بقلم:الشيخ حسين الخشيمي
في العام الماضي، وفي مثل هذه الأيام، شهد العالم حركة عجيبة وتدفق رهيب للحشود المليونية القاصدة حرم الإمام الحسين، عليه السلام، لأداء مراسيم زيارة الأربعين؛ كان مشهد هطول الأمطار بغزارة رائعاً جداً وهو يغازل شوارع كربلاء وأرصفتها في بادئ الأمر, ولكن، سرعان ما تحول هذا المطر إلى ما لم يكن في الحسبان! فإذا بالشوارع والأرصفة قد تلاطمت فيها أموج المياه المتراكمة, وكأن سداً منيعاً قد هُدم هناك.. لتخرج منه كل هذه السيول.
كانت الحركة في الشوارع شبه مشلولة, لدرجة أن المدينة أصبحت خالية إلا من بعض المارة, عندها راودني إحساس أن مراسيم زيارة الأربعين ربما تتعطل, أو ينخفض معدل الزائرين الوافدين إلى زيارة قبر السبط الشهيد في كربلاء.
وعلى مقربة من حرم الإمام الحسين، عليه السلام، فُوجئت بمشهد مختلف تماما عن المشهد السابق! فإذا بسيول الزائرين والمعزين يفوق سيول الأمطار التي تسقط على أجسادهم، وكأن الله أراد بهذه الأمطار أن يطهر الأجساد والأرواح معاً في تلك الأيام. أما أصحاب المواكب الحسينية والخيام المعدة لاستقبال الزائرين فقد ابتكروا طرقاً جديدة لضيافة الزائرين تزامناً مع اختلاف الظروف, فكان هناك من يحاول أن يصنع سدودا صغيرة من الرمال والطين لمنع المياه من الدخول إلى الخيام التي كان يستقر فيها الزائر ليأخذ قسطاً من الراحة بعد العناء والتعب، أيضاً هناك من يصنع من أكياس (النايلون) غطاءا واقياً ليحمي الزائرين من مياه الأمطار التي كانت تتساقط بكثافة, فضلاً عن المجاميع الكبيرة من الشباب والشيوخ والنساء الذين كانوا يعدون وجبات الطعام والشراب الساخن ليقدموه لهم ليتخلصوا من شعورهم بالبرد. وأنا أتابع هذه المشاهد أيقنت أن «لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد» كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فحرارة الحسين هذه تدفع بهذه الحشود المليونية كل عام في مثل هذه الأيام لتجدد عهد المواساة والنصرة للأمام الحسين وأهل بيته وأصحابه.
في رواية عن الإمام الرضا عليه السلام أنه قال: "يا ابن شبيب!..إن سرك أن تلقى الله ولا ذنب عليك فزر الحسين.. يا ابن شبيب، إن سرك أن تسكن الغرف المبنية في الجنة مع النبي فالعن قتلة الحسين.. يا ابن شبيب، إن سرك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين فقل متى ذكرتهم: يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما." لذلك نحن نزور الحسين في يوم الأربعين، وفي العاشر من محرم، وفي النصف من شعبان، وليلة الجمعة وسائر أيامنا.
لماذا نزور الحسين في الأربعين؟ سؤال شاذ يعتبره الموالون والمحبون للإمام الحسين عليه السلام، فهم ليسوا بحاجة طرح مثل هذا التساؤل، ولا للإجابة عنه، لأنهم يعرفون جيداً إن فطرتهم السليمة تدعوهم للمسير نحو قبر سيد الشهداء دون أدنى شك في شرعيته، أنهم يرون في زيارتهم ومسيرهم من ديارهم الى كربلاء نصرة واجبة لأمامهم الذي طلب الناصر يوم عاشوراء، كما يعتقدون أن مسيرهم هذا هو لمواساة نساء الحسين اللاتي سبين من كربلاء إلى الشام. ربما كانت تلبيتهم هذه متأخرة نوعاً ما، فمنهم من يتمنى لو انه عاش في زمان الحسين عليه السلام ليكون احد جنده والمستشهدين بين يديه ليضمن الجنة، ويسأل آخر، لماذا لم يمنحني الله فرصة الشهادة كما منحها للحر بن يزيد الرياحي، وحبيب بن مظاهر، وزهير بن القين؟!! بهذا الأسلوب يفكر محبو وعاشقو الإمام الحسين الذين يعرفون لماذا يزورون الحسين في الأربعين. فبأي أسلوب يفكر المرتابون والمشككون؟
في العام الماضي، وفي مثل هذه الأيام، شهد العالم حركة عجيبة وتدفق رهيب للحشود المليونية القاصدة حرم الإمام الحسين، عليه السلام، لأداء مراسيم زيارة الأربعين؛ كان مشهد هطول الأمطار بغزارة رائعاً جداً وهو يغازل شوارع كربلاء وأرصفتها في بادئ الأمر, ولكن، سرعان ما تحول هذا المطر إلى ما لم يكن في الحسبان! فإذا بالشوارع والأرصفة قد تلاطمت فيها أموج المياه المتراكمة, وكأن سداً منيعاً قد هُدم هناك.. لتخرج منه كل هذه السيول.
