بسم الله الرحمن الرحيم
ولله الحمد والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
((قَوِّ عَلى خِدْمَتِكَ جَوارِحى وَاشْدُدْ عَلَى الْعَزيمَةِ جَوانِحي))..
لابد للانسان حينما يريد القيام بعمل ما أن يتوفر فيه عاملان مهمان ألا وهما الارادة والقدرة على أداء ما أراده، فالأول يتمثل بالروح، لأنّ الارادة نابعة من الروح وهي التي تبعث على العمل والتي نسميها العزيمة..
أما دور الجوارح المتمثلة بالاعضاء هو تنفيذ ما عزم عليه الانسان، وبفقدان أحد هذين العاملين لا يمكن للانسان أن ينفذ أي عمل..
قد يقول قائل بأنّ العزيمة موجودة والقدرة موجودة ومع ذلك لا نرانا نعمل العمل الذي عزمنا عليه!!
أقول هذا صحيح في بادئ الأمر، حيث انّ الكثير منّا يملك الارادة ويعزم على أمر ما ولكن هناك مثبّطات لهذه العزيمة هي التي تحول دون الاتيان بالعمل المراد، فتفتر هذه العزيمة الى أن تخبو، وهذه المثبّطات تأتي نتيجة غلبة الشهوات والملذات التي تعترض مع هذا العمل، أو نتيجة التسويف أو الاتكالية أو غيرها من الأمور التي تحول دون فعل العمل المراد فعله..
لهذا جاء هذا الدعاء من خلال هذه الفقرة بالطلب من الله سبحانه وتعالى أن يقوّي الجوارح التي لا يمكن الاتيان بالطاعة والعبادة على أكمل وجه إلاّ بسلامة وقوة هذه الأعضاء..
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل لابد من قوة الروح التي هي قوة الارادة التي تأتي بالشدّ على العزيمة وتقويتها ولا يجعلها تتخاذل أمام المغريات والشهوات التي تعترض للانسان، لأنّ الشيطان الرجيم من المستحيل أن يتركك هكذا تعبد وتطيع دون أن يتدخل فيرمي شباكه وعصيه في طريقك حتى تتعثر وبالتالي تنصرف عمّا نويت وعزمت عليه من الطاعة أو العبادة، لذلك قال الإمام الباقر (عليه السلام): ((من هم بشئ من الخير فليعجله، فإن كل شئ فيه تأخير فإن للشيطان فيه نظرة))..
لذلك فمن يعزم فليبادر الى العمل ويتكل على الله تعالى ((فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ))آل عمران : 159، حتى انّ الله سبحانه وتعالى قد فرّق بين رسله وجعل هناك أولي عزم ومدحهم في كتابه العزيز بقوله تعالى ((فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ))الأحقاف : 35..
والأمر الذي لابد أن نذكره هنا هو أن نستفيد من الأوقات التي نستطيع الاتيان فيها بالطاعات وفعل الخيرات مادام هناك قوة تساعدنا، فقد يأتي يوم لايتوفر الوقت أو القوة التي نستطيع بها عمل ينفعنا للآخرة، وهذا ما يلخصه نبينا الأكرم (صلّى الله عليه وآله) في وصيته لأبي ذر بقوله ((اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحّتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك))..
وكلّ هذا لا يأتي إلاّ بالطلب من الله سبحانه وتعالى وبتوفيقه أن يعطينا القوة بالجوارح والشدّ على العزيمة بالجوانح..
أسال الله تعالى لي ولكم أن يقوّي جوارحنا ويشدد على العزيمة جوانحنا لعمل الطاعات وفعل الخيرات...
ولله الحمد والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
((قَوِّ عَلى خِدْمَتِكَ جَوارِحى وَاشْدُدْ عَلَى الْعَزيمَةِ جَوانِحي))..
لابد للانسان حينما يريد القيام بعمل ما أن يتوفر فيه عاملان مهمان ألا وهما الارادة والقدرة على أداء ما أراده، فالأول يتمثل بالروح، لأنّ الارادة نابعة من الروح وهي التي تبعث على العمل والتي نسميها العزيمة..
أما دور الجوارح المتمثلة بالاعضاء هو تنفيذ ما عزم عليه الانسان، وبفقدان أحد هذين العاملين لا يمكن للانسان أن ينفذ أي عمل..
قد يقول قائل بأنّ العزيمة موجودة والقدرة موجودة ومع ذلك لا نرانا نعمل العمل الذي عزمنا عليه!!
أقول هذا صحيح في بادئ الأمر، حيث انّ الكثير منّا يملك الارادة ويعزم على أمر ما ولكن هناك مثبّطات لهذه العزيمة هي التي تحول دون الاتيان بالعمل المراد، فتفتر هذه العزيمة الى أن تخبو، وهذه المثبّطات تأتي نتيجة غلبة الشهوات والملذات التي تعترض مع هذا العمل، أو نتيجة التسويف أو الاتكالية أو غيرها من الأمور التي تحول دون فعل العمل المراد فعله..
لهذا جاء هذا الدعاء من خلال هذه الفقرة بالطلب من الله سبحانه وتعالى أن يقوّي الجوارح التي لا يمكن الاتيان بالطاعة والعبادة على أكمل وجه إلاّ بسلامة وقوة هذه الأعضاء..
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل لابد من قوة الروح التي هي قوة الارادة التي تأتي بالشدّ على العزيمة وتقويتها ولا يجعلها تتخاذل أمام المغريات والشهوات التي تعترض للانسان، لأنّ الشيطان الرجيم من المستحيل أن يتركك هكذا تعبد وتطيع دون أن يتدخل فيرمي شباكه وعصيه في طريقك حتى تتعثر وبالتالي تنصرف عمّا نويت وعزمت عليه من الطاعة أو العبادة، لذلك قال الإمام الباقر (عليه السلام): ((من هم بشئ من الخير فليعجله، فإن كل شئ فيه تأخير فإن للشيطان فيه نظرة))..
لذلك فمن يعزم فليبادر الى العمل ويتكل على الله تعالى ((فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ))آل عمران : 159، حتى انّ الله سبحانه وتعالى قد فرّق بين رسله وجعل هناك أولي عزم ومدحهم في كتابه العزيز بقوله تعالى ((فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ))الأحقاف : 35..
والأمر الذي لابد أن نذكره هنا هو أن نستفيد من الأوقات التي نستطيع الاتيان فيها بالطاعات وفعل الخيرات مادام هناك قوة تساعدنا، فقد يأتي يوم لايتوفر الوقت أو القوة التي نستطيع بها عمل ينفعنا للآخرة، وهذا ما يلخصه نبينا الأكرم (صلّى الله عليه وآله) في وصيته لأبي ذر بقوله ((اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحّتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك))..
وكلّ هذا لا يأتي إلاّ بالطلب من الله سبحانه وتعالى وبتوفيقه أن يعطينا القوة بالجوارح والشدّ على العزيمة بالجوانح..
أسال الله تعالى لي ولكم أن يقوّي جوارحنا ويشدد على العزيمة جوانحنا لعمل الطاعات وفعل الخيرات...
تعليق