[ 85 ]
الذي خرج باقي الكلام منه و لا من الخاطر الذي صدر ذلك السجع عنه و لعمر الله لقد جملت الخطبة و حسنتها وزانتها و ما مثلها فيها إلا كآية من الكتاب العزيز يتمثل بها في رسالة أو خطبة فإنها تكون كاللؤلؤة المضيئة تزهر و تنير و تقوم بنفسها و تكتسي الرسالة بها رونقا و تكتسب بها ديباجة . و إذا أردت تحقيق ذلك فانظر إلى السجعة الثانية التي تكلفها ليوازنها بها و هي قوله و لا قعدوا عن صون ديارهم إلا اضمحلوا فإنك إذا نظرت إليها وجدت عليها من التكلف و الغثاثة ما يقوى عندك صدق ما قلته لك . على أن في كلام ابن نباتة في هذا الفصل ما ليس بجيد و هو قوله و حرز طهر الله به أجسامكم فإنه لا يقال في الحرز إنه يطهر الأجسام و لو قال عوض طهر حصن الله به أجسامكم لكان أليق لكنه أراد أن يقول طهر ليكون بإزاء وفر و بإزاء أظهر فأداه حب التقابل إلى ما ليس بجيد
تعليق