كانت الحركة في الشوارع شبه مشلولة, لدرجة أن المدينة أصبحت خالية إلا من بعض المارة, عندها راودني إحساس أن مراسيم زيارة الأربعين ربما تتعطل, أو ينخفض معدل الزائرين الوافدين إلى زيارة قبر السبط الشهيد في كربلاء.
وعلى مقربة من حرم الإمام الحسين، عليه السلام، فُوجئت بمشهد مختلف تماما عن المشهد السابق! فإذا بسيول الزائرين والمعزين يفوق سيول الأمطار التي تسقط على أجسادهم، وكأن الله أراد بهذه الأمطار أن يطهر الأجساد والأرواح معاً في تلك الأيام. أما أصحاب المواكب الحسينية والخيام المعدة لاستقبال الزائرين فقد ابتكروا طرقاً جديدة لضيافة الزائرين تزامناً مع اختلاف الظروف, فكان هناك من يحاول أن يصنع سدودا صغيرة من الرمال والطين لمنع المياه من الدخول إلى الخيام التي كان يستقر فيها الزائر ليأخذ قسطاً من الراحة بعد العناء والتعب، أيضاً هناك من يصنع من أكياس (النايلون) غطاءا واقياً ليحمي الزائرين من مياه الأمطار التي كانت تتساقط بكثافة, فضلاً عن المجاميع الكبيرة من الشباب والشيوخ والنساء الذين كانوا يعدون وجبات الطعام والشراب الساخن ليقدموه لهم ليتخلصوا من شعورهم بالبرد. وأنا أتابع هذه المشاهد أيقنت أن «لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد» كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فحرارة الحسين هذه تدفع بهذه الحشود المليونية كل عام في مثل هذه الأيام لتجدد عهد المواساة والنصرة للأمام الحسين وأهل بيته وأصحابه.
في رواية عن الإمام الرضا عليه السلام أنه قال: "يا ابن شبيب!..إن سرك أن تلقى الله ولا ذنب عليك فزر الحسين.. يا ابن شبيب، إن سرك أن تسكن الغرف المبنية في الجنة مع النبي فالعن قتلة الحسين.. يا ابن شبيب، إن سرك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين فقل متى ذكرتهم: يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما." لذلك نحن نزور الحسين في يوم الأربعين، وفي العاشر من محرم، وفي النصف من شعبان، وليلة الجمعة وسائر أيامنا.
لماذا نزور الحسين في الأربعين؟ سؤال شاذ يعتبره الموالون والمحبون للإمام الحسين عليه السلام، فهم ليسوا بحاجة طرح مثل هذا التساؤل، ولا للإجابة عنه، لأنهم يعرفون جيداً إن فطرتهم السليمة تدعوهم للمسير نحو قبر سيد الشهداء دون أدنى شك في شرعيته، أنهم يرون في زيارتهم ومسيرهم من ديارهم الى كربلاء نصرة واجبة لأمامهم الذي طلب الناصر يوم عاشوراء، كما يعتقدون أن مسيرهم هذا هو لمواساة نساء الحسين اللاتي سبين من كربلاء إلى الشام. ربما كانت تلبيتهم هذه متأخرة نوعاً ما، فمنهم من يتمنى لو انه عاش في زمان الحسين عليه السلام ليكون احد جنده والمستشهدين بين يديه ليضمن الجنة، ويسأل آخر، لماذا لم يمنحني الله فرصة الشهادة كما منحها للحر بن يزيد الرياحي، وحبيب بن مظاهر، وزهير بن القين؟!! بهذا الأسلوب يفكر محبو وعاشقو الإمام الحسين الذين يعرفون لماذا يزورون الحسين في الأربعين. فبأي أسلوب يفكر المرتابون والمشككون؟