توجهتْ .. قلوبُنا عند بابها
مدينةُ الفرقان .. صلى المؤمنون
عاشقون
قادمونمن فجرها ...
تركعُ الجباه ُ .. لله , وكأن باب َ القبلة ِ يفتح ُ ذراعيه
الآذانهنا .. شفاء ُ الصدور
الترابُ هنا .. صعيد ٌ طهور
الماءُ هنا .. عذب ٌّ صبور ..
تأتيكقلوب ُ العاشقين .. تدمع ُ عشقها
والخطواتُ , أقدام ٌ تعدها
خُطاهاشعور ُ الورى
في رحلةالمدينة يطرق بابها بصمت , يدخل الى رحاب الحسين , تسكنه الدموع ويرسم من الشمس ورود, ومن جموع الرايات وأعمدة الدخان يكتب نشيد السماء , يزرع بين الأحزان البكاء .. منوادي كربلاء تذوب الروح في راحات اليد , وتدخل الأوجاع صحن سورها مع قلوب من هيام الرحاب.. حمائم ٌ تبحث ُ عن ظل ٍ تجده حولها , عبقا ً يكتسي قدس المكان , تشكي وجعة الأصفادولفحة السياط , يهبط نسيم من ندى يُبلّل الحصى ويجعل التراب نهرا يتوضأ القلوب ..
عن دارأمل الجديدة للطباعة والنشر والتوزيع في سوريا صدر للشاعر علي سلمان الموسوي المجموعةالشعرية السادسة بعنوان " الحسين مدينتي " وتتضمن خمسون قصيدة شعرية ..
تبدأبوقفة اعتذار عندما تهرب الكلمات من لسانه وتختبئ خلف أنامله وعيونه تهطل ُ سحرا ًمنغيث عيني الحسين , وتخجل من بريق الحروف تنزف الدم الأبيض على جبين السطور , يجد نفسهُجائعة ً تلهث ُ العطش َ ولم تسكن حتى تشرب ُ من حب الحسين الأبدي , ولن يطلب شيئاً من ركام الدنيا وخريرها إلا أن يكون عبدا ً يمسّد ُ أحلام الأقدام التي تعدو نحوالحسين زاحفة ً ..
الى.. سيدي وحبيبي الحسين
أنت قلبي الكبير
ومنجرح ٍ بليغ في عينيك
أرىكل الأنبياء .. تودّعك
الى.. دمائك , الى .. ترابك
الى... كواكبك الحمراء
مدينتيأنت ... ودموع أمي
مدينتيأنت ... وصرخات أبي
وهجرحمة آلهية في قلب مليء بالنقاء والصدق .. قلب ٌ يشع ُ نورا ً , يموت مع كل موت ويصحوبعد كل صوت , قلوب ٌ عاطشة تعطي الحياة همسات الدعاء ..ويجعل الترابُ نهرا ً يتوضأالقلوب , يهبط نسيم من ندى يعطر المساء , وقمرا ً مضيئا ً يتفجر ُ بركانا ً في القلوب, يتفقد أرواحها كنخلة ٍ خضراء في وجه البراري , يبحر مع سفينته القلب الى عاشوراءمرتدي ثوب الحزن والأسى ..
قلبكَ الحزين غسل َ أجسادَنا
وجسدٌ طاهر ٌ لطهرنا
وأنتترتدي غيومك َ الفاتنة
تتساقطكالمطر ..
عندانين نهرنا
يزرعونضُحى النار
وخلفالحواشي يضحكون للماء
الذيعبر
تسكنناالدموع من ظمأ القلوب لأن القلب ينبض باسم الحسين لهول المصاب العظيم .. تذرف العيندما ً ودموع كلما مر ّ طيف ألطـّف لبكائهم وعطشهم فيغرق القلب من دهر الحزن والأسىويهتف وينادي يا حسين ..
لماذانذرف ُ الدموع ؟؟
هل أمرتناالسماء
أن نحبك..
أن نتألم.. ؟
الآلامُ ... الدموع
تحرقهاالأجساد
حينترفض الخنوع
ثارتالرمال تحت حوافر الخيل بغضب الشمس وحمى الرياح .. الجرح العميق أبكى العذاب .. أغبّرتالأرض وبكى المعراج .. وإثقال الأرض خف َ وزنهاوانتفضَ قلبُها مع صلوات تشهق الجراح ..بدأ الكسوف والخسوف معا ً وجف ظلام البحر وأغرقعشبها بماء ٍ بخيل ..
اقبّلُ حوافر َ التراب ِ , أن ّ أشُاطر َ أقدامَكم
أكونقديسا ً ... لكونها
تقدستقبلي ...
اغتسلتبسُحب ِ الدماء
كحباتِ مطر ٍ في المحراب
يشربونالأسى ... وآلام العباد
ونزفَ الكرار ُ عطر َ الرضاب
والفقارُ شق َ معقل الليل
عيونالشمس غابت بين عواميد الرمال وقمر ٌ محاصر ٌ في سمائه ِ .. توشح َ السواد في مناياالراحلات ونرى البكاء شموعا ً لن تغيب .. والجنة َ في عينيك تدمعُ الغدير وتحرق لياليالزمن مع قلوب قطّعت معول الظلام ..
تعليق