليها.
ترى ماهي العوامل التي تؤثر في احساس المرأة بعاطفة الامومة؟ وهل من الطبيعي ان تحتاج الام الى بعض الوقت لتشعر بأمومتها؟
تكثر الاحاديث التي تشيد بعاطفة الامومة، ولا احد ينكر قدسية هذه العاطفة ونبلها وعظمتها، ومن هذه الاحاديث ما يهدف الى تشجيع الولادات وزيادة نسبتها عالميا، خصوصا في البلدان التي يتناقص فيها عدد السكان ويقل عدد المواليد.
ولان عاطفة الامومة شأن خاص، لا يمكن تعميم قوانين خاص به، فقد بينت الدراسات عدم وجود قاعدة ثابتة حول كيفية محبة الام لطفلها، فالوضع يختلف باختلاف شخصية كل أم وظروفها، لذا ينصح اهل الاختصاص، النساء الحوامل اللواتي سيصبحن امهات للمرة الاولى ان يعشن حملهن كل حسب ما تمليه عليها امومتها.
لقد بينت الدراسات ان مشاعر الامومة تتأثر بعوامل عدة، اهمها:
1- التربية التي تلقتها الام في صغرها.
2- الظروف التي عاشتها خلال فترة الحمل.
3- مدى استعدادها النفسي للولادة.. الا ان اكتشاف هذا الاحساس يختلف باختلاف وضع المرأة، فقد تشعر بأمومتها. لحظة معرفتها بوجود حمل.
4- عندما تحس بحركة الجنين في احشائها.
5- في لحظة الولادة.
6- وقد تحتاج الام الى بعض الوقت حتى تعتاد على وجود طفلها معها، خصوصا اذا كانت موعودة بطفل تختلف ملامحه عن طفلها الحقيقي، واذا احتاج طفلها الى الحضانة الاصطناعية التي قد تعكر صفو اللقاء الاول.
وتجدر الاشارة الى ان الطفل يشعر بلا مبالاة امه، فيحاول جذب اهتمامها بلطف، واذا لم تتجاوب معه، تعرض لحالة اكتئاب.
ويلعب المحيط دورا اساسيا في مساعدة الام للتقرب من طفلها بسرعة: جملة واحدة قد يتفوه بها الاب او احد الاقارب، والسماح للام بحضن طفلها في غرفة الولادة، وتكليفها الاهتمام به منذ الايام الاولى لولادته، كل هذه الامور من شأنها ان تحرك عندها مشاعر الامومة، وتعزز علاقتها بولديها. كما ان الرضاعة الطبيعية لها دور كبير لايمكن اغفاله، اذ انها تشكل رابطة عاطفية متينة بين الطفل وأمه، شرط ان تحصل بقناعة ورغبة ذاتية وليس بعد تقريع ولوم.
وقد اظهرت الدراسات التي تواصلت منذ السبعينات من القرن المنصرم:
1- ان نسبة الامهات اللواتي يشعرن بالامبالاة تجاه اطفالهن في الاسبوع الاول من الولادة، تتراوح بين 25 بالمئة و40 بالمئة.
2-ان تناغم العلاقة بين الام وطفلها في اللحظات الاولى من الولادة، يساعد على توثيق الروابط العاطفية بينهما بسرعة.
الانقلاب الامومي –الابوي في الغرب
من بين الظواهر الغربية التي تطبع اوائل القرن الحادي والعشرين وتوحي بدخول مفاهيم مختلفة الى الالفية الثالثة، واحدة بدأت فعلا تقلق الغرب خصوصا انها تنتشر وبقرار.. هذه الظاهرة هي الانقلاب الامومي –الابوي، حيث الزوج وتحت الحاح رغبة الابوية، يصر مطالبا زوجته بطفل، ليصبح أبا، بينما هي ترفض وباصرار التخلي عن موانع الحمل؟! فهل هو تضاؤل لغريزة الامومة ودوافعها المفترض بها -طبيعيا- في فطرة المرأة؟
هناك في العالم الغربي، باتت المرأة اكثر قدرة على التحكم في أبوة الرجل، خاصة انها تضمن طول عمر خصوبتها، بفعل التطور الطبي، وتؤجل الدخول الى عالم الامومة، هذا ما يلاحظه اخصائيون الطب النسائي والغدد، اذ تغيرت الاحوال كثيرا، فقبل الستينات من القرن العشرين، كان أمر الطفل والاهتمام به يوكل الى المربية في البيت، وكانت الام هي المربية، أما في التسعينات، فقد اختل التوازن وتفشت الظاهرة: رجال يطالبون بحقهم في الابوة، فيما تصر النساء على رفع شعار: طفل عندما اريد.. فما الذي يدفع المرأة الغربية الى تأجيل امومتها؟ وهل يحق لها ذلك؟ وللمسألة بعد طبيعي انساني له علاقة بالغريزة، هل هو نجاح المرأة العملي الذي يثير غيرة الرجال؟ ام رغبة الرجل الملحة في العودة الى أبوته العزيزة.. وتمرد المرأة على مشاعر الامومة وعواطفها؟
وفي كتاب (اسرار الامهات)، تشير كاترين مسوليك محللة نفسية متخصصة بشؤون الامومة، الى وجود ازمة حقيقية عند المرأة الغربية عندما تصبح اما، في حال لم تكن ترغب في انجاب الاطفال.
ولمعرفة الاسباب غير العضوية التي قد تدفع المرأة الى رفض خوض تجربة الامومة، تقول هذه المتخصصة النفسية: ترتبط الحاجة الانجابية عند المرأة ارتباطاً وثيقا بأنوثتها، اما الاسباب التي تمكن وراء عدم احساسها بهذه الرغبة، فهي:
1- وجود خلل ما في طبيعة علاقتها بأمها، فهي باتخاذ قرار العيش من دون اطفال، تقطع نسلها، وترفض ان تكون ابنة لامها.
ان موقفها هذا -بصعوبة تنفيذه- يحتاج الى طاقة نفسية كبيرة والى القدرة على نكران الذات.
2- رغبة المرأة في تحقيق اهداف وطموحات مهنية، في هذه الحالة تتحول هذه الازمة الى طاقة ابداعية.
3- ان ولادة الطفل تحدث عند المرأة الغربية اضطرابات نفسية وفيزيولوجية وهورمونية تجعلها تتمنى في قرارة نفسها تاجيل هذا الحدث حتى لو اعلنت عكس ذلك، مما يؤدي الى العقم او الاجهاض في الحالات التي لا يكون فيها السبب بيولوجيا.
تعليق