( آية ) في اشكال وجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى : { وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ } [المائدة : 5]
وقبل عرض الاشكال نحتاج لمقدمة : نوضح فيها معنى الاحباط حسب المصطلح الكلامي .
ـ الاحباط في الثوابكالتكفير بالمعاصي والعكس صحيح التكفير في المعاصي كالاحباط في الثواب .
بمعنى : ان الاحباط هورفع ثواب العمل الصالح والطاعة المتقدمة من الانسان بالذنوب والمعاصي المتاخرة .
ويقابله تماما : التَّكْفيرفهو سقوط الذنب بالحسنة ورفع المَعصية بالطاعة والتجاوز والصفح عنها بما لحقها منطاعة و هو معنى : ربنا اغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا . والحاصل فمعنى التكفيرهو رفع المعاصي والذنوب المتقدمة بالثواب والطاعات المتاخرة والاحباط ضده .
وبعد هذه المقدمة نعرض الاشكال :
ـ كيف صح اطلاق الاحباط الذي يتضمن سبق ثواب وطاعات في حين ان الكافي لا ثواب له ولا اجر على ماعمل ؟ او قل : الاحباط ثواب العمل فرع ثبوته فما لم يكن ثمة ثواب كيف يصدق عليهاحباط وابطال ؟ فهل يصدق على ما لا وجود له الاسقاط والابطال والاحباط ؟ مع ان الاية قالت : {وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ} ؟ فاطلقت الاحباط مع الكافر هذا هو الاشكال .
ـ والجواب : هو ان الاحباط يصدق في موردين :
1ـ مع وجود الثواب المترتب على وجود سببه وعلته التامة المركبة من مقتض " العمل " والشرط كالاخلاص والقربة ونحوها وانتفاع المانع .
2ـ ومع وجود المتقضي" العلة الناقصة " وهو هو العمل دون تحقق الشرط او انتفاء المانع .
قال الطبرسي في مجمع البيان 3 / 251
« ومن يكفر بالإيمان » أهل الكتاب ويكون معناه ومن يمتنع عن الإيمان ولم يؤمن وفي قوله « فقد حبط عمله » هنا دلالة على أن حبوط الأعمال لا يترتب على ثبوت الثواب فإن الكافر لايكون له عمل قد ثبت عليه ثواب وإنما يكون له عمل في الظاهر لو لا كفره لكان يستحق الثواب عليه فعبر سبحانه عن هذا العمل بأنه حبط فهو حقيقة معناه " اهـ .
تعليق