بسم الله الرحمن الرحيم
ابن تيمية معروف بمحاولته إخفاء وتكذيب مناقب الامام علي عليه السلام وان كذب وان افترى ومن هذه القضايا التي حاول انكارها حديث المؤاخاة بينم النبي صلى الله عليه واله والامام امير المؤمنين علي عليه السلام فقد تواتر واشتهر عند علماء الحديث ان النبي صلى الله عليه واله قد اخى بين المهاجرين في مكة ثم آخى بينهم وبين الأنصار في المدينة وفي كلا الحالتين اختص النبي صلى الله عليه واله مؤاخاته بعلي عليه السلام لكن ابت نفس ابن تيمية الخضوع لهذه الحقيقة الساطعة لما لها من دلالات خطيرة فهي بلا شك تدل على أفضليته عليه السلام وانه ليس له كفأ من باقي الصحابة ولا اقل ان هذه الفضيلة اهم بكثير من اهم ادلتهم على افضلية ابي بكر وهو خلافة النبي بالصلاة – هذا على تقدير ثبوتها – المهم ننقل لكم أولا انكار ابن تيمية لهذه الحادثة وتكذيبها:يقول: ((أمّا حديث المؤاخاة فباطل موضوع، فإنّ النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لم يؤاخ أحداً.))(1)
ويقول أيضا: ((إنّ النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لم يؤاخ عليّاً ولا غيره، بل كلّ ما روي في هذا فهو كذب.))(2)
ويقول أيضا: ((إنّ أحاديث المؤاخاة لعليّ كلّها موضوعة.))(3)
إنّ الأحاديث في هذه المؤاخاة كثيرة عندهم بشهادة العلماء الثقات بينهم؛ قال الزرقاني المالكي: «وجاءت أحاديث كثيرة في مؤاخاة النبيّ لعليّ؛ وقد روى الترمذي وحسّنه، والحاكم وصحّحه، عن ابن عمر، أنّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال لعليّ: أما ترضى أنْ أكون أخاك؟! قال: بلى قال: أنت أخي في الدنيا والآخرة»(4).
وهذا لفظ الحديث عندهما:
«آخى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بين أصحابه، فجاء عليّ تدمع عيناه فقال: يا رسول اللّه! آخيت بين أصحابك ولم تؤاخ بيني وبين أحد.
فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: أنت أخي في الدنيا والآخرة»(5)
وأخرجه الحاكم مرّةً أخرى بعد بزيادة: «آخى بين أبي بكر وعمر، وبين طلحة والزبير، وبين عثمان بن عفّان وعبدالرحمن بن عوف».
و قال الحافظ ابن حجر في شرح البخاري: «قال ابن عبدالبرّ: كانت المؤاخاة مرّتين، مرّةً بين المهاجرين خاصّة وذلك بمكّة، ومرّةً بين المهاجرين والأنصار» ثمّ ذكر أخبار المؤاخاة عن جماعة من الأئمّة، إلى أنْ قال:
((وأنكر ابن تيميّة في كتاب الردّ على ابن المطهّر الرافضي في المؤاخاة بين المهاجرين وخصوصاً مؤاخاة النبيّ لعليّ؛ قال: لأنّ المؤاخاة شرّعت لإرفاق بعضهم بعضاً، ولتأليف قلوب بعضهم على بعض، فلا معنىً لمؤاخاة النبيّ لأحد منهم، ولا لمؤاخاة مهاجري لمهاجري.
وهذا ردٌّ للنصّ بالقياس.))(6)
وتبعه غيره في ذلك وفي الردّ على ابن تيميّة، كالزرقاني المالكي(7)
1. منهاج السُنّة 4 : 32.
2. منهاج السُنّة 7 : 117.
3. منهاج السُنّة 7 : 361.
4. شرح المواهب اللدنّية 1 : 373.
5. الجامع الكبير 6 : 84 / 3720، المستدرك على الصحيحين 3 : 14.
6. فتح الباري بشرح صحيح البخاري 7 : 216 و 217.
7. شرح المواهب اللدنّية 1 : 373.
تعليق