[ 345 ]
بها كانت المعارك و الملاحم بضرب يزيل الهام عن مقيله و يذهل الخليل عن خليله . يا أهل العراق يا أهل الشقاق و النفاق الكفرات بعد الفجرات و الغدرات بعد الخترات و النزوة بعد النزوات إن بعثتكم إلى ثغوركم غللتم و خنتم و إن أمنتم أرجفتم و إن خفتم نافقتم لا تذكرون حسنة و لا تشكرون نعمة . هل استخفكم ناكث أو استغواكم غاو أو استفزكم عاص أو استنصركم ظالم أو استعضدكم خالع إلا اتبعتموه و آويتموه و نصرتموه و زكيتموه . يا أهل العراق هل شغب شاغب أو نعب ناعب أو زفر كاذب إلا كنتم أشياعه و أتباعه و حماته و أنصاره . يا أهل العراق أ لم تزجركم المواعظ أ لم تنبهكم الوقائع أ لم تردعكم الحوادث . ثم التفت إلى أهل الشام و هم حول المنبر فقال يا أهل الشام إنما أنا لكم كالظليم الرامح عن فراخه ينفي عنها القذر و يباعد عنها الحجر و يكنها من المطر و يحميها من الضباب و يحرسها من الذئاب . يا أهل الشام أنتم الجنة و الرداء و أنتم العدة و الحذاء . ثم نزل .
تعليق